مقتطفات من حديث المفكر العربي الدكتور عبد الحسين شعبان لمنصة مجتمع حول كتابه: دين العقل وفقه الواقع: مناظرات مع الفقيه السيد أحمد الحسني البغدادي. رسالة سماحة الفقيه المرجع القائد أحمد الحسني البغدادي دام ظله الموجهة الى الأمة العربية والإسلإمية هكذا يكون رجل الدين الوطني يتفاعل مع ما يحدث لشعبه وأمته العربية، والمثل اية الله العظمى السيد أحمد الحسني البغدادي... د. محمد جواد فارس نداء سماحة الفقيه المرجع الإسلامي أحمد الحسني البغدادي دام ظله إلى المسلمين والمسيحيين حول المجازر الجديدة المروعة على قطاع غزة الصامدة بیان سماحة آية الله العظمى السيد المجاهد أحمد الحسني البغدادي دام ظله حول الحرب الوحشية على قطاع غزة بيان سماحة آية الله العظمى السيد احمد الحسني البغدادي دام ظله حول عمليات طوفان الاقصى في الارض المحتلة وجوب النهضة على خطى الإمام الحسني البغدادي الكبير مؤلف "فقه التسامح" حاور فضل الله والبغدادي ودافع عن المسيحيين العرب.. عبد الحسين شعبان: تخلّف النخب السـياسية والفكرية يكبح التغيير والتجديد «دين العقل وفقه الواقع» لعبد الحسين شعبان (2) نقد العقل الديني اديان الارض ودين السماء احمد الحسني البغدادي

الحوار الرابع والثلاثون مع صحيفة (المحرر) الاسترالية بتاريخ 5 نيسان 2006م

الحوار الرابع والثلاثون مع صحيفة (المحرر) الاسترالية بتاريخ 5 نيسان 2006م

الحوار الرابع والثلاثون

مع صحيفة (المحرر) الاسترالية بتاريخ 5 نيسان 2006م


اجرى الحوار احمد معتوق


كلما اشتد الخطب في العراق، وتكالبت وحوش الاحتلال ومن لف لفهم على ارض الرشيد، برزت رموز المقاومة الشعبية الى  ساحة الميدان لتقول  لأَصحاب المشاريع غير العربية، وغير العراقية لن تفلحوا في مخطط الحرب الاهلية بيننا، ونحن لكم بالمرصاد .. نواجهكم متحدين، وان بدا لكم أَنَّ البعض تحيِّدَ اوتحيِّز، ولكن العاقبة للمتقين والمقاومين.

بهذه الروحية المقاومة... تحدث المرجع الفقيه الشيخ احمد الحسني البغدادي، الآتي من ارض العراق... العراك الدائم مع الغزاة على مر التأريخ من براثن المحتلين الاميركان ومن حالفهم، بعد ان حاصروا منزله، وارادوا تصفيته، وإسكات هذا الصوت الشيعي العربي المقاوم!!

بداية.. اقول الحمد لله على السلامة يا شيخ... لاوقت لنا أَكثر من ذلك، لنطمئن عنك، ونريد ان نبدأ بالاهم، وكان السؤال الاول مباشرة:

* العراق يواجه محنة حرب اهلية بعد ان تفاقم التدخل الخارجي الأَميركي والإِيراني لخلط الاوراق، وإشعال نار الفتنة.. ما هي رؤيتكم لصمود أَهلنا في العراق لإِفشال هذا المشروع؟..

**بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة على سيدنا محمد، وعلى آله اجمعين، واصحابه المنتجبين، هذا سؤال مهم في هذه المرحلة الراهنة الحساسة.. اعتقد ان الفتنة الطائفية قد تحققت في عراق التصدي والصمود والمقاومة، لكن بأشكال وصيغ جديدة قام بها الموساد الاسرائيلي، والسي. آي. أي الاميركية من خلال السيارات المفخخة، والاحزمة الناسفة التي تستهدف النساء والاطفال والشيوخ.. كل ذلك من اجل تشويه سمعة المقاومة العملياتية والسياسية في بلاد الرافدين الصامد الاشم، ولولا النسيج الاجتماعي، والعلاقات السببية والنسبية لتحققت الحرب الاهلية الميدانية، وانما تحقق الان الفتنة الطائفية، والقتل على الهوية، والاعلام التضليلي المسموع والمقروء والمرئي يركزون دائما وبإستمرار على أَنَّ التكفيريين والصداميين هم الذين يقومون بالأَعمال الاجرامية، وهم لا يصرِّحون بأن الاستخبارات الامبريالية والصهيونية توظف هذه الاعمال ضد شعبنا في العراق، ودليلنا على ذلك عندما صدر قانون تحرير العراق السيء الصيت عام 1998م، ومن بنوده استقطاب المهجرين والمهاجرين المعارضين منهم، وغير المعارضين حيث تم كسب البعض منهم للعمل مع المخابرات الاميركية برواتب خيالية, وبعد ذلك تم تجنيدهم كجواسيس ووكلاء من اجل تنفيذ المشروع الاميركي في العراق والمنطقة والعالم، وفعلا جاءَ هؤلاء على ظهور الدبابات الاميركية كمستشارين، ومترجمين، وقادة احزاب، وهم الان مع ما يسمى برؤساء مجلس الحكم، والحكومات الانتقالية الاولى والثانية والثالثة، والبعض منهم لبس العمامة السوداء أو البيضاء, واخترقوا بعض المرجعيات الدينية، هؤلاء اصبحوا ضمن الطابور الخامس في العراق، وهناك مفردة ينبغي طرحها عليكم... عندما تنطلق المركبات (مثلاً) من النجف الى بغداد تجد رتلا اميركيا يوقف هذه او تلك من المركبات ويدخلها في فرع ترابي، وهنالك تجد اناساً يقومون بقتل من في تلك المركبة، اما بإطلاق الرصاص الحي عليهم، واما بقطع رؤسهم، يفعلون هذا الفعل الشنيع المشين في ما يسمى بـ«مثلث الموت» الذي يتواجد فيه اهل السنة والجماعة، وذلك كي يدخلوا في اذهان الوسط الشيعي ان اهل السنة هم الذين يقتلون الشيعة، ليجذروا العداوة والفرقة والبغضاء بين الشعب الواحد، لكنهم فشلوا في هذا المخطط الاجرامي الذي يجر الى حرب اهلية، بل ذهبوا الى ابعد من ذلك حيث قاموا بجريمة لا تغتفر قديماً وحديثاً، وهونسف قبة الامامين العسكريين (عليهما السلام)، لأن هذين المرقدين موجودان في منطقة سنية للايحاء الى الرأي العام العربي والعالمي أَنَّ اهل السنة هم الذين نسفوا القبتين، حتى تتحقق الحرب الاهلية بسبب هذه الفعلة الشنيعة التي ارتكبوها، ولكن انقلب السحر على الساحر، لان الشعب العراقي بكل اعراقه ومذاهبه وأديانه لم يتهم اهل السنة، بل اتهم الاميركان والعملاء الذين يعملون معهم، لو وقعت هذه الجريمة في لبنان مثلاً, لتحققت الحرب الاهلية التي تحرق الاخضر واليابس، ما في العراق قد بقي هذا المرقد الشريف محترماً ومبجلاً عبر مئات السنين، ولم يتعرض له احد في ظل الحكومات العباسية، أو العثمانية، أو الملكية، ووقعت هذه الجريمة النكراء في ظل الاحتلال، وفي ظل العملية السياسية.

 وخلاصة القول: إِنَّ هناك حرباً اهلية من خلال العصابات التي تنفذ القتل على الهوية، ولوكانت مثلاً: مدينة الاعظمية سنية لا يوجد فيها مواطن شيعي، والكاظمية شيعية لا يوجد فيها مواطن سني لصارت مواجهات ميدانية بين الجانبين، ولكن النسيج الاجتماعي في الكاظمية كما في الاعظمية من سنة وشيعة إنَّ هؤلاء الاميركان يتصورون ان يحققوا حرباً اهلية في العراق على غرار جمهورية الصومال، ولكن ليعلم الاميركان والمرتزقة الذين يعملون معهم اننا, سنةً وشيعةً متراصون متآلفون كما كنا دائماً.

* ما هو مستقبل المقاومة المسلحة في مواجهة الاحتلال؟ وهل آن الاوان ان يشارك بقية الشيعة الذين لم يشتركوا في مقاومة الإِحتلال؟..

** مادام هناك احتلال لا بد من وجود المقاومة، وما دام هناك احتلال لابد من وجود ارهاب على الطريقة الاميركية، فالمقاومة مستمرة، وإن تْكن لا تتلقى دعماً مادياً أو معنوياً من أي دولة اقليمية او جهة دولية، ولأَنَّ الشعب العراقي يتجذر فيه الحس الوطني والاسلامي عبر التاريخ وهو يقاتل ضد اميركا بالعبوات الناسفة والبندقية المقاتلة، الطريق الوحيد لتحرير الارض والانسان، والمقاومة العملياتية الميدانية منها والسياسية ليست مؤطرة في المثلث السني، كما تزعم الاستخبارات الاقليمية والدولية، وليس في العراق مثلث سني ولا مربع شيعي , بل في العراق شعب يقاتل المحتلين.

 اما الشق الثاني من السؤال وهو سؤال مهم: عندما غزا الامريكيون بلاد الرافدين، واجهوا مقاومة وكانت اول طلقة شيعية صدرت من بعقوبة التصدي والصمود، ولكن الاميركان يريدون  ان يدخلوا في ذهنية الرأي العام العربي والاسلامي والعالمي, من خلال الاعلام الديماغوجي، أنَّ الشيعة, قيادات وقواعد, مع المشروع الاميركي, ولذلك لا توجد مقاومة في مناطق الشيعة، لكن انتفاضة نيسان ـــ صفر المسلحة عام 2004م مسحت شبهة العار عن شيعة العراق، وانا على يقين ان الشيعي من يوم الغزو على العراق يقاتل في تكريت، وفي راوه، وفي الفلوجة الباسلة البطلة، كذلك السني يقاتل في كل مكان... في النجف الاشرف، وفي مدينة الصدر.

* شاهدنا تراجعاً في مواقف التيار الصدري... على لسان السيد مقتدى الصدر حيث اجاب عن سؤال لاحدى المحطات الفضائية ان جيش المهدي تحول الى جيش يقاوم ثقافياً، لأَنَّ العدو يغزونا ثقافياً، وبالأَمس تماما شاهدنا غزوا عسكرياً أميركياً يقتل عشرين مقاوماً من رجال السيد الصدر، ما هو تقييمكم لهذا القول، وهذا الفعل؟..

** صحيح ان الكلمة الهادفة هي التي تتصدى لهذا الفكر الثقافي الصهيوني الصليبي، ولكن نحن في حاجة الى ان ندافع عن بلدنا بوصفه بعداً محتلاً تحتله الولايات المتحدة الاميركية زعيمة الامبريالية العالمية، ومن حق الشعوب المستضعفة ان تقاتل على مسارين... المسار الفكري، والمسار الجهادي. وفي عقيدتنا الاسلامية هناك تأكيد على وجوب القتال من اجل الدين من خلال ادلة وجوب النهي عن المنكر، وأدلة وجوب نفي سبيل الكافرين على المسلمين، أدلة وجوب امتنانه تعالى بكف ايدي الكافرين عن المسلمين، وأدلة وجوب حرمة موالاة الكافرين، وكثير من الادلة القرآنية، والسنة الصحيحة، وهذه الادلة تطبق في كل زمان ومكان، لأَنَّ الاحكام الاسلامية على نحو القضايا الحقيقية وليست على نحو القضايا الشخصية، ولأن قاعدة الجري والانطباق تجري الى يوم يبعثون، ولا اخفي عليك سراً اذا قلت لوكان علي وعمر معنا اليوم لقاتلا ضد الدبابة الاميركية, فنحن اليوم نقاتل على جبهتين لاجهاض الغزو الثقافي الصليبي، ومناهضة الاحتلال الاميركي.

* بعد حادثة تفجير قبة الامامين العسكريين سمعنا عن تحالف بين جيش المهدي، ومنظمة بدر، وقاموا بعمليات تصفية رجال من المقاومة، ومن علماء العراق شيعة وسنة؟..

** بتصوري لم يكن هناك تحالف بين جيش الامام المهدي ومنظمة بدر، بل هناك مؤامرة كبرى يحوكها الموساد الاسرائيلي، والمخابرات الاميركية والبريطانية لتصفية العلماء المتخصصين في علوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات وغيرها, وكذلك تصفية علماء الدين من السنة والشيعة حتى تكون الساحة خالية من الكوادر العلمية والروحية وبالتالي يتم استيراد علماء من خارج الدائرة الاسلامية، وقد حدث ذلك ابان الثورة الجزائرية عندما تم استيراد علماء متخصصين في اللغة العربية، لأَنَّ الشعب الجزائري لا يجيد اللغة العربية لغة آبائه وأجداده، بل كان يجيد اللغة الفرنسية بوصفها لغة رسمية ابان الاحتلال الاجنبي.

* علمنا جميعا ان في العراق مشروعين الاول اميركي، والثاني ايراني، وحسب تصريحات عبد العزيز الحكيم ان يدخل الايرانييون طرفاً مع الاميركان في حل الأزمة العراقية.. في اعتقادك.. هل تتصور يا سماحة السيد المجاهد أَنَّ هدف هذا المشروع هو اجهاض المقاومة وانهائها؟..

** في تصوري مهما تكن الاتفاقيات المعلنة وغير المعلنة فإِنَّ المقاومة الميدانية والسياسية مستمرة مادام هناك احتلال، وما دام هناك مشروع الشرق الاوسط الكبير يستهدف المنطقة برمتها، ولا يمكن بأي حال من الاحوال إسقاط المقاومة، العراقيون يعتزون بهويتهم العروبية والاسلامية، ولا يمكن ان يرضخوا لأَيِّ مساومة تستهدف مستقبل العراق وعروبته وإِسلامه ووحدته عبر قرون متعاقبة.

* كثيرون يذهبون الى أَنَّ هناك صراعاً تاريخياً بين المذهبين، لذا نجد الاميركان يجذِّرون الطرح الطائفي في قانون المحاصصة الذي سُنَّ في الدستور الدائم.. هل يمكن ان يتفق السنة والشيعة في ظل هذه المؤامرة، ولهم ثوابتهم التي لا تتغير لا تتبدل.. وكيف يمكن حل هذا المشكل المذهبي؟..

** من رابع المستحيلات ان تتحقق الوحدة الفكرية  بين التشيع والتسنن.. صحيح ما تقوله فلهم ثوابتهم التي لا تتغير والتي لا تتبدل على صعيد العنوان الأَوْلي، نحن الشيعة نعتقد أَنَّ الخليفة الأَول هوعلي بن أَبي طالب، وهم يعتقدون انه الخليفة الراشدي الرابع، لكنَّ  الوحدة الإٍندماجية الجبهوية الائتلافية الاسلامية ممكن تحقيقها بين السنة والشيعة دائماً, لأنَّ هناك عناصر مشتركة تجمعنا كالتوحيد والرسالة والقرآن والتأريخ الجهادي ضد الهجمات الخارجية، ونحن الشيعة أمرنا الائمة المعصومون (ع) ان نصلي بصلاتهم، ونحج بحجهم، ونجاهد بجهادهم من أجل تحقيق الوحدة الاسلامية، وقد حدث هذا قديماً وحديثاً، وخاصة في الحرب الكونية الاولى حينَ هاجم البريطانييون الدولة العثمانية, وكانت (مس بل) الجاسوسة البريطانية في العراق تكتب التقارير الى أبيها تارة, والى وزارة المستعمرات البريطانية تارة أخرى, إِنَّ الشيعي ومن ورائه مراجعه الدينيون سوف يقاتلون مع الجندي البريطاني صفاً واحداً ضد الدولة التركية، لكنَّ الاستخبارات البريطانية فوجئتْ بالشيعي يقاتل مع مراجعه الدينيين صفاً واحداً مع الجيوش العثمانية الاسلامية، ولم تكن هذه المناصرة على عواهنها، بل هي مستمدة من خلال مناصرة الامام علي الخلافة الراشدة، ومن خلال الدعاء لاهل الثغور، ومن خلال أَحاديث الرباط ضد الهجمات التي أستهدف الدولتين الأُموية والعباسية.

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha