بين الإسلام والديمقراطية
بين
الإسلام والديمقراطية
س: هل هناك فسحة في الشريعة الإسلامية للتنسيق والتوافق مع مفاهيم الديمقراطية؟..
ج: أولاً: إنَّ تفسير مصطلح الديمقراطية حسب تصوري أصبح مفهوماً ضائعاً وتائهاً وضبابياً ليس له ملامح ولا حدود.
وثانياً: إذا كان الشكل القائم من النظام هو قائم على ضوء الشورية والتعددية السياسية بين الفرقاء من الأطياف والمكونات المختلفة، فهو بهذا الإطار مطلب لا ينافي المثل والمبادئ الإسلامية لاسيما إذا كان ذلك النظام يطبق حكم الله تعالى.
وثالثاً: إنَّ الديمقراطيةَ تعتبرُ أنَّ الأساسَ في المرجعيةِ الشرعية هي إصدار الدساتير والقوانين، وما تقره الأكثرية الجماهيرية الساحقة التي جاءت من خلال الاستفتاء الشعبي.. بينما نجد ان الشريعة الإسلامية تعتبر المرجعية الشرعية في إصدار القوانين والدساتير هو ما يقرره الله سبحانه وتعالى فحسب، لا ما تقرره الأكثرية الساحقة بوصفها معرضة للخطأ والصواب كما ان معظم القوانين والدساتير الإلهية أمور غيبية لا سبيل للأكثرية أنْ يدركوها بوسائلهم الحسية المحدودة والمقيدة، ولا مجال لهم ان يدركوا منها أكثر مما تعطيهم النصوص التشريعية بذاتها بلا زيادة أو تصرف أو قياس أو رأي.