الحوار التاسع والثلاثون مع صحيفة الاسبوعية المغربية بتأريخ 18- 24 آيار 2006م
الحوار التاسع والثلاثون
مع صحيفة الاسبوعية المغربية بتأريخ 18- 24 آيار 2006م
اجرى الحوار محمد أتقي
«غيفارا العراق»... هكذا يحلو للعراقيين تسمية آية الله العظمى احمد الحسني البغدادي المقاوم للإحتلال والمناهض له... في بلاد الرافدين، التقته «الاسبوعية» في مدينة الدار البيضاء على هامش المؤتمر القومي العربي في دورته السابعة عشرة فكان هذا الحوار:
الشيخ العراقي آية الله احمد الحسني البغدادي لـ«الاسبوعية»:
أفخر بأن يقال عني تشي غيفارا العراق
حاوره: محمد أتقي
* الناس في الوطن العربي لا يرون رموز الشيعة الا الى جانب الاميركان نعطيك مثلاً: الحكيم، والجعفري والربيعي... هذه الوجوه تنتقل على الشاشات الى جانب جنرالات الاحتلال وبموازاتها عشرات الجثث للأَطفال مما يبعث على الاستغراب، ونحن نشاهد احمد الحسني البغدادي، وفي فترات متقطعة مقتدى الصدر يناديان بالمقاومة.. ما مدى انخراط شيعة العراق في المقاومة العراقية؟..
** عندما سن قانون تحرير العراق عام 1998، وبعد انعقاد مؤتمر المؤامرة والخيانة في اميركا وبريطانيا، وتم بموجبه تجنيد (18) الف عراقي من المهجرين والمهاجرين، ممن دخلوا في دهاليز غرف السفارات والاستخبارات تابعين وعملاء وجواسيس، وأدلاء للأميركان، وبعد دخول قوات الاحتلال أرض العراق، واجهت تلك القوات عمليات نوعية موجعة، ومن هنا تحركت المخابرات البريطانية والاميركية، وقالوا إنَّ عمليات المقاومة تلك من بقايا النظام السابق، ومن أبناء المثلث السني، هؤلاء هم الذين يهاجموننا، وكان هدفهم من ذلك ان يوهموا الأمة العربية والرأي العام العالمي بأن الشيعة مع المشروع الاميركي... كلا وأَلف كلا إِنَّ الشيعة يقاتلون مع إِخوانهم السنة في كل المناطق، وأَصدقكم القولَ وأعلن للعالم قاطبة أنْ ليس هناك مثلث سني ولا مربع شيعي.. الشعب العراقي يقاتل من الشمال الى الجنوب، ومن الشرق الى الغرب، وهذه العمليات المكثفة لا يُنْشَرُ عنها إِلاَّ الشيء القليل عن السنة، كما لا ينشر أي شيء ابدا عن العمليات النوعية في الساحة الشيعية، وحينَ أُعْطِىَ الضوء الاخضر لبعض رموز المؤسسة الدينية القابعة في النجف الأشرف للخروج من هذه المدينة المقدسة، وذلك بعد الانتفاضة المسلحة الميدانية ضد قوات الاحتلال في النجف، والناصرية، وكربلاء، ومدينة الصدر الباسلة، بقيت انا وحدي في النجف الاشرف، واصدرت فتوى صريحة ان كل من يقاتل مع جيش الامام المهدي ويقتل، فهوشهيد بلا تردد، لان هناك اعلاماً ديماغوجياً تبريرياً بأن جيش المهدي(كومة) من الزعاطيط و(كومة) من الذين يرتكبون الموبيقات، وهذا اعلام استكباري ينفذه الطابور الخامس الموجود في العراق من اجل تشويه سمعته، في حين ان العمليات التي تنفذ ضد قوات الاحتلال لم تؤطر بطرف دون طرف آخر، وانما شعب العراق يقاتل المحتل المحارب، والدليل على ذلك ما كتب من تقارير ودراسات استراتيجية في الصحافة الغربية والاميركية تؤكد بأن شعب العراق يقاتل بكل مكوناته العرقية والاثنية.
* هل كل شيعة العراق يساندوكم بمثل هذا الطرح؟..
** نحن عندما نقول الساحة الشيعية نجد ان من الرموز من هوخائف، ومن هو متواطيء، ومن هوعميل اوجاسوس، والمرجعيات والقيادات الاسلامية سواء كانت شيعية ام سنية يوجد منها:
قسم يريد اخراج المحتل فوراً، واقامة الدولة التعددية الشورية، وعدم استثناء أية طاقة وطنية في عراق بلاد الرافدين.
بينما القسم الثاني من هذه المرجعيات والقيادات يؤمن بالعملية السياسية حتى وان كانت تحت مظلة الاحتلال، وهذا خلاف القوانين الوضعية، وكذلك الشرائع والاديان السماوية، وفي مقدمتها الشريعة الاسلامية الخاتمة، مادام هناك احتلال، فالعملية السياسية باطلة، والمبني على الباطل باطل من حيث المبدأ.
أما القسم الثالث يؤيد العملية السياسية، وبقاء الاميركان بحجة الاخذ بالواقعية السياسية، والتوفيقية، والامن المفقود.
وان هناك اعلاماً تضليلياً يؤكد ذلك على الشارع العراقي بأن غاندي مارس العملية السياسية، وليس المقاومة المسلحة، لا.. والف لا هذه مؤامرة، وبتخطيط استكباري لتدويل المعركة لصالح الاميركان من اجل ان تبنى القواعد، ومن اجل ان يصل العملاء الى قبة البرلمان، غاندي لم يقم بعملية سياسية، بل تبنى المقاومة السياسية، وقاطع من خلالها البضائع البريطانية، وهربت بريطانيا بعد ان انهارت اقتصادياً، والمقاومة السياسية هي التظاهرات، والاعتصامات، ومقاطعة الاحتلال، وعملاء الاحتلال مما يؤدي اوتوماتيكياً الى خروج المستعمر، وتحقيق قيام دولة مستقلة ذات سيادة.
* ما رأيك في عدم اصدار السيستاني فتوى تدعو الى الجهاد، وكيف يتم القرار وفق المذهب الشيعي؟.. اقصد ما هي تراتبية المراجع عندكم؟..
** نحن نعيش اليوم في عصر أصبح العالم فيه قرية واحدة، وسادت العولمة الرأسمالية المتوحشة في الساحة، وهناك استكبار، وهناك استعمار، واستضعاف، أما الانسان العربي المسلم فصار متفقهاً، فلا حاجة إلى أن ينتظر فتوىً من مرجع ديني، ولو تنازلنا وقلنا نحن في حاجة الى فتوى، فأن ذلك يكون من اجل التنبيه، لأَنَّ الجهاد الدفاعي فرض عين لا يشترط فيه الاستئذان من فقيه، او مرجع، او مؤسسة حربية، او اجتماعية تدعو الى ذلك لكي نقاتل... إنه عدو يدخل بلدنا من أَجل أَنَّ يسرق ثرواتنا الطبيعية، ويستهزئَ بنبينا (ص)، وهذا العدو ليس منظمة خيرية, لأَنَّ اميركا زعيمة الاستكبار العالمي، وزعيمة الامبريالية العالمية جاءت الى العراق من اجل ان تهدد امن المنطقة، وتدويل الساحة لصالح المخابرات المركزية الاميركية، وتحويل الوطن العربي الى كونتونات، ودول صغيرة متناحرة عرقياً ومذهبياً، لكي تبقى اسرائيل هي الاقوى في الساحتين العربية والأسلامية، وهذا أمر لا يمكن ان يتحقق بأي حال من الأحوال، بل لابد من هزيمة هؤلاء الصهاينة شذاذ الافاق، ومهما يكن الباطل الصهيوني منتفشاً، فلابد ان ينتصر الحق الاسلامي، كما انتصرت الشعوب المستضعفة (قديماً وحديثاً) وهذه سنة تأريخية لا تتغير ولا تتبدل.
فمثلاً هوشي منه، وغيفارا لم يكونا مسلمين، وحررا بلادهما من الاستكبار الاميركي، وقاتلا بالرصاص الحي كطريق وحيد للتحرر.
ثم ان الشعب العراقي لن يرجع الى هؤلاء الذين تقصدهم، الشعب العراقي، وخاصة الشيعة منهم ليست لهم علاقة سياسية مع ايران، كما ان عاداتهم وتقاليدهم وافكارهم واطروحاتهم كلها عروبية بعيدة عن المجتمع الايراني، لذلك ارتكب الرئيس حسني مبارك خطأً جسيماً يفصح عن جهله جهلاً مطلقاً بالشيعة العرب حينما اعتبر شيعة العراق يلتقون مع ايران في كافة المجالات السياسية والفكرية، وهذا الرأي نعتبره رأياً صهيونياً ماسونياً.
* يطلق عليك البعض من المجاهدين العرب لقب «غيفارا» العراق... لماذا هذا التشبيه؟..
** انا افتخر أَنْ يقال عني هذا اللقب «تشي غيفارا» العراق، أو «تشي غيفارا» الاسلام، لأَنَّ تشي غيفارا لم يصارع أو يعارك من اجل الحقائب الوزارية، بل انتقل من كوبا الى بلد آخر ليحرره، وتعرض لكمين من العدو، كما أَنَّ غيفارا لم يكن ماركسياً ملحداً أبداً، وتهمة الإِلحاد ضد الشيوعيين كانت تثار ابان الصراع شرق-غرب من طرف المخابرات الاميركية من اجل ان تكون الساحة عبارة عن معارك جانبية، ومزايدات سوقية، ومساجلات كلامية يشغلون بها الناس.. هذا اولاً.. وثانياً: أطْلِقَ عليَّ هذا اللقب بعد أنْ أتهم بعض رموز المؤسسة الدينية في النجف الاشرف بأنهم ليس لهم موقف على صعيد حرب العصابات، تجاه المشروع الاميركي في العراق وفي المنطقة، ورأى العراقيون مني موقفاً صلباً في دعم المقاومة المشروعة ومساندتها، ووجدوني الصوت الشيعي الوطني المنفرد في الساحة الحوزوية.
* ماذا تقول... هل أَنَّ المقاومة يقودها البعثيون في العراق؟..
** على الرغم أَنيَّ كنت مضطهداً من طرف النظام السابق، وحكم عليَّ بالإعدام، ومكثت لاجئاً في ايران وسوريا، لكن, حينَ بدأت المؤامرة باجتياح العراق أَصدْرتَ بياناً خطيراً قلتُ فيه إِنَّ على الشعب العراقي ان يقاتل من شماله الى جنوبه ضد الغزوالاميركي دفاعاً عن سيادة العراق ارضاً وسماءً وبشراً... بعد ذلك نلتفتُ الى إِسقاط الدكتاتورية والاستبداد في سبيل اقامة دولة العدل الالهي، نأتي بكل الفصائل (يسار ويمين ووسط) لتمارس السلطة وكلهم معززون مكرمون تحت راية الإِسلام الحضارية الانسانية غير العنصرية، لذلك اقول, والحق يقال, إنَّ بعض البعثيين يقاتلون ضد الاحتلال، والقسم الاخر اصبح عميلاً للمخابرات الاميركية، والبقية الباقية هربوا من العراق خوفاً من الموت الاحمر والاسود.
*هلا تحدثنا عن التقية التي تعتبر من المباديء المثيرة للريبة لدى أهل السنة في حوارهم مع الشيعة؟..
** يأخذك العجب كل العجب حين تقع على كثير من آراء أهل السنة والجماعة القدامى منهم والجدد.. ينعتون التقية بالنفاق والرياء في حين يظهر من نصوص القرآن الكريم القديمة والحديث الصريح أنَّها قاعدة شرعية في استنباط الاحكام تستند عليها جميع المدارس الإسلامية: الزيدية والإمامية والسنية من حنفية ومالكية وشافعية وحنبلية وأوزاعية وظاهرية, قبلها مدارس الصحابة فالتابعين فتابعي التابعين، بأستثناء بعض الخوارج.(36)
نقف.. هنا ونؤكد من وجهة نظر إمامية:
التقية ليسَتْ جمعية سرية غايتها تمزيق شمل الأُمة الإسلامية..
التقية لا تعني أن تجعل احكام الشريعة العملية سراً من أسرار الباطنية..
التقية لا تعني الركون الى الظلم وتبرير الأَوضاع الطاغية الطاغوتية..
التقية لا تعني محاولة من محاولات التكيف مع الظروف الانتهازية والازدواجية..
التقية لا تعني أن يركن فقيه الى الجبت والطاغوت، ويحاول تقويته بالمخالفات الشرعية، فيحلل حراماً ويحرم حلالاً.. بحجة أن الضرورات تبيح المحظورات على إطلاقها، أوأن التقية ديني ودين آبائي.
قال استاذنا السيد الإمام الخميني:
«اللهم إِلاَّ إذا لمسنا في دخوله مصلحة للإِسلام، ولعامة المسلمين، كما عهدناه من المحقق، وعلي بن يقطين، الذين عرفنا خطتهم عندما تعاونوا مع الطاغوت، ليحققوا المصلحة الكبرى للامة المسلمة».
إذَنْ.. التقية محرمة فيما إذا علم بأن العمل بهايستهدف ازالة معالم أصول الدين، وظهور الباطل، وتأييد الطاغوت، إذا لم يعمل بها ترتب عليه الموت الاحمر، فالواجب هنا ترك العمل بها، وتقديم الشهادة في سبيل الله تعالى.
إذَنْ.. التقية يجب مخالفتها إذا كانت في حرب الجاسوسية، والاستكبار والكفر العالمي، والتسلل الاجنبي الغادر الشامل.
إذَنْ.. التقية تتصف بـ«الحرمة الذاتية» فيما إذا أصدر الطاغوت أمراً بقتل نفس محترمة، فانه لا يسوغ تنفيذ أمره لما دلَّ على أن التقية انما شرعت لحقن الدماء، فاذا بلغت التقية الدم، فلا تقية!!..
إذَنْ.. التقية تسقط لوعلم بـ«الوسائل التجريبية، والمعايشة الميدانية» بانه لا يتحقق سبيل الانبعاث الوحدوي والائتلاف الجبهوي وأمن من الضرر والأذى فلا موضوع حينئذ للأخذ بها اطلاقا.
إذَنْ..التقية ليست وسيلة غادرة لكشف القواعد الايمانية العريضة للقيادات الجاهلية الطاغية لما دلَّ على أن من استفتح نهاره بأذاعة سرنا سلط الله عليه حر الحديد، وضيق المجالس.
إذَنْ..التقية الجائزة منها، أو الواجبة ليست مخصوصة بأهل السنة والجماعة وحسب، بل تشمل الطواغيت, كل الطواغيت, في العالم، لما دلَّ أَنَّ موردها العمومات، وحديثي رفع الاضطرار، ولا ضرر ولا ضرار.. ويشهد بذلك أبو بصير قال أبوعبدالله(ع):
«التقية من دين الله؟!.. قلت: من دين الله؟!.. قال(ع): أي والله من دين الله، ولقد قال يوسف: {ايتها العير انكم لسارقون} ... والله ما كانوا سرقوا شيئا..ولقد قال ابراهيم {اني سقيم}... والله ماكان سقيماً».
اذن..التقية استراتيجية عمل جهادي في أيام الإِرهاب الفكري، والتصفية الجسدية، والحماقات الطاغوتية.
اذن.. التقية على صعيد الرخصة لا على صعيد العزيمة.. ومعنى الرخصة أن يترك الخيار للانسان المسلم ان شاء عمل بالتقية، وان شاء لم يعمل بها.
وعليه.. فهي سلاح ذوحدين. احدهما سلبي والآخر ايجابي..السلبي منهما هوالاساءة العظمى والكارثة الكبرى على الإسلام بأسم الإسلام..حينما تنطوي على المهادنة والإستسلام والجبن والانهزامية، وهي ما اتفقنا على تسميته بـ«التقية المعاصرة».
اما الايجابي منهما فهوحد السلاح الحاسم والفصل القاطع الذي يستعمله المجاهدون في مسيرتهم لأستئصال شأفة الكفر والضلال والانحراف والخيانة..حيث لا يمر هذا الطريق الا من خلال حصاد الرؤوس العفنة، وهدم قلاع التآمر والجريمة والاستبداد والاستهتار.. ويكون هذا عن طريق رسم الاستراتيجية الحذرة الكتومة للعمل الجهادي السري، حذرا وتقية واستعدادا لمجابهة كل الاحتمالات، وربما الانتكاسات التي ترافق سير العمل الجهادي، على كل الصعد، ومجابهة طواغيت العصر، الذين تعجبهم اشد العجب عملية الجبن والتخاذل باسم التقية.. بقدر ما يسوؤهم العمل بها كأستراتيجية للعمل السري تحت وطأة الظروف القاهرة لتزلزل الارض تحت اقدام المفسدين, وترسل حمم براكينها المزمجرة على رؤوسهم العفنة، مغرقة بطوفانها قطعان الفساد والرذيلة وتبرير الفساد والسكوت على الفساد بأسم التقية الشرعية؟!..
* اين الربط بين الاسلام والإِرهاب؟..
** انا أَرى أنَّ وجود المحتل الاميركي هو أساس الارهاب، ومن رابع المستحيلات ان تقتل المقاومة الوطنية والاسلامية الاطفال والنساء، هذه الدعايات الباطلة التي تشنها المخابرات المركزية الاميركية والصهيونية من اجل تشويه صورة المقاومة، فالمقاومة هدفها تحرير العراق، واستعادة السيادة المفقودة، حتى يعيش العراقيون بكل مشاربهم وتنوعاتهم ومذاهبهم تحت سقف الدولة العراقية المستقلة.
* ولكن ما موقع ايران الشيعية في المعادلة العراقية؟..
** قلت سابقاً واكرر ذلك، حين ناشد احد الرموز العراقية الإِدارة الاميركيَة التنسيق مع القيادة الايرانية في حل الازمة العراقية قلت: صحيح، نحن لدينا شراكة مع الاخوة الايرانيين لانقاذ المنطقة من الهيمنة الصهيونية الاميركية، اما ان يتدخلوا في شؤون العراق، فهذا مرفوض جملة وتفصيلا، ويمكنهم ان يتدخلوا لصالح الشعب العراقي بأحترام ثلاثة الشروط الاتية:
اولا: اخلاء المنطقة من الاميركان، وذلك بمطالبة امريكا بالخروج فوراً من العراق، دون جدولة زمنية، ولا بوجود جيوش من الجامعة العربية، ومن منظمة المؤتمر الاسلامي، ومن الامم المتحدة.
ثانياً: الاحتفاظ بالهوية العروبية الاسلامية العراقية.
ثالثاً: أنْ يترك العراق دون قواعد، ودون وصاية، ودون تابعين للمحتل, ليكون دولة مستقلة ذات سيادة.
اذن هذه شروط يجب الاخذ بها وتطبيقها، ولا احد يمكنه ان يتدخل في شؤوننا، لان الممثل الشرعي الوحيد للعراق هوالمقاومة الوطنية والاسلامية العراقية.
* كيف تقرأ الديمقراطية كما تسوقها أميركا في بلاد وادي الرافدين؟.. وهل يمكن للمرء ان يؤمن بالديمقراطية على ظهر دبابة اميركية؟..
** هذا من رابع المستحيلات، كل القوانين التي تضعها اميركا في العراق مكتوبة بإملاءات صهيونية، كما انه لا توجد ديمقراطية في اميركا نفسها، ملايين من الهنود الحمر الاصليين أبيدوا عن بكرة ابيهم.. والحزبان الدكتاتوريان يهيمنان على مقدرات الشعوب الاميركية، والكثير منهم مهمشون مادياً ومعنوياً ونفسياً.
* اعتباراً للوضعية الان في العراق، ماذا تتوقعون لحسم المعركة؟..
** هزيمة في هذه السنة منكرة للأميركان، ولعملاء الاميركان، وستتحقق الوحدة الاندماجية في العمل السياسي داخل العراق بين اليسار واليمين والوسط سواء بسواء.
* ماالذي تتوقعون ان تسفر عنه الترتيبات الاخيرة لتشكيل الحكومة العراقية؟..
** اتوقع انقلاباً عسكرياً من الشرطة ضد ما يسمى بالتقنوقراط، وانتصار المقاومة الوطنية والاسلامية، لأنَّ خروج أميركا هذه السنة تحت ضربات المقاومة المسلحة.. سيؤدي الى سقوط العملاء القابعين في المنطقة الخضراء، كما أن الحرب الاهلية لن تحدث في العراق بعد خروج الاميركان، لان العراق شعب واحد، ونسيج واحد، والشيعة والسنة تجمعهم اكثر من علاقة.
* ما رأيكم في محاكمة صدام حسين؟..
** أي قرار صادر في ظل الاحتلال يعتبر باطلاً، والمحاكمة باطلة من وجهة فقهية.
* اذا تحقق الاستقلال هل يستحق صدام محاكمة؟..
** نعم... يحال الى محكمة إسلامية، وينالُ جزاءه العادل.