كلمة الجمعة إنَّ الحق لا يهزم وإنْ طال الزمن لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي دام ظله بتاريخ 18 ربيع الآخر 1447هـ حوارات تجاوزت الخطوط الحمراء.. عماد الخفاجي كلمة الجمعة لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي دام ظله بتاريخ 4 ربيع الآخر 1447هـ كُتُب السيد أحمد الحسني البغدادي تثير الشك لأنها تحمل رائحة الثورة!.. عبد الجواد المگوطر “دين العقل وفقه الواقع” كتاب موسوعي لمفكر موسوعي بقلم المحامي عمر زين فتوى سماحه آية اللّٰه العظمى احمد الحسني البغدادي دام ظله حول حرمة المشاركة في الانتخابات المقبلة في العراق الجريح في الثقافة الدينية اضاءات وتأملات.. تفسيرية جديدة الطبعة الثانية المنقحة والمزيدة بيان ثبـوت هلال شهر شوال الأغر أحمد الحسني البغدادي.. ظاهر المحسن وقفة حول كتاب الثورة والعرفان

حديث يوم عاشوراء خطاب مقاوم لكل الاجيال


حديث

يوم عاشوراء خطاب مقاوم لكل الاجيال

لسماحة الأخ المرجع القائد احمد الحسني البغدادي

 

 

ان ملحمة عاشوراء .. قضية لا تنتهي ، وغدت مبعث الرفض والمقاومة ، ومشعل يضيء الدرب للسائرين في سبيل دحض الباطل ، واحياء الحق على طول التأريخ .. وذلك لانها تفاعلت في ضمير الامة ، وخلدت في ذاكرة التأريخ دون ان يطفأ وجهها ، ولم تجف حرارتها في صورة شعلة نار تحرق جفون الجبت والطاغوت حتى كأن : ((كل يوم عاشوراء ، وكل أرض كربلاء)) .. وحتى كأن صوت الحسين (ع) يدوي في أبعد آفاق واقعنا المعاصر : ((هيهات منا الذلة)) ومنطلقه الرسالي الانساني الحضاري يرفض كل الرفض كل إنسان ان يداهن ظالم ، ويساند مستبد ، ويقبل باحتلال كافر مستكبر فاقد للعواصم الخمسة المشهورة .

ان ملحمة عاشوراء .. كانت نموذجاً فريداً ، ونعطافة تأريخية تحتذيها كل الثورات ، والانتفاضات ، والوثبات التي حدثت في كل العصور والدهور .

ان ملحمة عاشوراء .. أعظم درس في التصدي والصمود والتضحية والفداء في إرساء المثل والمباديء والتقوى والعمل الصالح .

ان ملحمة عاشوراء .. هي ذكرى مؤلمة عزيزة في قلوب أحرار مستضعفي العالم ؛ لانها تعود لذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي ابن أبي طالب (ع) ، وفي استشهاده على أرض كربلاء ضرب المثل الاعلى في صيانة بيضة الاسلام القائد ، وتعرية الطاغوت المغتصب للامامة الشرعية .

اذا انتقلنا الى تأريخنا المعاصر نرى الصحوة الاسلامية في الوطن العربي والاسلامي من خلال تصاعد العمليات الجهادية الاستشهادية للمقاومة المشروعة في العراق ، ولبنان ، وفلسطين، وافغانستان ، وكشمير ، والشيشان ... ولا زالت الروح الجهادية الوثابة تزداد يوماً بعد يوم سواء أذعن الجبابرة لذلك أم لم يذعنوا ، وسواء رضوا أم لم يرضوا .. فهذه هي الحقيقة الميدانية تقع في الساحة العربية والاسلامية .

ان الاستكبار الاميركي يمارس ضد شعبنا وأهلنا في العراق مختلف الخطط اللاإنسانية بأساليب جديدة للهيمنة على مقدراته وحرمانه من نيل مكتسباته المشروعة ، واجهاض منجزاته الحضارية .. خصوصاً ان العراق يقع في قلب منطقة الشرق الاوسط الكبير ذات العمق الستراتيجي لدول العالم ، بالاضافة للموقع الجغرافي ، والبترول الذي يمتلكه ، والموارد الطبيعية الكبرى التي تتيح له اسخداماً علمياً متوازناً ، وبالتالي يغدو قوة اقتصادية لا يستهان بها ويحسب لها الف حساب وحساب في المنطقة برمتها هذا أولاً .. وثانياً : ان الاستكبار الاميركي قد درس بعمق نفسية هذا الشعب الصامد ومدى تأثيره على بقية الجماعات والشعوب المستضعفة لشجب العولمة الرأسمالية المتوحشة ، والتبعية الاستعمارية الاميركية المتغطرسة، وهذا ما لمسوه باللمسة الوجدانية ، والممارسة الميدانية أبان غزو العراق .

ان ما وعدت به الادارة الاميركية هذه المرة لن تؤطر عدوانها واحتلالها المباشر للعراق بأسم مكافحة الارهاب الدولي وتحقيق الاصلاح والديمقراطية فيه ، بل سوف تحقق مشروع الشرق الاوسط الجديد في عموم المنطقة ، بما يعني ان الحرب الضروس لن تتوقف وعلى مسار خطوة خطوة .. الا اذا تحركت كل القوى الخيرة والشريفة في انحاء العالم لاسقاط فصول المؤامرة الامبراطورية الاميركية .. والا اذا استيقظت الامة المرحومة ان الدور سيأتي لا محال على الدول العربية والاسلامية ذات النزعة الثورية والتقدمية وبخاصة على سوريا وايران وحزب الله في لبنان بعد انتهاء فصول المؤامرة من تركيع المقاومة الوطنية والاسلامية في العراق التي يرمي اليها المحتل الاميركي المتغطرس من وراء الاصرار والسعي المحوم لاجراء الانتخابات العامة يومها الموعود وبالفعل تحققت مشاهد المسرحية وواجهة مقاطعة لا مثيل لها وتتلخص مشاهد تلك المسرحية واهدافها في ايجاد (شرعية) صورية تباركها دول الاقليم الجغرافي ، ومن ثم الرأي العام العالمي لتثبيت الاحتلال ومشاريعه السياسية والاقتصادية والعسكرية عبر حكومة عميلة جاسوسية ، والاجهاض على المشروع الوطني العراقي وحامله السياسي المتمثل في القوى الوطنية والاسلامية المناهضة بصورة مبدئية للأحتلال وعملائه المرتزقة وحاضنة هذا المشروع الوطني والاسلامي والمتمثلة في المقاومة المسلحة المشروعة.

فسوريا وايران هما اللتان ما زالتا تحرس الحقوق من الاستلاب ، والارض من الاغتصاب .

وسوريا وايران هما اللتان تحاولان دون فرض السلام الاميركي ــ الاسرائيلي على أمة العروبة والاسلام المحمدي الاصيل .. وهو السلام الذي يعني الخضوع والاستسلام  والهزيمة .. وهما والامة المرحومة تعيان ــ كذلك ــ ان اميركا الاستكبارية التي تمارس تخويف الدول وارهابها منذ احتلال افغانستان والعراق ، وتمنح تغطية سياسية لكل أنواع الارهاب الفكري والسياسي والدولي الذي تمارسه المؤسسة العسكرية الصهيونية ضد هوية الامة يمكن ان تتهم دمشق وطهران بالافتراء عليهما بالتستر على المقاومين العراقيين ، أو الذين يمدونهم بأسباب الدعم والمساندة ، ويعلم الجميع ان المقاومة الوطنية والاسلامية هي منطلق عقائدي ومشروع اسلامي لطرد المشركين والكافرين المستكبرين عن بلاد المسلمين .. وعراق المقدسات لا ينقصه الجند والسلاح والمال ، ولم ولن تجدي محاولات عن شماعة لتعليق الفشل الاميركي الذريع عليها .. ولم ولن تنطلي هذه المزاعم الباطلة على أحرار مستضعفي العالم ان هناك مؤشراً يشير الى ان هناك حسابات ، وتصفية حسابات سياسية واقليمية تجري على ثرى وادي الرافدين الاشم..

وبأختصار : اذا نجحت أميركا ــ لا سامح الله ــ في الهيمنة المطلقة على بلاد وادي الرافدين الاعز .. فالخطوة التالية :

ستكون سورية وايران ، ليس بالضرورة عن طريق الغزو ، وقد تلجأ اميركا الى سياسة الضغوط والاملاءات كأن تقدم مطالب معينة اذا نفذت فمرحباً بها ، واذا لم تنفذ تلجأ الى أساليب جديدة ، وصيغ جديدة من خلال الثكنة العسكرية الاسرائيلية وغيرها ، وقد يصار منها كذلك ضرب المفاعل النووي في ايران من قبل الثكنة العسكرية الصهيونية ، أو من قبل أميركا نفسها ، أو الاثنين سواء بسواء .

ولكن لتعلم اميركا في نهاية المطاف على شفا حفرة من الهزيمة الحضارية المنكرة على يد رجال المقاومة العراقية المشروعة ، لانها تتساقط وبسرعة مذهلة الى ذلك الهوان الذي وقعت به القيادة الهتلرية الالمانية الذين ضلوا في متاهة الامل والغرور والغطرسة يلوح لهم ويشغلهم بالاطماع الامبراطورية التوسعية حتى  تجاوزوا المنطقة المأمونة حتى غفلوا عن الله وعن القدر وعن الاجل .. وكانت نهاية هتلر وجيشه الذي لا يقهر ان دمره الله تعالى وهزمه شر هزيمة .

اذن .. حياة اميركا مصيرها مرتبط بترك منطق القوة ضد أحرار مستضعفي العالم ، وعدم الاغترار بسقوط الاتحاد السوفيتي السابق والانفراد بالساحة العالمية تؤدي بالنهاية تفشي العولمة الرأسمالية المتوحشة والازمات الاقتصادية الحادة .. كل هذه أو تلك عوامل اساسية في هزيمة اميركا المضلة الحائرة ، وان الاخطر هو : كاسحة تشمل الارض الاميركية وتتركها هباء منثوراً يحدد ساعتها الحتمية الفاصلة كأجل لا مفر من نزوله يحددها الله القوة المطلقة المهيمنة على كل السماوات والارضيين .

 أمام شعوب العالم خيار واحد ولا بديل له، وهو اللجوء الي حق الدفاع عن النفس عبر تشكيل فصائل المقاومة لمواجهة الخطر الامريكي بعد ان عجزت الدول عن حماية شعوبها، هذه المقاومة هي وحدها التي بامكانها دحر اية قوة حتى وان كانت امريكا ذاتها ، وهناك من هذا الخصوص امثلة عديدة وفي بلدان مختلفة ، ابرزها هزيمة امريكا في فيتنام وهزيمة الدولة العبرية في جنوب لبنان...

لقد قال بول كندي صاحب كتاب نشوء وسقوط الدول العظمى قبل بدء العدوان علي العراق وفي مجلة الفايننشال تايمز بان امريكا ستؤتى بالسلاح الذي لا تتوقعه، كما تؤتى اسرائيل الان بالعمليات الانتحارية.. ان اسلحة بسيطة وبدائية ربما تؤدي الي سقوط القوة الامريكية .

لقد صدقت ايها السيد بول كندي فها هي امريكا تواجه هذا المصير علي ارض العراق. بدليل ان جميع اقطاب الادارة الامريكية وكل القادة العسكريين والحاكم المدني في العراق اعترفوا بانهم يواجهون حرب عصابات منظمة وان القوات الامريكية في العراق باتت في وضع حرج، الامر الذي دعا بوش هذا الرجل المتغطرس ان يلجأ الي متحف التاريخ ويعود ومعه الامم المتحدة ومجلس الامن علها تنقذ امريكا من ورطتها، وراح يستجدي الدول لان تقدم يد العون بارسال قوات عسكرية الي العراق، ثم العودة الي دول اوروبا، بعد ان اتخذت السياسة الامريكية موقفا واضحا منها حيث وصفتها تارة بالقديمة وتارة بالعجوز. كيف لا وقواته حسب اعتراف قائد الجيش الامريكي في بغداد ريكاردو سانشز تواجه كل يوم (35) عملية، وعدد القتلى تجاوز (600) اما عدد الجرحى الذين اصيبوا بعاهات دائمة فقد تجاوز (3000) وهناك ما لا يقل عن (7000) اعيدوا الي امريكا بسبب الامراض، منهم (1000) مرضهم عقلي في حين ان جميع هذه الارقام هي جزء من ارقام اكبر تحرص امريكا علي اخفائها. ولكن ليس هذا كل شيء فلقد حققت المقاومة اولى انتصاراتها ذات البعد العالمي ، انها اوقفت مخطط بوش بالنسبة للمنطقة ، واستطيع ان اؤكد دون اي تردد بانه لولا المقاومة الوطنية الاسلامية العراقية لكانت جيوش بوش تسرح وتمرح في اكثر من عاصمة عربية.

اما اذا حدث وسيحدث قطعا واستطاعت مجموعات المقاومة المسلحة توحيد نفسها في جبهة تحرير واحدة ، وتحت قيادة مركزية ، وجناح سياسي ، وبرنامج معلن عندها سيبدأ العد العكسي لزوال الاحتلال يشهد العالم اكبر هزيمة في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية. ازعم ان عيون العرب والعالم تتجه صوب المقاومة العراقية.

ترى هل ستحقق هذه المقاومة الباسلة الانتصار علي اكبر قوة عرفها التاريخ، كما فعل الاجداد وهزموا اكبر قوة عظمى انذاك في ثورة العشرين وهي بريطانيا العظمى التي كانت لا تغيب عنها الشمس؟ نعم وان غدا لناظره قريب ، والله أكبر وجهاد حتى النصر ، والحمد لله رب العالمين .

 

افتتاحية صحيفة براءة

15/ 2/ 2005م 

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha