بيان صادر عن سماحة آية الله العظمى أحمد الحسني البغدادي دام ظله حول ضرورة قيام الثورة الشعبية في العراق

بيان
صادر عن سماحة آية الله العظمى
أحمد الحسني البغدادي دام ظله
حول ضرورة قيام الثورة الشعبية في العراق
بسم اللّه الرحمن الرحيم وبه نستعين
هناك تساؤلات مثيرة للجدل في الشارع العراقي أهمها: إِنَّ النهج الذي تسير عليه أميركا وحليفتها بريطانيا ليس هدفهما تغيير جمهورية العراق الرخوة والعميقة بل تستهزأ على أحرار العالم ومستضعفيه وخصوصاً على العراقيين إلواعين منهم والمغفلين بإنهما لا يقبلون «إطلاقا» بتغيير جمهورية العراق الفاسدة بالقوة الخشنة أو القوة الناعمة طالما إنهما ينفذون مصالحهما الآنية منها والمستقبلية في نهب ثروات العراق واضعافه ومحاصرته.. ولهذا نجد القيادة السياسية الأميركية ترى تغيير النظام السياسي الحالي خطئاً إستراتيجياً قد يؤدي الى مردودات سلبية مرعبة أسوء بالنسبة لها: إما فتنة لا يحمد عقباها !أو وصول حكومة وطنية قومية إِسلامية أكثر عداوةً وبغضاءاً لمصالحها.
إِنَّ شيوع المفاسد غدت متجذرة الى أبعد الأَغوار في نظام جمهورية العراق القائم على أُس المذهبية والفئوية والجهوية. وهذا هو المبتغى في سبيل تحقيق مصالحهما الأمبريالية في العراق بعد عام ٢٠٠٣م.
ومن العجب العجاب أَنَّ المسؤولين الأميركان والبريطانيين يعلمون علم اليقين زيف مسرحية الانتخابات وتدوير نفس الأحزاب الاسلاموية والعلمانوية الفاسدة والمتناقضة والضعيفة الشخصية وتشعر بالدونية أمام جماهيرها وأمام ذاتها واحساسها بقيمة المعصية من عدم بناء دولة المؤسسات وخيانة الهوية الوطنية الجامعة باعتراف من يحكم العراق حالياً علناً لا سراً!..
إذن، لابد حتماً أن تعرفوا أَنَّهُ لا يتحقق التغيير المنشود من اللاهوت الحوزوي والتحزبي والمذهبي في عراق الانبياء والأوصياء.. وتكتسحه كلياً (على ما أرى) هي الثورة الشعبية السلمية للخلاص من هذا اللاهوت الماضوي الظلامي الذي يفتك (الآن) بوطني فتكاً ذريعاً من خلال سلطة الشيعة وسلطة السنَّة ومن خلال الاحتلال الأجنبي والتدخل الإقليمي. ولذلك فلم تخدعني تلك المعارضة العراقية اليسارية واليمينية السطحية المنتشرة في الداخل والخارج التي تعتمد على الاستكبار الاميركي والكفر العالمي «كأذلاء صاغرين» لهذه النظائر المجرمة.
إذن، المطلوب من هذه المعارضة الوطنية إن كانت مخلصة أَن ترفض وأَن تتصدى وأنَّ تخاطر وأن تناضل من أَجل الخلاص من الهيمنة الأميركية في منطقتنا.. ومن أجل الخلاص من التدخلات الإقليمية في العراق لما يعانيه من إرهاب واغتَيال وإعتقال وتهجير ومجاعة متفشية وإِماتة جماعية مستذكرين ذلك الهوان الذي وقعت به اللبننة أو الأَفغنة أَو البلقنة أَو الغزونة! وهل من المعقول أن يسعى الأَميركان لتسليم القرار السياسي الاستراتيجي لهذه المعارضة العراقية التي لا تضمر لها محبة ومودة؟!.
إِنَّ عمليةً سياسيةً عرجاء.. كهذه لا تدوم ومستحيل أن تدوم كسنَّةٍ تاريخية.. لابد أن تزول في نهاية المطاف كمستقبل الدول والحضارات السابقة.
(وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا) سورة الاحزاب، ١٦ - ١٧.
احمد الحسني البغدادي
النجف الاشرف
٢٣ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ