الحوار الاربعون مع قناة «البغدادية» بتأريخ 6 تموز 2006م
الحوار الاربعون
مع قناة «البغدادية» بتأريخ 6 تموز 2006م
اجرى الحوار عبد الحميد الصائح
اجرت «فضائية البغدادية» حواراً مفتوحاً مباشراً في برنامج «المختصر» مساء 6 تموز 2006م
* د. عبد الحميد الصائح: مشاهدينا الكرام... طابت اوقاتكم بكل خير.. احييكم تحية طيبة، والتقي بكم في حلقة جديدة من «المختصر».
حفل المشهد السياسي والاجتماعي في العراق بالاجتهادات والتجارب والافكار جميعها، ويكاد العراق يكون موطن جميع المقترحات والايديولوجيات الوضعية والمثالية الدينية والدنيوية على حد سواء، فمعادلة الاحتلال، والبلاد واحدة، وكلمة المحتل واحدة.. تعني المحتل الذي جاء بدباباته ومشاريعه وترسانته الدعائية، والمحتل الذي احتل بلده على حد سواء منهم من برر ذلك.. ومنهم من ظل قدم هنا، وقدم هناك.. ومنهم من طلَّق الحوار، وطلَّق التردد، وقاطع الحلول السياسية، والعمل السلمي، وانقطع الى المواجهة، والكفاح المسلح... لا خيار اخر غير ذلك..
ما هو رصيد هذا الرأي لدى المجتمع؟..
كيف يواجه هذا الاتجاه السياسي كالتي تؤمن بالمراحل والخطوات والمناورة والاجتهادات الدينية في الاحتكام الى العقل لحفظ دماء الرعية؟..
وغير ذلك من المقترحات والافكار المختلف عليها التي يحفل بها المشهد العراقي الان!!..
ضيفي في «المختصر» هذا اليوم، طلَّق ذلك، واعترض على المنطقة الرمادية في التعامل مع الاحتلال، كما طلَّق الدنيا وتقلباتها، موقف ليس سهلاً، وليس يسيراً في ظل حالة عراقية معقدة يُهْدَرُ فيها الدم العراقي، والمبررات مختلفة، وتتساءل فيها عن نوايا واهداف الجماعات المسلحة... اختلطت اهداف المقاومة ضد الاحتلال، والعمل على اخراجه من العراق تحديداً بالمقاومة من اجل المطلق، وتغيير الدنيا، وتفضيل خلق الله، ومسلميه خاصة الى عناوين يدفع الناس ثمنها دماً.
وضيفي هذا اليوم فقيه دين، وأحد الركائز في الوسط الاسلامي في العراق، يتمتع بصلابة الرأي، والإصرار على حقيقة واحدة هي الكفاح المسلح, يدافع عن ذلك بقوة، ويمثل الأَشدَّ في طيف السياسة العراقية، والعلاقة بين اهل البلاد وقوات الاحتلال.
هل الكفاح المسلح طريق منطقي للعمل السياسي في الوقت الحاضر؟..
ما هو موقف دعاة السلاح، ودعاة الحوار والمصالحة؟..
ما هوموقف دعاة المقاومة العراقية من أعمال الإرهاب والقتل والتدمير؟..
هل يعيد رحيل الاحتلال في الوقت الحالي الاستقرار للعراق فعلاً؟..
ما هي حدود ومسؤولية الاسلام في تحديد المواعيد والمواقيت في حالات الجهاد، او التهدئة، او الهدنة... مستقبل المقاومة والموقف من المصالحة، ومشروعية الكفاح المسلح، والخلافات بين المرجعيات الدينية حول الموقف من مشاكل البلاد السياسية؟..
محاور أُناقشها مع اية الله العظمى سماحة السيد احمد الحسني البغدادي, الفقيه المرجع في العراق، وارحب واياكم بسماحة السيد البغدادي.
* ارحب بك... سماحة اية الله العظمى احمد الحسني البغدادي على شاشة «البغدادية».
** المرجع احمد الحسني البغدادي: اهلا ومرحبا بكم، حياكم الله.
* د. عبد الحميد الصائح: سماحة السيد.. اخترْتَ منذ البداية موقف الكفاح المسلح، والجهاد المباشر ضد قوات الاحتلال، هل حدثت تقلبات، او حوارات ترددُ فكرةً مغايرةً خلال المرحلة الماضية بالنسبة لهذا الخيار؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي نصر عبده، واعز جنده، وهزم الكفر وحده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد العربي الصادق الامين المبعوث رحمة للعالمين،واله الطيبين الطاهرين، وعلى اصحابه الأَنصار والمهاجرين.
اما بعد...
مسألة الجهاد الاسلامي لا تحتاج الى تفسير اطلاقاً... مسألة واضحة وبديهية، وبخاصة الجهاد الدفاعي بوصفه جهاد فرض عين، يجب على الامة, كل الامة، بل وحتى يجب على الأَطفال والنساء والشيوخ ان يقاتلوا ضد أي احتلال مستكبر كافر فاقد العواصم الخمس المشهورة كالإسلام والجزية، فمسألة الجهاد الدفاعي لا يشترط فيه الرجوع الى فقيه، او مرجع، او طيف اسلامي، وهذه ليست مسألة اسلامية وحسب، بل وحتى في القانون الدولي المعاصر...
* د. عبد الحميد الصائح: هذه فكرة مثالية واقعية لم تجد ترتيباً عملياً، والا ما الذي انجزتموه في هذا الاتجاه خلال الفترة الماضية، خلال ثلاث سنوات ونصف من الاحتلال؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي: هذا اعلام (ديماغوجي) تضليلي من خلال بعض الواجهات السياسية، ومن خلال قادة العملية السياسية القابعين في المنطقة الخضراء، ومن خلال موساد الكيان الصهيوني، والسي. آي. آيه الاميركية، وام. أي. سكس البريطانية، يشيعون هذه الاشاعات، ويروجون هذه الافتراءات بأن المقاومة السياسية والعملياتية هي غوغائية عشوائية، وإذا كانت غوغائية وعشوائية فلماذا تحاول اميركا الآن، من خلال عمرو موسى، عقد مؤتمر الوفاق الوطني، ومن خلال مبادرة رئيس الوزراء العراقي الى مشروع مبادرة المصالحة الوطنية مع المعارضة العراقية السياسية منها والعملياتية؟ إذن المسألة واضحة... الاميركان وقعوا في الوحل العراقي وأَخذوا ينشرون الدعايات ويبثونها على الرأي العام العربي والعالمي زاعمين أَنَّ هؤلاء من التكفيريين، او انهم من الصداميين.
* د.عبد الحميد الصائح (مقاطعاً): سماحة السيد.. هل تسمعني؟..
**المرجع البغدادي (متابعاً) وثانياً: اسقاط الدستور
* د. عبد الحميد الصائح: من فضلك سماحة السيد.. هل تقفُ انت شخصياً مع جميع مَنْ يستخدم السلاح على الارض العراقية؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي: بعد دخولي الى العراق مباشرة قلت: يجب تأييد ودعم المقاومة السياسية والعملياتية الميدانية اذا كانت تستهدف الدبابة الاميركية، اذا كانت تستهدف الثكنة العسكرية الاميركية القابعة على الثرى الوطني العراقي.
اما الذين يستهدفون الأَطفال والنساء والرجال والأَحياء الشعبية... هؤلاء ليسوا من فصائل المقاومة، المقاومة هدفها الرئيسي هو استهداف الاميركان وعملاء الاميركان من اجل ان يخرجوا من العراق بأعتباره بلداً ذا سيادة، لكنَّ الأميركان حطموا بناه التحتية، ودمروه تدميراً كلياً، اذن فنحن نؤيد المقاومة المسلحة التي تستهدف الدبابة الاميركية، في سبيل خروج الاميركان فوراً، لا ضمن جدولة زمنية كما يريد البعض، ولكن اذا اراد البعض ذلك فنحن نرحب بذلك بشرط أن تكون جدولة زمنية قصيرة المدى.
* د. عبد الحميد الصائح: سماحة السيد.. هل الفصائل التي تقاوم الاميركان،(لنترك قضية الشارع والارهاب)، موحدة في الفكر من اجل اخراج الاميركان من العراق، ام لهم افكار اخرى داخل العراق مثل التكفيريين مثلاً؟.. وهل تقف مع التكفيريين داخل العراق؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي: اخي عبد الحميد هذا إعلام ديماغوجي (تضليلي) يزعم أنَّ التكفيريين هم الذين يقاتلون ضد المحتل، أوهم الذين يستهدفون الاحياء الشعبية، نحن نقول صراحة لكل حركات التحرر العالمية، لكل الذين لديهم اهتمام بالشأن العراقي ان الذين يقاتلون من اجل تحرير العراق هم مؤمنون بالبندقية المقاتلة وبالرصاص الحي، لان الذي يأتي بالقوة لا بد ان يخرج بالقوة، لكن الأميركان بعد فشل مشروعهم الشرق الأوسط الكبير يحاولون بكل الطرق والاساليب أنْ يوهموا الأمة العربية والعالم الإِسلامي، والرأي العام العالمي أن التكفيريين جاؤوا من خارج الحدود.
فلنكن صرحاء... هناك مسألة محررة على صعيد الفقه الشيعي افتى بها الشيخ جعفر الكبير في كتابه «كشف الغطاء» لو سلمنا ان هناك تكفيريين... يقول الشيخ كاشف الغطاء: اذا قاتل الناصبي، اوالخارجي، اوالمغالي ضد هجوم كافر مستكبر، او قاتل لطرد كافر جاثم على ارض إسلامية.. يجب على الشيعي ان يقاتل مع هؤلاء الذين ينعتون بالتكفيريين المتحجرين. اما هؤلاء التكفيريين...
* د. عبد الحميد الصائح (مقاطعاً): سماحة السيد... من فضلك..
** المرجع احمد الحسني البغدادي (متابعاً): اسمحوا لي ان اكمل حديثي لان السؤال خطير جداً، ويجب ان يسمع العالم...أما هؤلاء التكفيريون المتحجرون- حسب تصوراتهم - الذين يستهدفون الاطفال والنساء فهذه جريمة لا تغتفر، مخالفة للمباديء الاسلامية، بل مخالفة للشرائع والاديان السماوية، بل مخالفة للقوانين الدولية، كما في اتفاقية جنيف، أما نحن فنقاتل مناضلين ومجاهدين ضد الدبابة الاميركية، فراح الاعلام التضليلي (الديماغوجي) يشيع أنَّ التكفيريين جاؤوا من خارج الحدود، اخي عبد الحميد فليأتوا من خارج الحدود اذا كانوا يستهدفون الدبابة الاميركية، لماذا هذه المغالطة؟!.. لماذا هذا الضحك على الذقون؟!.. نحن مجاهدون وجهادنا دفاعي، وفرض عين، يجب على كل مسلمي العالم ان يقاتلوا معنا، يجب على كل دول العالم الاسلامية والعربية ان تساهم في دعمنا ادبياً، وبالمال والسلاح، ولكن كمقاومة اسلامية عربية تستهدف الدبابة الاميركية، ولكن نحن لدينا الاكتفاء الذاتي، ولا نتلقى دعماً اقليمياً اودولياً من أي جهة، وانما هذا اعلام ديماغوجي يتعمد تشويه سمعة المقاومة الاسلامية والوطنية في العراق.
* د. عبد الحميد الصائح: سماحة السيد.. هناك افكار مطروحة لا خلاف عليها، هناك خلاف في التفاصيل، تقول الناصبي من أي تجاه كان يقاوم الاميركي، او يقاوم الدبابة الاميركية فلا بأس بذلك، وهو مدعوم سواء جاء من الخارج، او من الداخل كما تقول، لكنَّ هذا القادم من الخارج، او حتى الذي يفكر بشكل متطرف داخل البلد اذا كان هدفه المعلن هو تصفية شرائح من الشعب العراقي، وبخاصة المعلن بصوته.. كيف يكون الموقف منه؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي: هذا العمل الذي يستهدف الأَبرياء العزل بالسيارات المفخخة، والاحزمة الناسفة، انما يقوم به جهاز الموساد في الكيان الصهيوني، والسي. أَي. آيه الاميركية، وام. أي. سكس البريطانية، وهناك دراسات وتقارير استراتيجية يكتبها دهاقنة مفكري الولايات المتحدة الاميركية والبريطانية تقول إنَّ هذه الاعمال تنفذها المخابرات المركزية الاميركية، والتابعون لها، وهم من الوكلاء والمخبرين, وهذا من اجل تشويه سمعة المقاومة.
لماذا نصدق هذا الإِعلام التضليلي؟!..
ألم تكن اميركا مستكبرة ومجرمة، بل هي عدوة الشعوب ومثيرة الحروب؟!..
اليست اميركا هي التي جاءت بمشروعها «الشرق الاوسط الكبير», ولم يكن هذا المشروع على اساس انها جمعية خيرية؟!..
لماذا هذا الكذب والدجل والافتراء على شعبنا وأهلنا؟!..
هل تعلم أنَّ هؤلاء الذين يستهدفون الأَحياء الشعبية ليس إستهدافهم على الهوية وحسب، وانما على اللاهوية... تجد هذه المفخخات، وهذه الاحزمة الناسفة في مناطق سنية بحته، كذلك في مناطق شيعية بحته؟!..
اليس هذا كذباً وافتراء من اجل تشويه سمعة المقاومة الوطنية والاسلامية السياسية منها والعملياتية؟!..
* د. عبد الحميد الصائح: سماحة السيد.. هناك اعترافات، وخلال المرحلة الماضية حدثت تجاوزات، بل جرائم... الذين فجروا قبة الإمامين العسكريين(ع)، والذين فجروا مناطق ومساجد في الشمال، او في الجنوب.. هؤلاء اعترفوا، ولهم هويات واضحة، لا اعتقد، ولا يعتقد المعتدلون أنَّ ذلك من المقاومة المباشرة ضد الاحتلال؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي: اخي عبد الحميد :انقلُ لك مفردة واحدة... من هم اولئك الملثمون الذين استهدفوا الحسينية في محافظة البصرة الفيحاء قبل اشهر قليلة؟!.. ألم يكونوا من الجنود البريطانيين، وكانوا ملثمين، وأُلقِيَ القبض عليهم، وحدثت مشاكل كثيرة من خلال هذا الاستهداف؟... هذا الكشف الخطير أنجزه أَبنائنا الاشاوس الذين يؤيدون المقاومة الوطنية والاسلامية.
اما مسألة تفجير قبة الامامين العسكريين(ع)، فهذا نزاع صغروي، لا كبروي، هم يزعمون ذلك، لكنِّنا نقول هذه المسألة صعبة جداً لا يمكن أنَّ ينفذها أفراد بعدد الأَصابع، ولابد أنَّ تنفيذ هذه العملية تم بأشراف أميركي... بدأت بعد منتصف الليل واستغرقت(12) ساعة، ووضعوا الالغام حول المرقدين الشريفين، حتى أَنَّ الكليدار* شعر بذلك في وقتها، وقتل واحد من حمايته ، والاخر كَسِرَتْ رجلاه، المسألة واضحة لدى الشعب العراقي... إِنَّ قبة الامامين العسكريين(ع) إِنما نسفت بناءً على أوامر أَميركية موسادية من اجل اثارة الحرب الأَهلية، وبعد أَنْ فشلوا في إثارة الفتنة الطائفية، ولكن ليعلم الاميركان إِنَّ الحرب الاهلية لن تحصل لكنَّهم بهذه الجريمة النكراء ضد الاماميين العسكريين, نجحوا في إثارة الفتنة الطائفية، ولكن لم يحققوا، ولم يحققوا حتى الان الحرب الاهلية، ومسألة الحرب الاهلية يريدها الاميركان، والتابعون لهم من اجل إنجاز قانون الفيدراليات في العراق.
* د. عبد الحميد الصائح: سماحة السيد... لاشك أنَّك مرجع وفقيه، وكلامك له تأثير مباشر على الناس بحكم الولاية، أو بحكم الفتوى، او بحكم الايضاح، ولذلك هذا الكلام له ثقل كبير عند العامة مقابل ثقلك.. هناك تيارات، واراء، وفتاوى في مجمل القضية العراقية تتقاطع مع هذه الافكار.. الا ترى في ذلك تشويشاً على عامة الناس أنْ تأتيهم الافكار والفتاوى، من اكثر من مرجع، ومن اكثر من إتجاه يقاطع بعضها بعضاً؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي(مقاطعاً): ماذا تقصد بهذه الفتاوى من قبل المؤسسة الدينية... لم افهم سؤالك؟..
* د. عبد الحميد الصائح(متابعاً): يعني هناك اراء موجودة في العملية السياسية، وفي المجتمع العراقي، وهناك ملاحظات ونصائح وفتاوى دينية تؤكد على وجود العمل السلمي الى جانب العمل العسكري.. على العكس مما تتحدث به أنت ...أنت تطالب بالعمل العسكري في كل ظرف، ومهما تكن النتائج.. كيف ينظر العامة، او كيف يستجيب العامة لهذه الافكار المتقاطعة، التي تصدر عن علماء دين يعتمد عليهم؟!..
** المرجع احمد الحسني البغدادي: أَنا أرى أَنَّ هناك فرقاً شاسعاً بين العملية السياسية, وهي بتخطيط اميركي، وبأملاءات اميركية موسادية اسرائيلية، وبين المقاومة السياسية.. المقاومة السياسية في واقع الحقيقة تختلف إختلافاً كلياً عن العملية السياسية الجارية في العراق، لأَنَّ المقاومة السياسية هي التظاهرات، والاعتصامات، والمقاطعة الاقتصادية، ومقاطعة المؤسسات الخدمية والوظيفية، كما قام الزعيم الهندي غاندي بمفردة واحدة هي المقاطعة الاقتصادية، وبعد هذه المقاطعة الحاسمة انهزم البريطانييون من الهند الكبيرة، وتحقق الاستقلال، فعملية سياسية تحت الحراب الأَميركية، والاحتلال الاميركي المباشر مرفوضة جملة وتفصيلا من خلال اتفاقية جنيف في القانون الدولي، وكذلك من خلال القانون الاسلامي...
* د. عبد الحميد الصائح(مقاطعا): سماحة السيد... هل تسمعني..؟
** المرجع احمد الحسني البغدادي(متابعاً): لو سمحت لي أَنْ أكمل حديثي، ما دام هناك احتلال فلابد من القتال كطريق مشروع لكل المقاتلين الوطنيين العراقيين الذين يستهدفون الدبابة الاميركية، لذلك هناك فرق بين العملية السياسية باملاءات اميركية، وفرق بين المقاومة السياسية، والمقاومة المسلحة، نحن نريد العملية السياسية شريطة ان تقاطع البرلمان، وتلغي الدستور الاسود الدائم، وتطالب بخروج الاحتلال الكافر.
*د. عبد الحميد الصائح: العملية السياسية الان تشترك فيها تيارات كثيرة، واحزاب كثيرة، وهناك ناس لهم دور في مقارعة الدكتاتورية, وفي الموقف ضد الاحتلال... هؤلاء الان بتكتلاتهم وبعملهم الجماعي، الا تجد صورة، او نافذة معينة للحوار معهم، او لترتيب منطقة وسطى للتعامل معهم؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي: طبيعي.. المبادرة أو المشروع الذي عرضه رئيس الوزراء جواد المالكي... انا من حيث المبدأ أرحب بهذه المبادرة، وهذا المشروع، ولكن عندي تحفظات، ... المشروع ليس في بنوده مسألة اخراج الاميركان فوراً، او على الاقل ضمن جدولة زمنية، وليس هناك الغاء للدستور بكل تفاصيله، وبكل بنوده، لانه يقوم في الواقع على المحاصصة العرقية والاثنية والمذهبية فهاتان المشكلتان الدستور الدائم، ووجود الاحتلال هما اساس الازمة المستعصية، واساس الفلتان الامني، والمؤسساتي، والخدمي، واشاعة السيارات المفخخة، والاحزمة الناسفة.. وفي كل حقل، وفي كل قرية، وفي كل قضاء، وفي كل محافظة، نحن نقول اذا اريد تحقيق المصالحة الوطنية بين الفرقاء لابد من الغاء هذين البندين، وهناك بند اخر، من اخطر البنود في الدستور.. في المادة(2) فقرة (أ) ان دين الدولة الاسلام، والتشريع الاسلامي هو المصدر الرئيسي، ولكن في فقرة (ب) شريطة ان لا تناقض مباديء الديمقراطية.
وهنا نتساءل: أليست هذه المعادلة اصبحت (مخربطة) كما يقول العراقيون بـ«اللغة العامية»؟!..
اليس هذا تناقضاً استراتيجياً؟!..
وعلى هذا الضوء.. يخرج العراقييون ويطالبون بزواج المثليين الذكر مع الذكر، والانثى مع الانثى، واذا الشعب العراقي 75% يطالب بهذا الشيء؟!..
اليس هذا منافيا للديمقراطية اذا لم يتحقق؟!.. الاسلام يحرم اللواط، ويحرم الزنا.. فكيف يكون هذا الشيء؟.. هذا تناقض صارخ ايديولوجي واستراتيجي سواء بسواء.. فأساس الدستور فيه تناقضات صارخة، وفيه منافيات اسلامية، وكذلك ضد هوية العراق العروبية والاسلامية، وهذه من المسلمات البديهية، فلا يمكن اجراء مصالحة وطنية مادام الدستور مبنياً على الباطل، والمبني على الباطل باطل، كما تقول القاعدة.
* د. عبد الحميد الصائح: سماحة السيد... انت تتحدث وتنفي بنظرة ربما يراها البعض نظرة عدمية ازاء مشروع الدولة الجديدة، باعتبارك ايضاً مفكراً سياسياً, والى جانب ذلك انت مجاهد اسلامي.. هل توجد لديكم صيغة بديلة لهذه الأَفكار التي تعترضون عليها؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي: هذا سؤال مهم جداً، البديل هو خروج الأَميركان فوراً، واذا تنازلنا عن رأينا في جدولة زمنية، والغاء الدستور الدائم، وأَنَّ العراقيين متدينون بالفطرة، ولم يتصور الاميركان أَنَّ العراقيين سيقاتلونهم ضمن فترة زمنية قصيرة، بطريقة مؤثرة وموجعة، لأنهم عاشوا ثلاثة عشر عاماً حصاراً اقتصادياً ظالماً، وثلاثة عقود ونصف تحكمهم الدكتاتورية والاستبداد، فكان أنْ ظنَّ الأميركان أَنَّ الورود والزهور ستنثر على دباباتهم.
لكنَّ شعب العراق متدين بالفطرة، وشعب العراق عشائري بدوي لا يقبل بالضيم، ويرى الجنود الأميركان يزنون في حرائر العراق امام عينيه، وخاصة في مسألة اغتصاب الشابة عبير هذه الجريمة النكراء، وقد ذكرت حادثة الاغتصاب هذه في خطاب تجمع جماهيري يقدر بربع مليون نسمة في مدينة الصدر الباسلة البطلة قبل حوالي ثلاث سنوات, قلت: ان هؤلاء سوف يهدمون منازلكم، ويحرقون مزارعكم، ويزنون في أعراضكم، ويعتقلون نساءكم اذا لم تجاهدوا الاحتلال، قلت هذا قبل ثلاث سنوات ... وحل المشكلة هو خروج الاميركان، والغاء الدستور الدائم، والصيغة البديلة في العراق الجديد.. أَنْ نقتدي بالثورة الجزائرية... عندما طالب الفرنسيون قادة الثورة بالتفاوض لحل الازمة الجزائرية.. قالوا: نعم، نتفاوض معكم بشرط أَنْ تعترفوا لنا بالاستقلال الكامل، وتخرجوا من بلدنا دون قواعد عسكرية، واتباعكم يخرجون معكم من ارض الجزائر، فلم يقبل الفرنسيون، وظلوا متمسكين بالاحتلال والاستيطان الظالم الكافر، لكن المقاومين الجزائريين استمروا في الكفاح المسلح بوصفه الطريق الوحيد لتحرير الأَرض والانسان، بل وحتى قادة الثورة الفيتنامية، والثورة الصينية، والثورة الكوبية، رفضوا الدخول في عملية سياسية تحت مظلة الاحتلال، كما انخرطت الاطياف العراقية المختلفة في العملية السياسية تحت مظلة الاحتلال، ونراها تتصارع على كسب الغنائم من خلال الحقائب الوزارية السيادية، أما جيفارا فقد قاتل حتى تحررت كوبا، ثم خرج الى بلد آخر وظل يقاتل الاستعمار الأميركي حتى وقع في ذلك الكمين الذي نُصب له، اخ عبد الحميد.. نحن مسلمون، نحن مجاهدون، نحن ثوريون، لا يجوز في عقيدتنا إمرة الكافر على المسلم، ولا يجوز مولاة الكافرين، بل امتنانه سبحانه وتعالى بكف ايدي الكافرين عن المسلمين، هذه نصوص تشريعية اسلامية مطلقة تطبق في كل زمان ومكان على صعيد القضايا الحقيقية، لا على صعيد القضايا الخارجية.
* د. عبد الحميد الصائح(مقاطعا): سماحة السيد لو تسمحوا لي ان...
** المرجع احمد الحسني البغدادي(متابعاً): وقاعدة الجري والانطباق لا يمكن إلغاؤها بل تطبق في كل مكان وزمان، فهل رسول الله (ص) اجرى حواراً ـ بعد أَنْ أسس الدولة الاسلامية في المدينة المنورة ـ مع اليهود عباد العجل شذاذ الافاق، بل امر باخراجهم من جزيرة العرب، ولا يكون لهم وجود في جزيرة العرب، والمفاوضات التي تجري في بعض الاحيان مع المشركين كانت مسألة ثانوية(تكتيكية) أَما الآن فنحن نجد احتلالاً مباشراً على ارض الاسلام... استباحوا بلدنا، وهتكوا اعراضنا، وسرقوا ثرواتنا، ونحن نؤسس دولة وتضع دستوراً ونؤلف وزارات تحت مظلة الاحتلال، هذا لا صحة له لا في اتفاقية جنيف، ولا في القوانين الاسلامية، اما انت فتقول لي: إنك اغلقت علينا كل الطرق... لا يا اخ عبد الحميد.. الكفاح المسلح والجهاد الاسلامي هما الطريق الوحيد لتحرير كل الامم المستضعفة.
* د. عبد الحميد الصائح (مقاطعاً): سماحة السيد... اذا سمحْت لي.. لم يقل احد إنَّكَ أَغلقت الطرق ولم تفتحها، ولكن يسأل بعض الناس: إنَّ علماء الدين يفتون، والمجاهدون ينفذون.. ولكن اكثرية الناس هم الذين يقعون فيها، وهؤلاء محصنون؟..
**المرجع احمد الحسني البغدادي: من حيث المبدأ... يمكن أنْ يفتي العلماءُ بالجهاد, ويمكن ألا يفتوا.
* د. عبد الحميد الصائح: مثلا يفتون بالجهاد، لكنَّ الناس الآن في ظروف اخرى... يعني ظروف غير مهيئة للجهاد، وعلماء الدين محميون يعني يمكن أن يسافروا الى الخارج، ويمكن أن تكون لهم حماياتهم الخاصة، لكنَّ الناس البسطاء يكونون في المواجهة، وهم عزل، فالدولة مفتتة منذ ثلاثين سنة، وامكانياتها ضعيفة...
**المرجع احمد الحسني البغدادي: سؤالك هذا واضح يا استاذ عبد الحميد!.. لهذا أَقول لو كان هناك تكافؤ فرص ميدانية بيننا وبين العدو لما أَمكن اجتياح العراق واحتلاله بهذه السهولة، لكن«كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ..» لا تكافؤ بيننا وبين العدو، لكنني أُعلن لك رأياً مستمداً من القرآن والسنة الصحيحة... إذا أُهدرت آخر قطرة من دمائنا نقاتل، ولو اكلنا القمامة نقاتل، ولو منحنا العدو الكافر الحرية والسيادة الكاملة لشعائرنا وممارسة طقوسنا نقاتل، ولو لم يؤد ذلك الى ضرر على ديننا، وعلى تراثنا، وعلى عقيدتنا نقاتل.. هذه هي أوامر الله تعالى، ورسوله الكريم بوجوب القتال، وطرد الكفار عن بلاد الاسلام، لانه لا يجوز إِمرة الكافر على المسلم مطلقاً، اما انت يا اخ عبد الحميد فنقولُ ظروف الناس غير مهيئة... قد يعترض عليك الناس على هذا التصعيد، وانا اقول هل الناس يقودوننا ام نحن نقود الناس!.. هذا اولاً..
وثانياً... الجهاد الدفاعي يختلف عن الجهاد الابتدائي، الجهاد الابتدائي مشروط بوجود الامام المعصوم(ع) وإستئذانه، غير أَنَّ بعض الفقهاء شذوا عن هذا الرأي الفقهي المشهور، وقالوا.. يجوز إِذا تهيأت الظروف الموضوعية والذاتية، وتهيأ الجند والسلاح والمال لغزو العالم.. هذا على صعيد الجهاد الابتدائي، أَما على صعيد الجهاد الدفاعي فقد اوضحت مراراً وتكراراً أنَّ الجهاد الدفاعي لا يشترط فيه مشروطاً مراجعة مرجع، او فقيه، بل يجب القتال من أجل الدين، حتى لولم يكن هناك تكافؤ فرص ميدانية بيننا وبين العدوالمجرم، لانه«كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ».
الآن الاميركان وقعوا في المستنقع العراقي، ولهذا فهم يقومون بمبادرات من هنا وهناك، تارة في مؤتمر القاهرة، واخرى مبادرة المصالحة الوطنية الاخيرة التي تبناها رئيس الوزراء، ومن خلال هذه التحركات، ندرك أنَّ وجود الاميركان اصبح في خطر، وهم يريدون ان يخرجوا من العراق بحفظ ماء الوجه.
لكنِّي أَقول... ليسمع العالم.. انَّ هذه الشبهات لم تنطلِ ولن تنطلي على شعبنا واهلنا.. فالمقاومة تتصاعد، والجهاد مستمر، والمقاومة قوية جداً، والله... لولا شعب العراق وتصديه للمشروع الاميركي لاصبحت الان سوريا، وايران، و لبنان كونتونات عرقية وأثنية متناحرة متقاتلة، لذلك نحن الدرع الحصين لهذه الأمة المجيدة، نحن الدرع الحصين لكل العرب والمسلمين، المقاومة الان بمستوى المسؤولية النضالية التأريخية، وبالمستوى الحضاري، تستمد شرعيتها من اتفاقية جنيف، وكذلك من القرآن والسنة النبوية الصحيحة.
* د. عبد الحميد الصائح: سماحة السيد.. هل تتمتع بعلاقات مباشرة مع فصائل المقاومة العاملة في العراق؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي: انا في الواقع, كمرجع وفقيه, يتهمني البعض بأنني متشدد وراديكالي، وأنا افتخر بذلك... انني شديد على الكفار، شديد على العملاء، شديد على المخبرين والتابعين للعدو، ولكن ليس لي علاقة مباشرة مع المقاومة، وأنا أُؤيد المقاومة المشروعة التي تستهدف الدبابة الاميركية، والثكنة الاميركية... انا أُؤيدها، ولو كانت لي مع المقاومة المسلحة علاقة ميدانية مباشرة لقاتلت معها، ولكن أَنا موجود الان في النجف الأشرف كمرجع ديني، وكمرشد اسلامي لكل الفصائل... لكل المكونات الاجتماعية والسياسية، ولكنني تواق للشهادة من اجل شريعة الاسلام، من اجل استقلال العراق وهويته العروبية والاسلامية، من اجل العراق التعددي الشوري المستقل.
* د. عبد الحميد الصائح: سماحة السيد.. يعني (مثلاً) حينما أَصدر أَبو مصعب الزرقاوي بياناً كفَّر فيه الجميع، وطالب بابادة منْ اسماهم (الرافضة) وغير ذلك من تفاصيل الخطاب، لكنَّه استثنى السيد البغدادي من خطابه، هل أَخرجه من (الرافضة)، ام لأسباب اخرى؟!..
**المرجع احمد الحسني البغدادي: طبيعي عندما اخرج بيانه لابادة الشيعة عن بكرة ابيهم كان هناك حركات وطنية واسلامية لها علاقة معه بشكل أو بآخر... قالوا له: لماذا لا تصرح باستثناء الخط الشيعي الوطني الذي يؤيد المقاومة، ويرى انهاء الاحتلال، ويريد اقامة الدولة التعددية الشورية، وعدم استثناء أية طاقة وطنية، فلماذا لا تستثني البعض منهم: هناك السيد البغدادي، وهناك السيد الصدر، وهناك الشيخ الخالصي، وهذه خطوط اسلامية، وتيارات ثورية، ولها استقطابات جماهيرية في الساحة العراقية؟ لهذا تراجع واصدر بياناً... من خلال موقع «مفكرة الاسلام» اخرج هذا البيان، واستثنى السيد البغدادي والسيد الصدر والشيخ الخالصي لأننا معروفون بخطابنا الاسلامي الواضح ضد الاحتلال، وانهاء الاحتلال، ولا نؤيد العملية السياسية بوصفها تخطيطاً إميركياً وإملاءات اميركية، وهذا الاستثناء يشكر عليه في وقتها ، ولكن نحن نقول كاسلاميين هدفنا كله في الواقع هواستهداف الدبابة الاميركية من اجل اخراج المحتل من العراق.
اما القاعدة فهدفها غير هذا، وهوملاحقة الاميركان في كل مكان، وليس تحرير العراق!..
نحن نلاحق الاميركان من اجل ان يخرجوا من بلدنا الاسلامي، ثم نحن لا نحارب الشعب الاميركي، بل من حقنا ان نقيم معه علاقات دبلوماسية واقتصادية لا تضر باستقلالنا، ولا تضر بكرامتنا العروبية والاسلامية، هذا بعد الاعتذار الرسمي من قبل بوش ومجموعته المصهينة القابعين في البيت الاسود، والتعويض الكامل عن كل الخسائر التي تعرَّض لها شعب العراق.
اما القاعدة هدفها مطاردة الشعب الاميركي، فضلاً عن الإدارة الأميركية المصهينة.
نحن لا نستهدف الشعب الاميركي، الشعب الاميركي ضحية الادارة الاميركية المصهينة، الشعب الاميركي ضحية الديكتاتورية الاميركية التي تريد ان تجعل العالم قرية واحدة تحت مظلة العولمة الربوية الرأسمالية المتوحشة, لأنها اصبحت هي القطب الأحادي الكوني المنفرد في العالم، وهي لا تتحرك الا باملاءات صهيونية توراتية.
* د. عبد الحميد الصائح: سماحة السيد.. انا اسف لأني أقاطعُ حماسك كثيرا، لكن هذه ظروف خاصة بالبرنامج، هناك أفكار وعلاقات بين المراجع، وبين التيارات العاملة، يعني الكثير يسأل: هل أَسِفَ السيد البغدادي لرحيل الزرقاوي؟..
**المرجع احمد الحسني البغدادي(مقاطعاً): لم اسمعك
*د. عبد الحميد الصائح: هل أَسِفَ السيد البغدادي أو حَزِنَ لرحيل الزرقاوي؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي: انا معروف بتوجهاتي الوطنية والاسلامية، واساند كل حركات التحرر العالمية، فكيف حركة التحرر العراقية التي تستهدف الدبابة الاميركية، فأنا لا احزن على انسان يصدر بيانات فيها تناقضات ايديولوجية خلافاً للقرآن الكريم، والسنة الصحيحة، ويعترف بنفسه باستهداف الاحياء الشعبية، لا احزن لهذه النظائر، وكل انسان قدم الى العراق وقاتل من اجل تحرير العراق فأهلاً ومرحباً به، لكن من يشوه سمعة الشعب العراقي، ومقاومة الشعب العراقي.. لا اهلا به ولا مرحبا، لذلك انا معروف... اتجاهي اسلامي ثوري راديكالي(متشدد)، لذلك انا لا اخشى احداً الا الله بوصفه المطلق، لذا انا الآن دمي على راحة يدي(كما يقال) من اجل ماذا؟.. من اجل شعبي واهلي وأَنا اعرف بأنه اذا قتل السيد البغدادي، او استشهد السيد البغدادي فسوف تحدث ردة فعل من قبل مجاهدي العراق، فأنا موجود في العراق المقاوم، وموجود بالفعل في النجف الاشرف، ليسمع العالم... انا لا احزن لفلان او فلان، وهو يقع في تصريحاته بالتناقض، ولذلك قلت لك ان قاعدة التوحيد والجهاد في بلاد الرافدين لا تريد تحرير العراق، وانما تريد ملاحقة الأميركان في كل مكان، فوجدوا لهم مقبرة في عراق الاسلام عراق العروبة.
اما نحن فنريد إخراج المحتل الاميركي، واتباعه، وإقامة الدولة الاسلامية التعددية الشورية، وعدم استثناء أية طاقة وطنية، والمسيحييون والاشورييون يعيشون تحت مظلة دولة الاسلام مكرمين معززين، وإقامة العلاقات الدبلوماسية السياسية والاقتصادية مع الشعب الاميركي بعد الاعتذار الرسمي من قبل الادارة الاميركية عمَّا فعلته ضد شعبنا واهلنا.
* د. عبد الحميد الصائح: سماحة السيد.. يقال إِنَّ القاعدة خسرت الكثير من خلال بياناتها، وخاصة الحرب ضد (الرافضة)، حيث تقول ان القاعدة هدفها محاربة الاميركان في كل مكان، ولكنَّها في بياناتها تعلن عن محاربة شريحة كبيرة من الشعب العراقي، كما خسرت ايضاً فصائل سنية -اذا جاز التعبير- لأنها ضد الشيعة في العراق. ما هو موقفك من هذه الفتوى.. سواء استثنيتم منها، ام لم تستثنوا؟..
** المرجع احمد الحسني البغدادي: اولاً الزرقاوي ليس فقيهاً مجتهداً في رأي أهل السنة والجماعة، ولكننا نقول إِنه إِعترف ببعض العمليات التي استهدفت الاطفال والنساء والشيوخ، وبعضها نسبت اليه وأنكرها في موقعه على شبكة الانترنت، ولكن لا تنسَ ان الزرقاوي في خطابه الاخير عندما ظهر على شاشات التلفاز مرةً ثانية انتقد الشيعة بشكل مطلق، وفي الوقت نفسه وصف بعض اهل السنة والجماعة بالمرتدين باعتبارهم يتعاونون مع المحتل، وحتى ابن لادن قبل يومين اصدر بياناً صوتياً بلا صورة قال فيه بوجوب مقاتلة اهل السنة والجماعة الذين دخلوا العملية السياسية المتعاملين مع الاميركان... يا اخي عبد الحميد نحن عراقيون سواء دخل الزرقاوي وجماعته العراق اولم يدخلوا!!.. انا كعراقي يهمُّني أَنني رأيت عرضي يهتك، وتراثي يسرق، وأرضي تحرق على غرار برنامج فينكس في فيتنام، وهم دمروا العراق من شماله الى جنوبه، ومن شرقه الى غربه لم يستثنوا أي مدينة، كل المدن أُحرقت، واعتقلوا ابناءها الاماجد، لذلك... لندع المقاومة تعمل وتجاهد وتناضل في سبيل اخراج المحتل الاجنبي، من يأتي ويندس ليقتل الاطفال والنساء والشيوخ في سبيل تشويه سمعة المقاومة السياسية منها والعملياتية الوطنية منها والاسلامية، هذا لا علاقة له بفصائل المقاومة المشروعة.
فلنكن صرحاء يا اخي.. سمعنا من الاعلاميين أَنَّ الزرقاوي عندهم بعبع كبير، يا اخي عبد الحميد الشعب العراقي كله مناضل، وكله مجاهد، وكله مقاتل، لذا اؤكد لك ان الاميركان هم الذين يبعثون السيارات المفخخة في العراق، والاحزمة الناسفة في سبيل ديمومة بقائهم، فهل تعلم ان رقم (الشاصي) الموجود في السيارة المفخخة عندما تفتش الشرطة تلك السيارة تجد ان رقم (الشاصي) اميركي، وهناك تقارير استراتيجية نشرت في الصحافة الاميركية والبريطانية.
قد نسأل: لماذا الآن كل جنود الشعب الاميركي بين خائف، ومجنون، أو منتحر، وهارب، وهذه اعترافات صدرت من دهاقنة الادارة الاميركية، والكونكرس الاميركي، لذلك لا علاقة لنا ببعض الفضائيات المشبوهة المعروفة كالحرة والعراقية التي تشوه سمعة الشعب العراقي، وتتهجم على رموز الاسلام، ورموز العروبة من مراجع الدين وعندما ينتقد أحدُ احرار العراق مرجعاً متواطئاً مع المحتل بشكل او بآخر تثور ضجة مفتعلة من اجل تسييس القضية في سبيل نجاح الانتخابات المزيفة، لذلك هم يشتمون المراجع الثوريين الرساليين كي لا يكون لهم وجود يذكر في الساحة الاسلامية.
* د. عبد الحميد الصائح: سماحة السيد.. في ختام هذه الحلقة اترك لك دقائق تتحدث فيها مباشرة الى مشاهدي البغدادية؟.
** المرجع احمد الحسني البغدادي: ادعو اهلي وشعبي من السنة والشيعة في العراق، «وانا اتحفظ دائما من كلمة هذا سني، وهذا شيعي»، بعد نسف قبة الاماميين العسكريين(ع) اراد الاميركان تحقيق الحرب الاهلية، ولكن بعد هذه الوحدة المتراصة، وبعد ان اجتمع عقلاء اهل السنة والجماعة، والشيعة الامامية من خلال بياناتهم، ومن خلال زياراتهم الميدانية افشلوا هذه المؤامرة، ولم تتحقق بحمد الله تعالى.
اما الان وقد بدأت فتنة طائفية.. هذه الفتنة الهوجاء التي تستهدف الانسان العراقي على الهوية، انا اقول يجب تحقيق مؤتمر وطني اسلامي يجمع اهل السنة والجماعة، كذلك الشيعة الامامية، وكل مكونات الشعب العراقي... يجتمعون ويتباحثون فيما بينهم لحل هذه الازمة، هذه الازمة الطائفية يتهم بعض الناس اهل السنة والجماعة باثارتها، وهذا خطأ كبير، انا ادعوكل الوطنيين الذين يريدون انهاء الاحتلال، واستئناف الدولة الوطنية المستقلة ان لا يؤطروا القتل باخواننا السنة وحدهم... المسألة ابعد من ذلك, القتل تارة على الهوية، وتارة على اللاهوية حيث تأتي الكثير من الرؤوس الشيعية الى وادي السلام في النجف الاشرف، كذلك تأتي الكثير من الرؤوس السنية الى مقابرهم الموجودة حول مرقد الامام أبي حنيفة وغيرها، فالمسألة ليست مسألة شيعية وسنية.
انا أقول: هذه الأعمال الإجرامية توظف من قبل الموساد في الكيان الصهيوني والسي. أي. أي الاميركية، وام. أي. سكس البريطانية، وأكشف لك مفردة قصيرة:.. قبل ثلاثة ايام اختطفوا احد الاشخاص من اهل السنة والجماعة، واتهموا بعض عناصر الشيعة من المجاهدين المناضلين المعروفين، وبعد ذلك تبين ان بعض اهل السنة والجماعة هم الذين اختطفوه من اجل اثارة الفتنة، والذي اختطفه له علاقة مع المخابرات الاجنبية، فالمسألة واضحة هناك من الشيعة عملاء، وهناك من السنة عملاء يقومون بتأجيج هذه الفتنة الطائفية من اجل اثارة الحرب الاهلية التي هي مقدمة لتقسيم العراق الى كونتونات عرقية ومذهبية متناحرة ومتقاتلة، لانه لا تتحقق الفيدرالية الا باشعال فتيل الحرب الاهلية، وهذا ما شاهدناه في كوسوفو، وفي الاتحاد السوفيتي, وكذلك في الولايات المتحدة الاميركية، ولهذا ادعو شعبي واهلي الى الوحدة والاتحاد... شعبنا على طول التأريخ لم يقع قتال بين مذاهبه المختلفة، والان نطالب عقلاء السنة والشيعة لعقد مؤتمر وطني عراقي، بعيداً عن كلمة سني وشيعي، وبعيداً عن كلمة هذا تركماني، وهذا كردي، وهذا عربي، تجمعنا كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله، والله اكبر وجهاد حتى النصر.
* د. عبد الحميد الصائح: في ختام هذه الحلقة اتوجه بالشكر الى المرجع الفقيه اية الله العظمى السيد احمد الحسني البغدادي.
** المرجع: احمد الحسني البغدادي: شكرا حياك الله.
* د. عبد الحميد الصائح: كما اشكركم مشاهدينا الكرام على وجودكم معنا... آمل ان التقيكم الاسبوع المقبل مع ضيف اخر، وقضية اخرى على «المختصر».. حتى ذلك الحين تقبلوا من أسرة البرنامج، وبرنامج اليوم تحديداً في بغداد، والنجف، والقاهرة، ومني اطيب التحيات.