كلمة الجمعة لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي دام ظله بتاريخ 4 ربيع الآخر 1447هـ

كلمة الجمعة
بسمه تعالى
ليفهم احرار العالم ومستضعفيه إن انتفاضة الأقصى ضد الوجود «الإسرائيلي» قد انهت مسرحية عصر «الاعتدال العربي» و«الناتو العربي» و«الشرق الأوسط الصهيوني».
صحيح نحن في زمن فتنة العولمة الرأسمالية الأميركية المتوحشة كيان بلا مشروع الذي لا يمتلك رؤية حداثوية حضارية مستقلة.. كيان بلا قيم وأخلاق، يسرق باسم الحيل الشرعية والعناوين الثانوية بل يكتفي العيش على هوامش الآخرين بل أن السياسة عنده أصبحت تابعة إلى إيقاع إقليمي ودولي غير قادر على إنتاج مبادرة وطنية ثورية بعيدة عن الفئوية والطائفية والتبعية يعطيه مكاناً بين أهله وشعبه.
وخلال فترة زمنية قصيرة لن يبقى هذا الكيان كما نعرفه بالمعايشة الميدانية، وربما يغدو كياناً وسينهار تماماً كسنة تاريخية، وتتجلى هذه العتمة هذه الكربة هذه الظلمة الحالكة ويعود هذا الكيان المغتصب الى أهله الاصلاء. وحينئذ ستنكشف تاريخية المؤسسة «الدينية» في النجف، والاحزاب الإسلاموية والعلمانوية في العراق، فكأنهما فوق البشر أو فوق التاريخ، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ.
أحمد الحسني البغدادي
النجف الأشرف
4 ربيع الآخر 1447هـ