حديث مع اشراقات الصدر.. اسبوعية اسلامية ثقافية عامة
حديث
مع اشراقات الصدر.. اسبوعية اسلامية ثقافية عامة
رئيس التحرير فتاح الشيخ
العدد : ماشاء الله الثلاثاء اواخر رمضان 1424 ـــ 25 تشرين الثاني 2003م.
الخطاب التاريخي لآية الله العظمى سماحة السيد المجاهد أحمد الحسني البغدادي في مدينة الصدر المجاهدة
قبل ان نلقي عليكم هذا الخطاب جئت من مدينة العلم والعلماء لاحيي مدينة الصبر والجهاد (مدينة الصدر) الثائرة المجاهدة ، التي ناضلت وقاتلت الطاغوت الصدامي ، وتقف بكل كبرياء ضد الطاغوت الاميركي الكافر ، ولقد ادت مدينتكم دورا جهاديا ونضاليا ضد كل الطغاة بدءاً بالحكم العارفي ، ومرورا بالحكم الصدامي ، ووصولا للحكم الاميركي الغاشم ، لذا فهي مدينة مستهدفة من قبل الرتل الخامس للقضاء عليها وتحطيمها .. حتى تدخل في المعارك الجانبية ، لذا فمن الواجب الشرعي عليكم ان لا تتورطوا في الصراعات المذهبية ، والعرقية ، والنزاعات الانشقاقية التقليدية تتقاذفكم الاهواء ويضطرب سعيكم هنا وهناك ، وتتأرجح مواقفكم إلى اليمين أو إلى اليسار ، لذا فعليكم ان تعملوا على جمع الكلمة وائتلاف القلوب فبوحدتكم تصان الشريعة ، ويهزم الاستعمار الجديد ، فمحور هذه الوحدة هو إنهظوا وانقذوا انفسكم واعراضكم من مخالب الاميركان والبريطانيين والصهاينة، واستيقظوا من سبات الغفلة والانتظار الموعود بلا عمل وتضحيات ، وحرروا بلدكم من اخطبوط الرتل الخامس الرهيب ، ودافعوا عن اسلامكم وعن عروبتكم ، وقاوموا عدوكم الصليبي اللدود واعدوا له ما استطعتم من قوة ، ولا تأخذكم في الله لومة لائم تحت راية لا اله إلا الله محمد رسول الله ، واعتكفو على مقاطعة الطواغيت الاقتصاديين والمترفين الاستقراطيين .. حتى لا يخرج المال من الملاك الاسلامي ، وموقعه الحياتي ان صرخة ندائي صرخة امة تجمعة قوة الكفر والاستكبار للقضاء عليها
ادعوكم إلى الاتحاد ، ورص الصفوف ، والالتفات حول التيار الصدري الثوري ، وصلاة الجمعة المليونية ، لانها اسبقت غيرها وبدأت قبل سنوات من الحكم الطاغي الصدامي فكانت تخاطبهم وتهز عروشهم حتى ادرك الاميركان مدى خطورتها فأشاروا إلى عميلهم الطاغية صدام حسين لمحاولة القضاء على الشهيد الخالد محمد الصدر ، هذا وسوف تنطلق للقضاء على المحتلين والعملاء ببركات الإمام المنتظر ، ودعائه بأنتصار المجاهدين ولا تنخدعوا بهذا المرجع ، أو ذلك الطيف ، أو ذلك القائد .. كل واحد منكم قائد ، كل واحد منكم طيف ، كل واحد منكم مرجع ، تعسا لأمة تفتش عن هذا القائد أو عن ذلك المرجع ، فعليكم ان تجاهدوا وتتحدوا وتناضلوا ضد المحتل العدو الكافر مهما تكالبت القوى العدوانية الشريرة والاستكبارية البغيضة التي تحاول ان تحطم الجذوة الثورية الاسلامية التي تتجذر عند هذه الامة المرحومة ان ائمتنا عليه السلام قد امرونا ان نتحد مع اهل السنة والجماعة، وان نجاهد بجهادهم ، ونحج بحجهم ، ونصلي خلفهم ، وكذلك امرونا الائمة الاطهار ان لانأخذ بألتقية في اصول الدين ، وانما نأخذ بالتقية في فروع الدين، لذا قال الامام القائد السيد الخميني : ((ان التقية في هذا العصر كفر)) عندما قتل الشهيد الخالد السيد الصدر ــ قدس سره ــ اخذ بعض المتصدين المراجع بالتقية .. واليوم المحتل الكافر جاثم على ارضنا ينتهك حرماتنا ومقدساتنا ، ويكذب نبينا (ص) فيجب جهاده .. حتى لو لم يؤد ضررا في ديننا.. حتى لو لم ينسف بنانا التحتية .
ايها الاخوة والاخوات : لا تنخدعوا برجل دين دجال ، أو حزبي ضيق.. يوصيكم بالتقية الانهزامية مع الاميركان المحتلين ، كما اخذتم بألامس بالتقية في عهد الطاغية صدام الذي حكمكم (35) عاما بالنار والحديد ، لقد بعث غاندي عندما كان في السجن إلى طاغور شاعر الهند الكبير قال بالحرف الواحد ((ان الشعر لا يشبع جائعا ولا ينقذ مظلوما من سجون البريطانيين الاستيطانيين لبلادنا)) وكذلك كنت انا اقول لفقيه اصولي مشهور عندما اعدم الشهيد الصدر الاول قلت له : ان الفقه والاصول الجامد .. لايشبع جائعا ، ولا ينقذ مظلوما من اضطهاد العفالقة لشعبنا في العراق ، فيا ايها المسلمون يجب القتال من أجل الدين ــ لا من أجل البطون المنتفخة ولا يجوز امرة الكافرين على المسلمين من أجل تحرير العراق من خلال البندقية المقاتلة هي السبيل الوحيد للخلاص من الصهاينة والاميركان .
يقول البعض إذا خرجت اميركا من العراق ستحدث الحرب الاهلية ، وهذه الدعايات يطلقها عملاء (سي . أي . أي) الاميركية و(ام . أي . دي) البريطانية .. انهم كذابون .. انهم دجالون .. ان هذه الدعايات قد اطلقت بعد اجهاض انتفاضة اذار ـ شعبان الاسلامية الوطنية ستحدث الحرب الاهلية واستمرت هذه لمسرحية إلى سقوط الصنم في التاسع من نيسان فلم نجد حتى الان أي حرب اهلية بين الشعب الواحد) وانما يريدون بقاء المحتل على ارض وادي الرافدين .
يا ابنائي واهلي انتم الثورة ، انتم المقاومة غصبا على اناف كل المتصلبين واللصوص والمجرمين والعملاء الخونة ، وعلى رغم انوف المنافقين .. هيهات ان تخضع أمة محمد الشهيدة الشاهدة على الامم التي انتهلت من معين كوثر عاشوراء ، وتنتظر وراثة الصالحين للارض كل الأرض، فأنا اعددت نفسي ودمي المتواضع لاداء الواجب الالهي ، والدفاع عن حرمة بلد الانبياء والاوصياء وبانتظار الفوز العظيم .. اما النصر ، أو الشهادة .
الجهاد الاسلامي ينقسم إلى قسمين : الجهاد الابتدائي لا يتحقق إلا بأذن الإمام المعصوم ، وهذا هو الرأي الفقهي المشهور ، بيد انه شذ عن هذا الرأي الإمام المجاهد السيد البغدادي ، والسيد الاستاذ الخوئي لا يشترط إذا تهيأت الظروف الموضوعية والذاتية والجند والسلاح والمال ، وامتلكنا البايلوجي والكيماوي نحتل العالم ونعلن كلمة لا اله إلا الله ، محمد رسول الله على قبة موسكو ، وواشنطن ، وباريس .
اما في الجهاد الدفاعي فلا يشترط الرجوع الى المرجع ابدا ، أو الطيف الحزبي ابدا ، أو القائد الوهمي ابدا ..
لقد اكد الإسلام القائد الدفاع في الامور الشخصانية والفردانية .. فمثلا: لو هجم عليك لصا ليسرقك ، فيجوز قتله ، وكذلك إذا شهر السلاح شخصا يخبف النساء والاطفال في حارتك يجب قتله ، واذا نظر على عرضك وانت جالس في حديقتك تقول له لا تنظر علي ، وهو استمر في نظراته المريبة يجوز قتله .. هذه في الامور الشخصانية والفردانية اجاز لك الإسلام الدفاع عن النفس والعرض والمال بلا مراجعة مرجعك ، أو رئيس عشيرتك .. فكيف بشعب مستباح ، ودبابة جاثمة على صدر علي وعمر نقاتل ضد الغزاة الطامعين ، نقاتل حتى لو هدرت اخر قطرة من دمائنا .. حتى لو هدمت بنانا التحتية ومؤسساتنا الخدمية نقاتل من أجل الدين ، والتوحيد ، والرسالة .. حتى لو نأكل القمامة نقاتل ضد اميركا ، لا تنخدعوا باميركا الماكرة .. رب سائل يسأل كيف نقاتل ونحارب دولة هي في القطب الاحادي ، وكسرت انوف الاتحاد الاوروبي ، وروسيا الاتحادية ، ونحن لا نمتلك السلاح المتطور لنقف ضد هذه الدبابات ، والصواريخ ، والبارجات الجاثمة على السواحل العربية والعالمية اتريد قتل شعبك يجب عليك ان تتريث!!.. ان هذه الدعوات والاعلام الديماغوغي ( التضليلي ) الذي يقوم به الرتل الخامس في العراق ، الذي قام بعملية غسل الدماغ لهذا الشعب بوصفه دخل ثلاث حروب الخليج الاولى والثانية والثالثة ، فلا يريد القتال الان ضد اميركا ، فنحن نقول ان الحس الوطني والثوري والرسالي لم يتجذر بين شعبنا واهلنا ، ولكن عندنا هنالك ثلاث مراحل :
اولا : المقاومة السياسية من خلال التظاهرات الجماهيرية السلمية التي تنطلق إلى معسكرات المحتلين وتقول لهم : انتم شعب مسالم ، ولكن تحكمكم الادارة الاميركية ( المصهينة ) ، الادارة الاميركية تؤمن بالعولمة الرأسمالية المتوحشة ، الادارة الاميركية توجهها الماسونية العالمية ، فأذا كان ابن لادن واحد قد حطم المركز التجاري العالمي، ووزارة الدفاع الاميركية ، واوجد الهلع والخوف والاضطراب الكبير ، فستجدون الف ابن لادن في العراق ، وقد عرف بالامس الشعب العراقي من قبل البريطانيين من خلال هتافهم المأثور ( فاله ومكوار بلندن مشهوره ) .
ثانيا : انتفاضة الحجارة ، حيث نهييء اطفالنا لضرب الدبابات الاميركية بالحجارة ومن خلال هذه العمليات نجذر الحس الوطني والرسالي والثوري بين صفوف اهلنا ، ونسعى لتوسيع دائرة هذه الانتفاضة من الشمال إلى الجنوب .
ثالثا : بعد ذلك نعلن للمحتلين بضرورة الخروج من عراق الإسلام بسقف زمني محدد ، وبالتالي نعلن الكفاح المسلح ، وهو الطريق الوحيد لتحرير الأرض والإنسان المسلم.