حديث مع ثلة من الاسلاميين الوطنيين المستقلين بتاريخ 12 آب 2003 م
حديث
مع ثلة من الاسلاميين الوطنيين المستقلين بتاريخ 12 آب 2003م
حديث جرى مع سماحته ــ بارك الله عمره المديد ــ مع ثلة من الاسلاميين الوطنيين المستقلين منهم وغير المستقلين الذين اجروا مشاورات مع سماحته وقد دام اللقاء زهاء الساعتين حيث تناول اخر التطورات في الساحة العراقية والاقليمية والعالمية .. وبالتالي ختم حديثه الثوري القيم في نقد مجلس الحكم الانتقالي بعد ان حمد الله واثنى عليه وصلى على النبي محمد واله الاطهار وصحبه المهاجرين والانصار الذين اتبعوه بالاحسان بتاريخ 14 جمادي الاخر 1424هـ المصادف 12 آب 2003 م
((فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض))
ان تأليف مجلس الحكم الانتقالي تحت نير الاحتلال الاميركي يتحول إلى مخابيء يندس وراءه اللصوص ، والقتلة ، وكل الملوثين والمخادعين والمتسللين .. ليمارسوا تحت مظلته ذنوبهم.. وكأنهم يصنعون للعراق الجريح مجده وخلوده من جديد .
ان تأليف مجلس الحكم الانتقالي تحت نير الاحتلال الاميركي .. هو اكبر واكذب غطاء.. يغطي اقبح واوقح الاكاذيب والاحقاد ونيات الغدر والعدوان
والتسلط والاستغلال لثروات العراق انه غطاء لكل اللصوص والقتلة والمغامرين والملوثين والمتسللين .. انه غطاء عدواني كذاب .
ان المجلس لا يعني إلا وضع كل الناس كل التاريخ كل الظروف .. في مقياس واحد في نموذج واحد لا يعني إلا ان يصبح إنسان واحد ، أو جماعة واحدة ، أو مقطع من مقاطع التاريخ كل التاريخ .
لهذا انا ارفض كل ذلك تحت أي شعار .. تحت أي فكرة تختفي وراءها اضخم الاكاذيب وافجر الطغاة والمعلمين .
لهذا انا ارفض الاحتلال الاميركي .. والدكتاتورية الصدامية سواء بسواء .
لهذا انا ارفض مجلس الحكم الانتقالي الذي يعلمني كيف اكون ذليلاً خنوعا .. كيف اكون عميلا جاسوسا .. كيف اكون طاغوتا سياسيا.. كيف اؤمن بذلك .. كيف اهتف لمن يدعونني اليه ، لمن يوقعونه بي .
لهذا انا لست منافقا.. لست دجالاً ..
انا ارفض ان يكون فوق رأسي محتل كافر فاقد للعواصم الخمسة كألاسلام والجزية لا يسوغ سلطانه عليَ .. يكذب رسالة محمد خاتم الانبياء ، ويستهين بشريعته السمحاء ، أو مستكبر متجبر له صلاحيات حق الفيتو ، يذهب وينفذ ضدي طموحه العولمي المتصهين المتوحش ، واحقاده الصليبية التاريخية المتجذرة ، وعاهاته النفسية والعقلية المزمنة ، يذهب يفرضها على بلدي وتراثي على حياتي وتاريخي .. تحت اسم محبب .. تحت علم ملون .. تحت شعار هائل .. تحت اكذوبة التحرير البليدة.
لهذا انا ارفض الاحتلال الاميركي .. والدكتاتورية الصدامية سواء بسواء .
لهذا انا ارفض مجلس الحكم الانتقالي الذي يضع فوقي ، فوق كل عراقي شريف ، فوق الحوزة العلمية كلها ابهظ واجهل واخبث الطغاة الزنادقة الابالسة ليؤدوا افاتهم المسمومة الخبيثة .. تحت الاسماء المحببة .. تحت الاعلام الملونة .. تحت الصيحات الصارخة .. تحت اقبح الطبول .
لهذا انا ارفض المجلس مادام تحت نير الاحتلال المباشر .
لهذا انا اقاومه .. لهذا انا لست منافقا .. لست دجالا .
انا ارفض ان يكون الامس هو اليوم ، هو الغد ، هو الابد .. واطياف مجلس الحكم، ليست إلا محاولة لتوكيد طاغوت الامس على اليوم إلى الابد .
لهذا انا ارفض الاحتلال الاميركي .. والدكتاتورية الصدامية سواء بسواء .
لهذا انا لست منافقا .. لست دجالا .
ان اطياف المجلس الانتقالي ، أو يراد بها ان تتحول إلى هذه القوة الاخرى ، لهذا المنطق الاستبدادي الاعلى ، لهذا انا ارفضها ، كما رفضت بألامس الدكتاتورية الصدامية .
هل تركت الاطياف من خلال مجلسها الانتقالي للإنسان العراقي شيئا من الحرية ، أو شيئا من الكرامة ، أو شيئا من الاكتفاء الذاتي ، أو شيئا من الامن ، أو شيئا من القدرة على الرؤية ، أو على التعامل مع الاشياء ، ومع الاخرين .. لهذا انا ارفضها ، كما رفضت بألامس الدكتاتورية الصدامية .
لقد حولت الادارة الاميركية - من خلال صنيعتها المهزوم - الإنسان العراقي إلى وحش بليد لقد جعلته وحشا عدوانيا مفترساً لا يستطيع ان يفكر ، أو يفهم ، أو يرى.. لا يستطيع ان ينقد مواقفه البليدة ..لا يستطيع ان يقيم أي حوار مع نفسه ، أو ضد نفسه .. أو مع الاخرين .. جعلته اعمى البصيرة التاريخية .. جعلته لا يرى الوحل الذي تغوص فيه اقدامه ، لا يرى الاشواك التي يمتد عليها طريقه .. جعلته خامدا .. جعلته لا يستطيع الاحتجاج، والغضب ضد شيء .. جعلته لا يحتج بالشعور ، أو بالرؤية ، أو بالرفض والمقاومة انه ـ إذن ـ لا يحتج ، وانما يصيح ويهتف بلا احتجاج ، بلا رفض ، بلا رؤية ، بلا مقاومة .
لهذا انا ارفض الاحتلال الاميركي .. والدكتاتورية الصدامية سواء بسواء .
لهذا انا لست منافقا .. لست دجالا .
ان هؤلاء وهؤلاء .. لا يريدون ان يحرروا الإنسان العراقي بكل مذاهبه واعراقه بعيدا عن الاملاءات الاميركية .. ان يرتفعوا به فوق نفسه .. انهم لا يريدون به فوق انفسهم .. ان يرتفعوا فوقه .. انهم محاربون للإنسان العراقي .. انهم ليسوا منقذين له.. ليسوا محاربين دونه .. انهم مسيرون لا مخيرون.. انهم مع المستكبرين لا مع المستضعفين .
بسم الله الرحمن الرحيم ((بشر المنافقين بأن لهم عذابا اليما الذين يتخذون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ايبتغون عندهم العزة فأن العزة لله جميعاً))
والله اكبر وجهاد حتى النصر .