بيان حول وفاة المجاهد داوود مراغة ابو احمد فؤاد سيرة ذاتية عطرة أستاذي ورفيق مسيرته الجهادية حديث حول عودة الرئيس ترامب الى البيت الأبيض.. ماذا سيحدث في وطننا ومنطقتنا؟..‏ بتاريخ 19 تشرين الثاني 2024م احمد الحسني البغدادي في عيون معاصريه تقييم الدكتور ياسين شاكر العبد الله احمد الحسني البغدادي في عيون معاصريه تقييم الاستاذ عبد الخالق الشاهر احمد الحسني البغدادي في عيون معاصريه تقييم الاستاذ ابو صادق احمد الحسني البغدادي في عيون معاصريه تقييم الاستاذ حامد العرباوي بيان سماحة آية الله العظمى أحمد الحسني البغدادي دام ظله حول إجتياح الجيش «الإسرائيلي» للثرى الوطني اللبناني بيان حول استشهاد الحاج يحيى السنوار رضوان الله عليه

رشيد الخيون .. ماذا دهاك؟

رشيد الخيون .. ماذا دهاك؟

رشيد الخيون ... ماذا دهاك؟

 

 حيدر الحسني* 

 

لاشيءَ في الكون كله أشدَّ سوءاً ورداءة لمن يرتد عن مبادئه، ثم ينتقل الى الخندق الآخر الذي كان حتى الأمس القريب يقاتل ضده، او على الأقل يزعم أنه يقاتل ضده، ليوجه سلاحه ضد وطنه وشعبه، وليشهر قلمه في وجه المبادئ والقيم التي ظل يزعم زمناً طويلاً أنه بها يؤمن، وفي سبيلها يناضل!!

وقبل أن نلج أبواب الموضوع الرئيس الذي نحن بصدده، نود أَنْ نبرز مسألة أساسية لابد من ابرازها، ولأَنَّ موضوعنا الذي نحدده بصدده يتعلق ببعضمَنْ أدعوا لزمن طويل أنهم شيوعيون وطنيون يناضلون ضد الإمبريالية العالمية، فإننا نود أن نؤكد أننا اسلاميون نؤمن بالله سبحانه وتعالى، لكننا في العراق اليوم نؤيد الشيوعيين الوطنيين الذين قاتلوا ضد الاستعمار والرجعية، وضد الدكتاتورية، ثم ضد الاحتلال الأميركي الغاشم. في سبيل عراق حرٍ أبي يبنيه ويعلي بنيانه كل أبنائه، واليوم في وجه الاحتلال الأميركي، وفي مشروع مقاومته وطرده من التراب العراقي نرى أنفسنا في نفس الخندق في مواجهة هذا الاحتلال مع كلِّ الشرفاء الرافضين الاحتلال من الاسلاميين والقوميين والماركسين والوطنين نجمع جميعاً على هدف واحد هو تحرير العراق الحبيب من الاحتلال الأميركي ومن اتباعه والمتواطئين معه ولننتقل الآن الى موضوعنا:

فخري كريم شيوعي سابق.أصبح في ظل الاحتلال الأميركي مستشاراً لــ (رئيس جمهورية العراق)، ومكافأة له على تأييد مايسمى (العملية السياسية)، وللاستفادة من خبراته كلفتَّه أجهزة المخابرات المركزية الأميركية بتقديم قائمة باسماء كُتاَّب إسلاميين وماركسيين وليبراليين ومحللين سياسيين لاستخدامهم في مركز أبحاثٍ ودراسات استراتيجية كي ينجزوا أبحاثاً ودراساتتلبي ما تتطلع إليه أمريكا من تدمير الثقافة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق، وتزوير التاريخ العراقي، لاسيمَّا في مجال مقاومة الاستعمار.

وجاء رشيد الخيون في مقدمة قائمة فخري كريم، ورشيد الخيون هذا شيوعي سابق،أو هكذا زَعَمَ لمدة طويلة، ألَّفَ كتاباً تحت عنوان:«100 عام من الاسلام السياسي بالعراق» صدر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث، أيار 2011م .

في هذا الكتاب راح رشيد الخيون يصول ويجول في تاريخ العراق ويضرب ذات اليمين وذات الشمال في أحداث المقاومة العراقية ضد الاستعمار البريطاني، وفي قيادات تلك المقاومة سابقاً الفضل فيها عن اصحابه، ناسباً البطولات الى غير اهلها، وفي هذا النطاق تعرَّض لآل «الحسني البغدادي» بما لا يليق بباحثٍفي تاريخ العراق! فقد جاء على لسانه في كتابه المذكور ص: 507، ج: 1، مايلي: 

«لكن على حد اطلاعي على الكتب التي ارخت للجهاد في البصرة ثم ثورة العشرين (حزيران 1920م) لم تذكر شيئاً عن دور هذه الاسرة في تلك المعارك والمواجهات! مثل علي الوردي (ت 1995م) لمحات اجتماعية في تاريخ العراق الحديث، وقد غطَّى تفاصيل ذلك الجهاد». ان الخيون يتجاهل الحقيقة على تلك الواردة في المرجع الذي يستشهد به اي «لمحات اجتماعية في تاريخ العراق» للدكتور علي الوردي، فقدَّ تحدثَ الدكتور الوردي في كتابه المذكور عن جهاد السيد صادق رحمه الله حصراً ولقبَّه بــ «العطَّار» على غرار لقب ابائه واجداده حين ذاك، انظر: د. علي الوردي: لمحات اجتماعية في تاريخ العراق، ص: 24 و 134، ج: 4، ملحق: 6، ط: بغداد 1979م، وزعم الخيِّون ان سماحة الامام المجاهد محمد الحسني البغدادي قد حارب الانكليز في البصرة لكن الحقيقة ان سماحته مشارك في معارك الشعيبة وابلى فيها بلاءً حسناً، وكان في صحبته الزعيم الوطني السيد هادي مكوطر (الكاف بالفارسية)، وصولات هذين الامامين المجاهدين، الفقيه السيد صادق والامام المجاهد السيد محمد الحسني البغدادي، اوردتها مصادر عديدة قديمة وحديثة، وهي مصادر موضع ثقة يمكن للراغب ان يطلع عليها ويجد لها ثبتاً في :

موسوعة «هكذا تكلَّم أحمد الحسني البغدادي... تأصيل معرفي بين الثورية واللاثورية» ج: 5، ق: 2، ص: 7 وما بعدها، مركز الناقد الثقافي، دمشق 2011م. ورشيد الخيون يتناقض مع نفسه فهو يذكر امراً معيناً في مناسبة ثم يعود بعد فترة ليذكر عكسه في مناسبة تالية وعلى سبيل المثال فقد اصدر سنة 2009 كتاباً تحت عنوان : «لاهوت السياسية.. الاحزاب والحركات الدينية في العراق»، اورد فيه، ص: 265 : «يبرز اسم آل البغدادي في ثورة العشرين (حزيران ـــــ يونيو 1920م).» وكذلك اورد ص: 266 من الكتاب نفسه: «ولعل اول مرجع ديني برز من اسرة البغدادي هو آية الله محمد الحسني البغدادي (ت 1973)، وهو من الشخصيات التي تردد اسمها في ثورة العشرين»، ويعود بعد حوالي سنتين فيذكر في كتابه: «100 عام من الاسلام السياسي بالعراق» : « لكن على حدإطلاعي على الكتب التي ارخت للجهاد في البصرة ثم ثورة العشرين لم تذكر عن دور هذه الاسرة في تلك المعارك والمواجهات».

ثم ينتقل رشيد الخيون الى مغالطة اخرى حيث يقول في صفحة 507: «من أن جدَّه السيد صادق الحسني البغدادي (ت 1918م) كان في جبهة الشعيبة مجاهداً كقائد قطاع».. في حين ان الحقيقة ان السيد صادق الحسني البغدادي كان قائداً مقاوماً في جبهات البصرة الفيحاء.. لا في جبهة الشعيبة كما يذكر الخيون. ومرة اخرى ينتقل الخيون في كتابه الى مغالطة جديدة إِذ يقول: «ثم ذكر انَّ ولده السيد محمد الحسني البغدادي (ت1973م) حارب الانكليز في البصرة.»، في حين ان الحقيقة ان سماحة محمد الحسني البغدادي اشترك في جبهات معارك الشعيبة وفق مايروي مؤرخوه الثقاة.

ان الباحث المدقق يسعى وراء المعلومة يطاردها، ويدقق في جزئياتها في الزمان والمكان كي يقدمها الى القارىء صحيحةً دقيقةً لكن الخيونيفتقر الى منهجية الباحث الذي يسعى وراء الحقيقة، ولا يملك صبره، في حين يَقِّرُ بحقيقة يرتجلها ارتجالاً، ففي الفقرة السابقة يَقِّرُ بمشاركة السيد صادق الحسني البغدادي في محاربة الانكليز لكنّه يضعها في جبهة الشعيبة في حين انها جرت في البصرة ويضع مشاركة السيد محمد الحسني البغدادي في محاربة الانكليز في البصرة، في الوقت الذي جرت فيه تلك المشاركة في الشعيبة، الامر الذي يدلل، اذا افترضنا حسن النية على ان الخيون شرع فيالخلط بين الرجلين المجاهدين السيد صادق الحسني البغدادي وولده السيد محمد، وبين المكانين البصرة والشعيبة الامر الذي يبعده تماماً عن الباحث المتمكن، لاسيما وهو يتناول تاريخ العراق المشرق، في صفحة من ازهى صفحاته هي مقاومة الاستعمار البريطاني. هذه الآراء المشبوهة المتضاربة في معلوماتها، اوردها رشيد الخيون في فصل مستقل من كتابه الذي اصدره سنة 2009م تحت عنوان: «لاهوت السياسة.. الاحزاب والحركات الدينية في العراق»، تحت عنوان:«جماعة البغدادي» وتسمية «جماعة البغدادي» هذه، كما يقول هو نفسه نسبة الى السيد احمد الحسني البغدادي، وعند صدور كتاب المشار اليه تصدى للرد عليه المهندس الاستاذ رعد الجبوري في مقال تحت عنوان:«هل هم أقلام للايجار؟ (مثقفون) شيوعيون بين خواء الثقافة وانحراف التطبيق... رشيد الخيون نموذجاً». والمقال موجودفي زاوية الاكثر قراءة على موقع مكتب سماحة الاخ المرجع القائد احمد الحسني البغدادي صوت المستضعفين في العراق، www.alsaed-albaghdadi.com، ونشر كذلك في موسوعة:«هكذا تكلم احمد الحسني البغدادي...» ج: 5، ق: 2، ص" 344 وما بعدها.

وفي عام 2011 إصدر رشيد الخيون كتاباً جديداً جعل له عنواناً هو: «100 عام من الاسلام السياسي بالعراق» تناول في الجزء الاول منه الحركات الشيعية، والحركات السنية في الجزء الثاني. والحقيقة انَّ هذا الكتاب لم يكن كتاباً جديداً يراكم معلومات جديدة يضيفها حول الحركات الاسلامية في العراق، وليس سوى اعادة جديدةلكتابه السابق: «لاهوت السياسة.. الاحزاب والحركات الدينية في العراق». أُثِرَ عن الامام علي بن ابي طالب عليه السلام قوله: «رَحم اللهُ مَن اهدى الي عيوبي».. والامام عليه السلام في هذا القول يدعو بالرحمة ويعبِّر عن شكره وامتنانه لمن ينتقده وينبهه الى عيب او خطأ ارتكبه في قول او عمل، وهذا درس رائع في الاخلاق والسلوك. والباحث الموضوعي المتمكن الذي يلتزم باصول البحث العلمي وجوهر اخلاقياته، حين يصدر طبعةً جديدةً من كتاب سابق له، او يصدر كتاباً جديداً في موضوع سبق ان كتب فيه فانه يبادر، اول ما يبادر، الى ذكر النقد الذي تعَّرض له في الطبعة السابقة من الكتاب، اول الكتاب السابق في الموضوع ذاته ويورد اسماء الذين نقدوه، ويوجه لهم الشكر والامتنان، بل منهم من يتصل مباشرة بناقديه، ويشكرهم على نقدهم ــــ لان نقدهم من وجهة نظر الباحث الجاد، يعتبر خدمة للموضوع الذي يكتب فيه، واغناءً للمعرفة ــــ ويحاورهم في ذلك النقد ثم يعمد الى تصحيح معلومته على ضوء ذلك كله في الكتاب الجديد او الطبعة الجديدة من الكتاب نفسه.

والحقيقة ان كتاب الخيون الجديد تحت عنوان: «100 عام من الاسلام السياسي بالعراق» الذي اصدره عام 2011م ليس كتاباًجديداً يراكم معلومات وتحليلات وآراء جديدة حول الحركات الاسلامية في العراق، بل مجرد اعادة وتكرار لكتابه السابق الذي اصدره عام 2009م تحت عنوان: «لاهوت السياسة.. الاحزاب والحركات الدينية في العراق».. وفي الكتاب المُسمَّى جديداً، ضرب الخيون صفحاً عن كُلِّ الانتقادات التي وجهت الى الكاتب السابق على خلاف ما اسلافنا مما يفترض في الباحث الجاد الساعي الى الحقيقة الملتزم بثوابت الوطن والامة... .

يذكر الخيون في كتابه: «لاهوت السياسة..» ص: 266، مايلي: 

«يبرز اسم آل البغدادي في ثورة العشرين (يونيو 1920م) ولهم مدرسة معروفة في النجف هي مدرسة عبد العزيز البغدادي (ت نحو 1964م) الدينية».

ثم يعود الخيون في كتابه الجديد ليناقض نفسه بنفسه، فينكر أيَّ دور للأُسرة نفسها، آل الحسني البغدادي، في ثورة العشرين، يقول: ص: 507، ج:1، مايلي:

«لكن على حد اطلاعي على الكتب التي ارخت للجهاد في البصرة، ثم ثورة العشرين (حزيران 1920م) لم تذكر شيئاً عن دور هذه الاسرة في تلك المعارك والمواجهات». نأسف لا عادة إدراج الاقتباس السابق لاننا اوردناه سابقاً، لكننا نعيد ادراجه هنا للمقارنة بين نصين للكاتب نفسه، كلاً منهما يناقض الآخر، ونوافق الخيون على عبارته «على حد اطلاعي...» لكن يبدو جلياً ان اطلاعه هذا محدود او منقوص او على الاقل متسرع مضطرب.

اما في شأن مدرسة البغدادي التي نسبها الى آل الحسني البغدادي في لاهوت السياسة، ص: ص266، كما ذكرنا سابقا فقد جاء في كتابه المزعوم (جديداً) «100 عام من الاسلام السياسي بــ العراق»، ص: 508، مايلي :

«كنت من قبل ذكرْتُ واهماً أَنَّ مدرسة البغدادي بالنجف التي انشأها الثري العراقي عبد العزيز البغدادي (ت 1964م) لها صلة بآل البغدادي النجفية الدينية، وقد نبهني مشكوراً الى ذلك الخطأ غير المقصود الاديب محمد رضا القاموسي النجفي». نعم كان الخيون«واهماً» كما يقر اعلاه وليت «الوهم» عنده اقتصر على مسألة نسبة المدرسة هذه، الا ان «الوهم» عنده يمتد على كتابيه طولاً وعرضاً. 

من الجلي الواضح ان الخيون في مسألة نسبة المدرسة هذه وجدها تحمل اسم «البغدادي»، وهي قائمة في النجف، وآل الحسني البغدادي اسرة سياسية ادبية علمية معروفة في النجف ايضاً فأسرع الى نسبتها اليهم، وغاب عن باله مسألة بسيطة واضحة أنه، لا في العراق وحده، بل في الوطن العربي كله هناك مئات من الأسر تحمل اسم «البغدادي» فقبل يقسِّمالاستعمار الغربي الوطن العربي، ويثبت الحدود بين أقطاره، كان الرجل ينتقل وأسرته من بغداد الى الشام أو مصر أو أحد أقطار المغرب وينزل في مدينة أو قرية ما، فيلقى الترحيب والإكرام، ولا يلبث أنْ يصبح واحداً من أهل الدار، ولانَّه قَدِمَ من بغداد يطلق الناس عليه اسم البغدادي، ولا يلبث اسم«البغدادي»أن يستقر علماً على الرجل وأسرته !

وفيما يلي نقتبس بعض ما جاء في رد الاستاذ المهندس رعد الجبوري على الخيون في هذه المسألة بالذات:

«فبعد أن قمنا بالتدقيق جيداً في الإقتباس الأول وجدنا أن تلك  المدرسة الدينية التي ذكرها، لم تكن مدرسة تابعة لــ«آل الحسني البغدادي» لا من قريب ولا من بعيد، وإنما أسسها الحاج المرحوم عبد العزيز البغدادي عام 1385هـ، وإن هذه الشهرة لا أصل لها. أنظر موسوعة : «هكذا تكلم أحمد الحسني البغدادي، المقاومة مستمرة والاحتلال الى زوال وشعبنا لن يموت 537،ط نيسان 2007، بيروت.» علاوة طبعاً على ان الحاج المرحوم عبد العزيز البغدادي لا يمت بصلة قرابة لعائلة البغدادي التي هي موضوع بحث الكاتب.حيث أن المرحوم عبد العزيز البغدادي لم يكن من الأشراف وهذا ليس إنتقاصاً من شخصه أو قدره، ولكن الأمانة التاريخية والعلمية تقتضينا التفريق بينه وبين أسرة آل الحسني البغدادي الغنية عن التعريف بوصفها تنتمي إلى عائلة لها وزنها الإجتماعي ونفوذها، وتتميز أيضاً بتاريخها العلمي والادبي، ناهيك عن حضورها في العراق والجزيرة العربية، فهم من صلب اشراف مكة المكرمة الذين ينحدر منهم الشريف أبو نمي أمير الحجاز (ت721هـ) وجد الشريف الحسين بن علي زعيم ما عرف لاحقاً بالثورة العربية الكبرى في الحرب الكونية الاولى عام 1914م، ووالد الأسر المالكة في الحجاز العراق الأردن. وكذلك فإن الشريف أبا نمي هو جد الأسر العربية الهاشمية التي عاشت في وادي الرافدين  كعشيرة آل السيد احمد العطار الحسني البغدادي في النجف وبغداد، وآل السادة الحيدري في الكاظمية، وآل السيد عيسى الحسني في بغداد، وآل سعبر، وآل العلاق، وآل حجاب في الهاشمية في بابل. 

ومن الواضح هنا إن الكاتب يخلط بين الاسرتين أسرة عبد العزيز البغدادي، التي تنحدر عشائرياً من بني تميم، وبين أسرة آل الحسني البغدادي المعروفة بأنها أسرة أدبية علمية عريقة برزت قبل أكثر من ثلاثة قرون، ومنها السيد محمد العطار البغدادي (ت 1171هـ) زعيم بغداد والملقب بذي الرئاستين (الإمامة والتجارة)، واستمرت وصولا الى المرجعين الفقيهين المجاهدين السيد احمد وشقيقه السيد علي الحسني البغدادي أطال الله عمريهما. ولتجنب مثل هذا الخطأ المعرفي الفادح، كان حرياً بالسيد الخيون ان يطالع بعضاً من كتب علماء الانساب والسير والتراجم التي ذكرت ترجمة هذه الاسرة ومنها ـ على سبيل المثال لا الحصر«مخطوطات مكتبة آية الله السيد محمد البغدادي الحسني» د.محمد هادي الاميني 22/139، ط: 1384، و «مشهد الإمام أو مدينة النجف»،محمد علي جعفر التميمي 2/84 ط: النجف 1954، و (جهاد السيد البغدادي دراسة حوارية نقدية وثائقية خلال نصف قرن لمسيرة الإمام المجاهد السيد البغدادي)، (انظر الموقع الالكتروني لسماحة الفقيه المرجع احمد الحسني البغدادي، زاوية مؤلفات:

http://www.alsaed-albaghdadi.com/moulfat.htm ) وغيرها من عشرات الكتب والأبحاث الموسعة».

الكاتب الباحث المتمكن الذي ينشد الحقيقة، ويسعى الى خدمة وطنه وشعبه حين يبحث في تاريخ الوطن، وفي نضال الشعب وجهاده، لابد أن يتصف بالتواضع والنفس المطمئنة، وحين ينشر مقالاً او يصدر كتاباً، فانه لايكيل المديح لنفسه، ولا يتعالى عن النقد، ولا ينزه ما يكتبُ عن الخطأ والزلل، وليس الخيون من هذا من شيء، فالذين يعرفونه عن قرب، والقريبون منه يذكرون أنه لايكف عن الحديث عن نفسه وعمَّا كتب وما نشر !

لقد إرتدالخيون عن الشيوعية، وهذا الارتداد نقله الى الجبهة المضادة، أي جبهة الامبريالية المعادية للشعوب، ومنها شعبه العراقي، ويردد رفاقه الشيوعيون الوطنيون أنه ارتبط بجهاز المخابرات المركزية الاميركية، ولعلَّ هذا ما قاده الى تأييده مايسمَّى بالعملية السياسية في العراق التي يقودها أولئك الذين عادوا الى العراق على ظهور الدبابات الاميركية دون خجلٍ أو وجل!! وتأييد «العملية السياسية»والالتحاق بركبها، والركض وراء (منافعها) قاد الخيون الى موقف عدائي من المقاومة الوطنية والاسلامية التي تناهض الاحتلال الأميركي وتقاومه العلمانية منها والإسلامية سواءً بسواء.

وقوات الاحتلال عنده ليست قوات احتلال بل هي «القوات المتعددة الجنسيات» كما يطلق عليها في كتاباته، أما أولئك الذين يرفضون الاحتلال ويقاومونه فهم عند الخيون«التكفيريون» و «الارهابيون» و «أيتام النظام السابق»!!

وفي السياق نفسه، وللدافع ذاته يصب جام غضبه ونقده المفتعل على رؤوس القوى والجماعات التي ترفض الاحتلال وتقاومه، وتدين (العملية السياسية) في العراق وتخوِّن القائمين بها وعليها واتباعهم مثل «جماعة البغدادي» و «جماعة الخالصي» و «جيش المهدي» و«هيئة علماء المسلمين» و «الجماعات المسلحة» و«الدولة الاسلامية» ومعظم الاحزاب السنية والشيعية. اما أولئك الذين يؤيدون (العملية السياسية)، ويتراكضون يناطح بعضهم بعضاً لنيل شيءٍ من فتاتها، والذين يؤيدون المشروع الأميركي في العراق وفي المنطقة كلها، فالخيونلايوجه أيَّ نقدٍ، بل على العكس يدافع عنهم، ويبذل قصارى جهده لتبرء مواقفهم، ومن يتابع كتاباته ومواقفه يستطيع ان يكتشف موقفه هذا منهم، من أمثال الشيخ محمد اليعقوبي (التبريزي) مرشد حزب الفضيلة الاسلامي، والسيد عمَّار الحكيم (الأصفهاني) رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ...

وأخيراً لا نستطيع الا القول .. 

سبحان الله !.. رشيد الخيون ماذا دهاك ؟!!..


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ  

* مؤرخ عراقي

 

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha