حديث المؤتمر العالمي التضامني مع المقاومة الوطنية العراقية المنعقد في مقاطعة سيينا- ايطاليا بتاريخ 24 آذار 2007م
حديث
المؤتمر العالمي التضامني مع المقاومة الوطنية العراقية
المنعقد في مقاطعة سيينا- ايطاليا بتاريخ 24 آذار 2007م
جانب من الخطاب التاريخي لسماحة الفقيه المرجع احمد الحسني البغدادي القاه عبر الهاتف مباشرة على المؤتمر العالمي التضامني مع المقاومة الوطنية العراقية المنعقد في كيانكيانوتيرمي، مقاطعة سيينا- ايطاليا من قبل معسكر القوى المناهضة للامبريالية المصادف في يوم الرابع والعشرين من آذار 2007 ميلادية
بسم الله رب المستضعفين
ايها الاخوة والاخوات
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
ان الادارة الاميركية المصهينة لم ولن تكن مؤسسة انسانية حضارية تستهدف من خلال جيشها الغازي انقاذ بلاد الرافدين، وخلاص شرائحه الاجتماعية المختلفة من الاستبداد والدكتاتورية، وانما اجتاحت العراق من خلال الحرب الاستباقية خلافاً للشرائع السماوية والقوانين الارضية في سبيل تحقيق مشروع الشرق الاوسط الكبير في المنطقة برمتها، وليس العراق وحسب.
ان الادارة الاميركية المصهينة كانت تتصور بأن الشعب العراقي، بكل اعراقه وبكل مذاهبه، وبكل اطيافه- سوف يبث الورود والزهور على دباباتهم وعلى جنودهم- بوصفه عاش الاستبدد والدكتاتورية اكثر من ثلاثة عقود متتالية، بل وعاش معاناة الحصار الاقتصادي الظالم لمدة ثلاثة عشر سنة تقريباً، وكان هذا الحصار مقصوداً في سبيل ترويض هذا الشعب بكل مكوناته حتى يخضع لكل احتلال مهما كانت مقاصده، ولكن فوجئت الادارة الاميركية المصهينة بمقاومة نوعية على صعيد حرب العصابات التي تعتمد أسلوب الكر والفر.
ومن هنا.. تركت الادارة الاميركية المصهينة نغمة تحقيق مشروع الشرق الاوسط الكبير في المنطقة بالنار والحديد.. حينما غيرت الحاكم العسكري:((جاي غارنر)) الذي نصب أبان سقوط بغداد مباشرة، واستبدلته بحاكم آخر هو:((بول برايمر)) حاكماً على الوطن الاعز، والامة المرحومة، لكن حظه هو الاخر لم يكن افضل واحسن من صاحبه نتيجة تصدي وصمود وتصاعد المقاومة السياسية والعميلياتية الوطنية منها والاسلامية، ثم لجأت الى خطوة تزينية اخرى هي اختلاق:((مجلس الحكم))، والمكون من اليمين المنافق واليسار الانتهازي في محاولة فاشلة لكسب التأييد الاقليمي والدولي، وفعلاً فشل هذا المجلس بوصفه قائماً على المحاصصة العرقية والاثنية، ثم بادرت الى تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة غير منتخبة، لتغدوا بديلاً((غير شرعي)) عن مجلس الحكم المشبوه، وان:((جون نغروبونتي)) بطل القتل الجماعي في اميركا اللاتينية سيكون البديل الاستثنائي عن المندوب السامي:((بول برايمر)) في ادارة بلاد الرافدين، وهي تعلم علم اليقين ان الوزارة الانتقالية الجديدة لم ولن تستطيع ان تغير شيئاً، وانها لم ولن تستطيع(مثلاً) ان تطرد موظفاً بسيطاً من السفارة الاميركية في العراق. كانت تظن ان كل هذه المبادرات الديماغوجية(التضليلية) سوف يعطيها صفة الشرعية ويرفع عنها صفة المحتل المستكبر الفاقد للعواصم الخمسة المشهورة في الساحة الفقهية.
ومن هنا.. تبرز اهمية معالم المقاومة السياسية والعملياتية الوطنية منها والاسلامية.. كعنصر فاعل في المشهد الاقليمي بما تمتلكه من فعالية، وما اثبتته من جدارة نحو الافضل والاحسن والارقى.. سوف تسقط كل الاقنعة الديماغوجية وبخاصة سيناريو اشعال فتيل الحرب الاهلية التي يبشر بها صقور الادارة الاميركية من المحافظين الجدد مرات ومرات، ولكن ليعلم الاميركان والتابعين لهم ان لا حرب أهلية، ولا محاصصة، ولا فيدرالية.. تتحقق في العراق مادام هناك شعب مناضل عنيد يسعى لتحرير الارض والانسان من هيمنة الاحتلال الاميركي- البريطاني.. وما دام هناك مقاومة عملياتية شجاعة مستمرة بلا هوادة من الشمال الى الجنوب، مثلما استمرت نظيرتها في فلسطين المحتلة، ولم تتأثر بالانتخابات، وخارطة الطريق، والمشروع الاميركي الجديد سينتقل من فشل الى فشل ذريع، وسيضطر الاميركان في اخر المطاف الى هزيمة منكرة من العراق، كما فعل الاجداد حينما هزموا اكبر قوة عرفها التاريخ الحديث(انذاك) في ثورة الثلاثين من حزيران العام 1920 ميلادية، وهي بريطانيا العظمى التي لا تغيب عنها الشمس...
ايها الاخوة والاخوات..
واليوم ان الحديث المتداول في الشارع العراقي حول عدم كفاءة الحكومة(المنتخبة) بسبب المفاجئآت المرعبة التي نشاهدها في كل ساعة من قبيل: القتل، والاختطاف، والتهجير، وجثث ملقاة في النفايات العامة بعد تعذيب وتمثيل بها، واصوات ترعب الاطفال والنساء والشيوخ بسبب انفجارات العبوات الناسفة، والسيارات المفخخة، والميليشيات المسلحة تسرح وتمرح في الشوارع العامة تعبث دون رادع يردعها، اوقانون يحدها في حين يبقى ما يسمى بـ((الجيش والشرطة الوطنية)) سيف مسلط على رقاب المواطنين الذين لا ناقة لهم ولا جمل تكمل مع الميليشيات احداهما الاخرى، فسيان عندنا قاتل مأجور يجوب الشوارع، وجندي اوشرطي فيها لاحول له ولا قوة.. اختلفت التقاليد، والموازين، والقيم حتى نرى بأم اعيننا ارتال قوات الغزوالاميركي تفعل ما تشاء، وتترك ما تريد، وتعتقل ما هب ودب بحجة مكافحة الارهاب والارهابيين، تقابلها مقاومة سياسية وعملياتية من رجال اشداء على الكفار رحماء فيما بينهم، نذروا انفسهم، وبذلوا اموالهم في سبيل تحرير العراق، وحماية الانسان العراقي.
ان هول هذه الازمة لا تحل الا باستئناف السلطة الشرعية المطلقة الى الشعب العراقي وقيامه بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية كضرورة تأريخية ملحة، لانتشال الوطن الاعز من عنق الزجاجة، وتطويره في مصاف دول العالم المتقدمة، وانطلاقاً من هذا الفهم والشعور بالمسؤولية الاسلامية الملقاة على عاتقنا نطرح تطبيق هذه الشروط الرئيسية التالية:
1- الاعتراف بالمقاومة الاسلامية والوطنية السياسية منها والعملياتية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي.
2- مقاطعة المحتل الاميركي والتابعين له بكل الطرق المتاحة واكثرها فعالية هو: عدم القاء السلام والتحية عليهم، ورفض مناصبهم السيادية والخدمية، وعدم قبول الهدايا منهم، وعدم تقديم النصيحة، اوالمشورة لهم، ومقاطعة كل من يمت بالعملية السياسية.. سواء كان الاستفتاء، اوالترشيح، اوالتصويت للمجالس البلدية، اوالنيابية، وتفعيل الرأي الشعبي العام بطرد المحتلين الغزاة.
3- اعتبار الامم المتحدة شريكاً حقيقياً وفاعلاً رئيسياً في ابادة مئات الالاف من اطفال العراق ابان الحصار الاقتصادي الظالم الذي فرض على الشعب العراقي حتى سقوط بغداد العام 2003م، وتعويض المتضررين الذين ماتوا جوعاً من جراء ذلك.
4- اعادة جميع الاموال والاسلحة الثقيلة التي سرقها المحتل من العراق، وتعويض الاضرار المادية التي اصابت البنى التحتية التي تقدر باكثر من ترليون دولار، مضافاً دفع الدية الشرعية لكل عراقي قتل خطأً، اوعمداً.
5- تعتبر القوانين التي تم اصدارها، والاتفاقات والصفقات التي ابرمت تحت مظلة الاحتلال باطلة جملة وتفصيلا.
6- اعادة الجيش العراقي للعمل في مؤسساته بعد محاسبة المسيئيين للشعب العراقي.
7- اعتذار الادارة الاميركية لعدوانها على دولة ذا سيادة مستقلة، وتعويض جميع الخسائر التي لحقت بالعراق من جراء الغزوالغاشم.
8- التعهد الرسمي بعدم التدخل في شؤون العراق الداخلية.
9- ان تبادر الدول العربية والاسلامية للشعب العراقي بالاعتذار عما اقترفته بحقه من جراء المشاركة في الحصار الاقتصادي الظالم، ودورها في تسهيل الغزووالاحتلال الاجنبي.
10- ان تمتنع الحكومات العربية والاسلامية عن اضفاء الشرعية على الحكومات المنصوبة من قبل الاميركان، ولا تعطي لها رخصة المشاركة في المحافل العربية والاسلامية، وتعلن مقاطعتها لاي فعالية تشارك بها حكومات القابعين في المنطقة الخضراء في بغداد.
11- السعي الجاد في مساهمة الدول العربية والاسلامية في عملية اعمار العراق.
12- ان تعيد الحكومات العربية والاسلامية جميع الاموال والممتلكات الموجودة لديها، والفوائد للدولة الوطنية العراقية.
13- ان تتعهد باحتجاز من اقيم في اراضيها الذين اساءوا للشعب العراقي قبل الاحتلال وبعده، وتسليمهم للسلطة الشرعية المنتخبة بوصفها الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي، والله اكبر وجهاد حتى النصر.