إشكالية حوار الأديان
إشكالية حوار الأديان
س: قرأت في موسوعة: «هكذا تكلم احمد الحسني البغدادي تأصيل معرفي بين الثورية واللا ثورية» في إحدى مقابلاتك تشجب فيها حوار الأديان من وجهة فقهية إسلامية . من هنا أسال: ماهو الدليل الشرعي على ذلك ؟!..
ج: اننا نعتقد الشريعة الإسلامية الخاتمة نسخت الأديان السماوية السابقة كلها، وأدلتنا في منتهى الوضوح، ذلك أنه:
أولاً: حوار الأديان في عصر العوالمة المتوحشة والسعي الدؤوب الى تفعيله وتوظيفه عبر مؤتمرات وندوات قائمة على أساس التحريف والتضليل والإيهام التي يمولها الماسونييون والصهيونييون من خلف الأبواب المغلقة في سبيل شرعنَّه الاحتلال وتكريس الاستيطان ـ تحديداًـ في فلسطين المحتلة .
ثانياً: القرآن الكريم ـ كتاب الله المحفوظ الأخير ـ يكشف لنا انه لا يوجد اطلاقاً من قبل الله تعالى اسمه: «الدين اليهودي» أو «الدين المسيحي» فمسمى دين الله الأُممي هو المسمى الذي نادى به إبراهيم أبو الأنبياء عليه الصلاة والسلام، وهو الإسلام بوصفه مشروع النبوة الواقعي على طول تأريخ الرسالات السماوية .
ثالثاً: أن هناك إطلاقات الأدلة التشريعية القرآنية الكريمة منها والأحاديث النبوية الصحيحة وعموماتها التي لا تأويل فيها ولا تغيير تؤكد ذلك صراحةً من قبيل: «وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» آل عمران 85 «أفغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ» آل عمران 83 « إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ » آل عمران 19 .
رابعاً: صرحت مرةً في كتابي: «فتاوى» في فصل رؤى رسالية الجزء الأول في طبعته الأولى 1431 هجرية ، أن الشريعة الإسلامية الخاتمة لا تفرض اعتناق دين الإسلام بالقوة والإكراه، وإنما تدعو الأديان الأخرى باعتناق الإسلام بالحوار العَقلاني الملتزم الهاديء، وهذا ما عبر عنه القرآن المحفوظ في منهجه الحواري:«ولَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»، لان الإسلام في رسالته الأممية انطلق حوارياً، من قاعدته الفكرية الإنسانية الحضارية يريد للإنسان نوع الإنسان أن يؤمن من موقع فكري يلتقي بالروح، ويلتقي بالعقل، وعلى أساس هذا كله، فان أهل الكتاب إذا قبلوا بذلك فمرحباً بهم، وإذا لم يقبلوا يفرض عليهم ضريبة الجزية على المباني المقررة في الكتب الفقهية، ولكن لا يمنحون الحرية الكاملة من خلال طقوسهم وشعائرهم الدينية التي تنافي استقلالنا، وإسقاط دولتنا، بل نلزمهم بالمظاهر التي يحرمها الإسلام كنكاح المحارم، بل للحاكم الإسلامي العادل أن يشترط عليهم في ضمن عقد الجزية أن لا ينشئوا معبداً، او يضربوا ناقوساً وغيرهما، بل هناك نصوص حديثية صحيحة تحرم دخولهم مساجد الله تعالى، واستيطانهم في جزيرة العرب.
قد تسأل: إنك تؤمن بصراع الحضارات؟..
أجل..أجل القرآن، والسنة، والضمير، والتاريخ يؤكد ذلك حقاً على وجود العداوة والبغضاء بيننا وبينهم مع بناء أيديولوجيتنا الفكرية المسلَمة التي لا تقبل جدلاً على كفرهم، وانتزاع الجزية منهم، فإذا امتنعوا عن إعطائها نقاتلهم، ونأسرهم، بل نحتقرهم في حرمة توريثهم، وكثير من الأحكام المطروحة في الساحة الفقهية من خلال هذه الأحكام الشرعية الصارمة لا نشك في عداوتهم لنا الى يوم يبعثون، ثم كيف نفتح حواراً حضارياً مع الكتابيين الذين يكذبون نبينا حبيب الله تعالى ويستهزئون بقرآننا (كتاب الله المحفوظ الخالد)، وتآمرهم علينا في سلب خيراتنا، وإفساد شبابنا، والقضاء علينا على الصعد كافة ، والله ولي التوفيق والسداد.