حديث المؤتمر القومي العربي السابع عشر في المملكة المغربية بتاريخ الخامس من آيار 2006م
حديث
المؤتمر القومي العربي السابع عشر
في المملكة المغربية بتاريخ الجمعة الخامس من آيار 2006م
جانب من الخطاب الارتجالي التأريخي لسماحة أية الله العظمى السيد المجاهد احمد الحسني البغدادي الذي القاه في الجلسة الافتتاحية في المؤتمر القومي العربي السابع عشر المنعقد في الدار البيضاء في المملكة المغربية صباح يوم الجمعة الخامس من آيار 2006، في فندق ريفولي، وبحضور اكثر من ثلاثمائة وخمسون مشاركاً ومشاركة غير مسبوقة(كماً ونوعاً) من مختلف الدول العربية.
انبرى الدكتور خير الدين حسيب الامين العام السابق، ورئيس الجلسة الافتتاحية(حالياً).. قائلاً: الان الكلمة لمناضل ومقاوم آخر.. من العراق سماحة آية الله الشيخ احمد الحسني البغدادي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نصر عبده.. وأعز جنده.. وهزم الاستكبار وحده.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد العربي الصادق الامين المبعوث رحمة للعالمين.. وآله الطيبين الطاهرين.. وعلى صحبه الانصار والمهاجرين.
ايها الاخوة والاخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجهاد الاسلامي من وجهة فقهية إسلامية.. ينقسم الى قسمين جهاد ابتدائي، وجهاد دفاعي.
اما الجهاد الابتدائي معناه غزوالعالم من أجل نشر كلمة التوحيد والرسالة والقرآن.. الا ان هذه المسألة مشروطة بوجود المعصوم – عليه افضل الصلاة والسلام – والرجوع اليه، والاستئذان منه، بيد انه شذ عن هذا الرأي المشهور الفقهي ثلة من فقهاء العصر، وقالوا: لا يشترط بوجود المعصوم(ع)، والرجوع اليه، والاستئذان منه، فيما اذا تهيأت الظروف الموضوعية والذاتية، وتهيأ الجند والسلاح والمال، بل وحتى لواقتضت الضرورة استعمال السلاح المحرم دولياً.. كالبايلوجي والكيمياوي والجرثومي في سبيل تطبيق شرعية ومصداقية ونشر كلمة: لا اله الا الله.. محمد رسول الله على قبة موسكو، وعلى قبة واشنطن، وعلى قبة باريس، بيد ان هذه نظرية لا يمكن تحقيقها على صعيد الضربة الاستباقية، وذلك لوجود التسيب والضياع والدمار والبوار والاستحمار الذي يصيب هذه الامة على امتداد الوطن الاسلامي الكبير، ولوجود الهيمنة العولمية الرأسمالية الربوية المتوحشة، والاستقراطية العالمية التي تحكمها، وبالتالي وجود القطب الاحادي الكوني المنفرد في الساحة الدولية.
ايها الاخوة والاخوات
هذا هوالجهاد الابتدائي في معالمه الرئيسية.. وهذا بخلاف الجهاد الدفاعي فان معناه هوصد أي هجوم كافر مستكبر محارب فاقد للعواصم الخمسة المشهورة كالاسلام والجزية، ولا يشترط في قتاله مراجعة فقيه، اومرجع ديني، اوقائد إسلامي اطلاقاً، بوصفه جهاد عين، وواجب على كل مسلم ومسلمة، وبلا استئذان أحد منهم، حتى لولم يؤد الكافر المحارب ضرراً في الشريعة والدين.. بل حتى لواعطى الحرية الكاملة لممارسة شعائرنا وطقوسنا الدينية، نقاتل بالرصاص الحي في سبيل صد هذا العدوان، بل وطرده عن ارض الاسلام.. بل حتى لوهدرت آخر قطرة من دمائنا.. ولونسفت آخر بنانا التحتية.. وسرقت كل ثرواتنا الطبيعية.. بل حتى لواكلنا القمامة.. نرفع البندقية المقاتلة ونقاتل ضد المحتلين الاميركان والبريطانيين الغزاة من أجل اعلاء كلمة التوحيد والرسالة والقرآن، ومن اجل صيانة الانفس والاعراض والاموال التي اكدتها اطلاقات الادلة القرآنية الكريمة، والحديثية الصحيحة وعموماتها بحرمة موالاة الكافرين، ونفي سبيل الكافرين على المسلمين، وامتنانه تعالى بكف ايدي الكافرين على المسلمين، والنهي عن المنكر.. وكثير غيرها من الادلة التي تؤكد باصرار على عدم مشروعية سيادة الكافرين على المسلمين.
ايها الاخوة والاخوات
ان شعب العراق، بكل مكوناته، واعراقه، ومذاهبه نسيج واحد له علاقات عائلية سببية تارة، ونسبية تارة اخرى، فلا يمكن بأي حال من الاحوال تحقيق الفتنة الطائفية، انما هناك حرب سيارات مفخخة، واحزمة ناسفة – وكما هومعروف – ان هذه الجرائم – النكراء اوتلك – حسب التقارير السرية التي نشرتها الصحف الاميركية والبريطانية – هي من مخطط الموساد الاسرائيلي والسي.آي.أي الاميركية لاجل تشويه سمعة المقاومة العراقية، واشعال الفتنة الطائفية، ولهذا نشاهد بأن الاعلام المضلل يصف ما يحدث بأنه من القتل على الهوية، والحقيقة ان ليس هناك قتل على الهوية، بل ان مايحصل هو قتلٌ على اللاهوية، لان المفخخات والاحزمة الناسفة تتفجر في مناطق كلها سنية وفي مناطق كلها شيعية لا تستثني احدا من الناس اطلاقاً.
والدليل على ذلك اضرب لكم مثلاً حياً.. حين تنطلق مركبة أومركبات عدة من محافظة(بابل) الأثرية متوجهة صوب بغداد وبالعكس سالكة الطريق العام الذي يربط بغداد ببابل يوقفها فجأة رتل أميركي فيمنع هذه المركبات من تكملة سيرها على الطريق العام ويوجهونها إلى طرق ترابية ملتوية تغص بالأحراج والبساتين الكثيفة، ليخرج الملثمون الإرهابيون عليهم ويطلبون منهم شتم الإمام علي، ونجد أن في تلك المركبة هناك عراقي سني وآخر شيعي، فالشيعي يشتم الإمام علي(ع) مستخدماً مقولة الإمام أمير المؤمنين التي تقول:((أما السب فسبوني، وأما البراءة فلا تتبرأوا مني لأني ولدتُ على الفطرة))، فالشيعي بلا خوف، أووجل يشتمُ علياً، وأما السني فلا يشتمه لأنه من آل بيت النبي الأطهار، وكذلك آية المودة تُحرم شتم آل بيت النبي، فيقوم الملثم بقتل الجميع دون تمييز، ومن المفارقة ان واحداً من المستهدفين العراقيين العزل بقى على قيد الحياة وهو يئن جريحاً واذا به يفاجأ باللثام يسقط عن أحد القتلة فتبين انها امرأة أميركية(مجندة) تتحدث العراقية، وهي تضحك وتصرخ بانتصارها على هؤلاء الشهداء العُزّل.
إذن فالمسألة لا تكمن في قتل الشيعي والسني أوبالعكس، وإنما الاحتلال وأذنابه هم من يقفون وراء هذه الأعمال الوحشية لتمزيق النسيج الوطني، والتحريض على الفتنة الطائفية، والاقتتال الاهلي في سبيل تركيب نظام سياسي قائم على حدود العصبيات الاثنية والطائفية، وبمقتضى قاعدة المحاصصة في التمثيل والمشاركة!!..