صلاح الخرسان سخرية الاقدار واضحوكة هذا الزمن العابس يتطاول على فقهاء الاسلام المجاهدين الحلقة الثانية
صلاح الخرسان
سخرية الاقدار واضحوكة هذا الزمن العابس
يتطاول على فقهاء الاسلام المجاهدين
الحلقة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عاهل المملكة الإيرانية محمد رضا بهلوي ـ طهران
إنخداعكم لأعداء الإسلام الذين كان مقصدهم الوقيعة في شريعة سيد المرسلين(ص) والقضاء على الإسلام والمسلمين هو الذي أدى إلى سوء صنيعكم بالشعب الإيراني وعلمائه الأبرار قتلاً وإرهاباً وتبعيداً، وأعظم من ذلك بغيكم على علماء الدين وعلى رأسهم الإمام آية الله الخميني الذين بهم تقام الدولة وتنتظم الرعية، كيف لا وهم حجج الله وآياته وأعلام الدين ودعاته، وقد يؤدي سوء صنيعكم إلى سوء عاقبتكم في الدارين هواناً وخسراناً، ومديح القرآن في كثير من آياته هو البطش والانتقام من الجبابرة والطاغين، وإنَّ فاجعة إيران اليوم لم تكن خاصة بهم بل عمت كافة المسلمين فإنهم منكم ناقمون وعليكم ساخطون والأمر يحدث بعده الأمر.
محمد الحسني البغدادي
لقد كانت لهذه البرقية الدينية السياسية أثرها الفاعل في البلاد الإسلامية فقد بادرت الصحف العراقية إلى نشرها وإذاعتها محطة إذاعة «صوت العرب» القاهرية، وفي إيران نقلت في حينه إلى الفارسية وطبعت مشفوعة بصورة السيد الحسني... والغريب المؤسف أن بعضاً ممن أرخوا انتفاضة الشعب الإيراني ودونوا مراحل انقلابه المظفر نسوا أو تناسوا، لعوامل هم أدرى بها، الإشارة ولو من طرف خفي إلى الموقف البطولي الرائع الذي لعبته الشخصية النجفية بصورة خاصة في هذا الحقل وجهودها واجتهادها المتواصل في نجاح الانتفاضة ودفعها إلى التطور والتقدم والازدهار، كما أنهم لم يذكروا مئات البرقيات والنشرات والمقالات الصادرة في وقته هناك، وكانت لها جميعها آثارها البالغة وتاثيرها العميق في نضوج الثورة وتمهيد قاعدتها الشعبية والدولية.
ومهما يكن من أمر، فبعد أيام توالت الكوارث والمحن في إيران... تزداد بطشاً وشدة، وأذناب بن غوريون... تواصل بطشهم وفتكهم بالشعب الإيراني الأعزل من كل سلاح سوى سلاح الأيمان... وسلاح العقيدة المنتصر بإذن الله تعالى وقوّته... بعث السيد الحسني ببرقية أخرى ويستنكر أيضاً بطش الطبقة الحاكمة الدكتاتورية في إيران وعبثهم وغيرهم ونصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
عاهل المملكة الإيرانية محمد رضا بهلوي ـ طهران
أبرقنا لكم كما أبرق العلماء صيانة لمقامكم وشعبكم، فلم نجد منكم جواباً ولا هدى ولا صواباً كأنا من اعدائكم ولم نكن من أوليائكم، وما ادري أكان جهلاً ونقصاناً، أو تمرداً وطغياناً، عصمنا الله وإياكم، فتمسكوا بالقرآن تلاوة واستماعاً تنالوا به نجاحاً وارتفاعاً، فاحذروا تخويفه وتهديده ووعيده وبطشه... فالله.. الله... في حماية الدين الله... الله... في دماء المسلمين والسلام على من اتبع الهدى.
محمد الحسني البغدادي
وليت مهاترات هؤلاء المناكير... وقفت عند هذا الحد من تعذيب رجال الدين وتشريدهم وقتلهم والتنكيل بهم وإيداعهم السجون والمعتقلات بل تمادوا في غيهم فأصدر عملاء الصهاينة... والبهائية أمراً بالقضاء على رجال الدين وقتلهم تحت كل شجر ومدر، فبلغ عدد الضحايا من الشعب الإيراني المسلم(10.000) ويحلم الملك في الوقت نفسه باستمرار عرشه سنين عدّة... ولكن هل من المعقول إستمرار حاكم مراهق كهذا أعتمد على أسياده المستعمرين من مصاصي الدماء وأعداء الشعوب لإسناد كرسيه المحطم الجوانب، والذي صنع الشعب بضرباته الفولاذية منه تابوتاً للدكتاتورية المقبورة إلى أن يأتي أمر الله وكان أمر الله حتماً مقضيا (3).
وصرح الشيخ عبد الهادي العصامي في هذا الصدد.
«وكان السيد البغدادي إلى جانب ذلك خشناً في ذات الله لا تأخذه لومة لائم في نصرة الحق.. يشهد له بذلك موقفه ضد الطاغية شاه إيران لما حطه برشاشاته رجال الدين وهم معتصمون في بيوت الله (المساجد) في قم وخرسان وأصفهان وكرمان شاه، فاعلنها صرخة مدوية ضد حكام إيران الطغاة، وموقفه أيضاً لنصرة الإمام الحجه السيد الخميني أطال الله بقاءه لما أراد الماسوني شاه إيران إعدام السيد الخميني فقامت قيامة الإمام البغدادي ـ مد الله في عمره ـ فأبرق إلى الماسوني البهائي بين الشدة واللين بإطلاق سراح الإمام المجاهد الخميني في حين أحجم البعض عن نصرة السيد الخميني رجاء فيض الماسوني ونواله الذي هو من فيض أسياده (4).
هذا هو جهاد مولانا الإمام البغدادي الكبير في مناصرة الإمام القائد السيد الخميني، وفي مقاومة النظام البهلوي، وأما موقف السيد البغدادي تجاه السيد الحكيم فقد كانت بينهما علاقة وطيدة وصداقة مؤكدة من أيام شبابهما إلى وفاة المحقق النائيني، وكان السيد البغدادي ينفق عليه لشدة فقره. ومن الطريف إنا وجدنا بعض الأوراق القديمة في خزانة السيد البغدادي وقد كُتِبَ عليها بخط السيد البغدادي بأنه انفق نفقة السفر من ماله الخاص على أصدقائه ومن بينهم السيد الحكيم عندما سافروا لزيارة الإمامين العسكريين في العهد العثماني.
وكانت هناك مذاكرات علمية طوال سنوات طويلة حصلت بين السيدين البغدادي والحكيم تنتهي في اغلب الأحيان إلى منتصف الليل، أجل حصلت بينهما وحشه شديدة بعد وفاة المحقق النائيني وامتدت تلك الوحشة إلى وفاة أحدهما والسبب في ذلك أن السيد الحكيم قد تصدى للمرجعية الدينية بعد وفاة النائيني (ت 1355هـ) بوجود أستاذه الشيخ ضياء الدين العراقي والسيد أبي الحسن الاصفهاني وغيرهما من المراجع العظام، وكان التصدي في زمن كهولته فكان عمره لم يتجاوز الخمسين وقد اجتمع السيد الحكيم مع السيد البغدادي عدة مرات وطلب منه أن يتصدى معه للمرجعية لانتزاعها من الحوزة الإيرانية وتكون مرجعية عربية ولكن السيد البغدادي نهره على هذه المبادرة المنافية للسيرة الإمامية حيث قال له السيد البغدادي أن السيرة جرت على اختيار المرجع بأن يكون طاعناً في السن وذلك لأن شهوته ميتة ومدة تقمصه للمرجعية قليلة وحذراً من انحرافه عن الاستقامة إلى غير ذلك من الأسباب التي ذكرها السيد البغدادي في تحصيله، مع ذلك كله نجد أن السيد البغدادي له موقف مشرف تجاه السيد الحكيم في أيام الحكم القاسمي عندما هُدِّد نجله السيد محمد رضا الحكيم من قبل بعض الشيوعيين حينما زاره متصرف كربلاء فؤاد عارف وندد السيد البغدادي بالنظام حول موقف بعض الشيوعيين تجاه نجل السيد الحكيم من اجل الحفاظ على وحدة المذهب.
وإما موقف السيد البغدادي تجاه سائر المراجع العظام كالشيخ محمد رضا آل ياسين والشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء والسيد عبد الهادي الشيرازي والسيد حسين الحمامي والسيد عبد الله الشيرازي والشيخ عبد الكريم الزنجاني والسيد جمال الدين الكلبايكاني والسيد محمد جواد التبريزي وأخيه السيد علي واضرابهم فقد كانت علاقة السيد البغدادي مع هؤلاء المراجع علاقة طيبة بل نجد السيد الحكيم كان له خلاف مكشوف مع جميع المراجع لا سيما أبو الحسن الاصفهاني والسيد حسين البروجردي والشيخ عبد الكريم الجزائري وأخوه والشيخ عبد الكريم الزنجاني والسيد عبد الهادي الشيرازي والسيد الخوئي والسيد عبد الله الشيرازي والسيد حسين الحمامي والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء وغيرهم، ومن الجدير بالذكر انه عندما توفي صديقه السيد إسماعيل الاصفهاني فقد صلى السيد البغدادي على جثمانه الطاهر في الصحن الحيدري الشريف، فبادر اغلب الفقهاء العظام والعلماء الأعلام لا سيما السيد جمال الدين الكلبايكاني تلميذ المحقق النائيني إلى الصلاة خلف السيد البغدادي، لكن السيد الحكيم خرج فوراً من الصحن الشريف ولم يُقدِم على هذه المبادرة الجليلة التي بادر إليها أولئك الفقهاء العظام بل نجد رموز إعلام الحوزة العلمية أمثال الشيخ محمد الآهيجي والسيد مهدي المرعشي وأخيه (المرجع لاحقا) والشيخ نصر الله الخلخالي وسائر الحوزة العلمية لا سيما الإيرانية فقد اشتركوا في توديع السيد البغدادي من النجف الأشرف إلى مطار بغداد عندما غادر بطريق الجو متوجهاً إلى بيت الله الحرام سنة 1965م.
فدعوى هذا الكاتب أَنَّ السيد البغدادي كان معادياً لكل من يتصدى للمرجعية من أعظم المفتريات والأكاذيب، أجل له أراء رسالية نقدية جديدة للمرجعية الدينية كتبها في تحصيله.
15) نُقِلَ ص430 عن الأستاذ حميد روحاني مؤرخ الثورة الإسلامية في إيران أَنَّ السيد الخوئي صرح بأن حكومة حزب البعث قد أحسنت معاملة الحوزة العلمية في النجف ولكننا نجد هذا الكاتب يناقش هذه المقولة مع أنَّها صدرت من السيد الخوئي عندما سافر إلى لندن للمعالجة، وأكد عليها السيد محمد الغروي في مقابلة له مع قناة المنار الفضائية عند مرور الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد السيد محمد باقر الصدر، كما نجده في ص479 يدافع عن مقولة السيد الخوئي القائلة إِنَّ «الشيعة في العراق بخير» التي نقلت في بعض الصحف وصرح بكذبها، ولكنه نقل في ص499 عن بعض الصحفيين أَنَّهُ أجرى مقابلة مع السيد البغدادي يؤكد على صدق هذه المقابلة وقد سبق مناقشة هذه المقولة... لماذا هذه التفرقة بين هذين المرجعين.
16) نجده في 431 ـ 432 نجده يدافع عن السيد الخوئي دفاعاً طويلاً عندما امتدح نظام البعث برسالة خطية نقلا عن الدكتور صادق طباطبائي نائب رئيس الوزراء في حكومة الدكتور مهدي بزركان لكن، إذا فرضنا أنَّ مثل هذا التصريح صدر من مرجع عربي فهل نجد أن هذا الكاتب يدافع عنه كلا وألف كلا!!
17) صرَّح في ص:432 ـ 433 أن السيد الخميني قد كُلِّفَ بأن يتدخل في موضوع التسفيرات في الجولة الأولى عام 1971م وكان رده أنه متفق مع السلطة في بغداد على عدم التدخل وكان يصرح بأن عمله مختص بالشأن الإيراني، ولكن هذه الدعوى تحتاج إلى أقامة الحجة الشرعية وهي مفقودة، فإن من الواضح المسلم به أن السيد الخميني كان يتدخل في بعض القضايا السياسية التي وقعت على الساحة العراقية وموقفه الشهير دفاعاً عن اعتقال الشهيد عارف البصري وأصحابه الأبرار، وكذلك موقفه في دفاعه عن تسفير الحوزة العلمية الأخير مشهور ومع أنه اعترف بهذا الموقف ص452، حيث قال: حيث تدخل في الأمر ولأول مرة وأعلن تعطيل الحوزة احتجاجاً على قرار تسفير الحوزة.
18) صرَّح في ص473 بأن حواشي السيد الخوئي نظير الشيخ محمد إسحاق الفياض والشيخ فخري الزنجاني وغيرهما اجتمعوا مع الشهيد الصدر الأول في داره ونصحوه بأن تصديه للمرجعية في وجود أستاذه السيد الخوئي إلى أثار سلبية، ولكن هذه النسبة المفتعلة انكرها الشيخ محمد إسحاق الفياض حيث أني أرسلت إليه شخصين من طلاب الحوزة العلمية الأخيار في شان هذا الخبر فقال لهما انه لا أساس له من الواقع أجل أني ذهبت إلى الشهيد الصدر الأول في يوم الخميس الذي يعقد فيه السيد مجلس العزاء للإمام الحسين (ع) وأخبرته حول ممارسات بعض تلاميذه واصحابه بأنهم يمارسون حملات إعلامية ضد السيد الخوئي فبادرني بأنه لا يسمح لأي فرد من أصحابه بالكلام في حق السيد الخوئي ولا يسمح أن يدخل إلى مكتبه من تصدر منه هذه الممارسات.
19)قال ص490 إنَّ السيد الخوئي كان السباق من بين كل مراجع الشيعة في التصدي لسياسات الشاه قبل حادثة المدرسة الفيضية، وقبل أحداث الخامس من حزيران 1963م تشهد على ذلك الرسائل والبينات التي أصدرها.
أقول: أن السيد الخوئي وان أصدر هذه البيانات في تلك الفترة، ولكنه بعدها لم يصدر أي بيان أو تصريح ضد نظام الشاه المقبور مطلقاً، ولا سيما بعدما تقمص المرجعية العليا بعد وفاة السيد الحكيم حتى انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979م، واستمر على هذه المسيرة الانعزالية، فلم يؤيد هذه الثورة المباركة إلى أن فارق الحياة الدنيا. وفي الواقع إنَّ هذه التصريحات من قبل هذا الكاتب من أعظم المخادعات والتمويهات التي يستخدمها الكائدون لتغطية الحقائق التاريخية الواضحة.
20) قوله ص343 كان معظم الشعب الإيراني يرجعون في التقليد إلى السيد الحكيم وهذا القول خلاف الواقع وذلك لوجود كبار المراجع في إيران لا سيما السيد الخونساري والسيد شريعتمداري والسيد الكلبايكاني والسيد الخميني وغيرهم.
واما قوله ص345 بان السيد الخونساري ليس من طبقة السيد الحكيم فهذا خلاف الواقع والوجدان بل هو من طبقته وأقرانه بل يعتبر في نظر جماعة من الخبراء اعلم من السيد الحكيم، بل سمعت انا شخصيا شقيقي الاكبر قائلاً: في يوم من الايام تظلم السيد البغدادي بأنه هو الاعلم في هذا العصر واستدل بعدة موارد مهمة أبرزها: كانت لي مباحثات اثنينية في متون الكتب الاستدلالية الفقهية لاساطين الفقهاء لمدة اربعين عاماً بلا انقطاع مع فضلاء العصر ذكر منهم المرحوم السيد الخونساري.. وأما دعواه بان السيد الخونساري من المؤيدين لحكم الشاه فهو بهتان عظيم بل انعزل عن الساحة السياسية، اجل قال بعض رجالات الحوزة بان ولده كان من المؤيدين لنظام البهلوي ولا ملازمة بين الامرين.
21) ص:493 قال «إنَّ السيد الخوئي بعث برقية هنأ فيها الإمام الخميني بتأسيس الجمهورية الإيرانية وقد رد عليه الإمام الخميني ببرقية جوابية»، لكنه لم يدعم قوله هذا بوثيقة أصلاً بل نسبه إلى بعض الكتاب وصدور مثل هذه التهنئة من السيد الخوئي من رابع المستحيلات لأن السيد الخوئي آمن بمبدأ التقية أيماناً مطلقاً.
22) صرَّح ص494 بان السيد الخوئي أصدر في تشرين الثاني 1978م بياناً واضحاً وصريحاً في تأييد الثورة الإسلامية في إيران، ثم قال راجع (الوثيقة رقم 139) ولكن من الغريب عند مراجعتنا لتلك الوثيقة في ص897 لم نجدها مكتوبة بخطه ولا مختومة بختمه فهذه النسبة إليه من جملة المفتريات والاكاذيب.
23) صرَّح ص494 «إِنَّ المرجع الديني السيد عبد الأعلى السبزواري قد أصدر بياناً بتأييد الثورة الإسلامية قبل انتصارها» ولكنه لم يستند في هذه الدعوى إلى دليل بل هي من أعظم الدعاوي الكاذبة، ومن المعروف أن السيد السبزواري لم يتدخل في شؤون السياسة في أيام نظام البعث لا سيما في عنفوان قوته، اجل قد أفتى ضد نظام البعث في أيام الانتفاضة الشعبانية فتوى جريئة بعدما علم بسقوطه مع ذلك لم يصبه أي أذى لاهو، ولا أولاده بعد القضاء على هذه الانتفاضة المباركة.
أن نظام البعث بعد هذه الانتفاضة أراد تكوين حوزة علمية في النجف الأشرف حتى تكون تحت قبضتهم في مقابل الحوزة العلمية في قم لكي لا يقلد شيعة العراق مراجع قم لا سيما السيد علي الخامئني حتى لا يحركوا الشعب العراقي ضد نظام البعث.
24) دافع عن السيد الخوئي، ص:507 ـ 509 عندما أفتى بجواز الانتماء إلى حزب البعث بان هذا الإفتاء من السيد كان تقية، ثم أضاف بان إفتاء السيد الصدر بحرمة الانتماء إلى حزب البعث كان بعد المواجهة ضد النظام، وإما قبل قراره بالمواجهة مع النظام لم تختلف أجابته عندما يسأل عن جواز الانتماء عن سائر المراجع ملتزما في ذلك أما بالتقية أو التورية أو اللاجواب، وقد سأله كاتب هذه السطور عام 1978 عن جواز الالتحاق بكلية القوة الجوية فكان جوابه اللاجواب، وفي هذه الإجابة من هذا الكاتب، يضحك الثكلى، فالسيد الصدر قبل إقراره بالمواجهة ضد النظام لم يفتِ بجواز الانتماء إلى حزب البعث كما أفتى بذلك السيد الخوئي بل اعرض عن الإجابة، وبين الأمرين فرق واضح، فلماذا هذا التموية والمخادعة في الاجابة.
25) دافع في ص:510 عن السيد الخوئي في إفتائه بجواز الانتماء إلى الحزب بأنه أستاذ الفقهاء والمرجع الأعلى، وهو أعرف بتكليفه الشرعي وبالمصلحة الإسلامية، ولكن هذه الإجابة غير مقبولة وذلك لفقدان العصمة في السيد، فقد يخطيءُ وقد يصيب في تعيين المصلحة والموضوع لا سيما انه ليس له أي خبرة سياسية ولا مخالطة ميدانية مع الحركات السياسية المختلفة بل هو مشغول بالدرس والتدريس وكفى، ويشهد على ذلك الوقائع السياسية التي حدثت على الساحة الإسلامية لا سيما العراقية.
26) إدعَّى، ص:500، أن السيد الصدر تفرد بموقفه من تحريك الوضع في العراق ضد نظام البعث عن سائر المراجع وأصر على موقفه الذي لم يشاركه فيه احد، وقد نصحه جماعة من كبار العلماء وحذَّروه من هذا الموقف المنفرد، منهم آية الله الشيخ محمد امين زين الدين، لكن الشيخ ضياء نجل الشيخ محمد أمين زين الدين أنكر هذا القول المنسوب إلى والده أشد الإنكار كما سبق بيان ذلك في صدر الموضوع، وأني اتعجب من هذا الكاتب كيف ينسب إلى الشيخ المجاهد هذه النسبة المفتعلة التي تستدعي التشكيك في شخصيته الجهادية مع أنَّ مصنفاته الإسلامية تعد من اكبر المصادر لتنمية الحركات الإسلامية في العراق فكرياً في العهود السابقة.
27) دافع، ص:517، عن السيد الخوئي في عدم سعيه لإقامة الدولة الإسلامية في العراق خلافاً لرأي الصدر الأول بدعوى أن معظم فقهاء الإمامية لا سيما السيد الخوئي اختاروا القول بعدم وجوب السعي إلى إقامة الدولة الإسلامية في عصر الغيبة الكبرى بمناط عدم قولهم بولاية الفقيه ولكن يرد عليه.
اولاً: إن الرأي السائد بين فقهاء الإمامية هو ثبوت الولاية عامة للفقية الجامع للشرائط بل ادعى جماعه من فقهائنا قيام الإجماع عليه كالمحقق الكركي والشيخ النراقي والسيد الاشكوري وغيرهم، راجع تفصيل هذه المسألة في كتابنا «أسرار المكاسب» ج15 ص121 وما بعدها.
وثانياً: لا ملازمة بين القول بثبوت ولاية الفقيه ووجوب السعي لإقامة الدولة الإسلامية من حيث الوجود والعدم، فإن من ينكر ثبوت ولاية الفقيه يقول بوجوب إقامة الدولة الإسلامية إذا توفرت الشرائط ومنها حصول القدرة.
وثالثاً: إن وجوب السعي إلى إقامة الدولة الإسلامية في عصر الغيبة من الأمور المسلمة. راجع في تفصيل ذلك «كتابناً الجهاد الإسلامي»، الفصل الأول، الجزء الثاني. ومن المؤسف حقاً أن يتدخل عامي الجاهل في المداخل العلمية ويفترى على إعلام الفكر الإمامي في مثل هذه المسائل العلمية المهمة معتمداً على بعض العمائم الجاهلة العميلة للأسرة البهلوية البائدة.
28) أطنب، ص518 – 521، في نقد مسيرة السيد الصدر الأول الجهادية ضد نظام البعث من انه أنفرد بهذا التحرك لمواجهة النظام، ولم يتفق معه في وجوب هذا التحرك جميع الفقهاء والمجتهدين نظير السيد السبزواري والسيد البهشتي والسيد نصر الله المستنبط والشيخ زين الدين وغيرهم، كما حصل الأمر في ثورة العشرين أو الحركة السياسية التي أعقبتها التي قادتها المرجعية الدينية حتى عام 1923م، مضافاً إلى أن شرائط التحرك غير متوفرة لا سيما القدرة، وخاصة أنَّ نظام البعث في تلك الفترة كان في أوج قوته. وقد أطال الكلام في هذا الموضوع دفاعاً عن موقف السيد الخوئي تجاه جهاد السيد الصدر الأول ضد النظام الطاغوتي. وأني اعتقد اعتقاداً جازما أنه لولا جهاد السيد الخميني والسيد الصدر ضد حزب السلطة لأندرست معالم الإسلام وأصبح العراق دولة علمانية.
29) صرَّح ص521، بان السيد الخوئي بعث ببرقية إلى السيد الخميني في شباط 1980م بمناسبة دخول المستشفى أثر أزمة قلبية تعرض لها، ثم قال: راجع الوثيقة رقم 144، ولكن عند مراجعة هذه البرقية الجوابية التي أرسلها السيد الخميني إلى السيد الخوئي، ص908 لم نجد هذه الوثيقة مختومة بختمه، فهذه الدعوى تحتاج إلى حجة شرعية، فمقتضى الأصل عدم صدورها.
30) نقل، ص:543، عن السيد محمد باقر الحكيم(ره) ما نصه:
«المعلومات التي كانت متوفرة لدي عن وجود موقف سلبي حاد من القيادة الإسلامية في إيران وأجهزتها الخاصة تجاه اثنين من أعضاء القيادة النائبة السيد مرتضى العسكري والسيد مهدي الحكيم ولكن هذا الكاتب لم يبين السبب الأساس لهذا الموقف السلبي الحاد من القيادة الإسلامية في إيران تجاه هذين السيدين والسبب واضح لدى الجميع إلا انه لم يبينه، لماذا؟!..
31) نقل، ص:557، عن السيد محمد باقر الحكيم (ره) ما نصه:
«وإما العلاقة مع المسؤولين الإيرانيين فقد شكلت من خلال موقف الإمام الخميني(قده) مني إذ لم أكن اعرف أحداً من المسؤولين الإيرانيين مطلقاً، بل كانت لدى بعضهم صور مشوشة عن حزب الدعوة الإسلامية، وعن الشهيد الصدر وبالطبع مني أيضاً» ولكن هذا الكاتب لم يبن أسباب ذلك الموقف السلبي، وذلك من جهة أنها تستدعي الطعن في شخص السيد محمد باقر الحكيم فقط، وهذه الممارسات من قبل هذا الكاتب من جملة خدعه وحيله التي يكيدها المنافقون والمستأجرون والمشبوهون.
32) نَسَبَ، ص:549، إلى الشهيد الصدر الثاني مقولة في شأن مقتل أستاذه الشهيد الصدر ما نصه:
«إن أهمية حركة السيد الصدر تكمن مبتدأ ومنتهى في الأهداف التي سعي إليها أما ما دون ذلك فبحسب تعبير المرجع الديني آية الله السيد محمد محمد صادق الصدر (إنشاء الله هو معذور لأن المجتهد معذور) كما في الحديث الشريف«إن اخطأ فله اجر واحد من الثواب وان أصاب له اثنان ـ أجران ـ....»
وأني أتعجب من هذا الكاتب المتطفل كيف يجعل وجوب مقارعة الحكم الصدامي من الأمور الاجتهادية الظنية لدى نظر الشهيد الصدر الأول وسائر إعلام الدين المجاهدين وانه قد يخطيء وقد يصيب في ذلك بل كان السيد الشهيد قاطعاً في وجوب مقارعته لأن الحكم الصدامي أراد القضاء على الإسلام ومبادئه وأراد أن يجعل العراق كسائر الدول العلمانية وإما ما نسبه من المقولة المتقدمة للشهيد الصدر الثاني فهي تحتاج إلى حجه شرعية، وهيهات أن يقولها وهو سائر على نهج أستاذه وابن عمه في الجهاد والتضحية.
33) إدَّعى، ص،547، أن السيد جمال الخوئي زار السيد الصدر في حصاره الأخير نيابة عن والده السيد الخوئي الذي ابلغه بأن السيد الوالد يسلم عليك. وفي الواقع هذه الدعوى من جملة مفترياته تحتاج إلى إقامة الحجة الشرعية حيث أن من المسُلَّم به أن السيد جمال الخوئي كان من اشد أعداء السيد الصدر، ولم يذكر هذه الزيارة كل من أرخ حياة السيد الصدر وهنا نتساءل لماذا لم يبادر نفس السيد الخوئي إلى زيارة الصدر؟
34) نجده في قوله، ص545 – 547، يرد على الشيخ النعماني القائل بأن سبب فشل مشروع القيادة النائبة هو رفض السيد محمد باقر الخروج من العراق، وأطال الكلام في ذلك دون أن يستند إلى أي حجة شرعية.
35) نقل، ص551، عن اللواء الركن وفيق السامرائي مدير الاستخبارات العسكرية عامة أنه ذهب إلى السيد الخوئي في أحدى غرف الاستخبارات وسأل السيد الخوئي بعض الأسئلة وخلال الحديث سأله السيد الخوئي (أين أبنائي؟!.. أريد أبنائي) وكان السيد لا يعرف هذا الضابط وسأل عنه فأجابه ابنه إنه ضابط كبير، فقال له السيد الخوئي اسأله عن أهلنا.. ونتسأءل لماذا يسأل السيد الخوئي عن أبنائه وأهله فقط ولم يسأل عن مستضعفي أبناء العراق وهو مرجعهم الروحي، فكان على هذا الكاتب ألَّا يذكر هذه القصة لأن فيها دلالة على الطعن شخصية السيد الخوئي.
36) أكَّدَ ص482، أن المرجعية العربية كانت مدعومة من قبل الحكومة العراقية من عهد الملك غازي إلى عهد الرئيس صدام حسين، واستشهد على ذلك بدعم النظام الملكي مرجعية الإمام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء إذ يقول:
«وهنا نقتبس ما ورد في كتاب» مذكرات طه الهاشمي«رئيس الوزراء، 1942 ـ 1955م)، ص335، قال عبد الله علوان: كنت في النجف ومات المجتهد الإيراني (الإمام الشيخ النائيني) فكتب لي ياسين الهاشمي بخط يده أن أسعى بأن يحل محمد حسين كاشف الغطاء مكانه لأنه عربي، ويقول عبد الله الجذوع انه ذهب إلى إطراف الفرات واجتمع بهذا وذاك وسعى لدى رجال النجف وأخيراً اخذ الناس يعتقدون بكاشف الغطاء بعد وفاة مجتهدهم ويقدمون له الزكاة. أقول (والقول لطه الهاشمي صاحب المذكرات) وكان وفاء كاشف الغطاء للهاشمي أنه حرض القبائل في ثورة الفرات الأولى وأرسل عملائه إلى كل جهة وظهر انه من أول المحرضين في حركة سوق الشيوخ، ولكن تدخل الحكومة في زعامة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء لم تنفعه بقدر ما جلبت له الضرر فقد جعلت زعامته دون زعامة عامة المراجع الكبار»، هكذا يتهم هذا الكاتب الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء بكونه مدعوماً من النظام الملكي الذي كان يعدُّ من عظماء العالم كما نعته بذلك شيخنا الأميني في غديره (5)، معتمداً على الطائفي المعروف طه الهاشمي، وهل تكون شهادة هذا العميل حجة شرعية في النيل من كرامة الإمام كاشف الغطاء الذي كان الدرع الحصين للدفاع عن الإسلام الذي هو كالكبريت الأحمر النادر بحسب تعبير الشيخ مغنية، كيف يكون هذا الإمام مدعوماً من قبل النظام الملكي وهو العدو اللدود لهذا النظام العميل، واستشهد ثانياً على ذلك في نفس ص482 بقوله «وقد عادت فكرة المرجعية العربية إلى الظهور من جديد في العهد الجمهوري من خلال دعم حكومة عبد السلام عارف لمرجعية آية الله السيد البغدادي..»
أقول: نسبة دعم حكومة عبد السلام محمد عارف لمرجعية إمام الفقهاء وزعيم المجاهدين السيد البغدادي كذب صريح وزور شنيع لا ينطق به إلا من أبتر أو معتوه أو مرتزق او مشبوه أو عنصري!! أليس السيد البغدادي هو صاحب المواقف الخطيرة ضد حكومة عبد السلام عارف؟!! فقد أصدر بعض البيانات الجريئة ندد فيها بحكومة عبد السلام عارف لا سيما بيانه الشهير في تأييد الشعائر الحسينية الذي أدى إلى اعتقال بعض أصحابه وخواصه، وبيانه الاخر ضد طائفية النظام العارفي وقد حرف هذا البيان الخطير مما ادى الى أن يأمر شقيقي الاكبر بإصدار بيانٍ آخر بأسمه الشريف ضد النظام واعوانه من رجال الدين، وقد نشرت هذه البيانات في كتاب «جهاد السيد البغدادي» المطبوع فليراجعه فلو كان مدعوماً من قبل النظام لملك الدنيا لكنه مات وهو لا يملك كفناً بل تبرع بعض تجار الصاغة بالكفن وترك عياله جياعاً لا يملكون قوت يومهم. لقد صدق المعري حيث يقول: كذب الناس على الله ثم كذبوا على الملائكة ثم كذبوا على الأنبياء ثم كذب بعضهم على بعض. ومهما يكن، فقد اجمع الفقهاء والعلماء والأدباء والمفكرون على عظمة السيد البغدادي علماً وجهاداً وورعاً وزهداً ونزاهة ونقاءً وصفاءً، وأني اعتقد أن كل من يسعى إلى النيل من كرامته يقع في بلايا عظيمة في الدنيا كما أقر بذلك جماعة من أهالي النجف وبغداد القدامى وتشهد لذلك التجربة العملية، واني ارجو من الله سبحانه أن ينتقم من هذا الكاتب الظالم المشبوه انتقاما يستحقه بجاه المصطفى محمد وأهل بيته الكرام إذا اصر على بغيه وعدوانه حيث أننا لا نجد بين كل مَنْ أرخو الحياة الإمام المجاهد السيد البغدادي قديماً وحديثاً حتى من قبل خصومه من قدح في هذه الشخصية الاسلامية الفريدة في العلم والعمل.
38) نقل الوثيقة (رقم 149)، ص914، الصادرة عن مديرية الأمن العامة، مديرية السياسية الخامسة، من إعداد مقدم الأمن حسن علي عباس مدير شعبة 15 حيث ذكر فيها أن السيد الشهيد الصدر الثاني كان مدعوماً من قبل نظام البعث كما في ص937 هذا نصه: «ستلعب المدارس الدينية للحوزة العلمية التي يشرف عليها السيد محمد محمد صادق الصدر دوراً أساسياً وكبيراً في دعم مرجعية الصدر وكثرة مقلديه وخاصة الشباب المثقف منهم... وعلى هذا الأساس فان هدفنا المركزي هو أن تكون المرجعية الدينية في الحوزة العلمية تحت سيطرة وأشراف العنصر العربي ومن هذا الباب تم اختيار السيد محمد صادق الصدر كمرجع أعلى... لكي يسير بشكل لا يتعارض مع ذكر ومنهج الثورة وعلينا تقديم الدعم له بشكل مباشر وغير مباشر من خلال وجودنا المكثف داخل الحوزة العلمية عن طريق مصادرنا السرية والتنفيذ الفعلي لخطة العمل»، ولم يناقش هذا الكاتب المستأجر هذا التقرير بل أمضاه والهدف الأساس من ذكر هذا التقرير هو التقريع والتشهير بشخص السيد الشهيد الصدر الثاني، وجعل هذا التقرير حجةً شرعية على إثبات هذه الدعوى وقد أكد رموز المعارضة في الخارج قبل سقوط الطاغية على هذه الدعوى، ونشرت تصريحاتهم في بعض الصحف والنشرات وبخاصة كراس «مرجعية السيد محمد الصدر» المنسوب إلى المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ولكن ترد هذه الدعوى أن نظام البعث قد دعم مطلق المرجعية الدينية في النجف سواء كانت عربية أم كانت أعجمية بنطاق مقيد حتى تكون تحت قبضته وهيمنته وفق مصالحه، فمثلاً قبل وقوع الانتفاضة الشعبانية، أكد على دعم المرجعية الإيرانية التي تؤمن بمبدأ التقية المتمثلة بالسيد الخوئي حيث منح بعض الصلاحيات له مثل منح الإقامة والإعفاء من الخدمة العسكرية وإدارة المدارس الدينية وطبع تقريرات بحثه وبناء مدرسته ومنح جوازات سفر إلى الخارج لإبنائه وحواشيه من دون قيد وفي عنفوان الحرب العدوانية على ايران، وغير ذلك كل ذلك من اجل إنشاء حوزة دينية بزعامة السيد الخوئي في مواجهة حوزة قم بزعامة السيد الخميني حتى لا يرجع شيعة العراق إلى مرجعية السيد الخميني الذي انشأ حكومة إسلامية، ولكن نظام البعث غيّر سياسته حول المرجعية الدينية في النجف بعد الانتفاضة الشعبانية، وأراد إنشاء حوزة علمية في النجف في مواجهة حوزة قم بزعامة السيد الخامنئي لدعم المرجعية الدينية في النجف مطلقاً سواء أكانت عربية أم أعجمية، ولكنه جعل الزعامة الظاهرية بيد المرجعية العربية المتمثلة بالسيد الشهيد الصدر الثاني ومنح له من قبله الاقامة وادارة المدارس والدخول إلى صفوف الحوزة بيده، ولكنه في نفس الوقت جعل المرجعية عامة بيد المرجعية الايرانية المتمثلة بالسيد السيستاني وتظاهر نظام البعث علناً بدعم مرجعية السيد الصدر بمنح تلك المنح المتقدمة حتى انه أرسل الوفود العشائرية من جميع العراق إلى داره لمبايعته باعتباره مرجعاً عربياً يجب دعمه، وتظاهر علناً بمحاربة مرجعية السيد السيستاني حتى منع من إقامة صلاة الجماعة في جامع الخضراء، بل أن نفس المحافظ وجلاوزته ذهبوا إلى المكتبات وأمروا بمنع الرسالة العملية للسيد السيستاني، بل ذهبوا الى ابعد من ذلك فقاموا بمسرحية اغتياله في منزله، والهدف الأساس من هذه المحاولات هو جعل المرجعية عامة للمرجع الايراني وهتك المرجع العربي، وأنه من أعوانه وأنصاره حتى لا يقلد من قبل عامة الناس من السذّج والبسطاء، ولكن السيد الشهيد الصدر الثاني يعرف جيداً هذه المكائد والدسائس البعثية المعادية للعروبة والاسلام فتصدى لإفشال هذه المكائد والدسائس، وكان أهم مشروع قام به من اجل القضاء على تلك المحاولات هو إقامة صلاة الجمعة وواجه النظام مواجهة بطولية لا سيما طاغية العراق في خطبه في صلاة الجمعة مما أدى إلى استشهاده(قدس سره).
ولكن هذا الكاتب تجاهل هذه الحقائق التاريخية ليس، لا لهدف إلا الطعن في مراجع العرب والدفاع عن المراجع الإيرانيين حتى أننا نجده، ص401 – 402، يؤكد أن الطعن في المرجعيات الشيعية (يعني الايرانية البعث والشيوعية) من بأنها مدعومة من قبل النظام البهلوي ليست أول ظلامة تلحق بالعلماء والمرجعيات.. ماذا قالوا عن رسول الله(ص)؟ قالوا انه مجنون كاهن... الخ. بينما يؤكد في مقولاته السابقة أن المرجعية العربية من عهد الملك غازي إلى عهد صدام حسين كانت مدعومة من قبل الحكومات، لماذا هذه التفرقة بين المرجعية العربية والمرجعية الإيرانية أيها العنصري المرتزق المشبوه؟! مع العلم أننا نجد أن مراجع العرب هم الذين قاوموا الأنظمة الطاغوتية المستبدة في العراق مقاومة باسلة شهد بها جميع الناس... كل الناس(6).
اعداد
حيدر الحسني البغدادي
مؤرخ عراقي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر : جنة الماوى، محمد الحسين كاشف الغطاء، الهامش : ص : 1400 ومابعدها، ط : 2، بيروت .
(2) السلطة والمؤسسة الدينية الشيعية في العراق حوار صريح مع آية الله احمد الحسني البغدادي، ص : 17 وما بعدها، ط : 2002، المركز الاعلامي العراقي للاعلام والدرسات، دمشق ـ سوريا .
(3) مكة، د. محمد هادي الاميني، ص : 169 وما بعدها، ط : جامعة طهران 1988 و/ انظر : مخطوطات مكتبة السيد البغدادي، ص : 60 وما بعدها، وجهاد السيد البغدادي دراسة حوارية نقدية وثائقية خلال نصف قرن لمسيرة الامام المجاهد السيد محمد الحسني البغدادي « 1298 هـ ـ 1392 هـ »، ص : 46 وما بعدها ، احمد الحسني البغدادي، ط : بيروت 2009، والسلطة والمؤسسة الدينية الشيعية في العراق، ص : 30، وصحيفة الاخبار المصرية بتاريخ 1963م تحت عنوان : علماء الاسلام يعلنون الكفاح المسلح ضد الشاه، واية الله السيد البغدادي حياة جهاد ونضال، ص : 16 وما بعدها، ط : 1970، ولمحات من حياة السيد الخوئي، ص : 90 وما بعدها، وديوان السيد جواد شبر، تقديم وتحقيق محمد امين شبر، ص : 145 وما بعدها، ط : 2006، والجهاد الاسلامي، علي الحسني البغدادي، 2/108، ط : 2004، ومعالم الامامة في فكر السيد البغدادي، علي الحسني البغدادي، ص : 12، ط : بيروت 2002، وقادة الفكر الديني والسياسي في النجف الاشرف، د. محمد حسين علي الصغير، ص : 235 .
(4) مجلة العدل النجفية، س : 4 ، ع : 10، بتاريخ 1970 .
(5) انظر : الغدير، عبد الحسين الاميني، 3/336، ط : 4، دار الكتاب العربي بيروت .
(6) كشف الاسرار، الحلقة الاولى، علي الحسني البغدادي و/ قد نشرت في جريدة براءة صوت المستضعفين في العراق، ع : 11 ـ 12، س : 1، 2005 .