أحمد الحسني البغدادي يكتب مشروع اصلاح الأمة أزمة فهم.. أم أزمة تغيير (2)
أحمد الحسني البغدادي
يكتب
مشروع اصلاح الأمة
أزمة فهم.. أم أزمة تغيير
(2)
حريٌ بنا أن تستأنف أطروحتنا الفكرية نماذج التشخيص والتقييم منارات العمل والتدبير، مثالات الإصلاح والتغيير.. فلا فائدة مثمرة أن تنفع بعقلية الآراء الماضوية والأبنية الذهنية الخرافية أو القوالب المعرفية المتحجرة أو الثنائيات العقلية الماكرة الخادعة أو بعقلية الأدلة المعاصرة، وربما نحتاج الى مسار جديد من الفكر الحضاري الحداثوي المقاصدي، والفعل التواصلي المنتج والمتألق بل التعامل مع الواقع العملي وصولاً إلى مشروع التغيير لا مشروع الفهم كما أكد على ذلك كارل ماركس وقبله مالك بن أنس، لأنَّ المشاريع الاصلاحية والأيديولوجيات الثورية التي عاشتها الأُمة بالتجربة والمعايشة الميدانية مشاريع تقود الإنسان وتغيّر العالَم لكونها باتت تغيَّر تحولات وتيارات ومكونات مهما كان موقعها الإستراتيجي والتاريخي سواء أكان حاكماً لشعبٍ أو قائداً لأُمةٍ أو رئيساً لحزب أو أميراً لقبيلةٍ....؛ كل ذلك يطرح على بساط البحث تساؤلاً مثيراً: لماذا كان الانبياء على مر التاريخ أفقياً وعمودياً، كما أكد على ذلك محمد باقر الصدر أصلب الثوار على الساحة التاريخية؟ لماذا كانوا على الساحة التاريخية فوق كلّ مساومة، فوق كلّ مهادنة، فوق كلّ تملمّل يمنةً أو يسرة؟ لماذا كانوا هكذا؟ لماذا إنهار كثير من الطواغيت السياسيين والاقتصاديين والنظريين والاقتصادين.. ولم نسمع أَنَّ نبياً من أنبياء التوحيد إنهار أَو تملمّل أو إنحرف يمنةً أو يسرةً عن الرسالة التي بيده، وعن الكتاب الذي يحمله من السماء؟ لأنَّ المثل الأعلى المنفصل عنه الذي هو فوقه اعطاه نفحةً موضوعيةً من الشعور بالمسؤولية التغييرية الثورية، وهذا الشعور بالمسؤولية تجسد في كلّ كيانه، في كلّ مشاعره وأفكاره وعواطفه.