كلمة الجمعة إنَّ الحق لا يهزم وإنْ طال الزمن لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي دام ظله بتاريخ 18 ربيع الآخر 1447هـ حوارات تجاوزت الخطوط الحمراء.. عماد الخفاجي كلمة الجمعة لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي دام ظله بتاريخ 4 ربيع الآخر 1447هـ كُتُب السيد أحمد الحسني البغدادي تثير الشك لأنها تحمل رائحة الثورة!.. عبد الجواد المگوطر “دين العقل وفقه الواقع” كتاب موسوعي لمفكر موسوعي بقلم المحامي عمر زين فتوى سماحه آية اللّٰه العظمى احمد الحسني البغدادي دام ظله حول حرمة المشاركة في الانتخابات المقبلة في العراق الجريح في الثقافة الدينية اضاءات وتأملات.. تفسيرية جديدة الطبعة الثانية المنقحة والمزيدة بيان ثبـوت هلال شهر شوال الأغر أحمد الحسني البغدادي.. ظاهر المحسن وقفة حول كتاب الثورة والعرفان

حديث مع قيادي التجمع الاعلامي الحر في العراق بتاريخ 9 شباط 2005م


حديث

مع قيادي التجمع الاعلامي الحر في العراق بتاريخ 9 شباط 2005م

 

 

حديث لسماحة آية الله العظمى السيد المجاهد احمد الحسني البغدادي – دام ظله -  مع قيادي التجمع الاعلامي الحر في العراق

زار مقر المكتب الاعلامي اعضاء التجمع الاعلامي الحر صباح يوم الاربعاء المصادف 9 شباط 2005م وتحدثوا على مضض مع سماحة السيد المجاهد آخر المستجدات على الساحة العراقية ومن ابرزها ظهور الفرقة المهدوية الضالة المضلة المنحرفة عن خط أهل البيت (ع) يتزعمها أحد جواسيس المحتل الاجنبي في قضاء الخالص وفي قرية جديدة (الاغوات) ويلقب نفسه بـ (الامام المجتبى)) وواحد من السلوكيين الجدد ، فمنذ شهر ونصف تقريباً أصدر نشرة بأسم : ((صيحة الظهور)) ومنذ ذلك الحين ، ونحن ننتظر أن يصرخ أحد رموز المؤسسة الدينية الشيعية ضد هذا المفسد المنحرف التي أنتشرت دعوته في بعض الارياف والقرى والمدن فلم نسمع منها أي صرخة رسالية ثورية للرد على هذا الضال المضل الا صرخات الذهاب الى صناديق الاقتراع في ظل الاحتلال ، ومن تخلف عن ذلك يدخل جهنم !!.. فنناشدك يا سماحة المرجع القائد بوصفك أنت الناطق بعد الشهيد المظلوم السيد الصدر الثاني ان تلقي علينا (الان) محاضرة على شريط كاسيت (سي ــ دي) حول الامام المهدي المنتظر (ع) وموقفه من المؤسسة الدينية ، وما هي الاسباب لظهور هذه الدعوات هنا أو هناك في عصر الدكتاتورية تارة، والاحتلال تارة أخرى .. من هنا انبرى السيد المجاهد والقى عليهم محاضرة، بعد ان حمد الله وأثنى عليه:

عندما يظهر الامام القائد المهدي المنتظر (ع) على الساحة العالمية لاستنقاذ مستضعفي العالم من الدمار والبوار ومن هيمنة العولمة الرأسمالية المتوحشة يأتي بدين جديد على العرب شديد- كما في الحديث الشريف – يزعم المفترون يأتي بقرآن جديد ليس القرآن الذي نزل على خاتم الانبياء محمد(ص) .

ان هذه الافتراءات والمزاعم الباطلة ليس لها حقيقة على صخرة الواقع العملي، بيد انها قد تنطلي على بعض افراد المجتمع بسبب ان الامر بالمعروف اصبح بين الناس منكرا.. واصبح المنكر عندهم معروفا، وحينما يظهر الامام المنتظر(ع) ويستقر في عاصمته الكوفة منطلق رسالته الاممية الحضارية يواجه معارضة عنيدة من قبل وعاظ السلاطين او ما يسمى بالمؤسسة الدينية في النجف الاشرف يطالبون الامام المنتظر(ع) من خلال خطابهم الموجه اليه القائل: ارجع يا ابن رسول الله من اين اتيت القرآن يكفينا، فيغضب الامام المنتظر ويلتفت الى اصحابه مستنكراً: ان جدي رسول الله(ص) حاججه العرب بالحجارة وهؤلاء يحاججونني بالقرآن!!.. فيأمر بقتلهم عن بكرة ابيهم.

ايها الاخوة الاعزاء في ايام الامام القائد السيد الخميني ظهرت على الساحة الايرانية الجمعية الحجتية، تدعو الناس بأن الامام المهدي قد أمرنا ان نرتكب الموبقات حتى الله سبحانه وتعالى يعجل بظهوره بعد انتشار هذه المفاسد لإستنقاذنا وإستنقاذ مستضعفي العالم من الاستعمار والاستحمار، بيد ان الامام الخميني كشف زيفهم لان بعض هؤلاء يتظاهرون بالقداسة والديانة وبالتالي أنهى نشاطهم بطريقته الخاصة، ثم هذه الدعوات المشبوهة (الحجتية) سرت الى النجف الاشرف في ايام نظام الطاغية عن طريق بعض رموز المؤسسة (الدينية) في النجف الاشرف.. الا ان الله سبحانه وتعالى كشف زيف دعواتهم الباطلة من قبل ابنائهم واقربائهم المخلصين لله ولرسوله وللأئمة الهداة، وهزموا شر هزيمة، واصبحوا في خبر كان، والحر تكفيه الاشارة.

واليوم في ظل الاحتلال الاميركي لعراق المقدسات.. برزت دعوات مهدوية جديدة تدعو الانسان ان لا يتحسس بآلام الشعب وما يعانيه من انفلات امني ومن بطالة متفشية ومن تسيب مؤسساتي ووظيفي، وترجأ الامر كله الى ان يظهر الامام المنتظر (ع) وهذه الدعوات المشبوهة ظهرت بعد الغزو الاميركي - البريطاني لوطننا الاعز.

ان هذه الدعوات الجديدة اللاإسلامية التي تظهر بين الحين والاخر على الساحة الاسلامية في سبيل ان تزج الامة في مساجلات كلامية عبثية، ومزايدات سوقية لا أخلاقية، وصراعات جانبية لا أساسية.. من خلال اصدار فتاوى تصدر من هذا المتصدي، او ذاك!.. وأميركا الاستكبارية تخطط للبقاء في العراق، وإستعباد شعبه، وسرقة بتروله وزئبقه ويورانيومه كمقدمة لتغيير المنطقة برمتها بإسم الحرية والاصلاح والديمقراطية.

ثم إن هذه الدعوات المشبوهة ليست بجديدة -  قبل اجتياح العالم الاسلامي في الحرب الكونية الاولى- ظهرت على الساحة الاسلامية دعوات النبوة قبال نبوة خاتم الانبياء محمد (ص) كل ذلك - كما قلنا -  اشغال الساحة في صراعات عبثية ومساجلات عقيدية ترفية.

واليوم.. نحن في ظل الاحتلال الاجنبي، وفي ظل حكومة انتقالية معينة من قبله، وتنفذ أوامره، برز في الساحة مدعي (الاجتهاد والمرجعية) يصدر فتاوى فقهية تارة، وآراء وعقيدية تارة اخرى، ما انزل الله بها من سلطان من قبيل: ان رسول الله محمد (ص) لم ولن يقتل مشركاً، ولم ولن يشارك اصحابه في معارك عملياتية ميدانية حية في حروبه مع المشركين، بل كان هدفه الاول والاخير هو الدعوة الى الاسلام وليس القتال وإنما كان يأمر أصحابه بالدفاع عن دعوته بإشهار السيف اضطراراً.

طبيعي هذا الرأي خلاف الادلة القطعية كتاباً وسنة وإجماعاً وعقلاً ووجداناً وتأريخاً، لان النبي (ص) أول من يدعو الكافرين من أهل الكتاب الى اعتناق الاسلام بالكلمة الهادفة والحوار الحضاري، فإذا امتنعوا يطالبهم بإعطاء الجزية، فإذا رفضوا ذلك.. يبدأ معهم بالقتال، وهذا بخلاف المشركين يخيرهم بين الدعوة الى الاسلام أم القتال بل ذهب هذا مدعي (الاجتهاد والمرجعية) الى ابعد من ذلك زاعماً بأن الامام المنتظر سوف ينهج كنهج جده رسول الله محمد(ص) لم يحمل سيفاً، ولم يقتل مشركاً، أو كافراً، او منافقاً، او مرتداً... وإنما يبادر مع هؤلاء الخصوم بالحوار الشفاف الحضاري فقط، هذا هو نهج الامام المنتظر (ع)، وليس كنهج أيتام صدام، وجواسيس النظام، والنواصب الذين يقطعون الرقاب في هذه الايام!!..

وهنا نسأل لم تكن هناك أي علاقة بين قطع رقاب المشركين والكافرين المحتلين الفاقدين للعواصم الخمسة المشهورة كالإسلام والجزية، وبين حديثه التضليلي البائس عن سلوكية ونهج الامام المنتظر (ع) .

ولكن هذا مدعي (الاجتهاد والمرجعية) يريد ان يبين للشعب العراقي بكل مكوناته المتنوعة بأن القتال ضد الاميركان من اكبر المحرمات الشرعية بطريقة غير مباشرة!.. بل تطاول هذا مدعي (الاجتهاد والمرجعية) على مجاهدي جيش الامام المهدي وشهدائه الابرار بأن انتفاضتهم في حرب الاميركان غير شرعية ومقدمة لمجيء البعثيين والوهابيين الى السلطة.

من خلال هذه المخالفات الشرعية حصل على إذاعة تنشر أفكاره المسمومة أستجداها من المحتلين!!.. وهي إذاعة صوت الجماهير (سابقاً)، يساندها المثقفون المشبوهون منهم والمغفلون الاستحماريون سواء بسواء.

ثم ان هذا مدعي (الاحتهاد والمرجعية) من اين يملك هذه الاموال الخيالية يقدمها بسخاء على جماعته، وعلى حزبه، وعلى مؤسساته المنتشرة في الاقضية والمحافظات!!.. أهو نجل مرجع ديني بارز انشأ مؤسسات (خيرية) في اوروبا وأميركا، وأودع لها شركات تدر عليها المال الوفير من الدولار الاصفر.. أم هو مرجع شاخص يقلده الناس كل الناس تجبى له الحقوق الشرعية من الزكوات والصدقات والاخماس؟!..

بل.. هو نكرة من نكرات هذا المجتمع من أين له هذه الاموال التي تقدر مائة مليون دينار عراقي تضاهي ميزانية أحد ابرز مراجع النجف الاشرف، هذه هي الحقيقة التي لا ريب فيها بوصفه لم يكن مرجعاً بارزاً، ولم يكن نجل مرجع بارز، وبقدرة قادر يمتلك الدولارات الصفراء التي تأتي اليه من خارج الدائرة الاسلامية.

إذن.. هناك إستكبار يؤدي دوراً خطيراً في إيجاد أصنام تخدم خططه ومطامعه في العراق.. وهناك استحمار يتأثر بالعقل المجتمعي.

ولكن – ولله الحمد – وجود الشباب المسلم الواعي بوصفه اصبح بمستوى المسؤولية الرسالية الثورية الحضارية.. كشف هذا مدعي (الاجتهاد والمرجعية) انه مشبوه ووراءه ألف علامة إستفهام وإستفهام من أيام النظام البائد الى يوم اجتياح العراق وإحتلاله وهناك لدينا وثائق تثبت ذلك بخطه وتوقيعه!!...

ثم نحن نعيش في هذه الايام مسرحية الانتخابات المقبلة التي سوقت من أقصى اليمين الاسلامي الى اقصى اليسار الماركسي بوصفها إنتخابات حرة ونزيه، وبوصفها بوركت بتأييد المرجعية (الدينية).

ولكن.. الدكتور أياد السامرائي عضو المكتب السياسي للحزب الاسلامي العراقي لقد صرح (قبل إنسحاب حزبه من الانتخابات) لصحيفة عراقية لم اتذكر أسمها إذ قال (ما معناه) أدعو أبناء السنة العراقيين العرب أن ينخرطوا مع العملية السياسية، ويذهبوا الى صناديق الاقتراع بوصفها فرصة يجب اغتنامها، وهذا قرار دولي (ولم يقل أميركي إستكباري) في سبيل تحقيق الديمقراطية والاصلاح والحرية في العراق، وفي المنطقة برمتها، فالمفروض السعي الجاد في تأييد ومساندة هذه الانتخابات، ولكن لم يقل ان الذي لا يذهب الى صناديق الاقتراع ولم يرشح القائمة الفلانية سوف يدخل جهنم، ولم يقل كما أفتى هذا مدعي (الاجتهاد والمرجعية) اذا دار الامر بين أداء صلاة العصر قبل غياب الشمس بخمس دقائق، أم الذهاب الى صناديق الاقتراع، فيجب ترك الصلاة!.. والذهاب الى صناديق الاقتراع، لانها افضل من فريضة الصلاة  الواجبة.

كيف يسوغ شرعاً وقانوناً وعرفاً إجراء الانتخابات في يومها الموعود وهناك إنفلات أمني، وهناك أزمات خدمية وهناك المستشفيات والمستوصفات في أدنى مستوياتها من فقدان الادوية أصبحت من الكماليات النادرة في السوق السوداء، وان هذا الانفلات الامني والخدمي وصمود المقاومة الشعبية الوطنية والاسلامية ضد الوجود الاجنبي كلف كل فرد أميركي خسارة (3750) دولار من لقمة عيشه؟!..

كيف يخرجون وهم اجتاحوا العراق في سبيل تحقيق إستراتيجياتهم في المنطقة بإسم الاصلاح والديمقراطية والحرية؟!..

كيف يخرجون من بلادنا العزيزة وهم كإمبراطورية استكبارية متغطرسة جاءوا الى العراق لا كجمعية خيرية إنسانية لانقاذ العراق من الدكتاتورية والاستبداد، وإنما جاءوا بمشروع معلن وخفي ما يسمى بـ ((مشروع الشرق الاوسط الكبير)) الذي يستهدف الحفاظ على أمن إسرائيل، والهيمنة على البترول ، وإنشاء القواعد العسكرية الدائمية.. كل ذلك في سبيل تطويق اليابان والهند والاتحاد الاوروبي حتى تبقى الى الابد هي القطب الآحادي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي المنهار.

ان هذه الانتخابات اجريت على الطريقة الاسرائيلية لان الذين ذهبوا الى صناديق الاقتراع انتخبوا القائمة(الفلانية) وليس فردا عراقياً معروفا بالنزاهة والاخلاص والوطنية وانما رؤساء القائمة هم الذين يعينون فلان او فلان من مجموع المرشحين الذي فيهم الوطني والمشبوه.. والاخير هو الذي يغدوا تحت قبة البرلمان طبيعي سيطالب ببقاء الاميركان في العراق بحجة استحقاقات المرحلة، والامن المفقود، ومكافحة الارهاب لمدة زمنية طويلة.. وبالنتيجة تعقد الصفقات والعقود اللاشرعية واللاوطنية على حساب كاهل مستضعفي شعبنا واهلنا، وبإسم هذه الشرعية تنطلي على الرأي العام العالمي بأن هؤلاء انتخبوا من قبل كل مكونات الشعب العراقي.

ان السفير الاميركي جون نيغروبونتي بطل القتل الجماعي في أميركا اللاتينية هو الذي اوجد تصفية رموز الشيعة كذلك اهل السنة والجماعة في هذا المسجد او تلك الحسينية، بل هو الذي اوجد اشعال فتيل الفتنة الطائفية في منطقة اللطيفية، ومناطق اخرى في بغداد.

كل هذه المأساة وهناك فتاوى معلبة تصدرها النجف الاشرف، وقم المقدسة من اجل ماذا؟!.. من أجل ان يبقى الاميركان من خلال حكومة (منتخبة) منصوبة من قبلهم تطالب ببقائهم بشماعة الامن المفقود في البلاد!..

ولكن ليعلم هؤلاء وهؤلاء ستأتي عليهم صاعقة من السماء كصاعقة عاد وثمود وفرعون بوصفهم غدوا من الموالين للمشركين والكافرين والمستكبرين الطامعين.

بيد ان هؤلاء الموالين من المرتزقة والعملاء والجواسيس يزعمون - من خلال إذاعاتهم المحلية، ومن خلال صحافتهم المأجورة، ومن خلال أدعياء الاجتهاد والمرجعية، ومن خلال وعاظ السلاطين المرتزقة - ان السلطان الكافر (العادل)افضل من السلطان المسلم الجائر، قبل كل شيء يجب ان نعرف: من هو السلطان المسلم الجائر (ايها المتفيهقون) هو الذي يطبق بعض احكام الاسلام ظاهراً وليس الحكام من المسلمين في هذه الازمنة الذين يطبقون الطروحات العلمانية والليبرالية والاشتراكية هؤلاء من منظور فقهي ليسوا سلاطين إسلاميين جائرين، لا يسوغ الخروج عليهم، ومقدمين على السلاطين الكافرين والمشركين من قبيل: سلاطين الدولة الاسلامية العباسية او العثمانية الاسلامية في ذلك الزمن.

إذن نحن لا نقول ان نظام صدام حسين تجري على حكومته الاستبدادية الجائرة مقولة السلطان المسلم الجائر بوصفه كان علمانياً فضلاً عن كونه كان عادلاً في ظلمه.. .. بل نحن نقول يجوز الخروج على السلطان المسلم الجائر لرد جوره وفساده لأدلة تشريعية مذكورة في محلها.. لكن ذلك مشروط بما اذا لم يستلزم خللاً في الاستقلال والسيادة الوطنية الكاملة، كما صرح بذلك السيد الاستاذ الاكبر في كتابه الفقهي الخالد ((وجوب النهضة)).

إذن.. لماذا هؤلاء وهؤلاء يتشدقون بهذه المقولة المشهورة بين الناس كل الناس؟!..

هل هي نصاً قرآنياً ام حديثاً نبوياً؟!..

لا وألف لا.. وإنما هي حكاية عن الفخري نقلها عندما سقطت الدولة الاسلامية العباسية على يد هالاكو، وحينما سئل (الاخير) علماء بغداد هل السلطان الكافر (العادل) مقدم على السلطان المسلم الجائر؟..

من هنا اجتمع العلماء في المستنصرية وتداولوا وتحاوروا فيما بينهم حول شرعية الاجابة عن هذا السؤال، بيد انهم حجموا بإعطاء الفتوى لصالح السلطان الكافر، فكان في هذا الاجتماع العلمائي رضي الدين ابن طاووس الحسني (وكان محترماً ومبجلاً من لدن علماء ومشايخ بغداد من أهل السنة والجماعة) سحب ورقة وأجاب على السؤال بالحرف الواحد: ((السلطان الكافر أفضل من السلطان المسلم الجائر)) وعلى هذا الضوء استجاب الحاضرون في الاجتماع على ما قرره ابن طاووس (رضوان الله عليه).

ومن هنا أقول صراحة: ان هذه الفتوى الصادرة من ابن طاووس الحسني هي خلاف الادلة القطعية كتاباً وسنة وإجماعاً وعقلاً ووجداناً وتأريخياً، بيد انها تؤول الى محامل بإعتبار ان ابن طاووس من الاساطين أبرزها: هذا السلطان الكافر اسقط الدولة العباسية الاسلامية، ونسف بناها التحتية على الصعد كافة، لا يمكن معارضته لانها فيها مفاسد خطيرة تؤدي الى تصفية فقهاء الاسلام كافة.

كيف.. من وجهة فقهية نقول السلطان الكافر العادل أفضل من السلطان المسلم الجائر!.. وهو الذي لم ولن يطبق احكام الاسلام، وهو الذي لم ولن يسعى لتحقيق المجتمع الاسلامي، وهو الذي لم ولن يعترف بخاتمية الرسالة المحمدية الاصيلة؟!

الم يكن هذا ظلم بعينه، وهنا لغة لا انفصال بين الظلم والكفر، لان كل كافر ظالم، وكل ظالم كافر بوصفه يكذب رسالة محمد(ص) التي نسخت كل الاديان السماوية، ويحاول إزالة الدولة الاسلامية من الوجود؟!..

ولكن هذا مدعي (الاجتهاد والمرجعية) عندما التقى معه أئمة الجمعة والجماعة من الخط الصدري، والقى احدهم كلمة يطالبه بدعم مسيرة الانتفاضة والمقاومة ضد المحتلين ما دام نحن حوزة ناطقة ونسترشد بتعاليم محمد الصدر، ونريد ان نطبق شعاره المعروف: كلا كلا أميركا.. اتعلمون ماذا قال لهم ((لا يجوز مقاتلة الاميركان لان اذا قاتلناهم سيأتي البعثيون والوهابييون مرة ثانية لإستلام دفة الحكم)) ونسى هذا مدعي (الاجتهاد والمرجعية) ان الشيخ جعفر الكبير - وهو من اكبار فقهاء الامامية وهو الذي صرح اكثر من مرة لو احترق الفقه الامامي الاسلامي كله لألفته من جديد لمدة زمنية ليست بطويلة - يقول في كشفه (ما معناه) اذا قاتل الغلاة والخوارج والنواصب ضد الكافرين والمشركين من أجل صيانة بيضة الاسلام يجب على كل مسلم ان يقاتل معهم.. فكيف بشعب العراق لم ولن يكن ناصبياً، ولم ولن يكن خارجياً، ولم ولن يكن مغالياً،ولم ولن يكن عفلقياً.. بل شعبنا عروبياً مسلماً مناهضاً للإحتلال، وجناب هذا الشيخ مدعي (الاجتهاد والمرجعية) يصرح بحرمة مقاتلة الاميركان بشماعة انهم من البعثيين والوهابيين، لكن من قلة الخيل شدو على الكلاب اسروج - كما في المثل المشهور - .

ومهما يكن ان الاستحمار والتدين التبريري الموروث يؤدي دوراً خطيراً في الساحة الحوزوية والاسلامية في إثارة المعارك الجانبية والمساجلات الكلامية من قبيل: هذا مجتهد، وهذا ليس بمجتهد، وهذا ليس من المراجع الاربعة؛ وكأنما لم يكن هناك مراجع غيرهم في النجف وقم وبيروت.. والامة تحترق بنيران الاحتلال الاجنبي، والغزو الثقافي الغربي يجتاح أوطاننا العربية والاسلامية.

وختاماً: طوبى للمجاهدين الصامدين في الشيشان وفي كوسوفوا، وفي فلسطين، وفي افغانستان، وفي العراق.. طوبى لكم أخذتم العزة من الله، وليس من المستكبرين بأسم الخضوع للسلطان الكافر (العادل) بوصفه أفضل من السلطان المسلم الجائر، وان غداً لناظره قريب، والحمد لله رب العالمين. 

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha