الحوار الثلاثون مع شبكة «النهرين» للإذاعة والتلفزيون بتأريخ 13 كانون الثاني 2006م

الحوار الثلاثون
مع شبكة «النهرين» للإذاعة والتلفزيون بتأريخ 13 كانون الثاني 2006م
اجرى الحوار سعدون الجابري
* سماحة آية الله العظمى السيد المجاهد احمد الحسني البغدادي... نرحب بكم في هذا اللقاء.
** اهلا ومرحبا.. حياك الله
* تعرضتم لمحاولة اعتقال بعد مداهمة داركم في وسط مدينة النجف الأَشرف مؤخراً, ما هي الجهة التي حاولت اعتقالكم، وتفتيش الدار؟ وهل كان لديهم أمرٌ رسمي بذلك؟ وما هو الهدف من هذه المحاولة؟..
** بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين.. في مساء السابع والعشرين من كانون الأول سنة 2005 فوجئت باجتياح منزلي من قبل الميليشيات المشكوك في ولائها الوطني، ومن ورائهم ما يسمى بـ «الحرس الوطني، والشرطة العراقية», قالوا... صدرت إلينا أوامر من قبل قاضي المحكمة بأقتحام منزلكم وتفتيشه والقاء القبض عليكم، فصرخت بهم، وتكلمت معهم بصراحة وجرأة ضد هذه الاعمال الاستفزازية، فلم يكترثوا بما صرحت به، بل هجموا على المنزل وفتشوه، والهدف من ذلك كله واضح، لأَنه لم يبق في ساحة المرجعية الدينية صوت وطني في العراق غير هذا الصوت المعادي لوجود الاحتلال، وبعد ثلاث ساعات اقتحموا مكتبي الرئيسي الواقع في حي السعد بالنجف الاشرف وفتشوه، وصوروا الوثائق من الصادرات والواردات.
ومن العجيب أَنَّ الديمقراطية التي تبجحوا بتطبيقها في العراق الجديد قد تحققت على الطريقة الاميركية، ومن العجيب – كذلك – أَنَّ في دستورهم الدائم الاسود فقرة تؤكد وجوب الحصانة للمرجعية الدينية النجفية.
نتسائل... لماذا تطبق هذه الحصانة على الذين جاءوا من خلف الحدود، ولا تطبق على ابناء جلدتهم من المرجعيات العربية الاسلامية الناطقة التي وقفت موقفاً جريئاً ضد الوجود الاميركي في العراق؟
بعد سقوط بغداد في التاسع من نيسان عام 2003م على يد المحتلين الغزاة, دخلت العراق بعد الشتات والهجرة, واجتمعت مع أَهلي وشعبي، وأَلقيت عليهم احاديث حول خطورة الاحتلال واوجبت مقاتلته وطرده من الوطن الاعز، وكشفت جواسيسه وعملائه ومرتزقته ووجوب اسقاط مؤامرة العملية السياسية بما فيها كتابة الدستور وصياغته.
وليعلم هؤلاء المشكوك في ولائهم الوطني والاسلامي أَنَّي مستمر على المسيرة الاسلامية الجهادية من اجل تحرير العراق، ومن اجل دعم المقاومة العملياتية والسياسية المشروعة.
* سماحة السيد البغدادي.. الجهة التي داهمت داركم... هل قدمت اعتذاراً؟ وكيف يحصل مثل هذا الاجراء، وانتم تتمتعون بحصانة معروفة لكل المراجع العظام في العراق، وفي بلدان أخرى كذلك؟..
** كيف يعتذر هؤلاء وهم جاؤوا مع المحتل المحارب على ظهور الدبابات الاميركية، وهم يعيشون في دهاليز السفارات الاجنبية، والبعض منهم يفتخر أنَّه يعمل مع الاستخبارات الدولية هنا أو هناك بحجة انهاء الدكتاتورية والاستبداد في العراق؟!..
كيف يعتذر هؤلاء وهم يساندون قانون مكافحة الارهاب الذي سُنَّ قبل مسرحية الانتخابات، وقبل صياغة الدستور الدائم الاسود؟!..
كيف يعتذر هؤلاء وهم ينفذون سياسة الارض المحروقة بدءاً من النجف الاشرف، وكربلاء المقدسة، ومدينة الصدر المنورة.. مروراً بمدينة الفلوجة الباسلة، والأَنبار، وراوه، وسامراء المشرفة.. وانتهاءً بمدينة بعقوبة، وديالى، والقائم والموصل الحدباء؟!..
انهم لا يعتذرون بوصفهم حفنة من الجواسيس، والمرتزقة، والعملاء القابعين في المنطقة الخضراء.
لكن..
نحن مستمرون في جهادنا وكفاحنا, وفي دعم المقاومة المشروعة السياسية منها والعملياتية من اجل عروبة العراق، واسلامية العراقيين.
نحن لا نريد من هؤلاء ان يعتذروا، لان هناك احتلالاً مباشراً، وهم لا يتصرفون إلاَّ بأوامر أمريكية – بريطانية.
نحن لا نريد اعتذاراً من هؤلاء ما دمنا مع المسيرة الاسلامية الجهادية، ومع فوهة البندقية المقاتلة في سبيل تحرير العراق والعراقيين من نير الاحتلال الاجنبي، لان الذي يأتي بالقوة لا بد أن يطرد بالقوة.
* سماحة السيد المجاهد.. ماذا تقصد بالمقاومة؟ وهل هي العمليات الانتحارية التي تستهدف المدنيين من العراقيين، ورجال الشرطة، والحرس الوطني؟.. هل تُسمِّي هؤلاء مقاومة؟ أم أَنَّك تسمي من يقف في وجه الاحتلال مقاومة؟... ماذا تقول يا سماحة السيد؟!..
** المقاومة من وجهة فقهية إسلامية هي التي تستهدف الآلة العسكرية الاميركية، والوجود الاميركي المحتل المحارب. أما الذين يستهدفون النساء والاطفال والشيوخ من خلال الاُحزامة الناسفة، او السيارات المفخخة... فهذه اعمال اجرامية, وليست مقاومة مشروعة اطلاقاً، ولذا، نحن نقول, والحق يقال, إِنَّ الزرقاوي ليس من فصائل المقاومة الوطنية أو الاسلامية العراقية... بوصفه يستهدف الأَبرياء من المواطنين المسلمين سنةً وشيعةً, وكذلك من المسيحيين والصابئة.
* سماحة السيد البغدادي في رأيكم... هل يبقى الوضع السياسي في العراق بعد فوز قائمة الائتلاف العراقي الموحد غير مستقر؟..
** عندنا قاعدة علمية تقول: «المبني على الفاسد فاسد»... مادام هناك احتلال في بلد اسلامي ذي سيادة مستقلة، ومادام هناك دستور دائم قائم على محاصصة طائفية عرقية اثنية «هذا لك وهذا لي» على صعيد الفيدرالية التقسيمية.. فلا استقرار في العراق، بل ولا في عموم المنطقة، اذن... لابد من إِلغاء الدستور جملة وتفصيلا، لان هذا الدستور مستمد من قانون «ادارة الدولة العراقية» المعروف لدى السياسيين بـ«قانون برايمر», وقد كتب باللغة الانكليزية، بأملاءات صهيونية إِمبريالية، وهو الذي يشعل فتيل الحرب الاهلية, وهي الدمار والبوار، والتسيب والضياع.. اذن لابد من الغاء هذا الدستور الدائم الاسود، ولابد من طرد المحتل المحارب الفاقد العواصم الخمس المشهورة, كالإِسلام والجزية.
* سماحة السيد... انتم ضد وجود الاحتلال، ولكن كيف يخرجون والوضع الامني غير مستقر؟ ماذا تقول سماحتكم؟..
** قلنا – مراراً وتكراراً – يمكن حل المشكل السياسي.. حينَ يخرج المحتل ضمن سقف زمني محدد، وفترة زمنية غير طويلة.. تحل مكانه قوات من قبل الامم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الاسلامي، والجامعة العربية.. من دول لم تشارك في الحرب العدوانية على العراق.
* في الختام... لا يسعنا إِلاَّ أَنْ نتقدم الى سماحة آية الله العظمى السيد المجاهد احمد الحسني البغدادي بالشكر والامتنان بأسمي، وبأسم زملائي في شبكة «النهرين» للإذاعة والتلفزيون، والله يحفظكم من كل مكروه.
** شكراً جزيلاً، ونحن ندعو لكم بالتوفيق لخدمة هذا البلد الاعز، ومساندة كل الوطنيين العراقيين الذين يتحسسون آلام شعبهم وامتهم، ويجاهدون ضد الاحتلال الاجنبي, ومن جاء معه.