لا تترحموا على الخرسان!!
لا تترحموا على الخرسان!!
هذا تاريخه أسود وفي كتاباته مسيلمة الكذاب وسيحاسب عند الله تعالى حساباً عسيراً بافتراءاته في حرب العلماء المجاهدين كالامامين البغدادي والخميني رضوان الله عليهما والشهيدين الصدرين وكثير غيرهما من قيادي الحركة الإسلامية وتشويه جهادهم الرسالي والسبب في ذلك انه من العنصر المشهدي الشعوبي الحاقد على العروبة والإسلام المحمدي الاصيل. ان قوى المعارضة في نقد التاريخ غير مرغوبة ولا يأتي لنا من ذكرها الا الشتم اللاذع والتشهير الغاشم بعنوت لا أصل لها ولا وجود لها على صخرة الواقع من قبيل: الضالين المضلين، المتآمرين المجرمين.. فقط لأنهم كانوا على عكس توجهات الفقيه والسلطان، والأمر من ذلك أن معظم المؤرخين كانوا مؤرخي الحاكم السياسي المستبد الذي يملك الجند والسلاح والثروة والجاه، لذا الصفحة الناصعة من تدوين التاريخ، أو بالأحرى لنصرح أن التاريخ الصادق الأمين في مجتمعاتنا هو تاريخ قوى المعارضة ليس إلا.. تاريخ الثورات والانتفاضات والوثبات.. تاريخ الشفوي لا تاريخ المكتوب على الرفوف، لأن التاريخ المدّون لم يكن لسيرة السلطان الغصبي والفقهاء وعاظي السلاطين فقط على الصعد كافة بحيث لا وجود للناس كل الناس العاديين في مدوناتنا التاريخية. والخلاصة نحن انتقدنا في جريدتنا براءة صوت المستضعفين في العراق هذا الرجل المعوق في مقالة تحت عنوان بارز: (صلاح الخرسان سخرية الاقدار واضحوكة هذا الزمن العابس يتطاول على فقهاء الاسلام المجاهدين) بتاريخ ٢٨ /١١ / ٢٠٠٥م. وعلى اثر نشر هذا المقال في صحيفتنا حدث في مساء السابع والعشرين من كانون الاول 2005م، وفي الساعة الحادية عشرة والربع بتوقيت بغداد، واثناء برنامج حصاد اليوم، أتصل المذيع جمال ريان هاتفياً مباشرة على الهواء بسماحة الفقيه المرجع اية الله العظمى احمد الحسني البغدادي يستفسر عن اسباب مداهمة منزله من الامن والحرس والشرطة العراقية.. وبعد ان حمد سماحته الله واثنى عليه قال:
- في الساعة السابعة مساءً اقتحمت بعض الميليشيات منزلي بطريقة استفزازية، ومن ورائهم ما يسمى بــ«الحرس الوطني، والشرطة العراقية».. نسي هؤلاء أو تناسوا مناداتهم بتطبيق ديمقراطيتهم الجديدة، التي يتبجحون بها على الطريقة الاميركية!.. ونسي هؤلاء أو تناسوا أن في دستورهم الدائم الأسود فقرة تؤكد شمولية الحصانة لرموز المرجعية والحوزة «الدينية» في النجف الاشرف، ويبدو أن وجوب تطبيق هذه «الحصانة» تجري فقط على كل من جاء من وراء الحدود!!.. ولا تجري هذه الحصانة المزعومة على أبناء جلدتهم من رموز المرجعية الدينية العربية الناطقة، ومن العجيب أنْ نجد هذه الانتقائية في عراق يحكمه دعاة الاسلام، الذين استغلوا المقاومة من أجل السياسة في عصر الدكتاتورية والاستبداد؟!..
ولكن.. أقول صراحة لأهلي وشعبي: اطمئنوا إِني على المسيرة الجهادية لم تثن ولن تثنيني هذه الاعمال الاستفزازية الشنيعة عن نقد العملية السياسية، وفي اجهاض الدستور الدائم الاسود جملة وتفصيلاً، ومواصلة دعم المقاومة العملياتية والسياسية المشروعة، ولم تخيفن ولن تخيفني الحرب النفسية، التي يشنُّها هؤلاء المرتزقة والعملاء القابعون في المنطقة الخضراء تحت حماية الحراب الاميركية. والآن - يا اخي - جاءني نبأ عن اقتحام مكتبي الرئيسي الواقع في حي السعد بالنجف الاشرف، وقد فتشوه، وبعثروا محتوياته بعد ان صوروا الوثائق والمستمسكات!.. أهذه هي الديمقراطية، التي يتبجح بها هؤلاء، ويطالبون بتطبيقها من خلال «قانون مكافحة الارهاب»، ومن خلال سياسة «الارض المحروقة»؟..
* طيب.. سماحة الشيخ.. أثناء المداهمة على حرم منزلكم، هل قاموا بعمل ما، كما فعلوا في اقتحام مكتبكم الرئيسي؟..
- لم يفعلوا شيئاً!.. بل كانوا مضطربين جداً، حتى أنهم منعوا جيراننا من الخروج من منازلهم، بل قالوا: أصدر قاضي النجف أمراً بالمداهمة، وإلقاء القبض عليِك، ِّلكني تكلمت معهم بطريقتي الخاصة، فأَحجموا عن الاعتقال، واكتفوا بالتفتيش، وبعد ساعة من الوقت قالوا: سنأتي اليك مرة ثانية... أما نلقي القبض عليك، أو نعتذر بعد الاتصال بالجهات المختصة.
ومن هنا.. لا اكتم سراً... المسألة ليست قانونية، بل هي تصرف شخصي من بعض الحاقدين الجبناء من أزلام أمن منظمة بدر، وحتى الان لم يأتوا اليّ، وأَنا في انتظارهم، ولكل حادث حديث، والله اكبر.. وجهاد حتى النصر.
* سماحة الشيخ أية الله العظمى أحمد الحسني البغدادي... شكراً جزيلاً على هذه الايضاحات، والله يحفظكم من كل مكروه.
- شكراً لكم.