الحوار الرابع والعشرون مع صحيفة «الخبر» الجزائرية بتأريخ 8 نيسان 2005م
الحوار الرابع والعشرون
مع صحيفة «الخبر» الجزائرية بتأريخ 8 نيسان 2005م
اجرى الحوار حميد ياسين
المرجع الشيعي آية الله احمد الحسني البغدادي لـ «الخبر»
أميركا دخلت المستنقع, وبعض مراجع النجف ينفذون مؤامرة من حيث لا يشعرون
استنكر احد مراجع الشيعة في العراق ما وصفه بالإِعلام المضلل الذي يحجب العمليات العسكرية التي ينفذها الشيعة ضد الغزاة الاميركيين، متهماً ما يسمى بالمراجع الأَربعة في النجف الاشرف بتنفيذ مؤامرة ضد علماء الدين الذين ينحدرون من العراق.
* التقت «الخبر» مع سماحة الشيخ آية الله العظمى احمد الحسني البغدادي أَحد المراجع الشيعية في النجف الأَشرف على هامش المؤتمر القومي العربي السادس عشر الذي اختتم اشغاله امس في الجزائر في 9/نيسان/2005.
وذكر البغدادي: إِن الأَخبار التي تتداول بأن السنة هم وحدهم الذين يقاتلون المحتلين.. إِنها اشاعات ما انزل الله بها من سلطان.. وأضاف: اطلق الإميركيون من خلال الرتل الخامس القابع في العراق أَنَّ المثلث السني هو الذي يقاتل ويقود المقاومة، وهذا غير صحيح، اذ لم يكن هناك لا مثلث سني ولا مربع شيعي في قضية محاربة الغزاة، وانما الإميركيون يريدون أَنْ يدخلوا في ذهنية الرأي العام العالمي أنَّ الشيعة يساندون المحتلين، ويدعمون المشروع الاميركي في العراق، وفي المنطقة، بيد أَن عمليات مُسَلَّحة كثيرة تتم في مناطق الشيعة، لكن القنوات الفضائية المشبوهة لا تنشر عنها ولو خبراً واحداً، بينما تستفيد العمليات التي تجري في مناطق السنة من ترويج لا مثيل له.
ويعتقد المرجع الشيعي البارز أَنَّ الولايات المتحدة الاميركية هي التي تقف وراء التعتيم المفروض علينا كشيعة.
وسألته «الخبر» عن مسرح العمليات في العراق حالياً فقال: إِنَّ المقاومة تتميز بالكر والفر, ما يسمى بحرب العصابات, وهذا هو الطريق الوحيد لتحرير الارض والانسان من الهيمنة العولمية الرأسمالية الاميركية.
وأوضح سماحته: إِنَّ القوات الاميركية التي كانت تنتظر ان نستقبلها بالورود بسبب نظام صدام المستبد ففوجئت بمقاومة نوعية أَذاقتها الويل والثبور.
نافياً ان يكون الفضل لأهل السنة والجماعة وحدهم في ايقاع الخسائر بالقوات الغازية، واتهم المرجعية الدينية في النجف، او ما أسماه بالمراجع الاربعة بتنفيذ مؤامرة اميركية من حيث لا يشعرون.
وقال: إِنَّ هؤلاء المراجع جاؤونا من خارج الحدود, ولم يكونوا عراقيين في يوم ما، اما العلماء المراجع الذين ينحدرون من بلاد وادي الرافدين فهم مقاتلون يقاومون حالياً الاستكبار والكفر العالمي. في ذات السياق دعا اية الله احمد الحسني البغدادي المقاومة الاسلامية في بلده الى ازالة الخطاب المذهبي وتحقيق وحدة المقاومة إذا ارادت ان تنتصر على المحتل الاميركي, مشيرا إلى أَنَّ المخابرات الاميركية تخفي حقيقة خسائر قواتها في العراق.
حيث قال: هم يقولون ان عدد قتلاهم لا يتجاوز بضع مئات منذ غزو بلدنا، وهذا تضليل وكذب لأَننا احصينا في النشرات التي يصدرها مكتبنا الإِعلامي الأَرقام الحقيقية التي تؤكد خسائر بشرية فادحة في صفوفهم، ولأنَّ الأَميركان متصهينون فهم يمارسون الكذب في محاولة لاخفاء الحقيقة التي يعلمها الجميع وهي أَنَّ الولايات المتحدة الأَميركية وضعت رجلها في المستنقع العراقي ولن تخرج منه الا وهي تجر أَذيال الهزيمة والخزي والعار، كما حصل في فيتنام، وكما حصل في 25/آيار هزيمة الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان.
وحول من يدعو الى محاكمة عاجلة لرموز النظام العراقي السابق قال الشيخ البغدادي: لا يجوز محاكمة أي مسيء من المسؤولين السابقين تحت نير الاحتلال.
وأوضح: إِنَّ الحساب لن يكون إلاَّ في ظل الدولة الوطنية الإِسلامية المستقلة، وفي إطار محاكم شرعية ثورية طبقاً للقانون الاسلامي العراقي.
وشدد على أَنَّ الاولوية هي طرد المحتلين الغزاة، لا محاكمة صدام حسين.
وحول عمليات الاختطاف التي تجري في بلده.
قال الفقيه الشيعي الثوري: إِنها حركة صهيونية اميركية تريد ان تصور الشعب العراقي بأنَّه متقاعس عن القتال، ويفضل ممارسة الاختطاف باسم الزرقاوي مسؤول تنظيم قاعدة بلاد الرافدين في العراق.
وأوضح سماحته: إِن الزرقاوي خيال لا وجود له حيث قتل في عام 2003 مع حركة انصار الإِسلام في شمال العراق بعد دخول القوات الاميركية.