الشّباب العربيّ.. عقبات في طريق الطّموح

الشّباب العربيّ.. عقبات في طريق الطّموح
ربيع فارس
لفتني خبرٌ يستفزّ بمضمونه كلّ شابّ عربيّ مسلم لديه طموح ومؤهّلات لبلوغ مناصب يستحقّها. الخبر طبعاً ليس من العالم العربي الإسلامي؛ إنّه من القارّة العجوز أوروبّا، ففي تجربة فريدة ورائدة من نوعها، أقدم المستشار النمساوي "ميشائيل شبيذليجر"، على تعيين وزير خارجيّة لم يتعدّ عمره سبعة وعشرين عاماً، ليكون بذلك أصغر وزير خارجيّة في الاتحاد الأوروبي. سبب الاستفزاز، أنّ الشباب العربيّ يبقى غارقاً في الأحلام والطّموحات، دون أن يُوجد واقعٌ خصب يحفظ ما لديه من مواهب، والّتي تذهب سدًى.
وغرقت في بحرٍ من المقارنات بين هذا الواقع وواقع الشَّباب في منطقتنا العربيَّة، وما يعانيه من ارتفاع في نسبة البطالة، ناهيك بالحسابات المختلفة الّتي تواجه توظيف أحدهم، من محسوبيّات شخصيّة وعائليّة وطائفيّة ومذهبيّة، وانتشار الرّشوة والفساد الاقتصادي، وتغييب عنصر الكفاءة في الاختيار، وغيرها من الأمور، وهو ما يقتل حسّ الاندفاع والتَّفاؤل عند شبابنا...
وليس كلامي هذا دالاً على نصاعة وضع الشَّباب في الغرب، إذ إنَّه يعاني بدوره كثيراً من المشاكل، ويواجه كثيراً من الصّعوبات، ولكنَّ الباب مفتوح أمام طموحاته، وهي نقطة إيجابيَّة تسجّل لمصلحتهم، عسى أن ينهض الشّباب ويغيّر هذا الواقع نحو الأحسن...
فمسؤوليّة التّغيير هي بيد الشّباب أنفسهم، وهي تحتاج إلى جهد كبير، والله تعالى يقول: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الرّعد: 11]، ويقول الشّاعر العربيّ أبو القاسم الشّابي:
إذا الشّعب يوماً أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر
ولا بدّ للّيل أن ينجلي ولا بدّ للقيد أن ينكسر
فعلى الشّباب أن يثبتوا ويواجهوا ويصنعوا التَّغيير، مهما تعرّضوا لصعوبات، فلا مناص عن يومٍ تصير فيه الأمنيات الواعية والهادفة واقعاً معاشاً يضجُّ بالحياة...
المصدر: بينات.