كلمة الجمعة إنَّ الحق لا يهزم وإنْ طال الزمن لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي دام ظله بتاريخ 18 ربيع الآخر 1447هـ

كلمة الجمعة
إنَّ الحق لا يهزم وإنْ طال الزمن
بسمه تعالى
إنَّ الذين نفذوا عملية طوفان الأقصى ابتهجوا في هذا الانتصار العظيم.
بَيَّدَ أن البعض يتصور ان الذين خاضوا هذه المعركة الخاطفة «ندموا» على تنفيذها وانتهى محور المقاومة وأُبيدت غزة بشراً وحجراً وشجراً! ولكن هؤلاء على وهم كبير إنَّ عملية السابع من اكتوبر إِستهدفت كسر إِرادة البقاء، وكسر إِرادة القتال. فإذا كان الكيان الصهيوني المصطنع يقف على بساط إرادة البقاء فإنَّ سحب هذا البساط هو الذي يؤدي الى إسقاطه بالضرورة التاريخية الحتمية، وهذه المحاولة تنسجم مع طبيعة طوفان الاقصى، فحين لجأت حركة حماس الإسلامية الى بث الفوضى في المستوطنات كان ذلك رسالة مكشوفة لكل المواطنين «الإسرائيليين» بأنَّ كلَّ ما يسمعونه من الإعلام الصهيوني عن صلابة «الأَمن الاسرائيلي»، هو مجرد اوهام. فقد إستطاعت الحركة الإسلامية بإمكانياتها المتواضعة أن تخترق خمسين كيلو في فترة زمنية ليست بطويلة، وأن تأسر وتقتل وتسيطر على مراكز وقواعد عسكرية فأيُّ أمن وأمان بعد ذلك أَن يطمئن به المواطن اليهودي؟
إن صمود وتصدي حماس الى الآن هو مِن أَهم الأسباب والمسببات التي تؤدي الى كسر إرادة القتال لدى الجيش «الإسرائيلي»، فبعد سنتين من القصف العنيف والقاء الجيش «الإسرائيلي» بكل إمكانياته على قطاع غزة فإنَّهُ الى اليوم لم يستطع أن يأسر عنصراً واحداً من حركة حماس ولم يستطع أن يسيطر على أكثر من ثلاثين بالمئة من القطاع، وكلما تأخر الحسم العسكري زادت حالة الاحباط فى صفوف الجيش «الإسرائيلي».
ولهذا السبب بادر الرئيس ترامب ونتنياهو الى وقف اطلاق النار، وانهاء الحرب على غزة، إذن، إنَّ المقاومة ليست البندقية المقاتلة فقط وفقط بل لا ريب أن الحق لا يهزم وإِنَّ طال الزمن فالفجر من غزة قادم لاستنقاذ مستضعفي العالم وكسر شوكة الاحتلال ودقت المسمار الأخير فى نعش كيانه اللقيط (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) سورة ال عمران، 126.
احمد الحسني البغدادي
النجف الاشرف
18 ربيع الآخر 1447هـ