في الثقافة الدينية اضاءات وتأملات.. تفسيرية جديدة الطبعة الثانية المنقحة والمزيدة بيان ثبـوت هلال شهر شوال الأغر أحمد الحسني البغدادي.. ظاهر المحسن وقفة حول كتاب الثورة والعرفان بيـان حول حلول شهر رمضان المبارك صاحبُ السماحة.. طالب السنجري بيان حول وفاة المجاهد داوود مراغة ابو احمد فؤاد سيرة ذاتية عطرة أستاذي ورفيق مسيرته الجهادية حديث حول عودة الرئيس ترامب الى البيت الأبيض.. ماذا سيحدث في وطننا ومنطقتنا؟..‏ بتاريخ 19 تشرين الثاني 2024م

طلاّب وخطر سموم المخدّرات

طلاّب وخطر سموم المخدّرات

طلاّب وخطر سموم المخدّرات

 

محمد فضل الله

 

لقد باتت المخدِّرات تتجوَّل بين أيدي كثير من طلاب الجامعات والمدارس وكأنّها شيء عاديّ، وباتت تهدّد أرواح شباب ويافعين في حاضرهم ومستقبلهم وكلّ أوضاعهم. وبعيداً عن بعض التّبريرات الّتي تحاول أن تخدِّر نفس مطلقيها بأنّها ـ المخدرات ـ تجعلهم يغيبون عن الواقع المعقّد والصّعب الّذي يواجهونه، ولكن هذه الآفة بدل أن تريحهم، تجلب لهم المزيد من المشاكل النفسيّة والصحيّة والاجتماعيّة، ويصبح الهمّ منصبّاً على تأمين المال للحصول عليها، ومرّةً بعد مرّة، يقع هؤلاء في شباك الإدمان الّذي لا يرحم.

والمخدّرات لا تميّز بين طالب فقير وآخر غنيّ، إذا ما حاول أيّ منهما تعاطيها، فهي تسلبهم حرّيّتهم وإرادتهم، وحتّى غاية وجودهم، إذ يصبح همّهم الأوحد الحصول على نشوة المخدّرات مرّة تلو الأخرى.

ونسبة كبيرة من ضحايا المخدّرات لا يقدرون على ثمن العلاج، أو حتّى يخفون حالهم نتيجة الخوف والقلق من فضح أمورهم، ولكنّ محاولة إخفاء الأمر لا تطول، إذ إنّ عوارض الإدمان تظهر على أجسادهم وصحّتهم، ومن مضاعفات الإدمان، عدم القدرة على العمل، والفشل في الدّراسة والحياة العامّة، والكسل والإهمال والاتّكاليّة، والتّدهور الأخلاقي، إذ يدفع الإدمان صاحبه إلى ارتكاب جرائم، مثل السّرقة والدعارة والقتل والقمار، وما ينتج من ذلك من مساوئ.

وتنشط تجارة المخدّرات بشكل خطير وواسع في الوطن العربي، وكان تقريره للهيئة الدّوليّة لمراقبة المخدّرات قد ذكر أنّ نسبة المدمنين على المخدّرات في العالم العربي تتراوح ما بين 7 إلى 10%، وللأسف، فإنّ هذه النّسبة تتركّز بين صفوف طلاب الجامعات والمدارس الّذين من المفترض أن ينكبّوا على دراستهم، وأن يتسلّحوا بالمعرفة الّتي ترفع من شأنهم وشأن أسرهم ووطنهم، فهم أمل المستقبل، هذا الأمل أضحى محاصراً ومهدّداً اليوم من قبل هذه الآفة الّتي تفتك ولا ترحم، في عالمٍ بات اليوم يعيش الانكفاء والضّياع على مستويات عدة.

هذا على مستوى واقع الحال، ولكن هل التحرّك لمواجهة هذه الآفة بمستوى الخطورة الّتي وصلت إليها؟!

سؤال يبقى برسم الجميع، من جهات أهليّة ورسميّة ودينيّة وإعلاميّة وتربويّة، فالأجيال بأكملها مهدّدة، وكذلك الحياة العامّة، وهو ما يفترض من الجميع أن يكونوا بمستوى وعي هذه الكارثة الّتي تهدّد أولادنا حتّى على مقاعد دراستهم، وفي الأماكن الّتي لا يخطر على بالنا أنّها مساحة لتداول المخدّرات وتعاطيها.

إنّ التّوعية جدّ ضروريّة لمواجهة كلّ ذلك؛ توعية الأطفال والمراهقين والشّباب، ونشر المعرفة حول مساوئ المخدّرات ونتائجها المهلكة، من خلال تخصيص أوقات وساحات لخطابنا الدّينيّ والتّربويّ والإعلاميّ، لنكون على قدر كافٍ من المسؤوليّة، وليكون التحرّك فاعلاً ومؤثّراً.

فهل من يسمع ويعي ويخطّط، أو على الأقلّ يحمل همّ حفظ واقع النّاس المحاصر بالضّغوطات، ومن كلّ الجهات؟!

 

المصدر: بينات.

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha