قراءة في كتاب القرآن والراي الآخر لسماحة آية الله العظمى السيد أحمد الحسني البغدادي

قراءة في كتاب
القران والرأي الاخر
لسماحة اية الله العظمى السيد أحمد الحسني البغدادي
محمد علي ظاهر الملحة*
وليد جديد طاول الكبار ودخل الحلبة منافسا الفرسان واستطاع ان ينال قصب السبق , ذلك هو المنجز الرائع لسماحة السيد احمد الحسني البغدادي .
وبالرغم من ان عدد صفحاته لا تزيد عن المائة والاربعين او اقل بقليل الا انه حوى الكثير من المبتكر والموافق مع التكور الحاضر ليتماشى والزمن برغم ما ارسى السلف من القواعد والمبادئ المرهونة بقوتها وقدسيتها وحسب رؤية كل علم من هذه الاعلام.
وفي ذلك يقول السيد البغدادي : ومن هنا اناشد المعنيين الى احداث نقلة نوعية وتبني قراءة معاصرة حية تتجاوز الخطوط الحمراء الكلاسيكية في بعض القواعد الاصولية في فهم معرفة مقاصد الشريعة .
ويضيف البغدادي قائلا: وهذه المناشدة ليست هدما لما كتبه السلف الصالح. ويعلل السبب وبشكل اوضح فيقول: لان القراءة الواعية لهذه القواعد ستكشف ان الكثير من لم يقراها دارس متعقل او يعمل فكره فيما ضمته صفحاتها.
ويميز السيد البغدادي بين العقل الفاعل واللافاعل ,موضحا سماحته وبشكل لا يقبل الشك وبنقد مؤدب وباسلوبه المعروف واصفا ذلك بقوله : انه اهمل استخدام عقله الفاعل الذي يتأثر بالعقل الجمعي تأسيسا بالسلف , واخذ باوامرهم ونواصيهم في اجهاض العقل بما هو عقل .وهذا ما اعتبره سماحة البغدادي في منهجه الثوري مصيبة عظمى.
ودعا من خلالها الى الاعراض عن الخطاب القراني الضبابي , بل وامتلك هذا المجاهد الكبير : الجرأة في الدعوة الى نبذ الالتزام بمفاهيم ورؤى الاموات الذين استقروا في الاجداث دون حراك.
فمن منهج السيد البغدادي في معرفة القران تكمن في قواعد الكلية ووضع الموضوعات والمسائل في مدلولاتها واطرها المعرفية .
وهو يتسائل مسغربا عما وقع فيه بعض ذوي الاعتقاد الساذج والاعمى مؤكدا قوله الصريح فيقول: ما السبب الذي يدعونا الى سرعة الاعتقاد بما نسمع او نقرا من دون مساءلة او استفسار او تمحيص ؟!
كذلك هو يطلب من المختصين الولوج في فهم القران كما قال الامام المعصوم لولده : يا بني اقرا القران وكانه نزل عليك.
والخلاصة : ان هذا المنهج لا يمكن تقييمه الا من قبل المعنيين واصحاب الكفاءة العالية ولذا لا نقول فيه اكثر مما قلناه ، بل ندعه للآخرين وندعو الى قراءته على امل ان ترقى به الى مطاف بعض الاقوام الاخرى التي تتطاول علينا جاعلتنا تبعا لها, وكأننا قد انطبق علينا وصف الامام (ع) من ان الرعية كانت تخشى رعاتها فصار الرعاة او الولاة يخشون الرعية باعتبار الغرب اليوم هم القادة.
مجلة ظلال الخيمة
العدد 24 شباط 2015م
* مؤرخ ــ العراق