كلمة الجمعة إنَّ الحق لا يهزم وإنْ طال الزمن لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي دام ظله بتاريخ 18 ربيع الآخر 1447هـ حوارات تجاوزت الخطوط الحمراء.. عماد الخفاجي كلمة الجمعة لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي دام ظله بتاريخ 4 ربيع الآخر 1447هـ كُتُب السيد أحمد الحسني البغدادي تثير الشك لأنها تحمل رائحة الثورة!.. عبد الجواد المگوطر “دين العقل وفقه الواقع” كتاب موسوعي لمفكر موسوعي بقلم المحامي عمر زين فتوى سماحه آية اللّٰه العظمى احمد الحسني البغدادي دام ظله حول حرمة المشاركة في الانتخابات المقبلة في العراق الجريح في الثقافة الدينية اضاءات وتأملات.. تفسيرية جديدة الطبعة الثانية المنقحة والمزيدة بيان ثبـوت هلال شهر شوال الأغر أحمد الحسني البغدادي.. ظاهر المحسن وقفة حول كتاب الثورة والعرفان

تعربف المعصوم وأولياء الدِّين التقليديين


 تعريف المعصوم

وأولياء الدِّين التقليديين

 

 

س: ما هو رأي سماحتكم في تعريف «المعصوم» نبياً او وصياً، وما هو رأي سماحتكم بأوليائهما التقليديين قديماً وحديثاً ؟!..

ج: لا أريد أن أقول أن المعصوم بما هو معصوم (ما فوق الإنسان)، هو الله تعالى ما فوق إنسان بوصفه المطلق، من هنا أعلنَ النبي محمد (ص) بملء فمهه وبما لايقبل ايَّ تأويل آخر أنه بشر مثل سائر البشر، عبدٌ من عبيد الله تعالى، وقد ورد هذا بنص صريح في القرآن الكريم، وعلى سبيل المثال لا الحصر تقول الآية 110 من سورة الكهف (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ) هو ان النبي محمداً (ص) انسان مافوق، لا مافوق انسان بوصفه تجسيداً عينياً حقيقياً للعصمة التكاملية والصفات الخلقية والعقلية، وهو القدوة والنموذج والحجة على مستوى منهج الحياة القائمة على أساس القِسط والعدل والحرية، حاكماً كان او محكوماً !..

ففي الأثر عن سدير قال: «قلت للإمام الصادق (ع): إنَّ قوماً يزعمون أنكم آلهة..

فقال: يا سدير سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء براء، وبريء الله منهم، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي قال: قلت: فما أنتم؟.. قال: نحن ترجمةُ أمر الله.. نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض».

وبكلمةٍ واحدةٍ... المعصوم ليس إلهاً، وليس هو بملكٍ، بل هذا هو التعريف الواقعي للمعصوم من حيث هو معصوم. والقرآن ــ كتاب الله الأخير المحفوظ ــ صرَّح بهذا مراراً وتكراراً، وأَكد عليه بتعبيراتٍ مختلفةٍ، ويجب أَلا نقع في درك الأوهام المثالية والفلسفات الميتافيزيقية.

الله... بوصفه أنَّهُ هو المطلق، يمنح الإنسان، نوع الإنسان، الكرامةَ والحريةَ والنعمةَ والسؤددَ، ويجعله من عياله ومقربيه، وفي الوقت ذاته نرى أفواجاً لا حصر لها من أولياء الدين الرجعيين يسعون إلى أن يجعلوا الناس مقلِّدين، وجهلة مطيعين، وعبيداً مستضعفين! ولهذا هيمن الاستحمار الديني والاستغلال الاقتصادي والاستعباد السياسي.

إن أولياء الله التقليديين لا يرون إلا أنفسهم، يحبون أنفسهم، وكل ما يتعلق بأنفسهم، ويدعون بسطاء الناسِ إلى طاعتهم وتعظيمهم والتملق إليهم، بل يجبرون (العوام) على التسليم لهم، وتقليدهم تقليداً أعمى حتى في الأمور الخارجية من حيث لا يشعرون، يجعلونهم عبيداً مستضعفين مقلدين كالقردة، يمدون أيديهم إليهم «يداً للتقبيل ويداً للأخذ»، ولهذا... على امتداد التاريخ قامت حرب ضروس بين جبهتين، بين تيارين: تيار الله العظيم.. وتيار الشيطان الرجيم.

ماذا تنتظر؟ كلهم ثعالب ماكرة.. وذئاب غادرة.. وضباع آكلة جيفاً.. أو ديدان علق تصمصُّ الدماء، أو فئران سارقة تعبد العملة الذهبية المسكوكة الصعبة... تدخرها في حجورها لتلهو بها وتبتهج بالنظر إليها فقط!.

ماذا تنتظر؟ كلهم من ذرية هابيل – الجزار الأول في بداية التاريخ، قاتل الأشقاء... المخادع الماكر المهووس... هؤلاء أفواج لا حصر لها... تحاولُ الاستئثار بالذهب وعبادة البوصلة والشيك والأنانية والاختلاس وهيمنة العولمة الليبرالية الأوروبية والأميركية والديمقراطية البرجوازية، وجعل الخناس حاكماً والناس كلهم محكومين كالأنعام! أغنام الله تدعى بالعبيد، مرةً أو الرعية حيناً، وتارةً أخرى بالطبقة العاملة على حد توصيفات الماركسيين. فالدين التقليدي الموروث المنحرف في كل المذاهب الإسلامية المختلفة قاعدة مشتركة للاستغلال الطبقي والاستبداد السياسي والاستعمار الأجنبي والفراغ الثقافي، يستقوي به هؤلاء، أولياء الدين، حين يجتاحهم خطر الدين الوحدوي التقدمي الثوري الانساني الحضاري داعياً إلى تحرير الإنسان نوع الإنسان، من الطاغوت الفكري والسياسي والاقتصادي سواءً بسواء، ولهذا تحديداً نراهم يحولون الناس إلى مساكين بطرق ملتوية أخرى.. الآن.. ما تنتظر مع كل صيحةٍ تكبير.. ولكن أحسست أني وصلت إلى طريقٍ مسدود، يسلبني قدرة البقاء على قيد الحياة، حيث إنسد عليّ طريق الوجود بالرغم من انطلاقي في العمل والمواجهة والسعي نحو تحقيق الأهداف المرجوة على ضوء الرؤية القرآنية الكونية والسنة النبوية الحقيقية.

إن هذا النقد والنقد الذاتي يثير أولياء الدين الموروث الرجعي الذين يواجهون كل نقد حواري بالتسقيط والتشهير والتهديد بذريعة الحفاظ على مقام المرجعية الدينية!..

وأخيراً ماذا أقول إلى مَن يتهمني بــ«سوء أدب» في كثير من الأحيان، وقبلي ماتَ أبو ذر الغفاري الناقد الثائر وحيداً في صحراء الربذة، وبعده أُغتيل «علي» إمام المتقين في محراب العبادة والتهجد. 

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha