تنوع الاحزاب الاسلامية
تنوع الاحزاب الاسلامية
س: من وجهة نظرك هل تعتبر تنوع الاحزاب الاسلامية وتعددها ضرورة ملحة لبناء المجتمع المثالي؟..
ج : نعم .. شريطة أَلَّا تتحول الى مثل أَعلى، ولا يَصُحَّ أبداً أَن تتحول الى مطلق، كما لا يصُحُّ أَن تكون تلك المكونات والنظائر مطلقاً تحارب مِن أَجله هذه المكونات، بمعنى أنّ يصبح هذا الحزب أو ذاك هو الغاية في حد ذاته، المطلق الذي يجب أن تناضل من أجله كافة الأحزاب، وان تجاهد في سبيله يبقى هو ذاك المطلق الحقيقي الواقعي، يبقى هو الله خالق الكون والحياة والمجتمع .
إِذن الاحزاب والتيارات والتشكيلات تبقى أسلوباً ووسيلة، بَيْدَ أَنَّ المطلق يبقى هو الله جل جلاله، لأنه ليس من نتاج هذا المكون أو ذاك، ليس افرازاً ذهنياً للمكونات، بل هو وجود مطلق في الخارج له واقع عيني له علمه، وله عدله، وله قدرته المطلقة، وبحكم كونه هو المطلق، إِذن هو موجود على طول الطريق، وهو نهاية التاريخ، وهو نهاية الحضارات، واذا انحرفت هذه المكونات، وهذه التشكيلات الجهوية عن خط الاستقامة، عن العمل الصالح، وتمسكت بأطروحات مصطنعة غريبة دونه تعالى، قد وصفها الله في كتابه الأَخير المحفوظ بانها (أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) العنكبوت، آية 41 .
إذن الحزب الاسلامي ، أيَّ حزب إسلامي، يجب أن يكون وسيلة لتكريس قيم الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه الخالدة، وأن تكون كافة الأحزاب، إسلامية وغير إسلامية، التي ترفض العدوان على الوطن واحتلاله، هي الأخرى مجتمعة وسيلة لتكريس مقاومة الاحتلال والغزو غاياتها الرئيسة دحر العدوان والاحتلال وتحرير الوطن وإزالة كلِّ ما أحدثه العدو المحتل على التراب الوطن، ومن ثم تحرير إرادة الشعب، ليقرَّر بعد طرد المحتل ــــــــ لا قبل ذلك ــــــــ مَنْ يتولى حكمه وبناء مستقبله.