الحوار الثاني والعشرون مع صحيفة «الجزائر نيوز» بتاريخ 8 نيسان 2005م
الحوار الثاني والعشرون
مع صحيفة «الجزائر نيوز» بتاريخ 8 نيسان 2005م
اجرى الحوار جلال بوعاتي
اية الله العظمى المرجع الاسلامي في النجف الاشرف احمد الحسني البغدادي في لقاء مع «الجزائر نيوز».
الزرقاوي مجرد خيال( ) وجيش امريكا غارق في مستنقع عميق .
التقته «الجزائر نيوز» في فندق الأَوراسي على هامش المؤتمر القومي العربي المنعقد في الجزائر منذ يوم الاربعاء، يؤكد السيد البغدادي، وهو أَحد المراجع الشيعية في العراق، أَنَّ الزرقاوي مجرد تصور وخيال وقد قتل عندما دخل العراق عام 2003 برفقة عدد من مقاتلي جماعة انصار الاسلام في شمال العراق على يد الامريكان .
• ماذا يحدث في العراق؟..
العراق تحت نير الاحتلال الامريكي، ورداً على الاحتلال وجدت المقاومة النوعية التي فيها الكر والفر، أوما يسمى بحرب العصابات، هذا هو الطريق الوحيد لتحرير الأَرض العراقية والانسان العراقي من الهيمنة العولمية الرأسمالية الامريكية ، لقد غزا الامريكان العراق وكانوا يتصورن أنَّ الورود والزهور سوف تنثر على دباباتهم بسبب الدكتاتورية والاستبداد، لكنَّهم فوجئوا بمقاومة نوعية، وأَخذَ الرتل الخامس القابع في العراق (الطابور الخامس) بُروِّجُ أَنّ المثلث السني هو الذي يقاتل، وفي العراق ليس مثلث سني، ولا مربع شيعي، بل هم يريدون أنْ يوهموا المجتمع العربي، والرأي العام العالمي بان الشيعة مع المحتلين، ومع المشروع الامريكي، وفي الواقع هنالك تعميم مقصود على عمليات المقاومة في العراق ، هذا التعميم تمارسه الفضائيات المشبوهة، فهذه الفضائيات لاتنشر شيئاً عن العمليات التي تجري في المناطق الشيعية،
وعندما تنفذ (10) عمليات في الفلوجة تنشر عن عمليتين، او ثلاث فقط، هذا هو التعتيم والتحجيم الذي تمارسه الولايات المتحدة الامريكية زعيمة الإِمبريالية العالمية، ولكن، بانتفاضة صفر – نيسان في السنة الماضية في النجف الأَشرف، وكربلاء، ومدينة الصدر الباسلة البطلة، وفي الناصرية، والبصرة.. المقاتلون والمجاهدون رفعوا الخزي والعار عن شيعة العراق الذين هم ضحية الإِعلام التضليلي (الديماغوغي) الذي تقف وراءه الاحزاب التي تطلق على نفسها الوطنية والاسلامية .
* لماذا لا توحدون صفوفكم سنة وشيعة لمواجهة الاحتلال ؟
انا أتحفظ من كلمة هذا سني وذاك شيعي، بل أَدعو الأْمة المرحومة اذا ارادت ان تنتصر على الولايات المتحدة الامريكية زعيمة الامبريالية العالمية أَنْ يزيلوا كلمة المذاهب، ويعلنوا إِسلاما بلا مذاهب . هذا اولا.. وثانيا نحن نتمنى تحقيق وحدة المقاومة، ووحدة الخطابين السياسي والمسلح في سبيل انهاء الاحتلال.
* ماذا عن مقاومة الصدر التي انطفأت؟..
توجد مؤامرة من طرف المرجعية الدينية في النجف الاشرف، أو مايُعْرَفُ بالمراجع الاربعة، وهم اجانب من خارج الحدود (السيستاني والفياض ...) وليسوا عراقيين، لكن العلماء والمراجع العراقيين كلهم مقاتلون مقاومون ضد أَمريكا زعيمة الاستكبار العالمي .
ماذا عن خسائر الامريكان في عملياتكم؟..
هناك تعتيم تمارسه الاستخبارات الامريكية لإخفاء أعداد القتلى الامريكان، وهم يعلنون أنَّ عدد القتلى من الجنود الأمريكان خلال عامين من الاحتلال بلغ (1500) قتيل فقط، ولكن هذا كذب وتضليل، وقد نشرنا في جريدة ((براءة)) التي تصدر عن مكتبنا الاعلامي، وثيقتين خطيرتينِ اشرنا فيهما إلى أنَّ الامريكيين قتلوا بالمئات، بل بالالاف، ولكن هناك تعتيم لخداع الشعب الامريكي، لأَنَّ الادارة الامريكية متصهينة وامبريالية تمارس التمويه على مستضعفي العالم، لقد غَرِقَ الجيش الامريكي في مستنقع العراق .. اذا سقطت المقاومة في العراق سيجتاح الامريكان سوريا، ولبنان، وايران من اجل اسقاط حزب الله الذي هزم الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر .
* ما رأيكم في انتخاب جلال طالباني رئيساً للعراق؟..
الانتخابات التي جرت فيها تزوير وتضليل ، ونسبة المشاركة الحقيقية هي 20% فقط لا 40% كما اعلنوا. هناك احزاب وطنية تؤمن بالمقاومة المشروعة التي هي الطريق الوحيد لتحرير الارض والانسان، وهذه الاحزاب تتألف من (35) فصيلاً تحت قيادة المؤتمر التاسيسي العراقي الوطني .
* هل تؤيدون محاكمة صدام حسين ورموز نظامه ؟
نحن نقول لا يجوز محاسبة أي مسيء من النظام السابق الا بعد اقامة الدولة العراقية الوطنية المستقلة .. وتقام المحاكم الثورية والشرعية ويحاسبون وفق القانون الاسلامي العراقي ، يجب إِخراج الاحتلال اولاً، واسقاط قانون إدارة الدولة العراقية السيئ الصيت ثانياً.
* لماذا تعتمدون سياسة اختطاف الصحافيين الابرياء الذين جاؤوا لنقل أخبار الواقع العراقي؟..
هذه الاختطافات التي تقع في العراق، او الاغتيالات التي تنفذ في المساجد والمناطق السنية تارة وفي المناطق الشيعية تارة اخرى، ما هي الا من تخطيط الموساد الصهيوني، والاستخبارات الاميركية هذا اولاً .. وثانياً يحاولون ان يبينوا أَنَّ العراقيين لا يقاتلون، وانما الذين جاؤوا من وراء الحدود مثل الزرقاوي وغيره هم الذين يقاتلون ضد الدبابة الامريكية... هذا كذب وتضليل .
* هل الزرقاوي موجود فعلا في ارض العراق ام هو اكذوبة؟..
انا اقول اكذوبة، برايي هو تصور خيال، لقد قتل الزرقاوي في شمال العراق مع انصار الاسلام عام 2003 بعد دخول الامريكان الى شمال العراق، هم يبثون هذه الشبهات الى الشعوب العربية والاسلامية وللراي العام العالمي بان العراقيين مع المشروع الاميركي، وان المجاهدين العرب هم الذين يقاتلون، وتصفهم بالارهابيين، نحن نعتز بكل مجاهد يدخل العراق.. سواء كان افغانيا او باكستانيا او عربيا، او ايرانيا.
* كيف خرجتم من العراق ؟
نحن لا نخشى احدا، لانخشى إلاَّ الله وحده، نحن نؤمن بالله تبارك وتعالى بوصفه المطلق، و المجاهدون لا يخشون احدا .. بل الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الامريكية هم الذين يخشون الشعب، ولذا فهم يعيشون وراء المتاريس والاسلاك الكهربائية وفي دهاليس المنطقة الخضراء، اننا نمشي بلا حراسة في شوارع العراق خلافا لهؤلاء وهؤلاء!!..
لكن كيف خرجتم ؟
خرجنا بطريقة لوجيستية.. ولن اكشفها، لانها قضية سرية.. وارجو ان تعفوني من الاجابة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قال السيد الوالد في مذكراته المطبوعة صفحة 312، طبعة 2011م: «أنا اعلم أن الزرقاوي حي يرزق، لكنِّي قصدْتُ مِن ذلك أنّ أُكذب الاعلام التضليلي القائل بان الذين يقاتلون: هم من المجاهدين العرب الافغان وحسب، وابناء العراق يساندون المشروع الاميركي وإحتلاله البغيض، وإن كنت أنا أعتز بكل المجاهدين العرب والمسلمين غير العراقيين الذّين يناهضون العدو المجرم ويقاومونه، لا الذين يستهدفون الاطفال والنساء والرجال».