تقييم الكاتب السيد عادل الياسري صاحب كتاب “جهاد السيد نور الياسري” لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي بيان ثبوت هلال شهر شوال الأغر في الثقافة الدينية.. إضاءات وتأملات تفسيرية جديدة بيان حول حلول شهر رمضان المبارك بيان حول حلول شهر رمضان المبارك كلمة مودة فقيه ناقد لن يهدأ رسالة تقييم حول الاصدار الجديد في الثقافة الدينية زيارة الدكتور امير العطية والوفد المرافق له لسماحة الفقيه المرجع القائد دام ظله في الثقافة الدينية

مجيد الخوئي رسول أمريكا الى النجف.. سليم الحسني

مجيد الخوئي رسول أمريكا الى النجف.. سليم الحسني

مجيد الخوئي رسول أمريكا الى النجف


سليم الحسني

 

قبل أن تبدأ أمريكا احتلال العراق، كان مشروعها متكاملاً في طرح نسختها الخاصة للإسلام، ليكون بديلاً عن الإسلام الأصيل. ولم تكن تواجه صعوبة في النسخة السنية منه لهيمنتها على بلاد الحرمين وتوجيهها المباشر للحكومة السعودية. لكن المشكلة أمامها تمثّلت في عقيدة الشيعة القائمة على فكر أهل البيت عليهم السلام، فهم يمثلون أصالة الإسلام ونقاءه.

وقد وجدتْ أمريكا أن الطريق لذلك لابد أن يكون من خلال استهداف قلب الشيعة وعاصمة التشيع في النجف الأشرف. أي استيعاب المرجعية واستفراغ مضمونها من خطها الثابت، الى إطار جديد يكون منسجماً مع المشروع الأمريكي كخطوة أولى، وبذلك يسهل فرض النسخة الأمريكية للاسلام على عالم الشيعة.

وجدت الدوائر الأميركية والبريطانية في عبد المجيد الخوئي، الشخص الذي بحثت عنه طويلاً، ليكون رجلها في أجواء الحوزة النجفية. فبعد أن استقر في لندن في أعقاب الانتفاضة الشعبانية عام ١٩٩١ تقرّبت منه الأجهزة المخابراتية الدولية، فوجدته متعاوناً معها منسجماً مع توجهاتها.

مارس مجيد الخوئي العمل السياسي وفق منهج يتعارض تماماً مع منهج أبيه الامام الخوئي الرافض للاستعمار وللاستكبار ولمظاهر الهيمنة الأجنبية على بلاد المسلمين، وهذا هو الخط العام لمراجع الشيعة في مواجهة الظاهرة الاستعمارية بكل تصنيفاتها وصورها.

خالف الابن منهج أبيه وأصبح الرجل المقرب من دوائر القرار الأميركي ومن دوائر غربية وعربية، وتوثقت علاقته مع العاهل الأردني الملك حسين بحيث صار صديقه وصديق العائلة المالكة.

حاول بعض أحفاد السيد الخوئي المقيمين خارج العراق إخباره بمنهج ابنه مجيد وخطورة توجهاته وعلاقاته الوثيقة مع المخابرات الدولية والأمريكية بشكل خاص، لكن رسائلهم كان يمزّقها حارس بابه السيد محمد تقي. وقد توفي السيد أبو القاسم الخوئي وهو لا يعلم بما قام به ابنه، وما تسبب له من إساءة لسمعته كواحد من أعاظم مراجع الشيعة واستاذ الكثير من الفقهاء ومراجع الدين.

أناط الأمريكان بالسيد عبد المجيد الخوئي مهمة إقناع المرجعية في النجف بعدم إصدار فتوى الجهاد ضد الاحتلال، فهم يعرفون أن مراجع الشيعة لا يتسامحون مع الاحتلال الأجنبي، والتاريخ الحديث شهد سرعة إصدارهم فتاوى الجهاد مع أول هجمة عسكرية خارجية تتعرض لها بلاد المسلمين.

ولكي يقوم بهذه المهمة، فقد وفرتْ القيادة العسكرية الأمريكية سبل وصول مجيد الخوئي الى النجف الأشرف، وكانت المعارك لا تزال مشتعلة قرب بغداد. وخصصت له مجموعة مدربة تدريباً جيداً لحمايته. لكن القيادة الأمريكية سرعان ما اكتشفت بأن التأثير الذي كانت تتوقعه من مجيد الخوئي على أجواء النجف كان ضعيفاً، فحين عاد اليها لم يكن بقوة ونفوذ أيام زمان على عهد والده، وأن السيد محمد رضا السيستاني هو الذي ورث أسباب القوة والهيمنة على أجواء الحوزة العلمية، كما أن المتغيرات السريعة للحرب أظهرت بروز شاب له مستقبل واعد هو السيد مقتدى الصدر. وهكذا وجدت أمريكا بأن مجيد الخوئي هو الأضعف من بين أبناء المراجع الثلاثة.

في العاشر من نيسان ٢٠٠٣، كان أفراد حماية مجيد الخوئي قد اختفوا من النجف، وصار وحيداً أمام اتباع مقتدى الصدر الذين قاموا بقتله باشارة من قائدهم.

كشف المرحوم أحمد الجلبي بعد الحادثة، بأن أفراد حماية مجيد الخوئي قد تركوا مهمتهم قبل أيام من إغتياله، وان مجيد اتصل به هاتفياً يخبره عن خطورة وضعه الأمني. ويذكر الجلبي بأن فريق الحماية الخاص به كان يرتبط بوكالة المخابرات الأمريكية.

لقد أدرك الأمريكان أن مجيد الخوئي لم يعد رجل مرحلة، ولن يستطيع ترويض أجواء النجف الأشرف لتقبل نسخة الإسلام الأمريكي، لقد أدى ما عليه، ولم تعد أمامه سوى مهمة واحدة فقط، أن يكون ضحية.

 

١٦ كانون الثاني ٢٠٢١م

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha