حديث مع جريدة الزمان بتاريخ 9 كانون الثاني 2006م

حديث

مع جريدة الزمان بتاريخ 9 كانون الثاني 2006م

حديث سماحة السيد احمد الحسني البغدادي مع جريدة الزمان بتاريخ 9 كانون الثاني 2006م

الاحتلال يدق اسفين الخلافات بين العراقيين

قال المرجع الديني السيد احمد الحسني البغدادي:

ان قوات من الشرطة والجيش العراقيين تدعمهما عناصر تمثل أحدى الميليشيات المسلحة، قامت بمداهمة منزلي ومن ثم مكتبي الواقع في حي السعد بالنجف وبعثروا محتوياته.

مضيفا: ان الاسباب التي تقف وراء هذا العمل واضحة ولا تخفى على احد، فالجميع يعلم بمواقفي المناهضة للعملية السياسية، والاحتلال الاميركي، وممن يعمل مع اجهزة المخابرات الاقليمية والدولية من العملاء والجواسيس.

مؤكداً اني مستمر بمسيرتي في دعم المقاومة السياسية والعملياتية المشروعة من اجل تحرير العراق.

وأشار البغدادي لـ ((الزمان)) أمس: انني اعجب من هذه الديمقراطية التي يتبجحون ليل نهار بوصفها قد تحققت في عراقنا الجديد.. أسأل: أهذه هي الديمقراطية على الطريقة الاميركي أم ماذا؟!.. واعجب ايضاً من قولهم ان هناك حصانةً تتمتع بها المرجعيات الدينية في النجف الاشرف، وفقاً لدستورهم ، وهي مجرد اكاذيب، فالحصانة تطبق على الذين جاءوا من خارج الحدود ولم يكن لهم موقفا بديهيا واضحا ضد الوجود العسكري الاميركي، فيما يستثنى أبناء جلدتهم من المرجعيات العربية الاسلامية الناطقة التي وقفت موقفاً جريئاً واضحاً ضد الوجود الاميركي.

موضحاً: إنني لا انتظر من أي أحد ممن يقبع في المنطقة الخضراء ان يعتذر لقاء هذا التصرف المشين، فهم لا يتصرفون إلا بتوجيهات اميركية وبريطانية.

مبيناً: ان السيد مقتدى الصدر، وقبيل مغادرته الى الديار المقدسة لاداء مناسك الحج زارني في منزلي، واعرب عن تضامنه معي مستنكراً ما حدث من اعتداء أثيم.

واكد: ان المقاومة العملياتية والسياسية هي مقاومة مشروعة بمختلف الوسائل لمطاردة المحتل. أما الذين يستهدفون النساء والاطفال والشيوخ فهم ارهابيون، وهذا هو الفرق بين المقاومة والارهاب، وأما ما يدور من اقاويل بشأن ان العراقيين من اهل السنة والجماعة هم وحدهم الذين يقاتلون المحتلين.. فهي مجرد اشاعات، فلا يوجد هناك مثلث سني أومربع شيعي، فالاميركان يحاولون من وراء ذلك ترويج هذا اعلامياُ في سبيل ان يضللوا الرأي العام العالمي بأن الشيعة يؤيدون المشروع الاميركي، ويدعمون الاحتلال، بل أن  هناك مقاومة عملياتية مسلحة ضد المحتل في مناطق شيعية متعددة، ولكن الفضائيات لا تتناقل اخبارها مثلما تتناقلها في المناطق السنية.

لافتاً: الى ان الواقع السياسي في العراق لن يستقر ما دام هناك احتلال يدق أسفين الخلافات بين العراقيين من خلال تمرير بعض المشاريع السياسية المتمثلة بالانتخابات والدستور من أجل تكريس الوضع المتأزم، فلا بد أولاً من اخراج المحتل بلا قيد وبلا شرط، ومن ثم إعادة ترتيب البيت العراقي.

وتجدر الاشارة الى ان السيد احمد الحسني البغدادي هو: أحد مراجع النجف الاشرف الناطقين، وله (30) مؤلفاً أبرزها: ((السلطة والمؤسسة الدينية الشيعية في العراق)) و((فقهاء وحركيون بين الثورة والسكون))، و((الخطاب الاخر مع آية الله احمد الحسني البغدادي)) فضلاً عن موسوعته الكبرى بعنوان: ((الميثاق الاسلامي)) بعشرة مجلدات.