مشروع الشرق الأوسط الجديد " أسرائيل الكبرى": ــ "الشيعة" حسموا أمرهم تقريبا

مشروع الشرق الأوسط الجديد
" أسرائيل الكبرى": ــ "الشيعة" حسموا أمرهم تقريبا!!
بقلم: سميرعبيد *
هناك علاقة جدلية بين مشروع الشرق الأوسط الجديد ومشروع "الفوضى الخلاقة" .أي لا شرق أوسط جديد بدون فوضى خلاقة. فالفوضى الخلاقة هي التي مهدت وستمهد لولادة مشروع الشرق الأوسط الجديد.وقلناها مرارا أن تسمية الشرق الأوسط الجديد مجرد تسمية ناعمة ودبلوماسية لـ ( أسرائيل الكبرى). وعند تحقيق الشرق الأوسط الجديد ( أسرائيل الكبرى) هنا سيكتمل الوعد الذي جاء في كتاب الله العزيز "القرآن الكريم" وحينها ستنتهي أسرائيل!!. وهنا أيضا لا إسرائيل كبرى بدون فوضى خلاقة. فالوضى الخلاقة هي التي مهدت وتمهد لولادة أسرائيل الكبرى!!.
ولهذا باشر اليهود بالإستثمار السري و الخرافي في العراق مابعد عام 2003 صعودا.... وأخرها موجة بناء الأسواق العملاقة ( المولات) وفتح الشركات الكبرى للإستثمار والعقار والسيارات والإستيراد والتصدير، وتمييع ثقافة السكان العراقيين في المحافظات المقدسة. فعلى سبيل المثال يُحتفل بعيد الحب في النجف الأشرف، وتعرض الملابس الداخلية النسائية وعلنا في المحلات ولأول مرة بتاريخ المحافظة ..الخ..... وكذلك راحت اليهود نحو الإستثمارفي أفريقيا وساحل البحر الأحمر. لا بل هناك مخططات (سرية) لتصبح العاصمة بغداد إقليما يهوديا تحت تسمية إقليم بغداد لأدارة المال والأعمال، وهو ما يخيف بعض العواصم الخليجية التي ستدخل في مرحلة هروب رؤوس الأموال والدخول في مرحلة الفوضى والأفول!!.
فنحن أمام سباق مع الزمن تتسابق به ومن خلاله الدول الكبرى ومعها أسرائيل وحتى تركيا وأيران وروسيا لترتيب اوضاع المنطقة قبيل نهاية عمر معاهدة (سايكس بيكو) والذي سينتهي عمرها في عام 2016... وهذا يعني أن ولادة أسرائيل الكبرى قد قربت ( ولادة العهد الإلهي وقبيل فترة الضعف والتلاشي الإسرائيلي الذي يبدأ أواخر عام 2021 ويكتمل عند العام 2022)...لأن عمر دولة أسرائيل هو 76 عاما فقط!!! ولهذا نرى القيادة الإسرائيلية بزعامة نتنياهو تؤجج حول هجرة اليهود الأوربيين والأميركيين نحو أسرائيل، ومن هنا راحت أسرائيل لتنشر الفوضى في المنطقة عبر مشاريع شتى منها " داعش، والنصرة".
ومن يريد البحث بهذا الموضوع عليه الغوص في سورة "الإسراء" فهي سورة بني أسرائيل. فهي تثبت إفساد بني أسرائيل.فالأول كان بزمن نبوخذنصر،والثاني مستمر. أما علو بني أسرائيل فكان الاول بزمن سليمان والعلو الثاني مستمر.أنظروا سورة الإسراء من الآية 2 حتى الآية 5 ((وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً (3) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً (4) فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً (5( ()فهم علوا في الأرض المقدسة وأفسدوا فيها. فسورة يوسف تتحدث عن نشأتهم وسورة الإسراء تتحدث عن نهايتهم!!... ولمن لا يعلم فان الأرض المقدسة لا تعني فلسطين فقط. بل هي تبدأ من محافظة ذي قار "الناصرية" في العراق حيث منطقة ( أور) وصولا الى المسجد الاقصى. وبالتالي أن ما يجري في العراق من خراب ودمار وموت وفساد وإفساد ونهب للدولة وتفكيكها ونهب تراثها وسرقة ثرواتها ما هو إلا بأشراف أسرائيلي. ويرتبط بموضوع (العلو والإفساد) الذي يسبق مرحلة الأفول وحسب (الوعد الإلهي). وبالتالي لا داعي للإستغراب عندما تجدون بعضا من العراقيين في البرلمان وفي الحكومة وعلى رأس مجالس المحافظات هم أسرائيليون أكثر من أسرائيل. فهؤلاء عملاء لإسرائيل وينفذون ما يُطلب منهم لتدمير العراق والمنطقة وأمثالهم في جميع الدول العربية وبنفس المهمة. ودققوا بالوجوه التي تتكرر في جميع دورات البرلمان والحكومة وفي المحافظات.. وعليكم الفرز لتعرفوا السر الكبير!!!
ماذا يعني مشروع الشرق الأوسط الجديد؟
حسب ما أسلفنا أن "مشروع الشرق الأوسط الجديد"يعني مشروع أو لادة أسرائيل الكبرى. ويعني أكتمال العلو والهيمنة لإسرائيل. وخارطة الشرق الأوسط الجديد تبدأ من الحدود الافغانية الصينية الهندية حتى شواطىء لبنان. وهي التي يمتد فيها ومن خلالها طريق الحرير الجديد الذي توقف بفعل صمود سوريا. وهي الرقعة التي دخلت فيها الولايات المتحدة الأميركية الحروب الإستباقية والمفتعلة وحسب التخطيط "الصهيوني" الذي رعته وترعاه الكنيسة المسيحية المتصهينة والتي تعتبر الرئيس جورج بوش الإبن أبنها ونفذ توصياتها
.وبالتالي فالمحافظون الجدد عائدون لحكم الولايات المتحدة بعد الرئيس باراك أوباما ومن خلال الحزب الجمهوري وسوف يباشروا بالمرحلة الجديدة من مشروع الشرق الأوسط الجديد " أسرائيل الكبرى" في تلك المنطقة والتي تشمل تركيا وإيران..
بحيث أقتنعت تركيا وإيران بهذا المشروع فسارعتا الى النهوض من الرماد نحو مغازلة التاريخ الإمبراطوري لهما،وبالإستفادة من مشروع الشرق الأوسط الجديد. فمضيتا نحو تحقيق منجزات مهمة على حساب العرب، وحتى على حساب أسرائيل ومشروعها "أسرائيل الكبرى". والأن نجد إيران في لبنان، وسوريا، والعراق، واليمن، وفلسطين، والبحرين، وسواحل البحر الأحمر، وبالمقابل نجد تركيا في الخليج وفي شمال العراق وفي ضفاف البحر الاحمر حيث الصومال، وفي بعض المناطق السورية.
فالعرب هم ضحية (مشروع الشرق الأوسط الجديد) فهم الطرف الأضعف. وبالتالي لن يتمكنوا من الدفاع عن أراضيهم وأوطانهم التي تحددت حسب أتفاقية ( ساكيس بيكو). ولهذا تكالبت عليهم الأمم من جيران وطامعين وأستعمارين وغيرهم وسوف تتوزع تركتهم بين الكبار.... وبالتالي فالعرب أمام التحديات التالية:
1. سيتميع العرب في تلك الجغرافية الواسعة التي أسمها الشرق الأوسط الجديد. وستهدد هويتهم.
2. ستتحول البلدان العربية الى دويلات ( عرقية، وطائفية، ومذهبية) متناحرة بعد تمييع الحدود الأصلية لصالح حدود جديدة وداخل الأوطان ،وتكون بين الطوائف والمذاهب والأعراق وستكون مقدسة حتى الموت.
3. سيفقد العرب هويتهم وتاريخهم كشعوب وحضارة. وسيصبح المواطن العربي مجرد مواطن شرق أوسطي بعد أختفاء الخصوصية القطرية والديموغرفية وحتى القبلية.
4. وبالتالي ستتبلور (أسرائيل الكبرى) التي ستبقى أقوى من الجميع، وبالتالي هي من يدير أقتصاديات تلك الدويلات الحديثة والمتناحرة.
الشيعة حسمو أمرهم.
بما أن الشيعة العرب هم عرب أقحاح وأصلاء وأساس العرب لكنهم تعرضوا ويتعرضون للتشكيك المستمر باصولهم العربية . فلقد تعمدت الأنظمة "السنية" التي تحكم الدول العربية من تثقيف الشعوب السنية والرأي العام بأن جميع الشيعة في الدول العربية وبمقدمتها العراق هم ( فرس) ويوالون إيران وهم أبنائها...... وحتى صار هناك رأيا إقليميا ودوليا بأن الشيعة العرب رجال إيران.وهنا قدموا العرب وتلك الدول الشيعة العرب على طبق من ذهب لإيران .فراحت إيران فبررت تدخلها في الدول العربية التي يتكون سكانها من السنة والشيعة وسط تفرج وحياد غربي وأميركي.
وبما أن الشيعة لا حظوة لهم في الأنظمة السياسية العربية التي يهيمن عليها السنة راحوا فأقتنعت الأكثرية منهم بأن تكون إيران هي الدولة التي ترعى مصالحهم وتدافع عن حقوقهم. وبالتالي هم مواطنون شرق أوسطيون ولكنهم لن ينصهروا في مشروع الشرق الأوسط ولن يقولوا في المستقبل ( نحن مواطنون شرق أوسطيون/ بل سيقولون نحن مواطنون شيعة ومباشرة سينسبهم من يسمعهم الى إيران)
ونتوقع سوف تضطر إيران في نهاية المطاف لإصدار ( جوازات سفر شيعية وسوف تمنحها الى العرب الشيعة في كل مكان.. وسوف تدافع عنهم وحال تعرضهم للأضطهاد أو المضايقة وسوف تكون ثقافة سائدة بعد سنوات قليلة!!)... وسوف نشهد نزوح (شيعي علماني) نحو دول غربية ، ونحو جغرافيات ومحميات سنية معتدلة وغير منصهرة في التقسيمات الطائفية والمذهبية الضيقة.
فالشيعة العرب ومن وجهة نظرهم لم يستفيدوا من الدولة القطرية والدولة الوطنية بل أبقتهم تلك الدول على الهامش. وهناك دول أضطهدتهم جدا. وكذلك لم يستفيدوا من الإدارات السنية في المنطقة. وعندما وصلوا للسلطة في بعض البلدان العربية تعرضوا للنهش والتسقيط والتشيطن والتخوين من قبل ماكينة الأنظمة العربية السنية فلن يجدوا نصيرا لهم إلا إيران وبعض الأصدقاء الغربيين وضمن علاقات المصالح. وبالتالي تقاربوا مع إيران ونتوقع سوف يكون هناك أنصهار مع إيران والسبب هو إجحاف الأنظمة السنية وإجحاف وظلم أبناء عمومتهم العرب السنة!! .
وبالتالي لا يغيض الشيعي العربي أن يقول أنا ( شيعي) لكي يتميز عن ظالميه، وعندما يقول أنا شيعي فهذا يعني من وجهة نظر السنة العرب هو إيراني!!.فبات الشيعي العربي لا يكترث لهذا الإتهام!.
فاصبحت هناك إرهاصات ( سنية عربية) وبأتجاهين:
1. هناك عرب (سنة) في المغرب العربي ومصر وفي الخليج تقاربوا من (الشيعة العرب) وأصبحوا شيعة.... وأتهموا بأنهم صاروا إيرانيين.
2. وهناك عرب ( سنة) أقتنعوا أن يحذوا حذو (الشيعة) ليكونوا ويقولوا نحن (سنة) وليس شرق أوسطيين، فالسنة يريدون تعميم التسمية ( الطائفية) بدلا من تسمية ( أني مواطن شرق أوسطي سني).
فالسنة العرب يعتقدون أن تسمية "أنا مواطن شرق أوسطي" تفصله تماما عن واقعه وتاريخه وموقعه وحضارته. ولهذا سارع الخليجيون والأنظمة السنية للتقارب مع تركيا أخيرا في محاولة لتكون تركيا بموقع إيران وتباشر بالوقوف ندا لها مقابل ان يعطون لتركيا صفة انتمائهم لها!.
وكيف وأن الإسرائيلي اليهودي سوف يقول ( أنا مواطن شرق أوسطي) لكي يصبح تعدادهم بمئات الملايين من البشر/ وهو عدد سكان المنطقة الممتدة من أفغانستان حتى بيروت.هذا من جانب...
ومن الجانب الآخرفتعميم ثقافة وتسمية ( أنا مواطن شرق أوسطي) سوف تخفي هوية وأعداد اليهود . ويبدو هي خطة أستباقية لإخفاء اليهود وأستباقيا وقبل زوال أسرائيل ولضمان بقائهم وحياتهم ولضمان تنقلهم وأستقرارهم الناعم في الجغرافية التي أشرنا لها والممتدة من الحدود الصينية الأفغانية الهندية حتى شواطىء بيروت...... فيما لو ربطنا الأمر بالوعد الإلهي وحسب سورة الإسراء!!. وأن هيستريا القيادة الإسرائيلية حول تهجير اليهود من أوربا وأميركا نحو أسرائيل تصب في محاولة تغيير مجرى التاريخ والوعد الإلهي!!.
من هنا راح (الشيعة) فأقتنعوا بتسميتهم الطائفية لكي يتميزوا في السنين القادمة، ولكي لا يُبطش بهم على أنهم يهودا أو صهاينة أو أسرائيليين عند تحقيق زوال أسرائيل وحسب الوعد القرآني!!.
Samaaa26@gmail.com
1/3/2015