بيان سماحة الأخ المرجع القائد احمد الحسني البغدادي حول تصريحات بعض الساسة بشأن التظاهرات الجارية في العراق
بيان
سماحة الأخ المرجع القائد
احمد الحسني البغدادي
حول تصريحات بعض الساسة بشأن التظاهرات الجارية في العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين قاصم الجبارين، مبيد الظالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد، واله الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه المنتجبين .
وبعد : لا زال دم الإنسان العراقي نازفاً في سبيل إنهاء التظاهرات السلمية الجماهيرية، وعدم استجابة سلطة حكومة الاحتلال الخامسة لمطالبهم المشروعة، التي رفعتها، وسوف تؤكدها في ميدان ساحة التحرير، وفي ميادين البلاد كافة، في ذات الوقت هي تعبر عن هموم الناس ومطالبهم ومصالحهم في قطع دابر الفساد والمفسدين، وتقويض الطابور الخامس الليبرالي الهوى والهوية، الذي يصدر الأوامر والنواهي، ويخرب الاقتصاد الوطني من خلال تنفيذ برنامج الخصخصة، والاستثمار الأجنبي، والعولمة المتوحشة، ذلك كله في ظل سلطة الأحزاب الإسلامية الليبرالية منها والعلمانية، وعجزها وانعزالها وتخلفها وترهلها، وكفر الجماهير كل الجماهير بها .. بسبب أدائها الوظيفي الوقائي المرحلي الانتهازي والنفعي والذيلي .. وبسبب لم تتحول الى صيغة تطبيقية على ارض الواقع العملي، وبالتالي فقدت ولاءها لهذا الدين القويم، او لهذا الوطن المذبوح، وأصيبت بالفرقة والعداوة والبغضاء، وبالتشتت والتمزق والتيه المظلم بلا دليل، وبالتالي غدت كما وصفها الله تعالى «بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ» الحشر/آية 14 .
ان هؤلاء المتظاهرين البعيدين عن الخطابات والشعارات العجائزية والجنائزية الرجعية الموروثة امامهم فرصة تاريخية يجب اغتنامها هي المزيد من الصمود والتصدي، وعدم الاستجابة لدعوات الهدوء والسكينة، والوعود الكاذبة التي تهدد إجهاض الانتفاضة او إفراغها من محتواها الاقتصادي والاجتماعي الوطني والديمقراطي، واختزالها في مسارات ضيقة لا تلبي طموحات وتطلعات أهداف الثوار في التغيير الجذري .
ها نحن اليوم نسمع تهديداً ووعيداً من هذا المسؤول أو ذاك ضد ثورة شباط الغضب بشماعة أنها غير مجازة من الجهات الامنية، وانها مسيّرة من أجندات خارجية، وبالتالي أصبحت جميع الأطراف الجهوية تلعب في حلبة الصراع السياسي، وكل على شاكلته، وكثر القال والقيل، وغدت الساحة العراقية مسرحاً للمهاترات والمزايدات السياسية السوقية هي اقرب الى العقلية البدائية العصبوية القبلية الموروثة، التي تغدو فيها الكلمة القلقة لرجل فوقي شمولي واحد من حوله جلاوزة مجالس الإسناد، أو كومة من المستشارين، وهو يعني مجرد تلقين ومخاطبة الأفراد المتلقين الخاضعين المذعنين الموتورين لتنفيذ الأوامر التوراتية بلا مسائلة او نقاش، وكلما فكرت أن أُروض نفسي على التذرع بالصبر بجنان ثابت لما انتهى اليه هؤلاء القابعين في المنطقة الخضراء، الذين دخلوا العراق تحت عباءة الغزو الأميركي، وسببوا بقاءه حتى الآن، وتركوا تاريخه النبوي العظيم وصمة غزي وعار ابدي بسبب إصابتهم بامراض جنون العظمة، وهوس الزعامة، و «زواج المتعة» بين التسلط الفرعوني، ورأس المال القاروني على حساب خرائب الوطن المذبوح، وما ادري كيف يكتب غداً تاريخ هؤلاء، وما عساني قائل للأجيال المقبلة في تبريرهم، ومن يزعم العكس هو : أما ضعيف الذاكرة، او منافق وقح، او خريج دهاليز السفارات الأجنبية، والله تعالى خير ناصر ومعين، والحمد لله رب العالمين.
احمد الحسني البغدادي
19 ربيع الأول 1432هـ