بيان سماحة الأخ المرجع القائد احمد الحسني البغدادي حول العدوان الاميركي الوحشي على العراق
بيان
سماحة الأخ المرجع القائد
احمد الحسني البغدادي
حول العدوان الاميركي الوحشي على العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المجاهدون الأبطال .. يا صناع الكرامة والعزة والشموخ الوطني والإسلامي .. يا حماة الحق والعدالة والحرية .. أناديكم وادعوكم باسم آلاف الشهداء الأبرار ، والعائلات الثكلى إلى السير قدما لتطوير التعبئة النفسية والروحية والكفاحية على طريق بناء صرح السيادة الوطنية الكاملة بصبر وصمود وطول نفس ، دون الالتفات إلى حجم التضحيات الجسام التي بدونها لا تندحر فصول المؤامرة العسكرية الأميركية.
أيها العراقيون الاماجد يامن تتصدون لقصف الصواريخ ، وهدير القاذفات.. يامن تفرض عليكم أقسى ألوان الحصار الاقتصادي الغاشم باسم القانون العالمي الجديد الخاضع لسياسة الإمبريالية الأميركية .
اليوم .. لقد هجم العدو الصليبي الأميركي بأسم مكافحة الإرهاب، ومعاقبة مرتكبيه، واطلق العنان لآلياته العسكرية لإبادة أهلنا الآمنين, ونسف بناهم التحتية.
ان هذا الهجوم الوحشي السافر لا يستهدف وادي الرافدين الأشم وحسب, وانما هو بداية لتدمير العالم الاسلامي كله ، وفي مقدمته أوطاننا العربية (على مراحل) ، وتقسيمها إلى كيانات مذهبية وعرقية وعنصرية متناحرة ، تؤمن مستقبل بقاء الكيان الصهيوني الذي يخوض حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل الرازح تحت نير الاحتلال , وغدت تمثل الاستعمار القديم عبر فرضها امركة العالم ، والحيلولة دون عودة الأمة إلى الإسلام كشريعة ونظام ودولة بعد فشل الأيديولوجيات المعاصرة.
واليوم .. المطلوب هو : انقاذ الشعوب المستضعفة من الاستكبار والكفر العالمي ، وبخاصة تمكين شعبنا من الخلاص الأبدي من الدكتاتورية , ومن هيمنة الإمبراطورية الأميركية ، وتقرير مصيره بنفسه ، وممارسة حقه في السيادة الوطنية الكاملة أسوة بباقي شعوب العالم المتحضر ، و تشكيل دولته الإسلامية بجهود كال القوى والواجهات السياسية الوطنية في الساحة العراقية ، وليس ديمومة العدوان العسكري الدموي, وليس الرهان الخاسر على الدور الأميركي ، الذي كان مسؤولا عن الآلام والخطوب التي اكتوى بها شعبنا ، ودفع ثمنها غاليا ، والذي اصبح واضحا ان هدفه الرئيس تسويق وفرض أشخاص أو فئات ، لم تكن بالحسبان ، ولم يكن لها في يوم من الأيام اية صلة بكفاح الشعب العراقي ضد نظام الدكتاتور صدام حسين ، وهي اليوم تتحين الفرص لمصادرة هذا الكفاح ، مقابل أن تكون هي في بناء مستقبل العراق, واداة طيعة بيد العولمة الرأسمالية الأميركية المتوحشة.
من هذا المنطلق .. نؤكد لأحرار العالم بأن مقاومتنا الشعبية الإسلامية ستستمر وتتواصل رغم كل التضحيات إلى ان يتم صد العدوان وإسقاط سلطة الاستبداد الصدامي حتى نجاح الخط الوطني السليم ، الذي يشكل القاعدة العريضة في المعارضة العراقية ، والرافض لكل الاملاءات والشروط الأميركية ، لان تاريخ شعبنا وتوجهاته الاسلامية والوطنية علمته ان الحرية والسيادة المستقلة تنتزع بالارادة والتضحية والفداء ، وعلمته ان لا يقع في أخطاء الانتفاضة الشعبانية ، التي ارتكبت في حينها ، لان العدو سيحرضه على اثارة الفتن والاقتتال فيما بينه على أساس طائفي ,أو سيحرضه برفع شعارات بعيدة كل البعد عن الخصوصية الوطنية .
حذارٍ حذارٍ من الانجرار وراء فصول هذه المؤامرة, ولتكن وحدتكم المتراصة هي الوسيلة والغاية سواء بسواء.
((وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله))
والله اكبر وجهاد حتى النصر.
احمد الحسني البغدادي
النجف الاشرف
17 محرم الحرام 1424هـ