بيان سماحة الأخ المرجع القائد احمد الحسني البغدادي حول الحوادث الاجرامية المرعبة التي حصلت في معظم المدن العراقية
بيان
سماحة الأخ المرجع القائد
احمد الحسني البغدادي
حول الحوادث الاجرامية المرعبة التي حصلت في معظم المدن العراقية
وانعقاد المجلس الوطني الاستشاري ووجود السفارات الاميركية
منها المركزية والفرعية في عموم محافظات العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك تساؤلات مثيرة تدور في الشارع العراقي اهمها : منذ احتلال اميركا للعراق جعلوا حياتنا اسوأ من ذي قبل برزت (الان ) ظاهرة التفجيرات، والاغتيالات ، والاختطافات ، والسرقات المرعبة التي لا تستهدف الغزاة الطامعين ، بل تستهدف الشخصيات الدينية ، والسياسية ، واساتذة الجامعات ، والمواطنين من الاطفال والنساء والشيوخ ــ وأستبعد ــ ان يكون تنفيذها صادرا من المعارضة الوطنية الاسلامية الشريفة في العراق التي تسعى من أجل اسعاده في حياة حرة كريمة ، بل هناك اطراف لها مصلحة في شيوع الفوضى ، وعمليات النهب والسرقة ، والخطف ، والقتل العمدي بين الناس ، وانعدام الكهرباء والماء ، والاتصالات الهاتفية ، وشحة الادوية في المراكز والمستشفيات الرسمية .. وهذه الاطراف لا تمت للاسلام بصلة اطلاقا .. بعد ان أصبح العراق بواسطة الاحتلال ، وغياب السلطة المركزية المستقلة مسرحا للموساد الاسرائيلي ، وأجهزة المخابرات الاجنبية تصول وتجول لاداء دور تخريبي لغايات معروفة لدى الجميع ــ وكذلك ــ دخول ميلشيات مسلحة لقوى متحالفة مع قوات الاحتلال ساهمت هي الاخرى في ارباك الامن الداخلي ، والانهيار الاقتصادي من خلال تصفية حسابات سياسية لصالحها ، ولصالح قوى اقليمية ودولية.. وهؤلاء لا يريدون للعراق ولابنائه البررة ان يستقر ، لان بأستقراره ، واقامة الدولة الوطنية المستقلة سيؤدي بالنتيجة طرد المحتلين ، وعدم ترتيب وضع وادي الرافدين في الداخل بما يخدم الاهداف الستراتيجية الاميركية في المنطقة ، وعدم تحقيق مشروعها الاوسطي الكبير للهيمنة على منابع البترول ، والحفاظ على المصالح الستراتيجية العليا على مساحة العشرين سنة القادمة . وأكد ــ سماحته ــ لا يمكن مواجهة هذه العمليات الاجرامية .. إلا بتحطيم الاعلام التضليلي الذي يستخدم اساليب خلط الاوراق بتجنب الخوض في تفاصيل «الامن المفقود» لكي لا تنكشف الحقيقة للمواطنين ، لذلك هي بحاجة ضرورية تاريخية ملحة لبقاء قوات الاحتلال .. والا ببناء الوحدة الوطنية على اساس برنامج سياسي ، ومشروع ايديولوجي موحد ، وقيادة وطنية موحدة ، وحكومة اتحاد وطني ائتلافية .. حتى يصبح ممكناً ان تحدث نقلة نوعية بمجموع الاوضاع العراقية السائدة .. تقطع الطريق عن انتشار الاضطراب الكبير بين الناس كل الناس مما يحدث ومما يتوقع ان يحدث والقلق من المستقبل ، والخوف من المجهول البعيد كل البعد عن المصالح والمباديء والمثل الكبرى ، وتحد من تلاعب عصابات المافيا الدولية ، وتكشف الجواسيس المحليين والعالميين ، والمشبوهين المتآمرين على مقدرات حياة المواطنين العراقيين، وتسقط محاولات الاساءة للمقاومة المشروعة للغزاة المحتلين الصليبيين .
ويرى ــ الفقيه المرجع ــ السيد البغدادي : ان المؤتمر الوطني الذي يجري له الاعداد سيكون كسابقاته من الاجراءات المبنية على التعيينات ، والتي تغيب دور الشعب العراقي في الانتخابات الحرة النزيهة ..فضلاً عن خطط غير مرئية ، وغير معلنة لاوساط من الحكومة نفسها .. ووصف ــ سماحته ــ ان تشكيل هذه الحكومة كحكومة ( فيشي ) التي نشأت في فرنسا بتعيين مباشر من قوات الاحتلال .. ثم ان هذه الحكومة المؤقتة حصلت على احتواء السلطة من الناحية النظرية، وليست السيادة الوطنية المستقلة ، وهذا الامر يذكرنا بالانتداب البريطاني في عشرينيات القرن الماضي للعراق، والحكومة الصورية التي انشأت ( حينذاك ) ، وتدخله المباشر في شؤونها الداخلية .
واستغرب ــ سماحة ــ السيد المجاهد وجود السفارات الاميركية المهيئة للسفير «نغروبوتي» بطل القتل الجماعي والارهاب الدولي في أميركا اللاتينية ــ العديد من السفارات في كل محافظة منها «4» مركزية و «18» فرعية تعد دولة في دولة بوصفها اكبر السفارات في العالم وفي التاريخ ، ويقدر موظفيها بـ « 3000» موظف ، الـ «1000» موظف اميركي ، والـ«2000» موظف عامل عراقي ، فضلاً عن انشاء قاعدة عسكرية ضخمة ما بين نهري دجلة والفرات ، وهي تعد بديلاً استراتيجيا من القواعد العسكرية التي أنشأتها في بعض دول الخليج العربي .
ومن هنا .. ندعو العالميين العربي والاسلامي ، ومستضعفي العالم إلى شجب هذا الوجود على الثرى العراقي .. فالواجب يحتم علينا مقاومتهم ومقاطعتهم .. ومقاطعة كل من يشايعهم ويساندهم على كل صعيد ، والله تعالى خير ناصر ومعين ، والحمد لله رب العالمين.
النجف الاشرف
17 تموز 2004