كلمة الجمعة إنَّ الحق لا يهزم وإنْ طال الزمن لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي دام ظله بتاريخ 18 ربيع الآخر 1447هـ حوارات تجاوزت الخطوط الحمراء.. عماد الخفاجي كلمة الجمعة لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي دام ظله بتاريخ 4 ربيع الآخر 1447هـ كُتُب السيد أحمد الحسني البغدادي تثير الشك لأنها تحمل رائحة الثورة!.. عبد الجواد المگوطر “دين العقل وفقه الواقع” كتاب موسوعي لمفكر موسوعي بقلم المحامي عمر زين فتوى سماحه آية اللّٰه العظمى احمد الحسني البغدادي دام ظله حول حرمة المشاركة في الانتخابات المقبلة في العراق الجريح في الثقافة الدينية اضاءات وتأملات.. تفسيرية جديدة الطبعة الثانية المنقحة والمزيدة بيان ثبـوت هلال شهر شوال الأغر أحمد الحسني البغدادي.. ظاهر المحسن وقفة حول كتاب الثورة والعرفان

جهاد الامام البغدادي السيد محمد الحسني علامة مشرفة وجوة مضية في تأريخ العراق الحديث

جهاد الامام البغدادي السيد محمد الحسني علامة مشرفة وجوة مضية في تأريخ العراق الحديث

جهاد الامام البغدادي السيد محمد الحسني
علامة مشرقة وجذوة مضيئة في تأريخ العراق الحديث


     ما اوضحه القرآن الكريم بشكل لا يقبل الشك والجدال: ان للمؤمن القوي من المكانة العالية والمنزلة الرفيعة والشرف الباذخ, ما يسمو على كل اعتبار, حين فضل الله المجاهدين على القاعدين بالثواب والاجر الجزيل.
     وفي صدد المداهنة والمهادنة او الممالئة والمحاباة: جاء في سورة القلم: بسم الله الرحمن الرحيم(....ودوا لو تدهن فيدهنون) صدق الله العلي العظيم... وهذا ماترجمه عملياالامام امير المؤمنين عبر المواقف بشكل لا يقبل التأويل في معرض جوابه,يوم طلب منه المهادنة مع الناكثين والقاسطين والمارقين. قال (ع) والله لا اكون كالضبع تنام على طول اللدم حتى يصل اليها طالبها ويختلها راصدها, ولكن اضرب بالمقبل الى الحق المدبر عنه, وبالسامع المطيع العاصي المريب ابدا, حتى يأتي علي يومي. نهج البلاغة ج1 ص41.
    وهكذا كان الامام المجاهد ومرجع الامة الزاهد السيد محمد الحسني البغدادي المولود سنة 1298ه. امتدادا عروبيا مسلما صحيحا لذلك العنفوان الرباني وتلك الجرأة والملازمة الصحيحة الدائمة للحق طيلة حياته المباركة وعمره المديد الذي جاوز التسعين عاما, مستلهما المبادئ العليا والقيم الروحية من اجداده العظام الذين خلدهم التأريخ رغم العاتيات. فهو حسني النسب علوي الامتداد صيغ ضمن حلقات  ذهبيه مضيئة وسلسلة طويلة من الافذاذ والامجاد ومن القادة المتميزين على الصعد كافة النضالية والعلمية المجاهدة في سبيل الحق, ولقد اشرقت شمس ولادته الميمونة في طرف العمارة أي في الجزء الغربي من المرقد الشريف للمدينة(النجف الاشرف) وبعد وفاة الشيخ جعفر البديري سنة 1369ه طلب سكان المدينة ولا سيما القاطنين في طرف المشراق ألا يملأ ذلك المكان في الصحن الشريف الا ببركات سماحة السيد آية الله البغدادي اماما أوحدا فلبى الطلب سماحته واقام صلاة الجماعة حتى آخر حياته وكانت اعماله فيها سلسلة طويلة ومتواصلة الحلقات من الجهاد والنضال الدؤوب والحافلة بالمواقف الجريئة التي خلدت واضافت الى هذه المدينة ما يعتز بها الابناء حتى يومنا هذا, ويكفي ان تكون دروسا وعبراتستمد منها القوة والصلابة وتزيد في البذل والعطاء من اجل الدفاع عن مقدسات الامة ومبادئها العربية والاسلامية.
      ومن بين تلك المواقف التي لا زالت عالقة بأذهان الناس المخلصين كصورة رائعة هو ما حدث عام 1914 يوم شنت القوات الانكليزية حربها على الدولة العثمانية واحتلت ثغر العراق الباسم- جنوب البصرة فهب الرجال من مدينة النجف والمدن الاخرى خفاقا وثقالا للذود عن حمى العرين, يقودهم رجال الدين وزعماء العشائر, فكان السيد المجاهد محمد  الحسني البغدادي- رحمه الله- في طليعة القادة المضحين في دور متميز, وهذا ما يؤكد ان المرجع الأعلى البغدادي(قده) لم يجهل السياسة أو يهملها- كما يتوهم البعض- فعدم تعاطيها فيما بعد: لا يعني ذلك, بل ما نراه قبل نصف قرن وأكثر من تزاحم القادة من عسكريين ومدنيين ووزراء وامراء على عتبة الدار, دليل واضح على ما ندعيه, وقد فسر البعض هذه الصورة الجميلة بعدم تزلف مرجعيته للسلطة, من اجل الجاه او حفنة الدراهم او الدولارات التي كانت تدس بين حين وآخر من تحت العباءة, كما يقال, فكان الفقر والحرمان قوتا له ولعائلته, ورغم مرارة العيش كان طعم الكرامة خير ما ينسي هذه العائلة الكريمة آلامها عندما تبصر الكثيرين من الشعب العراقي يرفل بنفس المأساة, نتيجة ظلم الآخرينوتواطئهم مع المخابرات الاجنبية وينقل السيد محمد حسن الكشميري وهو واحد من ابناء المرجعية المحترمين في كتابه رسائل ومسائل ص8 (.... وهنا اذكر ايضا ما سمعته من المرحوم السيد محمد الحسني البغدادي – من مراجع النجف الاشرف- ان....و....واخذوا الملايين واصدروا هذه الفتاوى) وكان انعكاسات هذه التربية الفذة واضحة على الأولاد والاحفاد مما زاد في اعتزازهم و احترامهم في نفوس الآخرين وبذلك العطاء العلمي والسخاء الادبي الذي راح يتفاخر به المحتفلون في المجالس والندوات, كأغان بريئة للفقراء يجلون بها هم الحزن والقهر, مما يعانونه نتيجة المناظر المأساوية التي برزت في الآونة الأخيرة على رجال تقمصوا جلباب الوطنية أو الدين والدين والوطنية منهم براء فالدعوة اليوم الي احياءتلكم الرموز بات ضرورة ملحة لنحكم التواصل ونبني جسور المودة بين هذه النخبة وسيدنا ومولانا امير المؤمنين ابي الفقراء والمساكين الذي يقول في نهج البلاغة :ااقنع من نفسي بان يقال امير المؤمنين ولا اشاركهم في مكاره الدهر او اكون اسوة لهم في جشوبة العيش            
ونحن نقول للذين يلهثون وراء الخطوة والمناصب الدنيوية نقول لهم اين انتم من الامام البغدادي  الذي رفض مبايعة الملك فيصل الاول وهو عربي حسني مسلم وقريب له في النسب طالما مد يده للإنكليزباتفاقيه سريه وانتم اليوم تأكلون وتشربون مع الامريكان بل تفتحون لهم البيوت وتقدمون لهم الاكلات الشهية فتحية لك ايها السيد العظيم ونم قرير العين يا شهيد الجهاد من اجل تحرير البلاد ولئن غابت صوركم من علي الجدران والساحات والشوارع  فهي ماثلة اليوم في القلوب الحية والضمائر الابية تنبض بالمبادئ العليا والقيم السامية تؤكد بان لا يصح الا الصحيح وان بقاء الحال محال وان دروسكم البليغة لازالت تنطق باسمكم وبمؤلفاتكم لعل في مقدمتها : كتاب وجوب النهضة وهداية الانام والعروة الوثقى وغيرها كثير والمعروف عن الامام البغدادي الى اخر ايام حياته لم يتوقف عن البحث والدرس والقراءة والتأليف حتى اذن الله برحيله الى جنات الخلد بتاريخ 26 ذق 1392ه بعد عمر جاوز الثلاثة والتسعين عاما
فكان لفقده يوم عظيم علي مشاعر المسلمين في العراق والعالم الاسلامي ولاسيما ابناء النجف الاشرف الذين تجلببوا بطيبة قلبه وسماحة تعامله وتواضعه ومواساته للفقراء والمعوزين برغم ما هو عليه من العلمية ودرجة الاجتهاد حتى نال السمعة الواسعة والجاه العريض وقد تجلى ذلك في موكب التشييع لجثمانه الطاهر الى مثواه الاخير حيث تنور ضريحه  في مقبرة خاصة اعدت له في شارع الامام زين العابدين في النجف الاشرف وهي مجاورة لداره وبجواره المصلى الذي يقيم فيه النجفيون فرائضهم في اوقاتها ثم توالت اقامة مجالس الفاتحة على روحه الطاهرة وفيها تبارى الشعراء والادباء بنظم القريض وقصائد الرثاء والتابين وكان في مقدمة الشعراء الذين رثوه وارخوا وفاته شعرا الاديب والشاعر الكبير احمد الصافي النجفي
    اذ يقول:
ابو كاظم مولا يفيض براءة               وطهرا وتنزيها عن الهفوات
وفي الحق لا يخشى ملامة لائم     ويخشى اله العرش في الخلوات
مقام له في العلم والفقه شامخ   بعيد عن الاهواء والشبهات
فيالك بغدادي قوم ومعشر         له منزل سام بشط فرات
وارخ عام وفاته الشاعرعبد الحميد الراضي اذ يقول :
اراد والاقدار في مرصد      اذ بها تحول دون المراد
فصاح اذ نعاك تاريخه      (يا اسفا اغمد سيف الجهاد)
وارخ وفاته ايضا محمد الشيخ علي البازي قائلا:
يا نادبا ان خانك التعبيرمن حزن تكابد
فاندب ثلاثا حينما قد ارخوا (مات يجاهد)
وهناك شعر وحديث شجون اعرضنا عنه لضيق الوقت وهذا لا يعني ان عطاء السيد البغدادي نضب اوتوقف فما ترك من الابناء والاحفاد من تألق اليوم بسماء الحوزة العلمية في المدينة (النجف) واصبحوا ممن يشار لهم بالبنان في الخلق الرفيع والاحترام الوافر والعلم والمعرفة من كافة الناس  وان صدى هذا البيت او الاسرة ضارب بسمعة عريضة افترشت معظم مدن العراق بل تجاوزتها الى مدن اخرى من الدول المجاورة بما ابدعت واجتهدت في عملها  المتواصل من المؤلفات التي بلغت العشرات وهي لا تختصر على حقل واحد بل تجاوزت العلوم الحوزوية حين اخذت تطرح بعض الافكار الفلسفية في السياسة والحكم بعد التطورات الحديثة لوضع العراق الجديد واخص بالذكر السيد المناضل احمد البغدادي الذي بدا حياته ومنذ نعومة اظفاره مازجا العلم بالجهاد والبحث من اجل انقاذ الانسان من حبائل الاستعمار ومن تغلب عليه حب المال والطمع فأنساه الولاء للوطن واما العلامة السيد علي البغدادي الحفيد الاخر فهو غني عن التعريف ببضعة كلمات وقد زينت مؤلفاته معظم المكتبات العامة والخاصة وهو اليوم مشروع علم لكل جديد ومتطور  في مناهج الحوزة حتى اليوم هو شعلة علم تنير الطريق للسالكين وتهدي الضالينومذكرة الاخرين ان عمر الباطل قصير وخير الزاد ليوم المعاد واما الحفيد الثالث فهو السيد حيدر الابن الاصغر من السيد كاظم الابن الاكبر للسيد المجاهد محمد الحسني البغدادي فغلب عليه طابع الاجتماعيات والمواصلة في الواجبات اذ جعل من مكتبته ديوانا ومجلسا لمختلف الطبقات تتناول مجمل الاوضاع السياسية والعلمية والاجتماعية فبارك الله بكل الخيرين والمجاهدين وبالخصوص  من ال الحسني البغدادي المجاهدة 
 

محمد علي الملحة
مجلة التراث النجفي
العدد 61 نيسان 2014م

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha