حديث مع حشد من الاسلاميين في ذكرى مولد الامام الحسين في الثالث من شهر شعبان 1426هـ
حديث
مع حشد من الاسلاميين في ذكرى مولد
الامام الحسين في الثالث من شهر شعبان 1426هـ
تحدث سماحة الفقيه المرجع احمد الحسني البغدادي في مكتبه بالنجف الاشرف مع حشد من الاسلاميين قي ذكرى مولد سيد شباب أهل الجنة الامام الحسين في الثالث من شهر شعبان المبارك العام 1426هـ (ع): حيث ذهب قائلاً: بعد ان حمد الله واثنى عليه:
مولد في بيت الرسالة.. تباركه الملائكة، تبشر به النفوس، ويفرح به المسلمون، انه مولد أبي الاحرار الحسين بن علي (ع).. الامام الذي دافع عن حقوق الامة بصلابةٍ وإستقامةٍ.
لقد خط الامام الحسين للمجتمع البشري طريق النضال الصحيح، فبدأ بالتوعية البناءة، والاعلام الرسالي.. ويوم جمدت القابليات المختلفة عن استيعاب ذلك الدور المشرف.. ثار الامام، وقدم نفسه الزكية مع آله وأصحابه قرباناً للحرية والعدالة والعطاء.
نهض(ع) هادفاً مقاصد النبوة المطلقة.. نبوة جده الرسول القائد محمد (ص)، مقاصد أبدية موصلة بكل زمان ومكان والتي منها وحدة الامة على سواء من العدالة والسعادة بعد ان مزقتها التجزءآت العفوية والجانية.
وما أحوجنا اليوم الى ان نأخذ الدروس من رسالة الامام القائد، ونعمل على جمع الكلمة، وإئتلاف القلوب، فبوحدة المسلمين تصان الشريعة العملية، ويهزم الاستكبار والكفر العالمي، وتسقط مؤامرة الاصلاح الجديدة.
هذا التأريخ بين أيدينا يفصح لنا عن الادوار التي مرت بها الامة من انحصار وضعف.. عندما أخذت التفرقة المذهبية طريقها الهدام، ومن قوةٍ وعلاءٍ ومد.. عندما اجتمعت الكلمة الاسلامية.
وبالأمس يوم وحد الشعب العراقي بكل مذاهبه وأديانه واعراقه صفوفه في ثورة الثلاثين من حزيران العام 1920م.. كيف هزم جيوش الهجمات الصليبية الجرارة بأسلحة آلية بدائية؟.. وبسلاح أقوى انه وحدة الكلمة، والصلابة في الوحدة.. فكان ان خضع المستكبر البريطاني وانتزعنا منه الحق الذي من ثمراته حكم الاستقلال.
واليوم.. إذ تمر ذكرى الامام البطل، والمسلمون المستضعفون في اضطراب تنتابهم الخطوب، وتعاودهم الشدائد، وهم في هذه المحن.. وفي طليعتها محنه احتلال فلسطين والعراق وأفغانستان.
واليوم .. ما احوجنا الى اقتفاء أثر الامام القائد الحسين (ع) في سعيه الى جمع الصفوف، وثورته على الظلم، والصبر في الجهاد بوصفه الطريق الوحيد لتحرير الارض والانسان.
وهذه اميركا العولمية الربوية الرأسمالية الاستكبارية المجرمة حربة الصليبية الغادرة في وجه أمتنا الاسلامية، ليس لها من رادع الا الوحدة في الخطاب السياسي، والكفاح المسلح.. وان الانتفاضة والمقاومة العملياتية في العراق بالذات التي اعطت الصورة المشرقة من كفاحنا الجاد حري منا بكل مساندة ودعم.
فإلى وحدة صف الانتفاضة والمقاومة، والى الجهاد ضد المحتلين والعملاء والجواسيس والمرتزقة أدعوكم أيها الإسلامييون، والسلام عليكم ورحمته وبركاته.