في الثقافة الدينية اضاءات وتأملات.. تفسيرية جديدة الطبعة الثانية المنقحة والمزيدة بيان ثبـوت هلال شهر شوال الأغر أحمد الحسني البغدادي.. ظاهر المحسن وقفة حول كتاب الثورة والعرفان بيـان حول حلول شهر رمضان المبارك صاحبُ السماحة.. طالب السنجري بيان حول وفاة المجاهد داوود مراغة ابو احمد فؤاد سيرة ذاتية عطرة أستاذي ورفيق مسيرته الجهادية حديث حول عودة الرئيس ترامب الى البيت الأبيض.. ماذا سيحدث في وطننا ومنطقتنا؟..‏ بتاريخ 19 تشرين الثاني 2024م

دعوة الاقاليم جريمة


دعوة الاقاليم جريمة



س: لماذا اصدرت فتوى بحرمة تفعيل الفيدرالية في العراق ووصفتها بمفاسد سياسية واقتصادية واجتماعية، وبالتالي تخدم المشروع الصهيوني الاميركي في الوقت الذي نجدها ناجحة في الدول المتقدمة كمثل:الولايات الامريكية المتحدة، وغيرها؟..

ج: في عقيدتي ان نظام الفيدرالية المقرر في الدستور الدائم العراقي لا يمت الى مفهوم الفيدرالية بصلة بوصفه اشبه بالنظام الكونفدرالي الذي يستهدف تفتيت الوطن الاعز الى دويلات متناحرة ومتنافسة، بل ومتقاتلة فيما بينها حول الموارد الطبيعية من البترول، والغاز، والرانيوم، وزئبق، وعلى الموارد المالية، وعلى الحقائب الوزارية السيادية، وعلى الحدود الادارية من اجل مصلحة كل مذهب وعرق على حساب المذاهب والاعراق الاخرى الرامية لتجزئة العراق الى كونتونات. 

إذن.. لم يكن الهدف من مبدا الفيدرالية في الدستور العراقي الدائم وحدة العراقيين وَلَم شملهم في بلد موحد، ومدينة متزاوجة، وامة متراصة، وانما تستهدف تمزيق الشعب العراقي، ويشتد فيه الصراع، ويكثر فيه الاقتتال بين كل مكوناته،وبين كل اطيافه، وبين كل اعراقه في سبيل ان تبقى الثكنة الاسرائيلية هي الأقوى في المنطقة، وهذا ما يسعى اليه الكونغرس الامريكي في تقسيم العراق وتفتيته الى ثلاث كونتونات في الوقت الذي هوأقليم واحد، وليس عدة أقاليم منقسمة ومتفرقة ومختلفة على طول التاريخ، وهذا ما يصبوا اليه الاحتلال الاجنبي ليتصارع الجميع فيما بينهم، والكل يفكر على حساب الاخرين، وليس لمصلحة المواطنة العراقية، والوطن (الام)، ويبقى هو ليحقق مصالحه الستراتيجية في بلاد الرافدين، مع ان الاطروحة الاسلامية تحددلنا ــ الخطوط العريضة الرئيسية العامة ــ مفهوم طبيعة العلاقة الجدلية بين الجماعات البشرية المختلفة التي يجب ان تكون قائمة على اساس التعارف والتعاون عبر مشتركات وقواسم دون فقدان الهوية الاسلامية، ودون اهمال للتطور العالمي، والمشترك الانساني.

صحيح ان الفيدرالية اللامركزية نظام لتوزيع المهام الاساسية في الشؤون الادارية والثقافية والمالية، وتقوم بتقديم الخدمات للمواطنين لكون الحكومة الاقليمية المحلية تبدو على تواصل غير منقطعة مع اكثرية المواطنين بوصفها هي اعرف بمتطلبات ورغبات المواطنين في الوحدات الادارية في نظام تربطه جاذبية الحكومة المركزية والدولة بصورة عامة، وليست نظاما لاعطاء الحرية السياسية لاجزاء الوطن بالانفصال والتجزئة عن السلطة المركزية على شاكلة حكومة اكراد العراق بوصفها تتبنى نظام الكونفدرالي الذي لايعطي فيه صلاحيات واسعة للسلطة المركزية، فاصبح شمال العراق ببركات النظام الديمقراطي الاتحادي.. اليفدرالية في طريق الانفصال الحتمي عن الوطن (الام). 

وصحيح ان النظم الفيدرالية في الدول المتقدمة ــ كما في تجربة الولايات المتحدة الامريكية ــ دخلت في حروب دموية مرعبة في سبيل الحفاظ على وحدة الأقاليم المختلفة، وبناء الدولة الأتحادية العملاقة، لان صيانة الوحدة من الدمار والبوار والدماء والبكاء والاحزان من اهم الاسس التي ينهض عليها النظام الفيدرالي من خلال نشوء الاحزاب الوطنية التي لاتفكر بمصلحة ذلك الاقليم وحسب، اوتلك الولاية ولا بهذه القومية، اوذلك الانتماء من مهاجري معظم الدول الاوروبية.

اذن.. الفيدرالية هي انما وجدت في سبيل تحقيق الوحدة في اقاليم منقسمة ومتفرقة ومختلفة من خلال اليات النظام السياسي لتلك القوميات، اوالطوائف الاثنية، اوالمذهبية، ولكي لايشعر المواطنون  بانتمائهم لاقاليمهم اكثر بكثير مما يشعرون بانتمائهم لوطنهم  الكبير، ولذلك نلاحظ بعض الفيدراليات فشلت ونهارت بشكل فظيع، كما حدث في الاتحاد السوفيتي السابق. 

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha