إقصاء وتعميم
إقصاء وتعميم
س: قبل أن نطرح السؤال المفصلي على سماحتك ـ أدام الله ظلك ـ نعرض مقدمةً تمهيديةً و«تهكمية» على ما يجري من محاولات سقيمة و إصرار غير مرضي على تشويه صورة المقاومة الإسلامية«الشيعية» في العراق مِن قبل بعض الأصوات ـ على اختلاف مستوياتها مِن ناطقين باسم بعض فصائل المقاومة و مروراً بإعلاميين محترفين وإِنحداراً الى أسماء نكرات منتحلة في الغالب على صفحات الأنترنت وصولاً إلى درك الأصوات المُدْمِنَّةِ على الهذيان في برامج غرف المحادثة الصوتية قد لا يعلم كثيرون لـ«جهلهم أو لعقدهم الطائفية».
إن ملحمة المقاومة و الصمود في أُم قصر الخالدة كتبها على صفحات التاريخ أبطال اللواء الخامس والأربعين التابع لفرقة المشاة الحادية عشرة هؤلاء الجنود الصناديد وضباط الصف معظمهم من عرب العراق «الشيعة»!.. حسناً هذه ليست مقاومة!.. هذه وحدة عسكرية نظامية كانت تقاتل وفق سياقات موضوعة سلفا (حجة سبق وأن سمعناها).
والمعركة الشرسة جَنوب سوق الشيوخ واشتراك أبناء العشائر العربية «الشيعية» فيها الى جانب وحدات الجيش من الفوج الثالث ـ لواء 47!..«كذبة رافضية كبرى؟!..» طيب في انتفاضة صفر ـ نيسان العام 2004م ووقوف المواطنين العزل بصدروهم العارية بوجه الدروع الأمريكية في مدينة النجف الأشرف ومنعهم القوة المدرعة التوغل الى حدود الحرم العلوي المطهر و إجبارها على التقهقر !.. سيتهكمون عليك بمقولة:«مستر يس إمام نو» تعريضاً بالعراقيين «الشيعة» واتهاماً لهم بأنهم لم يحتجوا على احتلال مدينتهم، بل أرادوا حماية الضريح العلوي فقط !..
المواجهة «الصدرية» العنيفة الأولى ضد قوات الاحتلال الأميركي، التي ألهبت عشر محافظات عراقية.. سيقولون لك إن الصدريين احتجوا على حجب جريدتهم، ومنع توزيعها بأمر من قوات الاحتلال فقــط لا إيماناً بمقاومة، ولا سعياً نحو تحرير، وسيخبرونك أن «الشيعة» الصدريين باعوا سلاحهم، أو سلموه لقوات الاحتلال.
عمليات المقاومة في الفرات الأوسط، والجنوب العربي الشيعي.. سيستخفون بالقائل ويضحكون كالحمقى، ويخبرونك بأن فيلق الغدر وعصابات حزب الدعوة تسيطر على الفرات الأوسط والجنوب، ولا يسمحون بفعل مقاوم وانشقاق قيادات مهمة، وأعداد كبيرة من المقاتلين المتمرسين الشرسين عن التيار الصدري، وإصرارهم على نهج المقاومة حتى التحرير بعد مهادنة السيد مقتدى الصدر و دخول ممثليه في العملية السياسية المشبوهة و حكومة الاحتلال الفتنوية.. سيقعون في فخ التناقض الصارخ، ويتخبطون بين إتهام السيد الصدر، وجيش المهدي بالمشاركة في الاقتتال الطائفي، وذبح أهل السنة والجماعة وتهجيرهم، وبين استشهادهم بتبرأَ مقتدى الصدر من المنشقين، واتهام المنشقين بعمليات القتل على الهوية المذهبية !!.. عجيب وقبل أن نَصِلَ إلى موضوعِ الفصائلِ الإسلاميةِ «الشيعية» المقاتلة وافتراءات وأكاذيب وتزوير الطائفيين العراقيين والعرب، مؤكدين أننا لا نتبنى فعلا ما سوف نعرضه على سماحتك، ولا نؤمن بحرف من شبهاته، لكننا أردنا إفهام الحمقى و الأغبياء أن بضاعتهم يمكن أن ترد إليهم .
هذا.. في ما يخص اللواء البطل بقادته و جنوده في ملحمة أُم قصر يشرفه فعلا أنه أدى و اجبه العسكري بشرف الجندية الحقة، ولم يوصم بما وصم به قادة و مراتب و جنود فيلق كامل خان شرف السلاح، ولم يطلق رصاصة للدفاع عن محافظة عريقة التاريخ، لا بل سلم أسلحته ومعداته للمحتل و لعملاء المحتل من البيشمركة !.. وأن جندياً عراقيا «شيعيا» صامدا في أُم قصر «بسطاله» يشرف وزير دفاع خان شرف الجيش، وأعطى بيده إعطاء الذليل، وسلم نفسه لعدوه ذليلاً يسوقه لمحاكمات باطلة، ويهدد بإعدامه شنقا كاللصوص، و لا يريد تشريفه حتى بالإعدام رمياً بالرصاص الحي، كما يعدم القادة العسكريون.
ومن هنا.. يمكن للبعض أن يقول إنَّ أبناء الفلوجة الباسلة تصرفوا على أساس مقولة:«عراق وأنبار يـــس حدائق وطارمات بيوتنا نو!!..» فان حسبت هذه لهم غيرة على حرمات بيوتهم، فيجب أن يحسب لأبناء النجف الأشرف انتخائهم لحفظ حرمة ضريح الإمام علي (عليه السلام) وإذا قيل إِنَّ ««الشيعة»» الصدريين ثاروا من أجل صحيفة منعت من الصدور، فيمكن القول إنَّ تظاهرة شباب الفلوجة لم تكن من أجل العراق، بل من أجل المدرسة، التي كان جنود الاحتلال يشرفون مِن على سطحها على بيوت الفلوجيين، ولو لم يستشهد شبابها المتظاهرين برصاص الاحتلال لما كانت هناك مقاومة ولا من يحزنون!.. وإذا تذكرنا أنَّ مقاتلي الفلوجة سلموا سلاحهم وسمحوا لقوات إياد علاوي بالدخول لمدينتهم بعد المواجهة الأولى فيجوز لنا اعتبارهم خونة وجبناء ـ وحاشاهم ـ قياسا على من خون و شتم الصدريين لتسليمهم سلاحهم بعد المواجهة الأولى المصيبة العظمى أنَّ السُفَهاءَ لا يسألون أنفُسَهُم: كيف و بماذا قاتل الفلوجيون و الصدريون في مواجهتهم الثانية ضد الاحتلال و مرتزقته ؟!..
أما فيما يتعلق بسيطرة فيلق الغدر، وعصابات الدعوة على مقدرات الأُمور في الفرات الأوسط و الجنوب، وتنكيلهم بمن يقف في وجه الاحتلال، وولاء «الشيعة» هناك لإيران وغيرها من الترهات فهذه والله تحسب للمقاوم «الشيعي» الذي لا يعمل في بيئة حاضنة حسب هذا الادعاء وكلنا نعلم أن بضعة أسابيع من تنكيل مرتزقة صحوات أبو ريشة و شركائه بالمقاومة في وسط و غرب العراق كانت كافية لشل و تحجيم المقاومة في تلك المناطق!! فطوبى لمن لم تشل عزيمته، ولم تضعف فعله المقاوم انعدام البيئة الحاضنة وسنوات سبع عجاف من تنكيل أجهزة القتل الوحشي التابعة لـ «صحوات الحكيم و المالكي» القائمة على أساس الاغتيالات والاختطافات والتعذيبات!...
الآن.. بعد استعراض المقدمة الــغـثــة، التي تليق بمستوى الطائفيين السفهاء والأدعياء المهزومين ضمن حدود المنتديات الصوتية و صفحات الأنترنت المشبوهة فلنتحول إلى أمثلة محددة قد تفسر جهل الملايين من العرب والمسلمين بحقيقة و حجم فصائل المقاومة الإسلامية «الشيعية» في العراق وحتى لا نسرق جهد الآخرين، كما يفعل أبطال المقاومة القطرية والأردنية !..
إن القنوات الفضائية، والمواقع الإخبارية، والناطقين الرسميين لبعض فصائل المقاومة العراقية أدت دوراً مهماً في التعتيم والإقصاء على واقع الروح الوطنية الجهادية عند «شيعة» العراق، بل وذهب بعضها أو بعض إعلامييها الى حد سرقة جهد و تضحيات و دماء المقاومين العراقيين «الشيعة»، و نسبته الى مقاومين في فصائل عراقية «سنية» أُخرى لدرجة أن التلاعب بالتقطيع «المونتاج» للصورة والصوت وإخفاء شعارات الفصائل «الشيعية» من على أفلام عملياتها أو بياناتها. قناة الجزيرة ـ مثلاً ـ رفضت في أكثر مِن مناسبةٍ عرض أية عمليةٍ مصورةٍ نفذها فصيل «شيعي» حتى لو عرضت عليها هذه الأفلام مجانا رغم أنَّ الجزيرة كانت تدفع أحياناً مقابل أن تحصل على بعض العمليات المصورة وتنشرها حصرياً!!.. والأمر من ذلك سياستها الواضحة في طائفية المقاومة وتجييرها لحساب طائفة معينة، واليك بعض الأدلة:
قصف قاعدة فالكون الشهيرة10-10-2006 م الذي تناولته قنوات العالم أجمع، وقد نفذت عصائب أهل الحق «الشيعية» هذه العملية « بقيت القاعدة تحترق لـ (13) ساعة بسبب وقوع القذائف فوق مخزن ذخيرة ما سبب خسائر ضخمة وهائلة في الأرواح والمعدات».
وأقر الاحتلال على لسان العقيد «جوناثان وثنغتون» بأن مجموعات «شيعية» نفذت الهجوم انطلاقاً من حي «أبو دشير» ذي الأغلبية ««الشيعية»» بقذائف هاون من عيار 82 ملم والملفت أنَّ قناة الجزيرة حذفت في ترجمتها العربية أية إشارةٍ لتلك المجموعات وهويتها «المذهبية» لتروج لبيان الجيش الإسلامي على مدى أيام.
النص الأصلي بالإنكليزية بعد يوم على العملية:
The fire ignited tank artillery and small-arms ammunition at a forward operating base in the central Rasheed district of Baghdad" he said explaining that the 82mm mortar round was fired from Abu T-Shir a Shiite district. "At the time of the attack base personnel went to full. Attack aviation and unmanned aerial vehicles flew overhead in an attempt to locate the terrorists' mortar position" he continued.
"Soldiers and base employees were moved immediately to the safety of hardened buildings and structures on the base" a coalition statement said. "Firefighters from the base and hazardous material experts will continue to work toward extinguishing the fire. Engineers and explosive ordnance detachment teams will begin deliberate clearance of potential unexploded ordnance."While there were no reports of US casualties the explosions marked a rare success for mortar teams working for militia and insurgent groups which do not often cause much damage to well-protected US facilities.Given the nature of the attack and the direction from which the was fired suspicion will fall on Shiite militia groups
http://www.aljazeera.net/News/archiv...chiveId=365538 رابط الخبر كما ترجمته الجزيرة
http://www.archive.org/details/AsaIbAhlAl-haqFalconAttack رابط العملية كما وزعته عصائب أهل الحق
في أكثر مِن مناسبة يسرق الجيش الإسلامي ـ مثلا ـ جهد الفصائل «الشيعية» و ينسبه إلى نفسه بلا دليل موثق رغم اعتراف قادة العدو المحتل بهوية المنفذين ورغم إصدار الفصائل «الشيعية» بياناتها معززة بالتسجيل للعمليات:
مثلا قصف كتائب حزب الله المنطقة الخضراء بصاروخ كاتيوشا من عيار 107 ملم في22/5/2009م وقد قتل في الهجوم متعاقد أمريكي، وأقر الاحتلال عِبْرَ الجنرال «بيركنر» بأنه كان صاروخ كاتيوشا 107 ورغم ذلك تبنى الجيش الإسلامي العملية زاعماً بأنه أطلق صاروخ غراد بلا دليل طبعاً.
وقد جاء في البيان في الساعة الثانية عشرة من منتصف مساء يوم السبت الثامن والعشرين من شهر جمادي الأولى لسنة 1430هـ الموافق 23/5/2009م وبعد التوكل على الله وبعون منه قامت مفارز قسم الصواريخ في الجيش الإسلامي بإطلاق صاروخ نوع «كراد» على المنطقة الخضراء قاعدة حكومة الإحتلال المجرمة وبفضل الله تعالى تم إصابة الهدف بدقة، وسمع دوي إنفجارات قوية، ولم تعلم الخسائر كاملة، وذلك في وسط بغداد.
http://www.archive.org/details/KataibHezbollahInIraqAttackedTheGreenZone2252009
رابط العملية كما وزعتها كتائب حزب الله العراق http://www.alintiqad.com/fastnewsdetails.php?fstid=18020
رابط البيان الصادر عن كتائب حزب الله حول العملية
مثال آخر: قناة الجزيرة تسرق علناً عملية استعمال قاذف بي29 لكتائب حزب الله العراق وبعد محاولة إخفاء اللوغو تنسبها لـ« للمقاومة العراقية!!..» بدون ذكر اسم الفصيل، وطبعاً المتلقي، الذي يتلقى المعلومة سيذهب عفوياً باتجاه منفذ آخر من الذين تروج لهم قناة الجزيرة.
بينما المخابرات المركزية الأمريكية وبسبب الدمار الكبير، الذي سببه البي29 في العراق «المالك الحصري له كتائب حزب الله وعصائب اهل الحق» تصنفه خطراً على الأمن القومي الأمريكي، وتدرج الفصيلين العراقيين «الشيعيين» في قائمة المنظمات «الإرهابية» الأشد خطراً عرضت قناة الجزيرة برنامجاً وثائقياً حول السلاح الروسي تناولت من بين ما تناولت فيه قاذف لبي ـ 29 الذي دمر الكثير من دبابات الأبرامز في العراق، وهو نفسه الذي كان أحد الأسلحة التي استخدمها حزب الله لبنان ضد الأميركان طوال سنوات الاحتلال ـ قبل حرب تموز وخلالها ـ وتناول البرنامج الضغوط التي تعرض لها مجمع بازالت الروسي المصنع لهذا النوع من السلاح، وكيف صنفت المخابرات الأمريكية هذا السلاح تهديداً على الأمن القومي الأمريكي بسبب الخسائر التي تعرضوا لها على يد كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق ـ المالكين الحصريين لهذا السلاح عراقياً ـ مع العلم أنَّ الجزيرة لم تشر لاسم الفصيل، وحاول مُعِدْ البرنامج إخفاء اللوغو رغم ظهوره من طرفه.
http://www.liveleak.com/item?a=view&token=f73_1246
رابط التعتيم و التزوير الذي مارسته قناة الجزيرة ضد فصائل المقاومة الوطنية العراقية «الشيعية».
رابط العملية الأصلي كما وزعته كتائب حزب الله العراق للعملية النوعية المقدامة ضد الدبابات الامريكية بقاذف «هاشم»أو ار. بي. جي 29
http://www.archive.org/details/KataibHezbollahInIraq-rpg29VsAbramz1352008
بتاريخ 15 ـ7ـ 2009م يسفر الشيخ علي الجبوري عن وجهه أمام الكامرات في قناة الجزيرة على مبعدة كيلو مترات قليلة عن مقر قاعدة الاحتلال الأمريكية في العديد والسيلية، ولا يخشى أَن ينسب له و لفصيله عملية محاولة اغتيال السفير الأمريكي في العراق !!.. وهو الأمين العام للمجلس السياسي للمقاومة العراقية و لا «يخجل» من ملايين العراقيين الذين يعلمون أنَّ محاولة اغتيال سفير الاحتلال الأمريكي وقعت في مدينة الناصرية «الشيعية»، التي لا يوجد فيها عنصر من عناصر فصيل الشيخ الجبوري، ورغم أَنَّ المنطقة لا تعمل فيها غير الفصائل «الشيعية»: عصائب أهل الحق وألوية الشريعة الخاتمة وكتائب حزب الله العراق ولواء اليوم الموعود، الذي تبنى العملية بشكل مصور ليفضح كذب أحمد منصور و قبول الشيخ !!.. بهذا التزوير و الكذب.
رابط اللقاء مع الـ (الشيخ) الجبوري مع أحمد منصور إنتبه لطفا للحديث من الدقيقة 22.33
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/C1561271-9BEB-470F-AA08-A88929A6C83C.htm
أحمد منصور: السفير الأميركي في العراق «كريستوفر هيل» نجا بأعجوبة أول أمس من محاولة اغتيال أعلن الجيش الإسلامي، الذي هو أحد فصائل المجلس السياسي للمقاومة أنه كان وراءها؟!.
علي الجبوري: نعم هذه عملية السفير كانت في ذي قار يعني ونجا من محاولة اغتيال في ذي قار أما الذي تشير إليه هو إعلان إصابة سبعة جنود
أحمد منصور: اعلان الجيش الإسلامي عن إصابة سبعة جنود؟.. نعم
رابط عملية استهداف سفير الاحتلال الأمريكي في مدينة الناصرية، كما نشره لواء اليوم الموعود
http://www.archive.org/details/ThePromisedDayBrigades-SpecialAttacksFromAlmanarChannel
و أخيراً وليس آخراً.. ما نشرته واعترفت به الدوائر الأمريكية من اختراق الفصائل المقاومة ««الشيعية»» لنظام التوجيه والسيطرة للطائرات المسيرة بلا طيار، ورغم نشر الخبر في صحف بريطانية رصينة مثل: «الكارديان، وصحف أمريكية أخرى»، والتأكيد على توقيف «متمرد شيعي!..» من فصيل مدعوم من «إيران!..» حسب زعمهم، واكتشاف برنامج الاختراق على كومبيوتر أصرت أغلب القنوات الفضائية، ومواقع الانترنت على عدم ذكر الحقيقة كاملة، بل اكتفت بنسبة هذا الانجاز النوعي لـ«المقاومة الوطنية العراقية» بدون تحديد كالعادة.
وكالعادة تم وسيتم إخفاء هوية أيَّ مقاومٍ عراقي «شيعي»، بل والأكثر دناءةً و خسةً هو سرقة جهده وعرقه و تضحياته و إهدائها لفصيل آخر من «طائفة» أخرى حتى لو ثبت تعامله و تفاوضه مع المحتل.
المطلوب إِثباته هو: أنَّ العراقي «الشيعي خائن» و«منبطح بالثلاث!..» وأنَّ غيره من العراقيين هم وحدَهم أصحابُ الوطنية والحمية والنخوة، حتى وإن شارك بعض هؤلاءِ في حكومات الاحتلال المتعاقبة، وأصبحوا جحوشاً في الصحوات، أو عقدوا مفاوضاتهم في عمان على مبعدة أَمتار من سفارة الكيان الصهيوني، أو أَدلوا بتصريحاتهم العنترية و بوجوههم المكشوفة من ستوديوهات الجزيرة على بعد كيلومترات قليلة من قواعد العدوان الأمريكية، التي يدعون أنهم يقصفون أخواتها في العراق، ولا يصححون كذبة مَنْ يمنحهم شرف محاولة تطهير العراق من رجس سفير الاحتلال.
من هنا.. سماحة السيد بوصفك من القادة المناهضين والمقاومين للاحتلال الأميركي ـ البريطاني نطرح عليك سؤالاً مفصلياً: كيف تقرأ هذا المشهد التفتيتي التهميشي الإقصائي؟..
ج: اولا ً: إنَّ مسألةَ النزعةِ الطائفيةِ من لدن أبناءِ الأمة «نسبيةً» هنالك من إخواننا أهل «السنة والجماعة» من يشيدون بالمقاومة الإسلامية «الشيعية» من خلال تصريحاتهم وكتاباتهم بل ينسقون بل يقاتلون مع المقاومة «الشيعية» الإسلامية في الوسط والجنوب فلا تحزنوا بما قيل أو ويقال بالأمس واليوم وغداً ولا تقعوا في فخ الطائفية المشجوبة كتاباً وسنةً ويستحيل ان تقيسوا في هذا العصر الذي تحول الى قريةٍ كونيةٍ واحدةٍ وسوقٍ واحدة وساحة واحدة مجتمعياً ولوجستياً وأقتصادياً بالعصور المظلمة التي تؤمن إِيماناً بـ«العقل المنفعل» الذي يتأثر بـ«العقل الجمعي» لأن أبناءَ الأُمةِ المرحومةِ أصبحوا بمستوى المسؤولية التاريخية الحضارية الإسلامية ولا يمكن بحال تمرير التهميش والإقصاء عليهم ببساطة إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ.
ثانياً: صحيح أنَّ هنالك طائفيين متعصبين، وقد عايشتُ البعض من هذه النظائر معايشةً ميدانيةً مِن خلال حواراتي حينما أجدهم يخاطبوني « ياحيف أنت شيعي» من حيث لا يشعرون ولكن ليعلم هؤلاء أني منذ صباي أتحفظ من هذه التوصيفات الطائفية لأنها تصب في تمزيق وحدة هذه الأمة المرحومة ومهما يكن من هذا كله، قد اتصلت هاتفياً بتاريخ الثامن والعشرين من جمادي الأول 1430هـ بـ«زيد بن أرقم» «الذي رشح أميراً لبعض فصائل المقاومة الوطنية العراقية» وقبل أن أُهنئه على هذا الترشيح.. قاطعني قائلاً: قد قَرَأتُ محاضرتَكَ القيمة، التي ألقيتها في إحدى ضواحي بيروت حول أهمية المقاومة الإسلامية في العراق وكنت مُعْجَباً بها غاية الإعجاب فقلت له: بَيْدَ أن شباب ألوية الشريعة الخاتمة الذراع العسكري لتيار المرجعية الإسلامية يعتبون عليك بسبب عدم بث عملياتهم الجهادية المسلحة الحية في وسائلك الإعلامية التي تمتلكها.. فأجابني ببرود: قد اختلط علينا الحابل بالنابل و.. بيد أني قاطعته: إذن نغلق هذا الملف إلى حين لأني إستشفيت مِن إجابتهِ المختزلة رائحة التهميش والإقصاء وقد أنطقَهُ الله تعالى من حيث لا يشعر لكن هذه الكلمة المقتضبة وقعت في قلبي موقعاً سيئاً وتألمت كثيراً.
والعكس بالعكس فقد تذكرت المقابلة التي أجراها د.حميد عبد الله مقدم برنامج:«مواجهة» على شاشة البغدادية أود أن أسأل ـ هنا ـ من تعتقد أنه أطلق الرصاصة الاولى، التي أفشلت المشروع الأميركي في العراق؟..
أجبته صراحة: أنا سمعت شخصياً من الدكتور فوزي الراوي أنه قال: «إن أول طلقة حيَّةٍ ثارتْ من عائلة آية الله السيد عبد الكريم المدني من مدينة بعقوبة ».
والهدف من طرح هذه المقولة الوطنية الخالدة أنَّ الاميركان أشاعوا للرأي العام العربي والعالمي بأَنَّ «المثلث السني» هو الذي يقاوم الوجود العسكري في سبيل أن يُدْخِلوا في ذهنية الناس كلهم بأَنَّ «الشيعة» مع المشروع الأميركي وهذا الإعلام خلاف الحقيقة والواقع.
ثالثاً: وهذا يذكرني بالشهرة التي لا أصل لها من الصحة على طول التاريخ، التي إستهدفت الخواجة نصير الدين الطوسي بوصفه من«المتآمرين» على سقوط بغداد على يد «هولاكو» وذلك بشهادة الشيخ ابن تيمية في حين أن شهرة سقوط الخلافة الإسلامية في بغداد لا أساس لها على صخرة الواقع العملي إطلاقاً بشهادة أصحاب إبن تيمية والمقربين منه، وهم الثلاثة المعروفون:الذهبي.. وابن كثير.. وابن القيم الجوزية.. والأخير وحسب موافقة شيخه بل وزاد على مازعمه أَشياء أُخرى ما أنزل الله بها من سلطان ولكن ابن تيمية أَواخر أيامه تراجع عن رأَيه قائلاً:
«قرأنا عباراته في أَنه آخر الأَمر تاب نصير الدين الطوسي وكان يصلي وتعلم الفقه وقرأ تفسير البغوي في آخر عمره».
في الوقت الذي كتب عنه أهل السنة والجماعة الثناء والإطراء عن شخصيته الإسلامية ودفاعه عن أبناء الأمة كابن كثير في بدايته 13/276 والذهبي في عبره 3/ 326 وأبو الفداء في مختصره 4/8 والصفدي في وافيه 1/245 وهؤلاء مشهورين بالوثاقة والاعتماد على مصادرهم التاريخية.
وهنا التاريخ يعيد نفسه حيث رأيت أنا شخصياً من خلال حضوري الميداني في المؤتمرات العربية والإسلامية أنَّ هناك عملية تحريض حشدوا فيها شيوخ الفضائيات والنخب العربية بأن الذين يناهضون ويقاومون الاحتلال الأميركي هم: «أهل السنة والجماعة في العراق» و«عرب السنة المجاهدين حصراً» وكأنما «شيعة» العراق لا دور لهم في هذا الواجب العيني المقدس بل هم مع رباعي «المرجعية»، والاحزاب «الشيعية» المشبوهة التي تؤيد وتساند المشروع الأميركي ونسوا أو تناسوا أن فقهاء «الشيعة» وأبناؤهم العملاقةُ الأبطال في العراق ولبنان وافغانستان.. هم السباقون لمناهضة ومقاومة الاحتلال وأذنابه والله ولي التوفيق والسداد.