تقييم الكاتب السيد عادل الياسري صاحب كتاب “جهاد السيد نور الياسري” لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي بيان ثبوت هلال شهر شوال الأغر في الثقافة الدينية.. إضاءات وتأملات تفسيرية جديدة بيان حول حلول شهر رمضان المبارك بيان حول حلول شهر رمضان المبارك كلمة مودة فقيه ناقد لن يهدأ رسالة تقييم حول الاصدار الجديد في الثقافة الدينية زيارة الدكتور امير العطية والوفد المرافق له لسماحة الفقيه المرجع القائد دام ظله في الثقافة الدينية

الحوار الثاني والخمسونم ع صحيفة ليموند الاسبانية بتاريخ 2 كانون الأول 2008م

الحوار الثاني والخمسونم ع صحيفة ليموند الاسبانية بتاريخ 2 كانون الأول 2008م

الحوار الثاني والخمسون
مع صحيفة ليموند الاسبانية بتاريخ 2 كانون الأول 2008م


اجرى الحوار خافيير اسبينوا
 
Conversación con un ayatolá radical
حوار مع أية الله الراديكالي
JAVIER ESPINOSA desde Damasco
2 de diciembre de 2008.- La conversación con el ayatolá Ahmed al-BaghdadiJAVIER  ESPINOSA
 قبل البدء بالحوار معه... ابتدأ آية الله البغدادي حديثه ناقداُ الصحافة العالمية، بأن أغلبهم لا يعملون كمهنيين بل كجواسيس على أوطانهم، لذا فإِنَّ الوطنيين من رموز المؤسسة الدينية لديهم هواجس من الصحافة الغربية التابعة للولايات المتحدة الأميركية والإتحاد الأوروبي عموماً. 
الحوار الذي دار في منزله كان ساخناُ،  وتناول قضايا عديدة متداخلة، ولفتات تصالحيه، حيث جاءنا بمثال واحد يشيد فيه بالشعب الإِسباني الذي عارض الحرب العدوانية على العراق، ووصف اسبانيا بأنها الوطن الذي يتعايش فيه المسيحيون والمسلمون سواء بسواء. 
والسخونة في هذا الحوار ليست غريبة عن السيد البغدادي، حيث أَنه اشتهر  بين الأوساط الدينية والاجتماعية والسياسية العراقية بصوته الهادر، ولهجته الثورية، ومواقفه الحاسمة في توجيه أبناء جلدته من (الامة) العراقية، كما انه لا يتردد في انتقاد السيستاني المرجع الشيعي المبرز - كما يصفه البغدادي- دون خوف أو وجل بسب عدم محاربته الاحتلال، وطرده من الوطن الأعز، الأمر الذي يخالف نهج السلف الصالح الذين كانوا يناهضون ويقاومون المشركين والكافرين على طول التاريخ.                 
               يعرف السيد البغدادي أنَّهُ احد الآيات الذين عارضوا الاحتلال الأميركي مثلما عارضه «مقتدى الصدر»،  لكِّنَ الصدر لا يعد من المراجع الدينية، وليس له الحق في إصدار الفتاوى الشرعية.
 السيد البغدادي يناهز عمره ثلاثاً وستين سنة، في ظل النظام السابق عاش في المنفى ما يقارب ست سنوات، وعند احتلال العراق عاد الى وطنه مناهضاَ ومقاوماَ، لكن، بعد مداهمات متكررة على بيته ومكتبه في النجف الآشرف جنوب بغداد، عاد الى سوريا في تموز/ يوليو عام 2007م  حيث يصف سورية بوطنه الثاني بعد العراق، وهو يسكن في شقة صغيرة متواضعة في العاصمة السورية، يقول أنصاره إِنَّ معلومات وردت إليهم بوجود خطة لإغتياله في العراق، من قوات بدر (الجناح العسكري للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي بقيادة عبد العزيز الحكيم)... هكذا تحدث طلابه الثقاة. 
 تم التأكد من هذا الأمر حين اقتحمت منزله قوة مشتركة من القوات الأمريكية والقوات العراقية بعد تطويقه بالدبابات والهليكوبتر، فاعتقلت ابنه محمداً واثنين من حمايته وأسفرت هذه المداهمة عن إصابة احدهم.
أحمد الحسني البغدادي من أبرز الدعاة والمؤيدين لتيار مقتدى الصدر، وإتباعه من الطائفة الشيعية التي تعارض، وخطابه يختلط بلهجة ثورية عروبية إسلامية،  ويؤكد من المهجر على أنصاره في وجوب استمرار محاربة قوات الاحتلال الاميركية،  كما فعل الإمام الخميني حين كان معارضاَ من منفاه في النجف، البغدادي من المعجبين به.  
ولكن هذا كله لا يمنع آية الله البغدادي من ان يقف بشكل (معارض) لتدخل النفوذ الإيراني في العراق وهو يعلم ويؤكد أن موقف إيران حول القضية العراقية (برغماتي) يزيد من عدم وضوحه التناقضات القائمة في العلاقات الأمريكية الإيرانية، حيث انها (اي ايران) تدعم المقاومة الإسلامية الممثلة في حزب الله اللبناني وكذلك  حركة حماس في قطاع غزة من جهة،  ومن جهة أخرى تدعم العملية السياسية الجارية في العراق من خلال أنصارها الذين جاءوا مع الغزاة على ظهور الدبابات الأمريكية،  واغلبهم الآن من اللصوص والقتلة والمجرمين. وإيران تؤيد العملية السياسية المدعومة من قبل المحتل الأميركي، وهي بذلك تدعم مشروع إبقاء العراق في تسيب وضياع ودمار وبوار، في حين أنها تعلم علم اليقين أن العراق سوف ينتصر بعونه تعالى ومدده بطرد المحتل، وسيبقى البلد المستقل والقوي الآمن ان شاء الله تعالى. 
وفي نفس السؤال قال البغدادي: انهم يتقاسمون السلطة الدينية مع المعارضة السابقة، وهي تقف مع السيستاني الإيراني المولد، والذي يعيش منذ عقود في النجف الاشرف، والإسلام يأمرنا من خلال ايآته الجهادية الكريمة، وأحاديثه الصحيحة بقتال الاميركان، ولكن السيستاني لم يزل صامتا ولا يحرك ساكناَ تجاه الاحتلال المباشر، والساكت عن الحق (كما تعلمون) شيطان اخرس. كما صرح بذلك في مقابلة مع موقع العربية نت معللاً سبب المداهمة على منزله بالنجف الاشرف من قبل القوات المشتركة الأميركية - العراقية،  والتي نفذت على اثر الخطاب الذي ألقاه في دمشق الناطق الرسمي باسمه،  والذي ندد بالسيستاني، حول هدر الأموال الطائلة، التي تجبى اليه  من الحقوق الشرعية كالأخماس والزكوات والصدقات من قبل (تجار الشيعة) وقد استثمر السيستاني جميع تلك الأموال الطائلة من الدولارات في إيران وأوربا في حين ان الشعب العراقي لازال يعيش  تحت خط الفقر 90%،  ولذا اتهم الناطق الرسمي مرجعية السيستاني في تحريض الاميركان لمداهمة منزله واعتقال نجله. 
ألف السيد البغدادي العشرات من الكتب الإسلامية، والنظريات السياسية، كما انه يتحفظ من كلمة هذا سني وهذا شيعي، والتي أدت هذه التوصيفات الى فتنة طائفية فيما بينهم، وهو يقيم علاقات (جيدة) مع هيئة علماء المسلمين وزعيمها حارث الضاري، والذي يمثل إحدى المرجعيات السنية، وأسس معه المؤتمر التأسيسي العراقي الوطني العام 2004م  ـ حينذاك ـ باعتباره تحالف للقوى المناهضة والمقاومة للاحتلال الأجنبي. 
الأميركيون وضعوا أسساَ كارثية لتقسيم العراق، وإشعال فتنة طائفية فيه، لاسيما في عهد بول بريمر الحاكم المدني في العراق الذي نصَّبَتهُ الولايات المتحدة الأميركية للفترة الممتدة من  2003م إلى 2004م، فقسَّمَ السلطة السياسية بين مكونات الشعب العراقي على اساس محاصصة طائفية عنصرية، والهدف من هذا كله هو تفتيت العراق الى كانتونات ودويلات متقاتلة متناحرة فيما بينها، ثم محاولة تعميم ذلك النموذج لا في العراق فحسب، بل في المنطقة برمتها، من اجل أًن تبقى «إسرائيل» هي الأقوى، كما قال السيد. 
سؤال: السيارات المفخخة لتنظيم القاعدة هي التي ساهمت بالدرجة الأولى في إشعال الحرب الطائفية... أليس كذلك؟..
جواب: لم يوجد في العراق إطلاقا سيارات مفخخة، أو أحزمة ناسفة قبل احتلال أميركيا العراق، وقد جاءت بتدبير من عملائهم الموجودين في بعض الدول المجاورة، كالسعودية والأردن تحديداَ، في سبيل تشويه سمعة المقاومة العراقية التي تناهض الاحتلال. 
ويصف البغدادي بازدراء قائلاَ: اصول الشعب الأميركي من الأوروبيين الذين كانوا معتقلين في سجون الدول الأوروبية لأنهم من القتلة واللصوص والمنبوذين، وحينما اكتشفت القارة الأمريكية أبعدوهم إليها تخلصاَ من شرهم، واليوم هاهم ابناؤهم من المحافظين اليمينيين الجدد يحتلون بلادنا العزيزة.
والسيد البغدادي لايعير اهتماماَ كبيراَ لتطبيق الديمقراطية على الطريقة ألأميركية حيث قال في مقابلة مع قناة «الجزيرة» الفضائية في نيسان/ابريل عام 2006م إِنَّ هناك تناقضات أيديولوجية مرعبة في تصدير الديمقراطية الأميركية الى العراق والمنطقة، أضربْ لك مثلاَ من بعض ما جاء في مواد الدستور الدائم الذي كتب باملاءآت صهيونية حيث تجد فيه تناقضات خطيرة، مثل ماجاء في المادة الثانية من فقرة (أ) دين الدولة الإسلام وهو المصدر الأساسي للتشريع.. في حين أنَّ فقرة (ب) تقول: أَنْ لا تنافي مبادئ الديمقراطية، أَلا ترى في الفقرتين تناقضاً أيديولوجياً صارخاً بين الديمقراطية الليبرالية والشريعة الإسلامية.
 من هنا.. أُريد أَنْ أضرب لك مثلاً لتقريب المسألة الى ذهنك: إذا خرجت تظاهرات شعبوية مليونية تطالب، العياذ بالله، بتشريع قانون زواج المثليين الذكر مع الذكر... على صعيد تحقيق الديمقراطية بحذافيرها لابد من تشريع هذا القانون وتنفيذه ميدانيا، لكن هذا من المنظور الفقهي الإسلامي من أكبر المخالفات الشرعية، ويعاقب عليها بـ«إعدام» كل من يرتكب هذه الجريمة الجنسية  الإباحية، فهل يمكن ان تتصور في بلد مسلم مثل العراق، مهبط الأنبياء ومبعث الرسالات، أَنْ تخرج تظاهرة بملايين  المسلمين العراقيين لصالح الزواج المثلي؟!..   
حين قمت أودع السيد البغدادي.. قال لي وقد ارتسمت الآلام على تقاطيع وجهه السمح: الرجاء أن تكون أميناً في نقل هذه الحقائق المأساوية كما هي الى الشعب الأَسباني، لأني أعلم أن معظم الصحافة الأوروبية خاضعة لنفوذ اللوبي الصهيوني مع الأًسف المرير.

 

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha