العهر الرمزي
العهر الرمزي
س: نشر عبر وسائل مواقع الانترنت، والصحافة العربية والإسلامية تصريح منسوب لسماحتكم مفاده: إذا خرجت عاهرات العراق في تظاهرة استنكارية لمناهضة الاحتلال الأميركي أنا أول من يشارك معهن في هذه التظاهرة، وإذا كان هذا التصريح حقيقة واقعة، إذَنْ من حقنا أنْ نستفسرَ ـ كمؤمنين ـ أيجوز شرعاً وعرفاً التظاهر مع الساقطات، وما الدليل على ذلك؟!..
ج: الإجابة عن هذا الاستفسار يستدعي التفصيل في ذلك.
أولاً: حينما دخلت الوطن الأعز بعد الشتات والهجرة رأيت رموز: «المؤسسة الدينية النجفية» لم يكن لها موقفاً ثورياً إسلاميا حول الغزو الأجنبي الكافر، وعندما سمعت البعض منهم ـ وهذه هي المصيبة الكبرى – يؤيد العملية السياسية بكل تفاصيلها التآمرية المنافية لثوابت الأديان والشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية، هذا وقد صرحت مرة ثانية أخطر من التصريح الأول ـ على سبيل التشبيه والدلالة ـ على هامش المؤتمر القومي العربي السادس عشر في الجزائر في فندق الأوراسي في 6-9 نيسان 2005م في صحيفة السفير اللبنانية قائلاً: لو زنى شيخ كبير في أمه بالكعبة المشرفة وهو محدودب الظهر رجله في قبره وهو يتحسس بآلام المستضعفين أفضل من «مرجع ديني» متصد لقيادة المسلمين وهو لم يفت حتى الان في وجوب طرد المحتلين الكافرين، لان هذا السكوت المطبق من وجهة شرعية من أعظم المنافيات الإسلامية، وفيه المردودات السلبية الخطيرة على مبادئ الأمة ومثلها السامية من خلال تأكيدات القرآن والسنة الصحيحة.
وثانياً: ان هناك دعايات تضليلية، وهجمات مشبوهة تصدر من مؤسسات دينية وخيرية هنا وهناك ضد هذا التصريح أو ذاك، بيد ان هؤلاء نسوا أو تناسوا نحن لا نفعل شيئاً، ولا نقول تصريحاً خلاف الأدلة التشريعية القرآنية منها أو الحديثية الصحيحة.. قال الرسول محمد(ص):«ينصر الله هذا الدين بقوم لا خلاق لهم في الآخرة»( ) ليس معنى قول الرسول(ص) هذا أنَّ هؤلاء الفاسقين الذين نصروا هذا الدين من المرضيين عند الله سبحانه وتعالى، فتصريحنا الذي صدر منا من هذا القبيل في أفضلية العاهرات على هؤلاء الذين يتظاهرون ظلماً وعدواناً بالقداسة والديانة والفقاهة، ويبعدون الأمة عن جهاد الكافرين والمشركين.
وثالثاً: قال الشيخ مغنية في كتابه (فلسفة الأخلاق في الإسلام): «ولست أشك في أن المومس التي تبيع جسدها، وتعيش على فرجها أشرف من المرائي الذي يتاجر بالدين، وأقرب إلى الله.. إنها تاجرت بمخرج البول، وتاجر هو بقدس الأقداس الذي تستميت الأنبياء والأولياء في سبيله.. وأيضاًَ هي لا تغش ولا تكذب في مهنتها وتجارتها، وتظهر للناس عارية، ولا تطلب الإجلال والاحترام من أحد، بل تشعر بضعتها واحتقار الناس لها، أما المرائي الذي يتاجر بالدين فقد خدع ونافق في مظهره والستر على عيوبه، ومع هذا يطلب من الناس الاحترام والتقدير».