بدعة جديدة
بدعة جديدة
س: أحد المعممين في النجف الأشرف يُصرِّحُ على جواز ترك مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويزعم قائلا: وما شأننا بفعل مبدأ الأمر بالمعروف، أو لندع المقولات جانبا في مثل هذه الأشياء، أو ما شأني أنا والنهي عن المنكر، وأني لو قمت بتنفيذ هذا الواجب فإنَّ مصيري سيكون لا محال معرض للخطر، أو أنَّ كرامتي ستكون مهددة بالسقوط، وأن الناس سينبذونني!!.. برأيكم أيجوز شرعا في عصر الهيمنة العولمية الفتنوية الاستكبارية طرح هذه التبريرات والمحاذير مهما كانت الظروف العملية؟.
ج: إنَّ تنفيذ هذا المبدأ في مجال القضايا المصرية الكبرى لا يعرف الحدود المكانية والزمانية، قد يصل إلى درجة يتطلب فيها من الإنسان المسلم المعاصر أنْ يضحي بكل ما يملك من حول وقوة، وبكل ما يملك من غال ونفيس في سبيل هذا الأصل، ويتحمل في سبيل مستقبل هذا الدين كل أنواع التشهير والتسقيط، هذا وليس هناك أمر محترم في هذه الحالة يمكن مقارنته بهذا المبدأ الذي لا يقبل التأويل بوصفه من أطلاقات الأدلة وعموماتها ومن يصرح بترك هذا الأمر الخطير يرتكب ذنباً ويتبع الطاغية، لأنه إسكات للاحتجاج والغضب والثورة، ولأنه انتحار لحركة الإنسان المسلم الانبعاثية الحضارية، بل كل فقيه أو داعية لا يصرح بشجب من قال بهذه البدعة أو سكت عنها، فانه مرتكب للذنب حتما، وسيحترق في الدنيا قبل الآخرة، كما يحترق النجم إذا ضل طريقه.