بيان سماحة الأخ المرجع القائد احمد الحسني البغدادي الى العراقيين الاماجد
بيان
سماحة الأخ المرجع القائد
احمد الحسني البغدادي
الى العراقيين الاماجد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نصر عبده .. وأعز جنده .. وهزم الكفر وحده والصلاة والسلام على محمد وأله الاطهار ، وصحبه المهاجرين والانصار الذين اتبعوه بألاحسان .
وصيتي إلى ابنائي في وادي الرافدين الاشم الواجب الشرعي يحتم عليكم : ان لا تتورطوا في الصراعات المذهبية والعرقية ، والنزاعات الانشقاقية التقليدية ، تتقاذفكم الاهواء ، وتقلقكم الشكوك ، ويضطرب سعيكم هنا وهناك ، وتتأرجح مواقفكم إلى اليمين أو إلى اليسار .. ولهذا فعليكم ان تعملوا على جمع الكلمة ، وأئتلاف القلوب ، فبوحدتكم تصان الشريعة ويهزم الاستعمار الجديد .. هذا هو نداؤنا في ظل الاحتلال الاجنبي ، وهذا نداء لا ضير فيه يقبله الإنسان العاقل ، الذي يتسم بالمروءة والانصاف ، ومحور هذه الوحدة هو : أنهضوا وانقذوا انفسكم ، واعراضكم ، واموالكم من مخالب الاميركان ، والبريطانيين واستيقظوا من سبات الغفلة والانتظار الموعود بلا عمل وتضحيات ، وحرروا بلدكم من اخطبوط الرتل الخامس الرهيب ، ودافعوا عن اسلامكم ، وعن عروبتكم ، وقاوموا عدوكم الصليبي اللدود ، وأعدوا له ما استطعتم من قوة ، ولا تأخذكم في الله لومة لائم ، ووحدوا صفوفكم تحت راية لا اله إلا الله ، محمد رسول الله ، واعتكفوا على مقاطعة الطواغييت الاقتصاديين والمترفين الارستقراطيين .. حتى لا يخرج المال كل المال من الملاك الاسلامي ، وموقعه الحياتي ، وحده القوامي ، وكيانه التوازني ، ويفضي المال كله إلى هيمنة اضداد التوازن والتعادل ، وتلك الهيمنة إذا تحققت ( لا سمح الله ) في مجتمع تبرز فيه ظاهرتان خطيرتان هما : الاستضعاف والاستكبار .. فيقسمان اكثرية المجتمع إلى فقراء بائسين ، واقلية المجتمع إلى اغنياء مترفين ، ومن البداهة بمكان ان هذه الارستقراطية تسف بمجتمعنا إلى مهاوي الانحلال الاخلاقي ، والتمزق الاجتماعي ، وتدفعه إلى منحدر الدمار والبوار .
اقف هنا وأوكد ( يا ابنائي ) على سر كبير يجب ان تبحثوا عن من يمثل دور موسى ، فيتلقى الالهام ، ويتشرف بالكلام .. ويمثل دور ابراهيم ، فيحطم الاصنام ، ويحول النار إلى برد وسلام .. ويمثل دور محمد في نشر التوحيد والرسالة ، وينفذ إلى كافة شؤون الحياة ، ويتدخل في جميع قضايا الإنسان نوع الإنسان .
ان صرخة ندائي صرخة امة تجمعت قوى الكفر والاستكبار العالمي للقضاء عليها ، واتجهت كل السهام والحراب نحو قرآنها وتراثها ، وسلب ثرواتها وبترولها .. ولكن هيهات ان تخضع امة محمد (ص) الشهيدة والشاهدة على الامم التي انتهلت من معين كوثر عاشوراء ، وتنتظر وراثة الصالحين للارض كل الأرض .. وهيهات ان يبقى ((أحمد الحسني البغدادي)) ساكتا منهزما امام ما يرتكبه المنافقون من اثارة الفتن والاقتتال بين الشعب الواحد ، وما يرتكبه الكافرون من عدوان صارخ على ابنائنا المجاهدين، الذين تمسكوا بشريعة القرآن ، وعترة الرسول محمد (ص) .. أو يبقى متفرجا على مشاهد ذل العراقيين وتحقيرهم وافسادهم من خلال اقراص ( سي دي ) الجنسية المثيرة ، والافلام التلفازية الماجنة ، والمشروبات الكحولية المدمرة تباع علانية على ارصفة الشوارع العامة الخارجة عن دائرة عقيدتنا وتقاليدنا وتراثنا الاصيل .
انا اعددت نفسي ودمي المتواضع لاداء الواجب الالهي ، وفريضة الدفاع عن حرمة بلد الانبياء والاوصياء (ع) ، وانا في انتظار الفوز العظيم اما النصر ، أو الشهادة .
ان تصدي وصمود مجاهدي مدن العراق من جنوبه إلى شماله ضد المحتلين .. هم الشجرة الطيبة ذات الثمار التي تفوح من براعمها ربيع الوصل ، وطراوة اليقين ، وجدية العشق ، والشهود ، والشهداء المجهولين الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، التي ينادي السائرون على نهجها بأذن الشهداء والاستبسال البطولي .. وهم ميقات المستضعفين .. ومعراج الفكر الرسالي الحاضر ، الذي يربي جنودا مجهولين .. وهم جند الله الخلص ، الذي ضم سجله اسماء كافة المجاهدين من الاولين والاخرين .
انني اغبط هذه المدن الصامدة على خلوصهم واخلاصهم ، وصفاء سريرتهم ، واسأل الله ان يحشرني وأياهم انه لمن دواعي فخري واعتزازي ان اكون في هذه الدنيا الزائلة الفانية احد جنود هذه المدن الباسلة ، التي لا تجعل قضاياها واوضاعها مرتبطة بالواقع السياسي الاميركي ، لتلهث وراء أي ضوء اميركي اخضر ، حتى لو اختفت الاضواء الحمراء خلفه ، بل تجعل قضاياها واوضاعها مرتبطة بالمرجعية الاسلامية.
((يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء))
((واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير))
صدق الله العلي العظيم
احمد الحسني البغدادي
النجف الاشرف
17 شعبان المعظم 1424هــ