كلمة الجمعة إنَّ الحق لا يهزم وإنْ طال الزمن لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي دام ظله بتاريخ 18 ربيع الآخر 1447هـ حوارات تجاوزت الخطوط الحمراء.. عماد الخفاجي كلمة الجمعة لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي دام ظله بتاريخ 4 ربيع الآخر 1447هـ كُتُب السيد أحمد الحسني البغدادي تثير الشك لأنها تحمل رائحة الثورة!.. عبد الجواد المگوطر “دين العقل وفقه الواقع” كتاب موسوعي لمفكر موسوعي بقلم المحامي عمر زين فتوى سماحه آية اللّٰه العظمى احمد الحسني البغدادي دام ظله حول حرمة المشاركة في الانتخابات المقبلة في العراق الجريح في الثقافة الدينية اضاءات وتأملات.. تفسيرية جديدة الطبعة الثانية المنقحة والمزيدة بيان ثبـوت هلال شهر شوال الأغر أحمد الحسني البغدادي.. ظاهر المحسن وقفة حول كتاب الثورة والعرفان

حديث المؤتمر القومي العربي التاسع عشر في الجمهورية اليمنية بتاريخ 10 أيار 2008م


حديث

المؤتمر القومي العربي التاسع عشر

في الجمهورية اليمنية بتاريخ 10 أيار 2008م

 

 

جانب من الخطاب التأريخي لسماحة الأخ المرجع القائد أحمد الحسني البغدادي, الذي ألقاه في الجلسة الافتتاحية في المؤتمر القومي العربي التاسع عشر ,المنعقد في صنعاء – الجمهورية اليمنية مساء يوم السبت العاشر من أيار 2008م, في فندق  موفنبييك, وبحضور أكثر من ثلاثمائة وخمسين (مشاركا ومشاركة) غير مسبوقة(كماً ونوعاً) من مختلف الدول العربية.

انبرى الدكتور عزمي بشارة رئيس الجلسة الافتتاحية قائلا: الآن الكلمة لسماحة آية الله أحمد الحسني البغدادي من العراق.   

بسم الله الرحمن الرحيم  

الحمد لله الذي نصر عبده.. وأعز جنده.. وهزم الكفر وحده.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد العربي الصادق الأمين المبعوث رحمة للعالمين.. وآله الطيبين الطاهرين.. وعلى صحبه الأنصار والمهاجرين. 

أيها الأخوة  والأخوات

 سلام الله عليكم ورحمته وبركاته 

     إن الاحتلال الأميركي للوطن الأعز..أفرز تداعيات مرعبة على الصعيد الإقليمي, وعلى صعيد التعاطي مع الاحتلال الفتنوي, وفي  تصوري إن المؤسسة السياسية الإيرانية كانت أكثر اللاعبين أفقيا وعموديا بعد المقاومة الإسلامية في الساحة العراقية,وأكثر المؤثرين والمتأثرين بالمشروع الأميركي في العراق وفي المنطقة من خلال:

  1- ثوابت المؤسسة السياسية الإيرانية منذ انتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمام القائد الأستاذ السيد روح الله الخميني (رضوان الله عليه)التي تؤكد على الصمود والتصدي والثورة والغضب ضد الاستكبار الأميركي والكفر العالمي.

2- يُعد شعب العراق بكل أعراقه وإثنياته..شعباً مسلماً وشقيقاً وجاراً على طول التاريخ, ولاسيما بعد أن غدت حكومته الحالية موالية للمؤسسة السياسية الإيرانية..مع ذلك كله يرى المهتم بالموقف الإيراني من الغزوة الفتنوية الأميركية أن بعضا من رموز الحكومة الحالية ,والمناهضين لهذه الغزوة التوراتية الاستشراقية الأميركية البريطانية , وفي مقدمهم المقاومة الإسلامية السياسية منها والعملياتية العراقية يقف أمام تساؤلات كثيرة لايستهان بها , وذلك لكون الموقف الإيراني  يكتنفه الكثير من الغموض , بل والتناقض الصارخ بين الثوابت الإسلامية التي لاتتبدل ولا تتغير من وجهة قائمة على أساس إطلاقات الأدلة القرآنية والأحاديث الصحيحة وعموماتها...وبين ماتفعله على الثرى الوطني الإسلامي العراقي. 

     إن هذا الغموض الذي يلف موقف المؤسسة السياسية الإيرانية جعل القوى المناهضة والمقاومة كلها, من اليسار والوسط واليمين وفي مقدمهم المقاومة الإسلامية العراقية تحديدا تطرح التساؤلات , بل وتقع في ارتباك وحيرة من خلال رؤيتها ممن يضع في أوليات قاموسها السياسي الثوري الإسلامي تحرير فلسطين كل فلسطين , وتساند المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين إلى ابعد الحدود وبلا تحفظات برغماتية ,في وقت تبدو فيه هي أول من أيَّد العملية السياسية والانتخابات البرلمانية على الطريقة الإسرائيلية, وبالتالي اعترفت علانية بـ((مجلس الحكم)) برئاسة سفيرها المستر ((بول بريمر)).  بالإضافة إلى أنها أول دولة إسلامية يزور رئيس جمهوريتها العراق المعروف بتوجهاته الراديكالية ضد الإمبريالية الأمريكية العراق تحت نير الاحتلال وسياسة الفوضى الخلاقة التي تجري في المنطقة, والتي أطلقتها الحركة الصهيونية ونفذتها الإدارة الأميركية . 

      إن خلط هذه الأوراق السياسية أوجب على القيادة الإيرانية أن تزيل الالتباسات والشكوك من هذا الموقف , الذي ننتظره من الجمهورية الإسلامية,  ويحتم عليها أن تترك والى الأبد سياسة الاستغلال البرغماتي مهما كان حجمه أو طابعه , بل ولا حتى تبريره بشماعة أنه إفراز من إفرازات الاحتلال, بل  ولاحتى تبريره بأنه للحفاظ على الأمن القومي الإيراني, بل أن تتبنى سياسة قرآنية كريمة حتى تكون مصداق قوله تعالى (وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً) من خلال المعطيات التالية: 

       أولا: الجمهورية الإسلامية الإيرانية,والمقاومة الإسلامية العراقية ينبغي أن يكونا شراكة حقيقية في مواجهة الاستكبار الأميركي والكفر العالمي,وإفشال مخططاته العولمية الربوية الليبرالية الإمبريالية ,وعلى المؤسسة السياسية الإيرانية  أن لاتغفل أن المقاومة والممانعة السياسية والعملياتية العراقية لها الفضل الكبير على الجمهورية الإسلامية , التي هي الهدف الثاني لأمريكا بوصفها إحدى دول الشر ,التي أعلن عنها الرئيس بوش ضمن مشروعه المسمى الشرق الأوسط الكبير – الجديد الذي يبدأ بايجاد نموذج نظام ديمقراطي فيدرالي اتحادي في العراق, وبالتالي ينتقل هذا النموذج إلى الجمهورية الإسلامية في إيران أولا, ثم إلى دول المنطقة ثانيا, بيد أن الإدارة الأمريكية  وحلفاءها المحليين لم يستطيعوا تحقيق ذلك بفضل, تلك المقاومة المباركة , وهذا الامرعاد بالفائدة على جمهورية إيران الإسلامية ومصالحها القومية. 

       ثانيا: هل المؤسسة السياسية الإيرانية متفائلة بمستقبلها وطموحاتها ,ومستقبل العراقيين المسلمين وطموحاتهم من موقفها الداعم للعملية السياسية والانتخابات البرلمانية , التي أجريت بإملاءات صهيونية أميركية, التي هي قائمة على المحاصصة الطائفية الموالية للقيادة السياسية الإيرانية؟!..

      وهل القيادة السياسية في إيران عقدت النية على اختزال علاقاتها الصميمية مع العراقيين كلهم من خلال قائمة الإئتلاف الموحدة ,التي تعرف حق المعرفة أكثر من غيرها كيف وصلت إلى استلام تسيير دفة الحكم في هذا الوطن المستباح المحتل ؟!..

       و لماذا  تتدخل المؤسسة السياسية الإيرانية بشؤون الوطن وانتهاك سيادته واستقلاله بسبب ضعفه , ونسف بناه التحتية والاجتماعية كلها ؟!..

 ولماذا تتدخل وكأن موجة التقلبات السياسية الحادة , التي تعصف بواقع الساحة الدولية وتضاريسها الجغرافية من مستجدات طارئة تمت مصادرتها وكأن قائمة الإئتلاف الموحدة سوف لن يلفظهم أبناء العراق وان كانوا باقين؟!..

 أنَسيتْ أو تناست المؤسسة الإسلامية الإيرانية بأن هؤلاء جاءوا على ظهور الدبابات الأمريكية ؟!..   

      ثالثا: العراقيون ينظرون إلى كل خطوة يخطوها الإئتلاف أو كل فكرة يقدمها الائتلاف بأنها قادمة لامحالة من إملاءات المؤسسة السياسية الإيرانية, وبذلك حينما يرون السكوت المطبق من الإيرانيين عن مشروع يطرحه الإئتلاف هوبمثابة علامة رضى بين العراقيين , وهذا ينعكس على موقف النظام الإسلامي في إيران من مشاريع التقسيم ,التي تطرحها تلك القائمة بإلحاح, ومنها مخططات الفيدرالية, التي يجري الترويج لها بين الحين والأخر لا في العراق وحسب ,بل حتى في السودان مروراً بلبنان وصولاً إلى إقامة كيانات انفصالية باتت المؤسسة السياسية الإيرانية تدرك تماما الخرائط الجديدة للدويلات المرشحة في المنطقة بوصفها الضمانة الحقيقية الدائمة للحضور الاستعماري في العراق والمنطقة ,وللوجود الصهيوني الاستيطاني في فلسطين.

      رابعا: هناك محاولات عزل العراق عن محيطه العربي الإسلامي, وإنهاء عروبة العراقيين كلها, والمؤسسة السياسية الإيرانية تدرك تماماً ماذا يعني إنهاء ومسخ قومية الإنسان فطرياً!...صحيح لاتوجد صداقات دائمة, ولا عداوات دائمة , وإنما هناك سياسة مصالح , ونحن لا  نناشد المؤسسة السياسة في الجمهورية الإسلامية بأن تضحي بوجودها على حساب مصالحها الإقليمية والدولية في سبيل مصالحنا وحسب.

      إن الحوار منفذ رئيسي لحل هذه الإشكالات والالتباسات المتعددة , التي يمكن اللعب بها ,والعزف على أوتارها ,التي طرحتها بشكل دقيق ومختزل فقط,ويمكن توضيح خطورة فصول المؤامرة التي تستهدف إيران كجمهورية إسلامية ودولة مؤسساتية فيما اذا آمن الكثير من العراقيين بأنها هي العدو الأول ,وأمريكا هي العدو الثاني ,كما نجحت الإدارة الأميركية - حينذاك- في حمل بعض رموز المعارضة العراقية للنظام السابق للاحتلال إلى اعتبار ذلك النظام أشد خطورة من الاحتلال ذاته,بل اعتبار احتلال أميركا للوطن الجريح (تحريراً),وديمومته ورفض خروجه بجدولة زمنية منعاً لنشوب حرب أهلية,وهذه القناعات بدأت إرهاصاتها تتبلور ,وإن تحققت في الحرب العراقية الايرانية ان تقع الدولتان المسلمتان الشقيقتان في الفخ الصهيوني الاميركي من أجل تدمير الدولتين من أقوى دول المنطقة.

       السؤال الذي يطرح ذاته في هذا الظرف العصيب, الذي تمر به المنطقة: من المستفيد من مساندة العملية السياسية الجارية تحت مظلة الاحتلال الفاقد للعواصم الخمسة المشهورة, ودعم حكومة الاحتلال الطائفية؟!..

     ماهو التفسير الإسلامي لتمزيق النسيج الاجتماعي العراقي, حتى ليظهر الوطن المسالم الأصيل ماهو إلا عبارة عن بؤرة صراعات بين المذاهب والأعراق؟!..

    وماهو التبرير للخطاب الإيراني المزدوج بين عدائه – القديم الحديث- للشيطان الأكبر, ودعمه اللا محدود للمقاومة الفلسطينية واللبنانية وللممانعة السورية ظاهرا ً.. وبين عدم مبالاته للمشروع الصهيوني الأميركي في العراق؟!..

      في تصوري إن المستفيد من هذا كله أو ذاك هو الولايات المتحدة الأمريكية راعية مشروع الشرق الأوسط القديم – الجديد, وعندها نقرأ على الشعبين الشقيقين السلام , وإلا يحتم علينا العمل الجاد والمثمر, وعليه يترتب الأثر القانوني والشرعي- وتطوير ماهو إيجابي في هذه العلاقة الصميمية الجدلية بين العراقيين والإيرانيين من وحدة العقيدة والشريعة العملية الأمر الذي يقضي بإيجاد قاسم مشترك بين الشعبين هدفه أواصر الكفاح والمصالح المشتركة بما يخدم التوجهات المستقبلية وإنهاء حالة الصراع والجراح بين البلدين ,وإقامة العلاقات على أسس ومبادئ تقوم على المنافع المتبادلة حاضرا ومستقبلا,فإن مصلحة الجانبين تقتضي كذلك معالجة جريئة وصريحة وصادقة لحل كل الإشكالات والالتباسات والمشكلات القائمة في وجه هذه العلاقة ,والتي يحاول منظرو دهاقنة المخطط الصهيوني الأمريكي توظيفها وإثارتها بمسميات مختلفة ,وصيغ جديدة مبتكرة مستفيدين من جراح وحساسيات ورواسب مازالت تتحكم بضفتي هذه العلاقة ,وبالتالي شجب كل الدعوات التوراتية الاستشراقية بين الشعبين , مع علمنا بمحاولات منع إيران من الحصول على التكنولوجيا النووية السلمية, والإعداد لضربها لصالح العدو الصهيوني, وأن لا تفقد المقاومة الإسلامية السياسية منها والعملياتية البوصلة الرئيسية ,وأن يبقى تركيزها على مناهضة الاحتلال بوصفه هو المسؤول الأول والأخير عن كل التسيب والضياع والدمار والبوار والأحزان في العراق وفي المنطقة ,هذا وأن إيران تمر بمرحلة جديدة بالإمكان استثمارها لبناء أفضل الصلات , وامتن العلاقات من خلال نجاح هذه الدعوة مرتبط تحديدا بجملة مبادرات ملحة تسعى بكل طاقاتها وإمكانياتها المؤسسة السياسية الإيرانية لدراسة السيناريوهات العراقية بشمولية وعمق وللتحقيق والتقصي على صعيد حساب الاحتمالات والعملية الاستقرائية في صحة مايتردد من إشاعات  أو معلومات ,فتجري ماهو واقع منها بروح رسالية حضارية أصيلة ,والابتعاد عن كل الطروحات التقليدية, التي يتسم بها   بعضهم من الفنيين في المؤسسة السياسية الإيرانية, الذين يعتقدون بأن العمل بطريقة اقتناص الفرص واغتنامها هو الأسلوب الأمثل لبناء العلاقات الإستراتيجية العراقية - الإيرانية 

((الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.  

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha