كلمة الجمعة إنَّ الحق لا يهزم وإنْ طال الزمن لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي دام ظله بتاريخ 18 ربيع الآخر 1447هـ حوارات تجاوزت الخطوط الحمراء.. عماد الخفاجي كلمة الجمعة لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي دام ظله بتاريخ 4 ربيع الآخر 1447هـ كُتُب السيد أحمد الحسني البغدادي تثير الشك لأنها تحمل رائحة الثورة!.. عبد الجواد المگوطر “دين العقل وفقه الواقع” كتاب موسوعي لمفكر موسوعي بقلم المحامي عمر زين فتوى سماحه آية اللّٰه العظمى احمد الحسني البغدادي دام ظله حول حرمة المشاركة في الانتخابات المقبلة في العراق الجريح في الثقافة الدينية اضاءات وتأملات.. تفسيرية جديدة الطبعة الثانية المنقحة والمزيدة بيان ثبـوت هلال شهر شوال الأغر أحمد الحسني البغدادي.. ظاهر المحسن وقفة حول كتاب الثورة والعرفان

اليعقوبي وحزبه المال.. السلطة.. قرارات ما فوق قارونية هكذا كتب الباحث سليم الحسني حول إسلاميو السلطة الملـف الاول

اليعقوبي وحزبه المال.. السلطة.. قرارات ما فوق قارونية هكذا كتب الباحث سليم الحسني حول إسلاميو السلطة الملـف الاول

اليعقوبي وحزبه

المال.. السلطة.. قرارات ما فوق قارونية
هكذا كتب الباحث سليم الحسني حول إسلاميو السلطة

الملف الاول

 

 

إسلاميو السلطة (43)

 السياسة عند الفضيلة واليعقوبي، مساومات من اجل المال والمنصب

 

 

في الفترة الأولى لتشكيل مجلس الحكم، وافق الحاكم المدني الأميركي بول بريمر على مقترح بعض الأعضاء، بضم السيد مقتدى الصدر والشيخ محمد اليعقوبي الى مجلس الحكم. وقد تشكل وفد لمفاتحتهما بذلك، فالتقى الوفد بالسيد مقتدى الصدر في النجف الأشرف، وعرض عليه المقترح، لكنه رفض الانضمام، وبقي محافظاً على شعاره في رفض التعاون والتنسيق مع الاحتلال الأميركي، وضرورة إنهاء وجوده العسكري والسياسي من العراق.
أما الشيخ اليعقوبي فانه وافق على الانضمام وأبدى تحمسه لذلك، وقد اقترح ممثلاً عنه ليدخل ضمن عضوية مجلس الحكم. لكن أعضاء المجلس رفضوا قبول عضوية الشيخ اليعقوبي بعد إمتناع السيد مقتدى الصدر.
شكّل هذا الموقف صدمة للشيخ اليعقوبي، وهو يخطو خطواته الأولى باتجاه مواقع القوة والتأثير في العراق. وقد كانت هذه أحد الأسباب المهمة التي جعلته يبحث عن مصادر قوة وسيطة، تحمله الى التشكيلة الحكومية من خلال حزب الفضيلة، وسيلته الى مراكز السلطة في الحكومة والبرلمان. وكان ذلك يعني أن يركز جهود حزبه على محافظة البصرة للفوز بادارتها ومن ثم التحكم بثرائها الفاحش المدفون تحت أقدام سكانها الفقراء.
وقد بادر الأمين العام لحزبه الدكتور نديم الجابري الى تشكيل فرع الحزب في البصرة مستفيداً من خبرته في تنظيمات حزب البعث، وكانت من هناك بداية حصول حزب الفضيلة على منصب محافظ البصرة، لتبدأ أكبر عملية نهب للنفط العراقي، عبر قنوات متعددة ومتفرعة، تضخ النفط وتعود بالأموال الطائلة.. في قصة تدور على لسان العراقيين حتى في القرى النائية.. وفي حكاية يتداولها رجال السياسة في الكتل الأخرى، لكنهم يسكتون عليها، فهذا التحالف الوثيق لا تنفك عراه، إنه التضامن على ستر المكشوف ودفنه بين الفرقاء. وحين يغضب الشعب فلهم ان يرتقوا منصات الخطابة، يهدد بعضهم بعضاً بكشف الملفات، وحين يسمع أحدهم التهديد قد طاله، فانه ينام هانئاً غارقاً في عسل الإطمئنان، فالتهديد هنا يعني قسماً مغلظاً بالتستر والسكوت.

** ** **

اكتشف حزب الفضيلة منذ البداية أن الإئتلاف الوطني الذي تشكل بدعم من المرجعية العليا، سيكون الفضاء الرحب لحركته باتجاه المال ومراكز السلطة. فحدد مساره باعتماد مبدأ (أصواتنا لمن يدفع أكثر).. شعار غير مكتوب، لكنه يتردد على ألسنة قادته، يطلقونه في بدايات جلسات التفاوض، فالسياسة تجارة، والمال سلطة، والمجد ادعاءات، والاتباع بسطاء يمكن إقناعهم بمواعظ كتب الأخلاق وما اكثرها.
كان حزب الفضيلة هو الخاصرة الضعيفة في التشكيل الشيعي، وكان مطمع الكتل السنية والكردية، ولعل الكثير من العراقيين يتذكرون ما دار في جلسات البرلمان الأول خلال حكومة السيد نوري المالكي، عندما تصاعد الخلاف بين التحالف الكردستاني وبين الائتلاف الوطني حول الموازنة، فقدّم الكرد عرضاً سهلاً بسيطاً وقتها، قصراً في كردستان لكل نائب يصوت لصالحهم. وصارت نكتة وقتها بين النواب انفسهم، هذا يقول لذاك: كم قبضت؟. وخارج المنطقة الخضراء كان الأطفال في أكوام القمامة يجمعون رزق يومهم. ونفط البصرة يتدفق غزيراً للخارج، والأموال الطائلة تتكدس في الحسابات المصرفية.
وحين انتهت ولاية المالكي الأولى، وبدأت مفاوضات الولاية الثانية وسط ممانعة شديدة من الأطراف السياسية، كان حزب الفضيلة قد ارتقى درجة أخرى في عالم المساومات، لقد جربها من قبل ولمس نتائجها تثقل الجيوب ذهباً، فما الذي يمنعه من تكراراها مرة وثانية ومرات.. جربها في مزايدة بين الجعفري وعادل عبد المهدي، ويومذاك أرادوا ان يكون ثمنها منصب نائب رئيس الجمهورية ومنصب نائب رئيس البرلمان ووزارة سيادية. ولأنه وجدها سهلة، فقد رفع من مستوى المساومة، فالعالم يتضخم مالياً، والاسعار تتصاعد، فلا بد ان تتبعها المواقف. وما الذي يمنع من رفع السعر؟.. فالشعب لا يدري ولن يدري، طالما الشركاء يحفظون السرّ وأخفى.
في مفاوضاتهم مع كتلة دولة القانون، طلبوا مبلغاً ضخماً بملايين الدولارات كمقدمة أو عربون مودة يقدمها لهم المالكي. الى جانب مبلغ ضخم شهري يخصصه المالكي للشيخ اليعقوبي تحت عنوان دعم حوزته. هذا إضافة الى مناصب مهمة في الوزارات ومؤسسات الدولة.
والغريب والمؤلم ان الشخص المفاوض الذي بعثه الشيخ اليعقوبي لطرح هذا العرض، هو السيد حسن الشمري الذي تولى منصب وزير العدل.
رفض المالكي والوفد المفاوض هذا العرض، وكانت إيران وقتها تريده ان يتولى رئاسة الحكومة، فبادرت الى تعويضهم بما يرضي قادة حزب الفضيلة وشيخه، وإيران تعرف طبائع الكيانات والأشخاص بحكم خبرتها في هذا المجال.
وحين استلم حزب الفضيلة التعويض الإيراني، جاءوا الى حزب الدعوة يعربون عن استعدادهم لحضور جلسة التحالف الوطني وتأييد المالكي، لكن قادة حزب الدعوة رفضوا مشاركتهم في الاجتماع الذي عقد في الهيئة السياسية للتيار الصدري الذي كان قد حدد موقفه بدعم المالكي للولاية الثانية.
ولن أذكر في هذا المقال كلمات التوسل لبعض قادة حزب الفضيلة، من اجل السماح لهم بحضور ذلك الاجتماع، لكني سأكتب عن ذلك عندما يحين موعده.

** ** **

بالنشاط المالي استقر حزب الفضيلة في العملية السياسية، وصارت وزارة العدل رغم انها لا تملأ العين، مصدر رزق وفير، فكافة الصفقات والعقود والتعيينات وما الى ذلك مما لا يخطر على بال المواطن، كل ذلك ملك صرف لحزب الفضيلة لا يشاركهم فيه أحد، ولا ينافسهم عليه منافس، ولا يخيفهم فاسد قد يصحو ضميره ذات يوم.
هي نعمة الدنيا حين يعرف صاحبها كيف يدخل وكيف يخرج.. هي ثروة لا تحتاج الى أكثر من موعظة على اسماع البسطاء فيصدّقون ويتحولون الى جنود مجندة، يدافعون رغم بطونهم الجائعة، بعد أن أقنعهم الواعظ بتعطيل العقل وتجميد التفكير. والفقراء بسطاء يقبلون بوجبة يوم، ليشكروا ولي النعمة، ويموتون دونه بإخلاص. بسطاء متواضعون ينظرون الى جارهم الجائع، فيحمدون الله على نعمة الوجبة الواحدة.. ويغضون ابصارهم عن السارق الغارق بالقدسية من اعلى الرأس حتى اخمص القدمين.. ومن يحاسب صاحب القداسة المصطنعة على الذهب المدفون في اقبية قصره.

** ** **

طبقاً للأفكار التي يطرحها الشيخ محمد اليعقوبي عن حزب الفضيلة، والتي يسميها المفاهيم والاسس النظرية للحزب، فان النظرة المتأملة لها من الناحية الحركية والمفاهيمية والسياسية تبدو بسيطة مقارنة بالتراث التخصصي للأحزاب السياسية وللفكر السياسي. فهي لا تتجاوز كونها إرشادات وعظية عامة يسمعها الناس في المساجد والحسينيات، بل أن المنبر الحسيني اكثر ثراءاً منها.
ففي محاضرة له بتاريخ 13 / محرم /1425 الموافق 5 /3 / 2004 ، يتحدث الشيخ اليعقوبي عن الخطوط العامة للحزب بقوله:
(وقد وضعت لهم الخطوط العريضة لعملهم وأوضحت شكل علاقتهم مع المرجعية الشريفة والمعالم العامة لأهدافهم والتي لخصتها بما يلي :
1ـ نشر الفضيلة في المجتمع ومنع الفساد والإنحراف .
2ـ ايصال العناصر الكفوءة والنزيهة الى المواقع المسؤولة في إدارة البلد على جميع المستويات .
3ـ الإرتقاء بمستوى الوعي والثقافة والعلم لدى أبناء المجتمع .
4ـ تحقيق العدالة في الأمة واستقرار الأمن وإنعاش الوضع الإقتصادي .
5ـ الحفاظ على وحدة البلد وتركيبته الإجتماعية واستقلاله .
6ـ توفير الحقوق والحريات لجميع فئات الشعب وطوائفه وأعراقه بما لا ينافي الفقرات أعلاه.
7ـ وضع دستور للبلد يضمن النقاط أعلاه ولا يتقاطع مع الشريعة .
8ـ الحوار مع جميع التيارات الممثلة لفئات الشعب والإنفتاح عليها .
9ـ تنسيق المواقف تجاه القضايا العامة مع الأحزاب والحركات الإسلامية .)
وفي نفس المحاضرة يتحدث الشيخ اليعقوبي عن فهمه للسياسة الغربية، فيقول:
(إن أختيار (الفضيلة) عنواناً له جاء منسجماً مع أهدافه وطبيعة الصراع الجاري في هذه المرحلة فإن الحكومات الغربية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية جاءت الى هنا لتنفذ بنفسها المشروع الذي وضعته لتغيير المعالم الثقافية والأخلاقية والعقائدية والسلوكية وإلحاقها بالنموذج الغربي الذي نختلف معه في أسسه الحضارية ومنطلقاته الفكرية وأهدافه وغاياته وقد اعترفوا بأنهم جاءوا ليخوضوا (صراع حضارات) وماذا تعني حضارتهم ـ بغض النظر عن التطور العلمي والتكنولوجي ـ غير الظلم والفساد والإنحراف والرذيلة حتى باتوا يئنون من ويلاتها وآلامها وغرقوا في رعب وخوف من مصيرهم المشؤوم الذي سيحل بهم عن قريب بل أنهم بدأوا يذوقون مقدماته فمرض الأيدز يفتك بحياة ( 8) ملايين سنوياً وعجزوا عن الحد من استفحاله فضلاً عن مقاومته والقضاء عليه ) انتهى كلام الشيخ اليعقوبي.

إن شيخ حزب الفضيلة يفهم (صراع الحضارات) الذي طرحه المفكر الأميركي صموئيل هنتنغتون على انه الاطار العام الذي جاء بالاحتلال الأميركي الى العراق، بينما لا علاقة بين الاحتلال الأميركي وبين هذا المفهوم، بل لا علاقة بين مفهوم (صراع الحضارات) وبين الحروب العسكرية السائدة بين الدول حالياً على الاطلاق. فهو مفهوم فلسفي يتحدث عن مستقبل البشرية في فترة ما بعد الحرب الباردة، ويقوم على أساس إعطاء البشر الصدارة في مستقبل البناء العالمي. وأول من طرح هذه الفكرة في شكلها التأسيسي هو المفكر المغربي (المهدي المنجرة) حيث اطلق مفهوم صراع الحضارات من اجل توجيه البشرية نحو التفاهم ونبذ الكراهية، ومن أجل تفادي الإقتتال بين الدول. وقد جاء مؤلف كتاب (صراع الحضارات) ليتوسع في مشروع (المهدي المنجرة) الى جانب كونه يختلف مع ما طرحه المفكر الأميركي الاخر (فرانسيس فوكوياما) وهو تلميذ هنتنغتون في كتابه (نهاية التاريخ).
كما ان الحضارات المطروحة في هذه النقاشات وهي كثيرة ومعمقة، ليس كما يفهمها الشيخ اليعقوبي، فهي تتحدث عن الحضارة كتشكيل ثقافي بشري، وليس كعقيدة لدولة او لشعب بأغلبية عقيدية دينية. بل أن محور هذه الفكرة أي (صراع الحضارات) تتجه نحو الكيانات الكبرى، وتستبعد فكرة الحروب مع الدول القومية المحدودة، انما تطرح الحضارات الكبرى من بعدها الثقافي مثل الحضارة اليابانية والحضارة الافريقية والحضارة الصينية والحضارة اللاتينية وما الى ذلك.
إن شيخ حزب الفضيلة يتحدث عن وعظ أخلاقي وليس عن جانب حضاري، فالحضارة مفهوم اضخم من هذا بكثير.
لا أريد الخوض هنا في هذا النقاش الفكري، فانا بصدد تسجيل وقائع تاريخية، وتقييم تجربة مؤلمة حزينة جرحت القلب العراقي ومزقت نسيجه المجتمعي، لكني قد أتعرض لذلك بمناقشة تفصيلية، فيما لو أراد القراء الكرام ذلك، بما في ذلك المفاهيم السطحية التي بنى عليها الشيخ اليعقوبي فهمه السياسي من حيث المصطلح والشاهد والاستنتاج، استناداً الى مصادر الفكر السياسي العالمي.
هذه باختصار تجعلنا نعتقد ان دخول الشيخ محمد اليعقوبي في مجال الفكر السياسي لم يكن موفقاً. وقد كتب الأستاذ غالب الشابندر بحثاً موسعاً في هذا المجال، سيأخذ طريقه الى الطبع ان شاء الله. وكان الشابندر قد كتب في وقت مبكر مقالاً تحدث فيه ان حزب الفضيلة سيكون عامل تمزيق للصف الشيعي.
ما يثير الحزن، ان مجاميع من الشباب العراقي، عانوا من دكتاتورية صدام على مدى سنوات طويلة، ثم جاء النظام الجديد، فصاروا تحت رحمة طبقة من السياسيين يسرقون ثرواتهم، ويتلاعبون بمشاعرهم وعقولهم.
عزيزي القارئ المثقف، ستجد المصاديق بعد قليل.
يتبع


إسلاميو السلطة (44)

 بإيجاز عن الفضيلة والمجلس والتيار والدعوة وغيرها

 

(نريد وزارات نحصل من خلالها على المال، فنحن حزب جديد وبحاجة الى الأموال). هذه العبارة الجارحة الصادمة، تلخص الاتجاه العام للعملية السياسية في العراق. إنها التكثيف المباشر لطريقة التعامل مع المسؤوليات والمهام الحكومية، فهي مجالات تجارية مباحة للتكسب الحرام من اجل الفئة والكيان والشخص.. لا توجد هنا نقطة للتفكير في مصلحة المواطن والوطن. عند معظم السياسيين يُلقى الدين والمبدأ والأخلاق والضمير وراء ظهورهم، لتتسارع خطواتهم باتجاه مراكز السلطة والنفوذ والمال. فهذا حمل ثقيل ينوء به الرجال.
...
في المنطقة الخضراء تُقام صلاة الجمعة، يخطب في المصلين رجل دين يعتمر العمامة السوداء، إنه سيد من نسل رسول الله صلى الله عليه وآله، يتحدث عن الأخلاق والفضيلة والطاعة والزهد والإخلاص لله تعالى من أجل أن ينال مرضاة الله.. ثم ينهي الخطبة فيقف في المحراب خاشعاً يرخي من عمامته ذؤابة عملاً بالسنة النبوية المطهرة، يُكّبر تكبيرة الإحرام يتلو السورتين، يركع ويسجد ويقوم ويقعد بحول الله وقوته.. يُنهي صلاته بتقوى الخاشعين، بزهد الطائعين.. يرفع يديه للسماء داعياً الله تبارك وتعالى أن يغفر الذنوب ويُحسن العاقبة، فالعمر قصير، ولا أحد يدري متى يأتيه ملك الموت ويفارق هذه الدنيا الفانية.. دنيا طلقها أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ألفاً، فكيف لا يزهد بها المنتسبون لمدرسته؟ّ!!.

** ** **

(نريد وزارات النفط والتجارة والسياحة والآثار، فنحن حزب جديد ونحتاج الى المال) بهذه العبارة البائسة تحدث إمام الجمعة في المنطقة الخضراء السيد حسين المرعبي ممثل الشيخ اليعقوبي والقيادي في حزب الفضيلة وعضو البرلمان السابق.
كان الاجتماع عشية الاجتماع المصيري في الإئتلاف الوطني في نيسان 2006، لتحديد مرشحه في تشكيل الحكومة.
ومن النجف الأشرف مدينة الإمام علي عليه السلام، وعاصمة التشيع، ومركز الحوزة العلمية، يُجري الشيخ محمد اليعقوبي اتصالاته الهاتفية بمفاوضي التيار الصدري يوصيهم الاهتمام والتساهل مع أمين حزبه الدكتور نديم الجابري: (ديروا بالكم على الأخ نديم، هذا أخوكم).. يوصيهم خيراً بالصوت المدّاح لقاتل استاذه الشهيد الصدر الثاني.
إذن خلاصة الصفقة التي أرادها حزب الفضيلة بتوجيه من الشيخ اليعقوبي تتمثل في: (نائب رئيس الجمهورية، نائب رئيس البرلمان، وزارة النفط، وزارة التجارة، ووزارة السياحة والآثار). هذا هو ثمن موقفهم لدعم السيد إبراهيم الجعفري في تنافسه مع السيد عادل عبد المهدي.
رفض السيد فالح الفياض هذا العرض، وقد أمضى السيد الجعفري رفضه عندما علم بما جرى.. موقف يسجل لهما، مثلما يُسجل للسيد اياد بنيان سكرتيره الخاص، في رفض العرض فجر يوم التصويت كما ذكرت ذلك في حلقة سابقة.

** ** **

ما الفرق بين قول ممثل الشيخ اليعقوبي والقيادي في حزبه السيد حسين المرعبي إمام جمعة المنطقة الخضراء (نريد وزارات بيها فلوس) وبين قول الاخوة الكربولي في صراعهم من اجل الفوز بوزارة الكهرباء أو النفط: (هذه الوزارة فيها خبزتنا)؟.
ما الفرق بين هذين الموقفين وبين مواقف القوى الكردية، وهي تطالب بالوزارات المهمة وباتفاقات النفط الخاصة بهم؟. لي كلام طويل عن مواقف القوى الكردية والسنية بعون الله، ومقدار ما تسببوه من ضرر للعراق وابنائه.
...
ما الفرق بين هؤلاء الذين ذكرتهم وبين المجلس الأعلى الذي يخوض المساومات ويعطي التعهدات من اجل أن يفوز بالسلطة؟. أليس هذا تثبيت لمنهج الصفقات السياسية، وتمزيق من نوع خطير للصف الشيعي؟.
وما الفرق بين كل هؤلاء وبين مسؤولين من التيار الصدري، زجوا أنفسهم بسرعة فيه وراحوا يتحدثون عن ظلامة الشهيد الصدر الثاني، فعقدوا الصفقات والمساومات والابتزاز مثل حاكم الزاملي وبهاء الأعرجي وغيرهما؟.
....
وما الفرق مع حزب الدعوة واقصد دعاة السلطة بعد عام 2003، فقد نالوا الامتيازات وجنوا المكاسب، حصلوا عليها سهلة من السيد المالكي صاحب العشيرة والاصهار والابن الخارق. وصانع امبراطوريات المال لأشخاص كان يعرفهم من قبل وصار يعرفهم من بعد، وبين النظرتين، اكداس الأموال والجاه والمواقع، فسح لهم المجال فانطلق وليد الحلي وعلي العلاق وعلي الأديب وكمال الساعدي وحسن السنيد وصادق الركابي وسامي العسكري وأبو رحاب وياسر صخيل واحمد المالكي وكاطع الركابي وعباس البياتي وعدنان الأسدي وعلي الموسوي وياسين مجيد وغيرهم، انطلقوا يلعنون من يحاول الإشارة الى الخطأ، لأن ذلك يعني تجميد حساباتهم عن التضخم، ومن يرضى منهم التفريط بدنيا هارون الرشيد ويعود للإمام الكاظم عليه السلام؟.
فدافعوا عن عبد الفلاح السوداني دفاع المستميت، ووصفه رئيس وزرائنا حيدر العبادي وقتها بأنه (أكثر الوزراء نزاهة). وسكتوا على فساد خضير الخزاعي وتزويره واساءاته اليومية للدين والتشيع والشيعة، حتى صارت الصلاة نكتة على ألسن الناس عندما رأوا يده التي تتوضأ تستطيل نحو المال الحرام. وتكتموا على عبد الكريم العنزي بطل الاحتلال الأول للعقارات والمصانع والمؤسسات ببناياتها ومحتوياتها ومعداتها.
....
وما الفرق مع كتلة المستقلين بزعامة حسين الشهرستاني الذي تستر بالمرجعية زوراً، ثم خالفها سراً وعلناً، وتحكم بعقود الكهرباء والنفط، يمثله الاقرباء والاصهار في الامارات وغيرها بشركات لا نعرف منها الصحيح من الوهمي.
وما الفرق بين كل أولئك وبين المجلس الأعلى، بوزيره المتعدد المواهب باقر الزبيدي صاحب التهديدات والملفات التي لم تر النور ولن ترى، فيما يحول كل منصب الى متجرٍ كبير لجني الأموال.. وبالسيد عادل عبد المهدي وزير النفط حالياً وقد توسعت ممتلكاته وتمددت عقاراته واراضيه في الكرادة وغيرها.
ومن ورائهم وعلى رؤوسهم السيد عمار الحكيم الذي ورث الرخاء والزعامة وأغرق نفسه في ترف السلاطين، وهو يتحدث بصوته الناعم عن الاخلاق والشهداء والمساكين والفقراء، وقد استقطع مساحات شاسعة من الكرادة، وعشرات اضعافها في النجف الأشرف، واغلق الطرق والمداخل على قصوره المنيفة، وحصل على استثناءات خاصة من السيد حيدر العبادي، حيث استجاب له ومنحه الاستثناء من إصلاحاته المزعومة عن طيب خاطر، حتى لحظة كتابة هذا المقال؟.
...
يشكوا أفواج الحمايات والعاملون في مكاتب السيد عمار الحكيم، من تأخر مرتباتهم، فيأتيهم الجواب من سماحته، بضيق ذات اليد وعدم وجود تخصيصات كافية لتسديد مرتباتهم فوضع الحكومة كما ترون صعب مالياً، وعلى بعد أمتار قليلة تنتصب المعدات الثقيلة لتشييد قاعة استقبال جديدة رحبة تطل على نهر دجلة، فلم يعد السيد يطيق قاعات الاستقبال القديمة، لقد تكرر جلوسه فيها، فأصابه الملل. وحين يعصر الملل صدره، لا يمكن ان يتحدث عن الزهد وولاية أمير المؤمنين واخلاق أهل البيت عليهم السلام، بالشكل المطلوب!.
بماذا يختلف هذا السني عن ذاك الشيعي عن هذا الكردي؟..
ما الذي يميز الإسلامي عن العلماني؟.. لا، على هذا السؤال يختلف الجواب، فالعلماني يسئ للشعب عندما يكون سارقاً، لكن الإسلامي يسئ للشعب وللدين والمذهب، إنها خيانة كبرى فما أقساهم على الانسان والدين.

** ** **

كنت أرغب ان لا أذكر هذه المعلومات من اجل المضي في حلقات السلسلة، لكن ما يصلني من رسائل كثيرة، وما يطرحه القراء الكرام في تعليقاتهم، جعلني أورد هذه الوقائع، من أجل ان تتضح الصورة للأخوة الذين يسالون الى أي حد سأتوقف، والى مدى سأمضي، فاردت إيضاح الصورة بأنهم كلهم في طريقي، وليس بيني وبينهم سوى فسحة العمر، فان منّ الله بها عليّ، مضيت الى آخر الطريق.. طريق بدأته منذ عام 2006، وتشاركته منذ عام 2007 مع مجموعة من الاخوة، فسجلنا نقدنا وملاحظاتنا، وتعرضنا من الأقربين لأشد ردود الفعل واقساها، لكن الكثير من الاخوة القراء لا يعلمون ذلك، مع ان صفحات الانترنت لا تزال تحتفظ بمقالاتنا القديمة.
وكنت أميل ألا أذكر تفاصيل إضافية عن حزب الفضيلة والشيخ اليعقوبي، ولكن الرسائل الخاصة والتعليقات العامة دفعتني الى ذكر ذلك تعاطفاً مع الاخوة الذين يعيشون التضليل باسم التقديس الوهمي والعلمية المصطنعة. خصوصاً وأن الشهود والمعنيين أحياء يرزقون، يمكن لمن يشك أو لا يصدق أن يرجع اليهم، ليتأكد بنفسه منهم مباشرة.
...
من ناحيتي سألتزم بنشر ما يصلني من المعنيين مباشرة، وسأعتذر علناً فيما لو وصلني منهم ما يبرهن على خطأي. أما الذين يرغبون بالتقصي ومعرفة الحقائق من أصحابها، فالأمر متروك لهم فبإمكانهم نشر الحقيقة أو اخفائها فلهم تقدير ذلك طبقاً لمصالحهم وعلاقاتهم ووظائفهم.
أقول هذا لأن عدداً من رجال حزب الفضيلة ومقربين من الشيخ اليعقوبي بذلوا جهودهم في الاتصال ببعض السادة الذين أوردت أسماءهم في مقالاتي السابقة، وكان غرضهم أن يحصلوا على ثغرة فيما كتبت، لكنهم سمعوا منهم التأكيد على صحة ما جاء في المقالات. وكنت أتوقع من هؤلاء أن يعلنوا نتائج ما سمعوه من أجوبة، أو على الأقل شجاعة الإلتزام بالحقيقة، فيعلنوا ذلك على رؤوس الأشهاد. لكنهم لم يفعلوا.. كتموا الشهادة في صدورهم.. كتموها وهم يعلمون كل العلم ما معنى ذلك، وهم يقرأون القرآن الكريم (ومن يكتمها فانه آثم قلبه).

** ** **

رجائي الى القراء الكرام بعدم الرد المتشنج على أصحاب التعليقات الشتائمية، إنهم بحاجة الى وقت لكي يروا الحقائق ويستوعبوها، فقدّروا لهم ذلك.
إنني أشفق على هذه المجموعة من الأتباع والانصار وهم يحاولون بكل جهد، أن يصرفوا الموضوع عن محوره، من أجل ألا تصدمهم الحقيقة فيما لو توجهوا بالسؤال لقادة الفضيلة والشيخ اليعقوبي. ففي داخلنا صوت قديم متوارث عبر القرون، يهمس في إرادتنا بأن نركن الى السلامة والابتعاد عن الاستقصاء والبحث والدليل.. نقولها باللسان وما اسهل ذلك، ونمتنع عن فعل البحث لصعوبة ذلك.
...
أحزن على هؤلاء الاخوة وهم يحرقون مشاعرهم دفاعاً عن حزب الفضيلة وعن الشيخ اليعقوبي وعن غيره وعن غيرهم، وقربهم منبع الماء بارداً صافياً بما أعطاهم الله تعالى من عقل وقدرة تفكير، بأن يسألوا الشيخ اليعقوبي كيف يقوم بترشيح مدّاح صدام قاتل استاذه لتولي منصب رئاسة الوزراء؟.. كيف يُفكّر التلميذ المخلص لإستاذه الشهيد المظلوم، بأن يعين على رأس السلطة التنفيذية أحد أزلازم قاتل استاذه؟. وكيف يرضى لنفسه أن يموّل حوزته من مال حرام عبر المساومة على وزارات النفط والتجارة والسياحة، ومن نفط البصرة الذي ضاعت عوائده في خزائنهم، وضاع الفقراء بحياتهم البائسة.. دعونا من الاجتهاد الذي لن تثبت له شهادة مكتوبة من النجف الاشرف، لكن إعملوا النظر بالجانب الأخلاقي الشرعي، وموقع المساومات والابتزاز من العدالة والفضيلة.
أحزن على هؤلاء العراقيين المساكين الذين يرفضون معرفة الحقيقة لكيلا تصدمهم، فيخسروا أوهام الثقة بهذا القائد وذاك، وبهذه الجماعة وتلك.
أكرر رجائي بعدم مبادلتهم التشنج، فهم بسطاء، ومن الواجب ان نتحدث بالمنطق والدليل والحجة والشهادة الصادقة، يوماً وشهراً وسنة، فهذا هو المنهج الحضاري، وهذه مسؤولية المثقف، وامامنا القرآن الكريم بمنهجه الحواري الرائع.
يتبع ويتبع ويتبع.



إسلاميو السلطة (45)

أتحدى رد الفضيلة وشيخه، والحكم للقراء

 

القضية بسيطة وأبسط من كل هذه الجهود والمتاعب التي يتكبدها حزب الفضيلة وشيخه اليعقوبي، فلقد جربتم معي التهديد عبر الرسائل الخاصة، ولم ينفع.. وجربتم اثارة قضايا جانبية لحرف الموضوع عن محوره، فجاءت النتائج أشد عليكم من ذي قبل.. ولجأتم الى التزوير والكذب على الدكتور إبراهيم بحر العلوم، وخلط الأسماء للتمويه، فتكشف هذا الفعل الهابط اخلاقياً امام القراء الكرام.
هذه الجهود من قبل حزب الفضيلة ليست فردية بلا شك، فهي من نتاج جهاز اعلامي وفريق عمل، إنها تعيد ذاكرة العراقي الى السنوات الماضية، حينما كانت أجهزة البعث الإعلامية تلجأ اليها في محاولة تشويه الثورة الإسلامية في ايران، وكذلك تلفيق التهم لمعارضيها الإسلاميين بالدرجة الاولى. لكن الزمن قد تغير فهذا الاختراع الجديد الرائع وهو شبكة المعلومات العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي تحتاج الى عقلية تُدرك أن محركات البحث تختصر مسافات الزمن خلال لحظات خاطفة.
فعلى سبيل المثال وباستخدام هذه التقنية استطعت الحصول على عدة مقالات نشرتها جريدة القادسية التي كان يصدرها نظام الطاغية، وقد كتبها أمين عام حزب الفضيلة وموضع ثقة الشيخ اليعقوبي، والذي رشحه لأن يكون رئيساً للوزراء، ثم طرحه في مساومة مع المجلس الأعلى ومع السيد الجعفري ليكون نائباً لرئيس الجمهورية. اقصد به الدكتور نديم عيسى الجابري، ففي تلك المقالات يشن ثقة اليعقوبي ومعتمده وأمله في الحكومة، اتهاماته البشعة للإسلاميين والمعارضة، ويتفانى في الدفاع عن الطاغية صدام، داعياً له بالحفظ والنصر وطول العمر على أعداء الأمة، أي على الشيعة الإسلاميين تحديداً. على سبيل المثال الأعداد التالية من صحيفة القادسية: (العدد 1737 بتاريخ 17/2/ 1986، والعدد 1739 بتاريخ 19/2/1986، والعدد 1746 بتاريخ 26/2/ 1986) ويظهر من خلال تقارب التواريخ، النشاط المكثف والجهود المتفانية في تمجيد الطاغية صدام والنيل من الإسلاميين الشيعة من قبل الدكتور نديم الجابري امين عام حزب الفضيلة والذي كان على تنسيق سري لتشكيل حزب سياسي عام 2000، أي في نفس الفترة، التي اعتمد فيها نظام صدام تصعيد محاولات الاختراق الأمني للأجواء الدينية. ولهذا حديث في وقت آخر لأهميته الخاصة.
إنني أتساءل مع بعض الأصدقاء الأعزاء، كيف سيكون موقف شيخ الفضيلة حين تصدر كتابات علمية تناقش أفكاره وما كتبه وطبعه في كتبه وعلى صفحات الانترنت؟.
كيف ستكون ردة فعله عندما يجري الحديث عن سطحية أفكاره السياسية، وعدم استيعابه للمصطلح السياسي المتداول في مستويات عادية من الدارسين لهذا الحقل؟.

** ** **

إن من حسن حظ حزب الفضيلة والشيخ اليعقوبي أن رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، رجل متردد، يبحث عن السلامة وينشد الابتعاد عن مواطن القرار الصعبة، ولو كان الأمر بيد غيره، لانكشفت ملفاتهم بأسهل جهد، ولملأت فضائح سرقة نفط البصرة و(عقد الثلاثين مليون دولار) الذي كان أحد أسباب اغتيال محافظ البصرة الأسبق محمد مصبح الوائلي.. ولإنتشرت بنود اتفاقهم السري ومطالباتهم باقتطاع أجزاء من مال الفقراء العراقيين لتمويل (جامعة الصدر) التابعة لليعقوبي، وكذلك مساعي المقرب منه الشيخ سامي المسعودي في الوقف الشيعي حيث ساهم اليعقوبي في تعيينه وكيلاً ماليا للوقف الشيعي، الى جانب الترويج من خلال إمكانات الوقف الشيعي لما يدعيه من مرجعية الشيخ اليعقوبي، وتوظيف فريق إعلامي بعطاءات مجزية لعمليات مونتاج أفلام فيديو حول تواجده مع قوات الحشد الشعبي، وصناعة نشيد عنه، فيما يستشهد أبناء الشيعة في ساحات القتال الحقيقية.
من حسن حظ حزب الفضيلة وشيخه، أن السيد العبادي رجل لا يميز بين التراجع والتقدم، ولو كان الأمر بيد غيره، لكشف الاتفاق السري الذي عقده الشيخ اليعقوبي مع السيد نوري المالكي لإستباق رأي المرجعية العليا، وانتزاع الولاية الثالثة له في الأيام الحرجة.

** ** **

نشر انصار الشيخ اليعقوبي منشوراً مكذوباً على الدكتور بحر العلوم بعنوان مثير: (الدكتور إبراهيم بحر العلوم يكشف كذب سليم الحسني)، ومن يقرأ البيان يجده لا علاقة له بالموضوع الذي كتبته من الأساس. وقد غاب عن فريق المونتاج أن الحادثة التي ذكرتها كانت في بدايات حكومة الجعفري، بينما تصريحات الدكتور بحر العلوم كانت حول رفع أسعار الوقود وهي في الأشهر الأخيرة من حكم الجعفري. (راجع الرابط في نهاية المقال).
ونشروا مقالاً آخر يستندون فيه الى حلقة من حلقات الأستاذ الشابندر وفيه يتحدث عن السيد (صادق الركابي/ أبو جعفر)، ويستدلون بذلك على ان صادق الركابي الذي هاجمه الشابندر، هو الذي كان حاضراً في الجلسة التي طلب فيها السيد كريم اليعقوبي مني ان احصل له على مليون دولار من الجعفري، وان حزب الفضيلة يسعى لإستبدال الدكتور بحر العلوم لأنه يرفض الاستجابة لتلبية تمرير صفقاتهم وعقودهم النفطية.
بينما لا علاقة للسيد صادق الركابي بهذا الامر على الاطلاق، فقد كان وقتها سفيراً للعراق في قطر، إنما كان الاجتماع مع كريم اليعقوبي في منزل (الدكتور مصطفى الركابي/ أبو سحر) وهو أحد أساتذة الحوزة والجامعة المعروفين في مدينة قم. أي أنهم أرادوا إيهام القارئ بعدم دقة معلوماتي من خلال تحريف الأسماء، وهو أمر سبق أن اعتمده محرّفوا الاحاديث والروايات، فقد كانوا يستبدلون اسم راوية بآخر، أو يدلّسون الحديث حتى يغمّ امر الحقيقة على المسلمين.
...
عندما يصل الأمر في مدرسة الشيخ اليعقوبي الى هذا المستوى، فمن حق القارئ ان يتوقع عن الخفايا التي لم يتم كشفها حتى الآن. وسأكشفها بعونه تعالى.
لم يصدر حتى الآن، جواب رسمي من الفضيلة والشيخ عن الحقائق التي ذكرتها، وقد أتيت عليها بالاسماء والتواريخ والوقائع، وكل الشهود أحياء ولله الحمد، فيمكن أن يرجع أي عراقي باحث عن الحقيقة اليهم ليتأكد بنفسه. وسأذهب هذه المرة في التحدي أكثر بالقول أنني كتبت ووجهت الادانات لعدد من الشهود والمشاركين في تلك الوقائع التي كان حزب الفضيلة يساوم فيها ويعرض اصواته لقاء مكاسب مالية وحكومية، الأمر الذي يجعل مهمة حزب الفضيلة أسهل وأيسر لأني أرجعتهم الى أشخاص يتمنون تكذّيب معلوماتي.
أقول: لثقتي التامة بدقة معلوماتي ومطابقتها للحقيقة كما جرت، فأني أطلب من حزب الفضيلة او اليعقوبي أو أي شخص آخر، ان يحصل ولو على كلمة تشكيك واحدة، او شبه كلمة تشكيك فيما ذكرت.
عذري للقارئ الكريم على هذه النبرة العالية بعض الشئ، فلقد لجأت اليها، لأني أعرف أن مسؤولية كشف الحقائق تحتاج الى وسيلة إيضاح للبعض وهذا ما فعلته.
شكري وتقديري للقراء الكرام، بعدم الرد على أتباع الشيخ اليعقوبي في شتائمهم وسبابهم والفاظهم، انما منهجنا الحوار العلمي المستند للمنطق والمعلومة الموثقة، وأقوال الشهود. وأرجو ان يقدروا أن هؤلاء حين يكتبون تعليقاتهم فهم نتاج مدرسة اليعقوبي، ويحتاجون الى تثقيف وتدريب على الحوار واخلاقه وأدبه. وهذه مسؤوليتنا، وهي تستحق الجهد والصبر من كل مثقف مخلص. يكفي انهم عاشوا سنوات القهر والتجهيل المتعمد من قبل النظام السابق، ثم جاء اشخاص يستغلون طيبتهم وظروفهم الصعبة ليفرضوا عليهم عبادة الأصنام بهيئة أخرى.
يتبع

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha