حديث شبهات في خدمة الشيطان الاكبر
حديث
شبهات في خدمة الشيطان الاكبر
لسماحة الأخ المرجع القائد احمد الحسني البغدادي
لقد اثبتت الاحداث ان الاحتلال الأمريكي لايمكن ان يخرج بسهولة دون ان يتكبد الخسائر التي تجعله يتيقن ان خسائره أكبر من المنافع التي يظن انه يجنيها من بقائه في العراق , وقد حاول البعض من ان يروج بان التكافؤ غير موجود بين الشعب وقوى الاحتلال, ونحن نسال: متى كان التكافؤ متحققا بين المحتل الغاشم وبين الشعب الواقع تحت نير الاحتلال ؟!.. ان التكافؤ لا يمكن ان يتحقق بين الطرفين , وإلا ما كان هناك احتلال اطلاقا .
ومن هذا المنطلق حاول البعض ان يثير شبهة مفادها ان محاربة العدو غير جائزة عرفاً وقانوناً وشرعاً , وللاسف ان من اثار هذه الشبهة بعض المعممين المتفقهين أو المتفيهقين , ومنهم من يعتقد في نفسه انه من اهل الفضل والاجتهاد!!.. رغم ان الجهاد الدفاعي واجب عين على كل مكلف لا يتوقف على إستئذان الفقيه اطلاقاً!!....؛ ولما راى البعض انه لا يستطيع ان يتهرب من حقيقة هذه الضرورة الاسلامية المتسالم عليها بين الاوساط الفقهية اخذ يختلق الاعذار اللاموضوعية واللاشرعية بدعوى : انهم يسلمون بذلك، بيد أن الواقعية السياسية والتوفيقية ينبغي الاخذ بها باعتبار أمريكا غدت هي القطب الاحادي الكوني المنفرد في العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق, وان الجهاد الدفاعي مشروط بتحقق بعض المقومات التي تجعل الانتصار على العدو امرا ممكنا , ونحن نرد عليهم بان الجهاد الدفاعي واجب غير مشروط باكثر من تحقق موضوعه بسبب اطلاقات الادلة التشريعية القرانية منها والحديثية وعموماتها , وهو وجوب قتال الكافرين مطلقاً مع عدم إضرارهم بالشريعة والعقيدة، او تلبسهم بالقتال، أو بدون هذين العنوانين المذكورين، كما أكد بذلك الامام المجاهد السيد البغدادي في كتابه الفقهي الخالد: ((وجوب النهضة)), فليس هنالك مقدمة يتوقف عليها تحقق الوجوب , واما التنظيم والتسليح فهذه مقدمات وجودية , كما هو معلوم ؛ فأنها مما يجب على المكلفين ان يحصلوها، والا فهم مؤاخذون على التقصير , كما هو واضح بين مقدمة الوجوب ومقدمة الوجود (أو مقدمة الواجب) , فانتبهوا ايها المدتشدقون بالفقة والاصول، فاذا كان البعض من السياسيين يرى لنفسه الحق في ان يخلط في مبادئ وأوليات السياسة , ولو من باب عدم الاعتراف بالاخلاقيات في عالم السياسة , فهل لرموز المؤسسة الدينية الشيعية الحق في ان يتلاعبوا بحقائق الدين، ويخالفون اصولهم التي بنوها، وفروعهم التي فرعوها؟!.. وعلى كل فنحن نجيبهم بقول الامام الباقر (ع) (( لا علم اكبر من الكتاب والسنة)).
وقد زعم البعض ان المرجعية الشيعية تخاف على سفك دماء العراقيين دون ان تكون هناك أي فوائد يمكن ان يحققها العراقيون من ذلك وان الافضل هو المقاومة السلمية , فهي يمكن ان تحقق الاهداف المرجوة دون سفك الدماء، نحن ندرك ونؤيد المقولة ان حركة الجهاد والمقاومة المسلحة ليست الحل الوحيد , ولكننا نعلم ان الحل السلمي لا يمكن ان يتحقق دون ان يكون هناك ضغط استراتيجي حقيقي على المحتل من خلال المقاومة المسلحة , خصوصا وان تجربة النضال الوطني في الكثير من أصقاع الأرض تبين ان الكثير من هذه الحركات تعمل بشكل مزدوج , فيكون هناك من يناضل ويحارب , كما يكون هناك من يفاوض ويحاور، لكن لمصلحة الوطن والامة لا لمصلحته الشخصية، أو الفئوية، أو الحزبية الضيقة ,الا ان القليل كان يفهم، أو يريد ان يفهم هذه المعادلة البسيطة رغم وضوحها , والسبب واضح , لأن هؤلاء يخشون ان يصعد نجم قيادي الخط الجهادي، أو خط المواجهة على حسابهم .
إن كل من يتصور انه يمكن الحصول على مكاسب ومنجزات من الولايات المتحدة الأمريكية خاطئ في حساباته، وواهم في تقديراته , (كما اخطأ الفلسطيني الذي تصور انه سيحصل على شيء من الصهاينة بأسم خارطة الطريق) لأن الأمريكان لا يتعاملون مع الاخرين بمنطق الاحترام، ولا حتى بمنطق المصالح المتبادلة، بل انهم ينظرون إلى الاخرين من باب المصلحة الذاتية فقط التي تفرض على الغير التذلل والركوع امام الادارة الأمريكية المتصهينة والله اكبر وجهاد حتى النصر.
افتتاحية صحيفة براءة
23/ 6/ 2005م