الحوار السابع والثلاثون مع صحيفة «الوطن» العمانية بتأريخ 9 ايار 2006م
الحوار السابع والثلاثون
مع صحيفة «الوطن» العمانية بتأريخ 9 ايار 2006م
اجرى الحوار وحيد تاجا
سماحة آية الله أحمد الحسني البغدادي:الشعب العراقي بكافة مكوناته مع المقاومة الشروعة
أكد المرجع الشيعي العراقي سماحة السيد آية الله أحمد الحسني البغدادي أن المقاومة في العراق تضم كل أطياف الشعب العراقي سنة وشيعة.
مشيراً إلى أن القائمين على العمليات التي تستهدف الابرياء العزل هم عملاء الموساد وC.I.A بهدف خلق حرب طائفية في العراق.
وأكد سماحة السيد البغدادي الذي يزور دمشق، في حديثه لـ(الوطن)، بتأريخ 9 مايو2006 أن المقاومة ضد الاحتلال وعملائه تبقى قائمة ما بقي الاحتلال.
ويعد السيد البغدادي من أهم المراجع الدينية المنادية بمقاومة الاحتلال الأميركي في العراق، ومن أبرز رموز المؤسسة الدينية الشيعية في العراق، وهوأحد مراجع النجف الأشرف الناطقين، وله ثلاثون مؤلفاً أهمها: «السلطة والمؤسسة الدينية الشيعية في العراق» فضلاً عن موسوعته الكبرى بعنوان: «الميثاق الإسلامي» بعشرة مجلدات، وعرف بمواقفه الثورية، ومناهضته الاحتلال، ودعمه االمقاومة العراقية.
* بداية كيف تقيمون الوضع في العراق، ولاسيما بعد تشكيل الحكومة الجديدة؟..
** بسم الله الرحمن الرحيم، بعد أن غرق الأميركان في المستنقع العراقي، وتصاعدت المقاومة الوطنية والإسلامية لنسف الدبابة الأمريكية، حاولوا إِقامة مجلس الحكم بكل الطرق والأساليب، ثم بعد ذلك الحكومة الانتقالية الأولى والثانية, كذلك الثالثة (المنتخبة)، وفي رأيي أن كل ما يجري ما هوإلا محاولة من أجل خلاص الأمريكان من هذه الورطة لكي لا يمنوا بهزيمة أخرى على غرار هزيمتهم في فيتنام، فهم يريدون ان يخرجوا من العراق بطريقة قانونية تحفظ ماء وجههم بشكل اوباخر، وفي هذا الاطار يعملون على تقوية ما يسمى بـ«الجيش الوطني، اوالشرطة الوطنية», وفي أعتقادي اذا قوي هذان الفصيلان فهذا لا يحل المشكل مادام هناك احتلال، فلا بد من مواصلة العمليات السياسية والميدانية، ولا بد من وجود الفلتان الامني والخدمي والمؤسساتي.. هذه هي الحقيقة، ولا يمكن بأي حال من الاحوال انكارها.
*وكيف تنظرون إلى زيارة وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين فور إعلان تشكيل الحكومة العراقية؟..
** باعتقادي هنالك صراعات بين الذين دخلوا العملية السياسية، صراعات عرقية وطائفية، وبعد تشكيل الحكومة في العراق جاء وزير الدفاع ووزيرة الخارجية الأميركيان من أجل الإملاءات، ونصب الحقائب الوزارية السيادية على الطريقة الأمريكية، ولأن الفضيحة انكشفت بعد الانتخابات البرلمانية استمرَّتْ المسرحية أربعة أشهر، وهذا خلافاً لمقررات الدستور، وانصبَّ الصراع على الحقائب الوزارية طوال هذه المدة، وهذا الخلاف والصراع المحتدم بين الفرقاء بسبب الدستور القائم على المحاصصة الطائفية والعرقية، وسيبقى قائماً مادام هناك احتلال.
* كيف نفهم موقف بعض أطراف المرجعية الشيعية والسنية من التعامل مع الاحتلال؟..
** المرجعية والقيادات الإسلامية الشيعية منها أو السنية تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: يريد خروج المحتل فوراً من العراق، وإقامة الدولة التعددية الشورية، ودون استثناء أية طاقة وطنية تحت مظلة الإسلام، ويعيش المسيحيون والآشوريون مكرمين معززين من خلال الإسلام بوصفه حضارياً أممياً إنسانياً.
والقسم الثاني: يريد خروج المحتل بجدولة زمنية، إلا أنهم يؤيدون العملية السياسية، وهذا خطأ استراتيجي من وجهة نظر القانون الدولي، وكذلك من وجهة إسلامية، لأنه مادام هناك احتلال فلابد أن يتدخل في العملية السياسية، ويعين الأكثرية من العملاء والتابعين له.
والقسم الثالث: هم من الوكلاء والجواسيس, ويريدون بقاء الأميركان، بل هم يطالبون الاميركان ان يكون العراق ولاية من ولايآتهم، وبالتالي فإن الخلاف بين بعض المرجعيات هو سنة تاريخية... لابد من الخلاف.. سواء كانت مرجعيات دينية قابعة في قم المشرفة، أو النجف الأشرف، او الازهر الشريف.. أو حركات ليبرالية وإسلامية وماركسية، لا بد من الخلاف، ولا بد أن تقوم بين الوسط واليسار واليمين، لكن لماذا هذا الموقف الغامض؟!.. ولماذا هذه التبعية المذلة والمهيمنة؟!.. لقد صرحت أكثر من مرة من خلال الصحافة العربية والإسلامية، ومن خلال القنوات الفضائية ما يكفي ذلك.
* لماذا هذا الموقف الغامض؟..
** لقد أجبت على سؤالك قبل لحظات..
* كيف ترى العلاقة بين السنة والشيعة في ضوء ما يحصل؟..
** الشعب العراقي شعب بدوي قبلي عشائري، لذلك لا يرضى بالاحتلال، وهنالك تداخل ووشائج بين أهل السنة والجماعة، والشيعة الإمامية الاثني عشرية، لذلك لم تقم حرب أهلية ومواجهة ميدانية بين الجانبين، بيد ان المواجهات بدأت بعد دخول الأميركان, وبعد دخولهم بفترة زمنية قصيرة وجدت الفتنة الطائفية التي ينفذها الموساد الإسرائيلي، وكذلك الCIA الأمريكية، ولا أظن أنني أكشف سراً إذا قلت إن الأميركان حينَ سنّوا قانون تحرير العراق السيئ الذكر عام 1998 جندوا ثمانيةَ عشرَ الف عراقي من المهاجرين والمهجرين، من جميع دول أوربا، ودول إسلامية، جندوهم في الولايات المتحدة الأمريكية، وصرفوا لهم رواتب خيالية، ووظفوا البعض منهم في دائرة دهاليز المخابرات الأمريكية، ودربوهم على حرب العصابات، وإثارة النعرات الطائفية والعرقية وتجذيرها بين الشعب العراقي الواحد.
وحين تنطلق مركبة اومركبات من النجف الأشرف متجهة إلى بغداد، فيعترضها رتل أمريكي ويمنع هذه المركبة أوتلك المركبات من متابعة السير على الخط الرئيسي العام، ويحولها إلى فرع ترابي ذي انعطافات متعددة، بعد ذلك يوقف بعض الملثمين لتلك المركبة ويطلبون من الركاب شتم الإمام علي(ع)، وبطبيعة الحال يوجد في هذه المركبة (سنة وشيعة)، لكنَّ السنة يرفضون أن يشتموا الإمام علياً (ع) حتى بالتهديد والوعيد أبداً لأنه حرام بوصفه خليفة راشداً وآية المودة تحرَم ذلك، أما الشيعة فيباح لهم شتم الإمام علي فيشتمونه، لأن الإمام علي نفسه يقول: «اشتموني، ولا تتبرأوا مني، فأني ولدت على الفطرة»، وبالتالي يقوم الملثم بقتل السني والشيعي سواء بسواء، وبعد هذا القتل العشوائي يتبيَّن أن بين هؤلاء الملثمين فتاة أمريكية شقراء ناعمة.
بمعنى آخر... الأميركان هم الذين يقتلون في منطقة ما يسمى بـ«المثلث السني»، وليس أهل السنة والجماعة، وثانياً: هم لا يقتلون على الهوية وحسب.. وإنما القتل على اللاهوية، من خلال السيارات المفخخة، والاحزمة الناسفة التي تشاهدها تارة في تكريت, وكلها سنية، أو في النجف الأشرف وكلها شيعية، فالمسألة ليست مسألة استهداف الشيعة أوالعكس، بل هي محاولة أميركية مقصودة لإثارة الفتن لا أكثر..
* من هم أطراف المقاومة التي تقاتل الآن في العراق، وهل هناك أطراف شيعية أيضاً؟..
** عندما غزا الأميركان العراق كانت هناك دكتاتورية واستبداد قبل الاحتلال، وكان هناك حصار اقتصادي ظالم استمر(13) عاماً، وقد تصور الأميركان من خلال عملائهم، أي من خلال ما يسمى بالمعارضة العراقية القابعة في الدول الأوروبية أو غيرها، أنَّ العراقيين سوف ينثرون الورود والزهور على دباباتهم عندما يجتاحون العراق، لكنهم, بعد أن دخلوا بفترة زمنية قصيرة واجهوا عمليات نوعية شرسة ضد دباباتهم، وضد عملائهم، فأعلنوا من خلال إعلامهم وصحافتهم المشبوهة أنَّ المثلث السني هو الذي يقاتل, وذلك في محاولة لئيمة لإِيهام الرأي العام العربي والعالمي بأن الشيعة مع المشروع الأميركي, في حين أن أول طلقة مقاومة انطلقت من بيت شيعي في بعقوبة، وقاتل الشيعي في تكريت والفلوجة البطلة الباسلة في بداية دخولهم، كما قاتلهم السني في مدينة النجف الأشرف.
هذا.. وقد أزالت انتفاضة نيسان هذا الاتهام الذي يستهدف الشيعة بعد الموقف الغامض من بعض مرجعيات ما يسمى بـ«المراجع الأربعة» الذين جاؤوا من خارج الحدود، وليسوا أصحاب لهم أحاسيس ومشاعر عروبية إسلامية، في حين أنَّ المرجعية في العراق عروبية إسلامية، لكن الإعلام التضليلي يقول إن المراجع الأربعة هم أصحاب القرار الشيعي, وليس في الفكر الشيعي أي تأطير لمرجعيات أربعة... في لبنان مرجعيات عربية لبنانية وفي مقدمتهم: السيد فضل الله، وفي إيران مرجعيات فارسية وتركية وعربية تقدر بــ«500» مرجع وفي مقدمهم السيد الخامنئي.. فلماذا هذا التأطير؟!.. إنها لعبة مقصودة من أجل تضليل الأمة العربية والعالم الإسلامي، أما المرجعيات الأربع فثلاثة منهم غير مؤثرين، وغير معروفين لدى المسلمين لا داعي لذكرهم, وواحد معروف ومؤثر في الجملة.
* وكيف تقرأ ظهور الزرقاوي الآن، وما مدى حجمه الحقيقي؟..
**في رأيي.. إنَّ الزرقاوي, بعد إنتخاب الحكومة العراقية الجديدة أراد أن يثبت للجميع أنه شخصية حقيقية غير وهمية، وأنه يعيش بأمان في وسط العراق، وليس في خارج الحدود العراقية، وأنه سليم معافى، وليس كما يصورون أنه مصاب وأعرج وأكتع.. الخ.. أراد أن يوصل رسالة أنه سوف يستمر في قتال هذه الحكومة، وفي قتال المحتل الأميركي.
وانبه هنا الى الاعلام الديماغوجي وبخاصة الطابور الخامس القابع في العراق الذي يزعم ان المجاهدين العرب الذين يأتون من خارج الحدود (أرهابيون) أَو(تكفيريون)، وحاولوا ايهام المجتمع العربي والاسلامي أنَّ الشعب العراقي لا يقاتل، وان الزرقاوي هو الذي يقاتل بهجمات ارهابية تستهدف الاحياء والتجمعات الشعبية، ولكن هؤلاء، نسوا ,أو تناسوا ان المسلمين من حقهم ان يدافعوا عن كل ارض اسلامية محتلة من قبل كافر محارب حتى لوكانوا تكفيريين متحجرين اذا استهدفوا (فقط) الثكنة العسكرية الاميركية والبريطانية... أهلا ومرحبا بهم (وان كانوا - على ما ارى - معظمهم ليسوا تكفيريين، وليسوا ارهابيين، بل هي دعاية امبريالية صهيونية ماسونية في سبيل تشويه سمعة المقاومة الوطنية والاسلامية المناهضة للأحتلال الاجنبي، أما اذا استهدف هؤلاء , قصداً وعمداً, اطفالنا وشيوخنا نستنكر افعالهم الشنيعة الشائنة بوصفها من اعظم المحرمات الشرعية.. سواء أقام بها الزرقاوي أَم غيره.
* ما رأيك في ما يقال حول تدخل ايران في الشأن العراقي؟..
** الشعب العراقي له خصوصيته، وكذلك الشعب الايراني له خصوصيته.. الشعب العراقي, والشيعة خاصة, هم عرب لهم عاداتهم التي تختلف في الجملة عن عادات الشعب الايراني وتقاليده، ولكن هناك اتفاق في الانتماء المذهبي، وهذه مسألة طبيعية، والرئيس الايراني احمدي نجاد صرَّحَ أمس قائلاً: بعد تشكيل الحكومة العراقية نحن لن نفاوض الاميركان في الشأن العراقي..
اما موقفنا من ايران, فنحن نرفض المفاوضات الأَميركية الايرانية في الشأن العراقي، ولكن إِذا تحقق هذا الشيء.. سواء من خلف الابواب المغلقة اوعلانية نحن نوجه خطابنا الى الإِخوة الايرانيين (قيادات وقواعد) الالتزام بالشروط الثلاثة التالية:
الشرط الاول: خروج الاميركان فوراً من العراق.
والشرط الثاني: التأكيد على الهوية العروبية الاسلامية.
والشرط الثالث: منح السيادة المستقلة لكل العراقيين بلا وصايا، وبلا املاءات، وبلا انشاء قواعد اجنبية.. هذه الشروط الثلاثة إذا تحققت، فليفاوضوا من اجل خلاص شعبنا واهلنا من هذه الورطة، ثم هناك شراكة بين الشعب العراقي والشعب الايراني، ومصالح مشتركة في سبيل انقاذ المنطقة من المشروع الاميركي الذي لا يستهدف العراق وحسب، بل يستهدف المنطقة برمتها، وخصوصاً سورية وايران, من اجل الوصول الى حزب الله لتحطيمه وتجريده من سلاحه المقاوم لانه هزم الجيش الذي «لايقهر».
*طرح مؤخراً مشروع إقامة دولة شيعية، ما هوموقفكم من هذه المسألة؟..
** أولاً الدستور الدائم الأسود قائم بالأساس على الفيدراليات... يريدون أن يجعلوا العراق كونتونات، دولة شيعية، ودولة سنية، ودولة كردية.. ثم بعد ذلك تأتي قبيلتا شمر وعنزة تطالبان بحكم ذاتي، الآشوريون كذلك، وهذا تخطيط صهيوني أميركي من أجل أن يحولوا الدول العربية والإسلامية إلى كونتونات متناحرة متقاتلة من أجل أن تبقى الثكنة الإسرائيلية هي الأقوى في المنطقة، وتمتلك (200) قنبلة ذرية ذات رؤوس نووية، ولكن إذا امتلكت أي دولة عربية أوإسلامية قنبلة واحدة تقوم الدنيا ولا تقعد.. نحن ضد إقامة دولة شيعية، كما نحن ضد إقامة دولة فيدرالية كردية أوسنية، بل نحن مع عراق واحد موحد، هي حاله على مرِّ التاريخ.
*كيف تنظرون إلى محاكمة الرئيس العراقي السابق؟..
** أي محاكمة تحدث تحت مظلة الاحتلال، وأي عملية سياسية تمارس في ظل الاحتلال.. هي من أكبر المحرمات الشرعية، ليخرج المحتل الأمريكي، وتقام الحكومة التعددية الشورية التي لا تستثني أية طاقة وطنية، وتكون تحت مظلة المبادئ الإسلامية، وبعد ذلك نحن نقيم المحاكم الشرعية، ونحاكم المسيء، ونعفوعن غير المسيء.
*ما مدى صحة المعلومات التي تفيد بتغلغل الموساد الإسرائيلي في العراق؟
** الآن الموساد الإسرائيلي يسرح ويمرح، ويبني القواعد والمؤسسات في شمال العراق، ويشتري الأراضي والمؤسسات بأساليب وضيعة مغلفة عن طريق عملائهم الذين يدعون الوطنية وهم وكلاء للموساد الإسرائيلي، العراق أصبح مسرحاً للجاسوسية الاقليمية والعالمية.. كل منهم يريد حصة الأسد من ثروات هذه الأرض الطاهرة، وعلى حساب هذا الشعب المستضعف، لكنَّي أقول صراحةً مادامت هناك مقاومة مشروعة، فلا بد أن يهزم هؤلاء الذين عملوا مع الأميركان.. سواء الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية، أم الذين كانوا يعملون في الداخل بالأمس أواليوم سوف يخرجون معهم، كما خرج العملاء الذين عملوا ضد الثورة الجزائرية المسلحة, إذْ أنهم هربوا مع الجيش الفرنسي من بلاد المليون ونصف شهيد عند انتصار الثورة سنة 1962م..
* ما مدى تقييمكم للدعم العربي والإسلامي للقضية العراقية؟..
** المقاومة الميدانية والسياسية في العراق تعتمد على الاكتفاء الذاتي، وليس لها دعم إقليمي أو دولي، على خلاف الثورة الفيتنامية بقيادة هوشي منه، والثورة الكوبية بقيادة غيفارا وكاسترو، والثورة الجزائرية حيث كانت تلك الثورات تتلقى الدعم من عبد الناصر، والمعسكر الاشتراكي (الاتحاد السوفيتي)، أما نحن فليس هناك من يدعمنا من الدول العربية أو الإسلامية.. ورأينا كيف سارعَتْ الدول العربية الى عقد مؤتمر «المؤامرة» في القاهرة بعد أن زعموا ان هناك تدخلاً إيرانياً في العراق، وكان هذا المنتدى بإيحاءات إقليمية رجعية مشبوهة إلى عمرو موسى، ولكن بعد خراب البصرة كما يقول المثل المشهور, ثم يأتي عمرو موسى الذي اعترف بالأمس القريب بمجلس الحكم، وبالانتخابات المزيفة تحت مظلة الحراب الأمريكية، ولذا انا رفضت الدعوة، وأصدرت بياناً شديد اللهجة ضد ذاك المؤتمر.
*كيف ترون آفاق المستقبل ضمن هذه الأوضاع في العراق؟..
** إنني أرى... إذا انتصرت المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي فسيسقط المشروع الأميركي الصهيوني التوراتي في المنطقة برمتها، اما إذا هزمت المقاومة, (لا سمح الله)، وانتصر العملاء التابعون لأميركا باسم الديمقراطية والاصلاح، فالمنطقة كلها ستسقط في براثن المشروع الأميركي الصهيوني، فنحن الدرع الحصين لهذه الأمة..
*كيف ترون مسألة الحصار الذي يقام ضد سوريا، والاتهامات الموجهة إليها؟..
** سوريا ومن خلال قيادتها السياسية تصرح أنه مادام هناك احتلال فلابد من وجود إرهاب، وتؤكد دائماً بوجوب الفصل بين الإرهاب وبين المقاومة، وتعتبر المقاومة في العراق مقاومة مشروعة، ولكنها لا تتدخل في شؤون العراق، حتى أنها وافقت على فتح سفارة لها في بغداد، هذا وسوريا تمثل التصدي والصمود ضد المشروع الأميركي، وضد الثكنة الإسرائيلية، ولذا يتهمونها دائماً بان المجاهدين العرب يدخلون عن طريق أراضيها، وهذا غير صحيح، ويجب التعاون بكل الأشكال لصد هذا الاتهام المزعوم.. ونحن ندرك تماماً أنهم يُبْقُون سوريا دائماً في خندق الاتهامات، لأن لها موقفاً واضحاً وصريحاً ضد المشروع الأميركي في المنطقة..
* هل لكم من كلمة أخيرة...؟
** أريد أن أؤكد من خلال «الوطن» العمانية أَننا في العراق نقاتل ضد أميركا بكل مكوناتنا وأعراقنا وأطيافنا، ولم تكن المعركة يوماً ما (سنية - أمريكية)، بل هي معركة عراقية وطنية ضد الاحتلال الأميركي.. ولتطمئن الأمة العربية والعالم والإسلامي... إننا منتصرون.. والله اكبر.. وجهاد حتى النصر.