دعوة اللاعنف ذريعة وخديعة
دعوة
اللاعنف ذريعة وخديعة
س: سماحة السيد هناك دعوات مستوردة ظهرت مع غزو الأميركان للعراق من قبل بعض الكتاب والمؤلفين والمثقفين الجدد فحواها بأنَّ الإسلام لا يدعو إلى العنف بكل صوره وأشكاله ضد المشركين والكافرين، وإنما يدعو إلى الحوار الشفاف، والتفاهم العقلاني.. كيف تقرأونها من موقعكم كمفكر وفقيه؟..
ج: أولا: إنَّ هذه الشبهة ليست بجديدة قد أراد لها بعض الحكام في تاريخ الأَّمة، وقوى معادية للشريعة الخاتمة من خارج الدائرة الإسلامية أنْ تزرع في ذهنية الأجيال، وتجذر في عواطف الناس لتشكيل حواجز تفصل الأمة عن روافد الأطروحة الأصيلة.
وثانياً: إنَّ هذه الشبهة لا تستحق الرد والتفنيد ولا تحتاج إلى تفسير ودليل بوصفها محررة في الموسوعات الفقهية الاستدلالية المعمقة وتقريرها أنَّ مقتضى الأصل انتزاع أموالهم، وسبي نسائهم، وهدر دمائهم بوصفهم لا يؤمنون بالله واليوم الأخر، ولا بشريعته الخاتمة التي نسخت كل الشرائع والأديان السماوية السابقة.. هذا كله إذا لم يطبقوا العواصم الخمسة المشهورة كاعتناق الإسلام، أو إعطاء الجزية، أو النزول على حكم الامام، أومن يختاره ونحوه..
وثالثاً: ان هذه التفسيرات والرؤى والتصورات الخاطئة بما تحمله من تشويه إزاء فقه الجهاد الإسلامي بقسميه، والحالة الجهادية الإسلامية، وثقافة المقاومة الوطنية تعبر عن أزمة في المنهجية والبحث التي لا تمتلك قوة الدليل والحجة، وتتجنى على النصوص التشريعية وعموماتها وإطلاقاتها، التي لا تبديل فيها ولا تغيير.