الحوار الحادي والعشرون مع صحيفة «السفير» الجزائرية بتاريخ 8 نيسان 2005م
الحوار الحادي والعشرون
مع صحيفة «السفير» الجزائرية بتاريخ 8 نيسان 2005م
طالب آية الله العظمى السيد أحمد الحسني البغدادي العراقيين بمقاطعة ما يسمى بالعملية السياسية في العراق، منتقدا مواقف بعض المرجعيات الشيعية في العراق لتهاونها في اتخاذ موقف حازم من غزو العراق وسماحها بالتعامل مع السلطات العراقية التي نشأت في ظل الاحتلال، معتبرا ان انتفاضة نيسان «أزالت العار عن شيعة العراق».
وفي تصريح لــ«السفير» قال السيد البغدادي الذي يعتبر من مراجع العراق الدينيين، ردا على سؤال عن موقفه مما يجري في العراق :ـ ما دام هناك احتلال فلا بد من وجود المقاومة المشروعة، سواء على الصعيد السلمي أو على صعيد الكفاح المسلح، وهو الطريق الوحيد لتحرير الأرض العراقية والانسان العراقي من هيمنة العولمة الرأسمالية الأميركية المتوحشة.
وحين سئل السيد البغدادي عن العملية السياسية التي تجري في العراق حاليا، قال: إِنَّ أَدعياء العملية السياسية، أو ما يسمى بالمقاومة السلمية كذب وتضليل. العملية السياسية تكون بالاعتصامات، والتظاهرات، ومقاطعة هرم الدولة التي هي تحت نير الاحتلال المباشر. هذه هي المقاومة او العملية السياسية التي تستهدف إِنهاء الاحتلال، كيف نأخذ العملية السياسية، وما يسمى بالقانون المؤقت لإدارة الدولة الذي كتب بإملاءات أميركية صهيونية خلافا للقرآن والسنة والاجماع والعقل والوجدان والتاريخ... كيف؟!.. ألم يكن هؤلاء حفنة من العملاء والجواسيس يخدعون شعبنا على حساب العمال والفلاحين والمستضعفين في بلاد الرافدين؟!.. إذن المقاومة المسلحة هي الطريق الوحيد لخلاص العراق من هيمنة الاحتلال.
وعما إذا كان يخشى التعرض لسوء ما دام يقيم في العراق حاليا، قال السيد البغدادي : ـ أنا لا اخشى أحدا.. ومنذ طفولتي كنت متمردا في الحارة والمدرسة حتى في ريعان شبابي انتميت الى حركة اسلامية ثورية. وبعد الانخراط في الحوزة العلمية على سيرة آبائي وأجدادي اصبحت عنيدا ضد القوى الرجعية، وشُرِّدْتُ وهاجَرْتُ من وطني، هاجرتُ (بعد مطاردتي) مشيا على الاقدام الى الجمهورية الاسلامية في إيران ثم الى سوريا، عند احتلال العراق دخلت الى العراق أقاتل على جبهتين، ضد الديكتاتورية الحوزوية وضد الهيمنة الاميركية على بلاد الرافدين، وما زلت ادعم المقاومة المشروعة بأساليبها المتنوعة.
وردا على سؤال حول الجهات التي يلتقي معها في هذا الموقف، قال السيد البغدادي : ـ بوصفي ابن العراق قلت في تصريح لمجلة «الشباب المسلم»: لو خرجت عاهرات العراق يتظاهرن ضد المحتلين الأميركان لتظاهرت بعمامتي معهن، والان اقول: لو زنى شيخ كبير في الكعبة المشرفة بأمه وهو يتحسس بآلام الشعب العراقي فهو أفضل وأقدس من حوزة رجعية تدعي الإِسلام وهي حتى الآن لا تفتي بإنهاء الاحتلال.
وأوضح السيد البغدادي على هامش مشاركته في المؤتمر القومي العربي في الجزائر:
نحن عندما وجدنا ما يسمى بالمعارضة العراقية الوطنية والاسلامية تجيء على ظهور الدبابات الأميركية بادرنا إلى تأسيس المؤتمر التأسيسي العراقي الوطني، وهو يتألف من (35) فصيلا إسلاميا وعروبيا، ومن كل مكونات الشعب العراقي من شماله الى جنوبه. وهو الممثل الشرعي الوحيد لإنهاء الاحتلال وإسقاط قانون إدارة الدولة العراقية السيئ الصيت.
واضاف السيد البغدادي: إِني متعجب غاية العجب من أَحد رموز المرجعيات الدينية في النجف الاشرف، فقد صرح هذا المرجع من خلال مكتبه بأنه يتحفظ على عشرة بنود من هذا القانون، ولكنه وقع في تناقض ايديولوجي وإسلامي ودعا شعب العراق إلى الانخراط في العملية السياسية، وما يسمى بالانتخابات التي تحققت تحت حراب الاحتلال الاميركي، وتسيّرها المخابرات الأميركية، ولكن الشعب العراقي على مستوى المسؤولية التاريخية والحضارية، عرف الحقيقة وصَعَّدَ كفاحه ضد الوجود الأميركي، وندعو الله ان تنتصر هذه المقاومة، لتتحقق الدولة الوطنية المستقلة من أجل إقامة حكومة العدل الإلهي.
وعند سؤال السيد البغدادي عن حركة مقتدى الصدر ومواجهته مع الأميركيين، قال: عندما غزا الأميركيون العراق كان تصوّر الأميركان أَنَّ العراقيين سينثرون الورود والزهور على دباباتهم ولكن ضمن فترة زمنية قصيرة وجدوا مقاومة نوعية فأطلقوا عليها مقاومة المثلث السني، من أجل ان يدخلوا في ذهنية الشعب العربي والاسلامي، والرأي العام العالمي ان الشيعة مع المشروع الأميركي، والحقيقة الواقعة أنْ لامثلثَ سنياً، ولا مربعَ شيعياً، بل هو شعب العراق يقاتلُ من شماله إلى جنوبه. أما الشيعة فإِنَّ انتفاضة نيسان 2004م أزالت عنهم هذا الخزي والعار.