الحوار الرابع عشر مع القناة الفضائية السورية بتاريخ 30 نيسان 2004م
الحوار الرابع عشر
مع القناة الفضائية السورية بتاريخ 30 نيسان 2004م
أجرى الحوار د. نضال قبلان
* اعزائي مشاهدي برنامج : «دائرة الحدث» من الفضائية السورية في دمشق... اسعد الله اوقاتكم، واهلاً ومرحباً بكم إلى هذه الحلقة بمناسبة مرور عام على احتلال العراق .
ويشرفنا ان نستضيف في مستهل هذا الحوار سماحة السيد آية الله أحمد الحسني البغدادي فمرحباً بكم.. سماحة الشيخ .
** حفظك الله ورعاك، وشكراً على هذه الزيارة في مقر اقامتي .. وخصوصاً في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها الأُمة .
* انطباعكم بعد اختتام هذه الزيارة في سوريا ولبنان .. وماذا دار في لقاءاتكم مع القيادات في كلا البلدين ؟.
** بسم الله الرحمن الرحيم.. طبيعي نحن دخلنا وطننا الثاني سوريا العروبة ، ووجدنا تجاوبا كلياً ، شعباً، وقائداً .. وهذا ليس بغريب... عندما كنت لاجئاً سياسياً في سوريا خرجت وانا احن إلى سوريا ، ولكن عندي قضية، فلا ان ادخل العراق ، ولابد ان اقوم بدوري الإِسلامي .. إلا وهو طرد المحتلين من العراق .
* كيف تلخص دوركم في العراق ؟.
** دوري في العراق على محاور ثلاث: المحور الاول.. الوحدة الوطنية.. والمحور الثاني.. المقاومة المشروعة.. والمحور الثالث.. انهاء الاحتلال ، وإِقامة الدولة التعددية الشورية بقيادة اطياف هذا الشعب ، وأَديانه، واعراقه .
* كيف تصفون لقاءكم مع السيد الرئيس بشار الاسد ؟.
** كان لقاءاً ايجابياً وموضوعياً وعقلانياً .. واستفدنا الشيء الكثير من توجيهاته ، ولخصها في ختام كلمته المأثورة : لم يٌستهدف العراق وحسب ، وإنما المستهدف المنطقة برمتها ، وتحقيق ما يسمى بمشروع الشرق الاوسط الكبير .
* سماحة الشيخ.. تحدثت عن ثلاث محاور تلخص دوركم في العراق، واحد هذه المحاور، كما ذكرتم، هو الوحدة الوطنية.. فالقوات الغازية عندما جاءت إلى العراق كانت تراهن على انهيار الوحدة الوطنية، وكان هذا من بين رهاناتها التي سنتحدث عنها، في رأيكم هل سقط هذا الرهان؟.
** سقط في يوم سقوط النظام البائد ، والادارة الاميركية عندما أوجدت قانون تحرير العراق (السيء الصيت) لم يكن هدفها تحرير العراق ، وانما اضعاف صدام حسين ، واسقاط المعارضة الوطنية والاسلامية، وفعلاً تحقق هذا الشيء ، ونفذوا المقاطعة الاقتصادية الظالمة على الشعب العراقي لمدة ثلاث عشرة سنة ، وأوجدوا في هذه المقاطعة التسيب والضياع والدمار والبوار .. فالادارة الاميركية ليست جمعية خيرية ، وانما هي ادارة استكبارية ضد مستضعفي العالم ، فاستهدفت العراق كبداية من أجل هيمنة العولمة الرأسمالية المتوحشة في عموم المنطقة .
* سماحة الشيخ... انت عشت فترة حوالي ست سنوات في سوريا تقريباً، كما قلت، قبل انهيار النظام العراقي، حين عدت إلى العراق وكان لديك تصور، أو ربما معلومات اكثر من تصور عن الوضع في العراق، كيف وجدت العراق بعدما عدت اليه بالمقارنة مع العراق عندما غادرته؟.
** فرق شاسع عند خروجي من العراق .. وعند دخولي اليه .. عندما دخلت إلى العراق لمست ان هناك انفلاتاً امنياً وخدمياً واقتصادياً ومؤسساتياً وسياسياً المقصود منه هو تحطيم البنى التحتية للدولة العراقية ، والاحتفاظ بوزارة الخارجية ، ووزارة النفط فقط.. لماذا الادارة الاميركية احتفظت بتلك الوزارتين.. أما باقي المؤسسات فباتت معرضة للنهب والسلب.. هذا لأَنَّ في وزارة الخارجية توجد ملفات لجواسيس عالميين في «سي . آي . أي» الاميركية، ولهم علاقة استخباراتية مع صدام حسين ، فتنكشف كل الاوراق لشعبنا واهلنا فاحتفظوا بهذه الوزارة حتى لا تنكشف ان هناك علاقة بين صدام ، وبين ما يسمى بـ ((المعارضة الوطنية منها والاسلامية)) .
* هناك من يتساءل عندما يسمع اتهاماً كبيراً كهذا ، هل لديكم ادلة ؟..
** عندي ادلة كثيرة، ومن ابرزها... عندما شُكِّل مجلس الحكم الانتقالي ، فعلى الصعيد الفقهي من أكبر المحرمات الشرعية الاشتراك في هذا المجلس مادام هناك انتداب أميركي .. وعلى صعيد اتفاقية جنيف في القانون الدولي كذلك مادام هناك احتلال .. لا يجوز اقامة حكومة انتقالية ، فيبدو ان البعض منهم لديهم قناعات وطنية من خلال عملية اختراق اللعبة السياسية من منطلق طائفي أو من منطلق عرقي ، ولكن البعض منهم لديهم علاقات مع «سي. آي. أي» الاميركية وهم معروفون دخلوا العراق بأملاءات اميركية، وجاءوا على ظهر دبابة أميركية ، هذا وكان حق الفيتو على أعضاء مجلس الحكم نافذاً... ودليل واضح على عدم وطنية هؤلاء.. كيف تشكل دولة انتقالية في العراق و(السفير) بريمر يأمر وينهي إذن .. اين الوطنية ؟!..
* إذن تعتبر مشروع الدستور المؤقت انتهاكاً للقانون الدولي واتفاقية جنيف .
** من المسلمات البديهية حتى على الصعيد الفقهي مادام هناك احتلال، فلا يجوز كتابة وصياغة الدستور بشكل مطلق .
* إذن انتم تدعمون معارضة السيد السيستاني للدستور المؤقت ؟..
** السيد السيستاني بشكل أو بآخر موقفه ايجابي تجاه هذه المسألة، ولكن هو بعيد عن الرؤى السياسية ، واللعب السياسية ، لان الدستور يجب ــ كما قال السيد السيستاني ــ ان يكون بأملاءات وطنية، وبإِرادة عراقية .. كانت مبادرة رسالية لشعبنا وأهلنا .. ولكن بالتالي ارجأ الامر إلى الامم المتحدة كان هذا التصرف (اشتباهاً) لماذا .. لان الامم المتحدة لم تحل مشكلة فلسطين لمدة ثمانين عاماً ، ولا كوسوفو ، ولا الشيشان ، ولا أفغانستان ، يعني قرارات الامم المتحدة ، ومجلس الامن الدولي حبر على ورق .
* كيف ترى الحل إذن ؟..
** الحل هو ازالة الاحتلال من العراق ، والشعب العراقي له قدرات فكرية وسياسية ، وله روح وطنية وعروبية متألقة ، فلا يتصور البعض ان تتحقق الحرب الاهلية .. حتى الان لا توجد دولة ذات نفوذ قوي .. لا حكومة بريمر المدنية ، ولا حكومة مجلس الحكم الانتقالي .. وحتى الان لم نجد ارهاصات حرب اهلية في حين نجد تضرب حسينية، تارة، ومسجد تارة اخرى، ويقتل رجل دين سني حيناً، ورجل دين شيعي حيناً آخر.. كل هذه الممارسات بتوجيهات حكومة بريمر من أجل اثارة الطائفية ، لاجل ان يبقى الاميركان جاثمين على صدر العراق .
* سماحة الشيخ.. أنتم تراهنون على ان وعي المواطن العراقي لهذا المخطط الاميركي الاسرائيلي من وراءه قد اسقط الرهان على قرب اشعال فتيل طائفية، أو حرب اهلية مذهبية وعرقية ؟..
** طبعاً .. والدليل على ذلك... في بداية الامر، إِنَّ صدام حسين لم يكن دكتاتورياً وحسب ، وانما كان فاشياً .. والفاشي لايسقط إلا عن طريق العمليات العسكرية الكبرى .. فأميركا استغلت هذا الشيء بأسم قانون تحرير العراق (السيء الصيت)، وفعلاً اجتاحت العراق نتيجة التسيب والضياع والاضطهاد والدكتاتورية السائدة في العراق .. تصور البعض من العراقيين ان أميركا جمعية خيرية جاءت لانقاذهم ، ولكن باستمرار الاحتلال، وايجاد الفتن المذهبية والقومية، وبخاصة في بنود دستور ادارة الدولة العراقية الذي جَذْر المحاصصة المذهبية والعرقية، لذا تجد الان التظاهرات الجماهيرية الصارخة والصاخبة في عموم العراق مما يدل على وجود وعي ونضوج، لكن في البداية اتخذت شكلاً آخر، أما الآن فالمسألة غدت إلى جانبنا لا إلى جانب الذين يتعاملون مع أميركا.
* قبل دقائق ذكرت وكالات الأَنباء سقوط ثمانية قتلى اليوم من بين المتظاهرين في النجف الاشرف على ايدي القوات الاسبانية التي تتواجد في العراق تحت مظلة القوات المحتلة الاميركية على الرغم من قرار رئيس الوزراء الاسباني أَنَّه يريد سحب هذه القوات قريباً ، واليوم اشتبكت مع المتظاهرين، وارتفع عدد القتلى حسب اخر الاحصائيات إلى ثمانية .. كيف تقرأون هذه التظاهرات .. ولماذا هذا البطش بالتعامل مع متظاهرين مدنيين ؟..
** في الواقع أكذوبة الادارة الاميركية انكشفت بوصفها اجتاحت العراق في سبيل تحقيق الإِصلاح في المنطقة وتحقيق الديمقراطية المطلقة كنموذج في العراق .. ولكن الديمقراطية النسبية حتى الان لا توجد في العراق ، والدليل على ذلك هذه الممارسات التي حدثت ــ كما قلت ــ تدل على انهم فاشيون ضد شعب أعزل، لم يواجههم بالسلاح ، ومن حقه أن يتظاهر ليعبر عن مشاعره الوطنية وطموحاته الاسلامية .. لكنهم يغلقون جريدة «الحوزة» بوصفها تمثل رأي الحوزة الدينية، ومِنْ حقهم ان يتظاهروا ويستنكروا هذه التصرفات اللامسؤولة .
* لماذا أَغْلَقتْ أميركا هذه الصحيفة .. هل صحيح أَنها كانت تحرض على المقاومة ضد الاميركان ، واذا كانت تحرض .. فأين هي ديمقراطيتهم ، وحرية التعبير عن الرأي ؟..
** هذه بداية في الواقع... اليوم يغلقون جريدة الحوزة .. وبعد ذلك يعتقلون أَحد رموز الظاهرة الصدرية .. وبعد ذلك يعتقلون سماحة السيد مقتدى الصدر ، أو السيد البغدادي .. وبالتالي يصبح الاعتقال شيئاً طبيعياً لا استنكار فيه ، ولا إعتصام ، فنسوا أو تناسوا ان الشارع العراقي ثار مستنكراً ومحتجاً بمجرد أَنْ حُجِبَتْ جريدة الحوزة.. فكيف إذا اعتقلوا الرموز الكبيرة .
* لكن.. انتم لكم ثقل كبير في العراق ، وهذا لعب بالنار ؟.
** طبيعي.. أَنا اقول التظاهرات والاعتصامات ضرورة وطنية حضارية تاريخية ، ولكن نحن نؤمن بالمقاومة المشروعة بصيغ جديدة ، وبأساليب جديدة ، لان الذي يأتي بالقوة لابد ان يخرج بالقوة .
* هذه فلسفتكم في التعامل مع الاحتلال ؟.
** هذا منطق الفكر الثوري حتى في حركات التحرر العالمية كحروب العصابات المنتصرة بالقوة ، كفيتنام وكوبا .
* ومن يمثل هذا الفكر في العراق ، أي حجم تمثيله ؟.
** تمثيله الان هو بداية انشاء المؤتمر التأسيسي الوطني العراقي الذي يتألف من عدة احزاب اسلامية وعروبية ، ومن كل الفصائل لأَجل إِزالة الإِحتلال، ولأَجل تأييد المقاومة المشروعة .
* سماحة الشيخ هناك من يتسائل عن مدى التنسيق بينكم وبين سماحة السيد علي السيستاني، أو السيد مقتدى الصدر.. يعني حجم التنسيق وآليته.. كيف تصفونه؟.
** على اساس أَنْ يعقد مؤتمر لرؤساء وامراء الدول العربية، فسارعنا إلى الخروج إلى القاهرة لنبين للأَخ عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية أنَّ هؤلاء الذي في مجلس الحكم لا يمثلون الشعب العراقي ، بل نحن الممثلون الشرعيون لكل الفصائل والأَطياف والقيادات الدينية والوطنية والعروبية ، لكنَّ مشروع انعقاد مؤتمر القمة في تونس بسبب الإِملاءات الاميركية !!..
* هذه قناعتكم إِنَّ اميركا هي التي أَلغَتْ اجتماع القمة في تونس ؟.
** لأَجل أَنْ تحقق شيئين خطيرين.. أولاً مشروع الشرق الاوسط الكبير .. وثانياً : نجاح الانتخابات الاميركية المرتقبة لصالح الحزب الجمهوري الاميركي .
*طيب.. سماحة الشيخ.. في تصريح للرئيس الاميركي جورج بوش قبل أسابيع قال «لم نسقط نظام صدام حسين لنستبدله بنظام العمائم»، هل هذا موقف اميركي للإِعلام ام تلمسون أنَّ لهم سياسةً أَنهم لا يريدون لرجال الدين ان يستلموا السلطة في العراق ؟.
** نحن كحضاريين نقول.. يخرج الأَميركان من أرض وادي الرافدين الاشم، ونعلن للعراقيين ماذا تريدون؟.. هل تريدون حكماً جمهورياً أم ملكياً؟.. هل تريدون حكماً علمانياً ام اسلامياً؟.. لأَني أنا شخصياً أومن بالتعددية والشورية ، وليس لدي فرق بين كوردي وعربي، أو بين مسلم سني، وشيعي، أو بين مسيحي وآشوري أو أرمني ، نحن نقول شعب العراق .. شعب حضاري .. شعب منفتح .. والعراق مهبط الأَنبياء والمرسلين ، ومثوى الائمة الأَبرار، والفقهاء الأَعاظم، فلا اعتقد أَنَّ بوش وادارته المصهينة يتمكن من تحطيم طموحات الشعب العراقي.. الشعب العراقي حقق انتفاضات وثورات بدءاً من الثلاثين من حزيران عام 1920، وصولاً إلى هذه المقاومة المشروعة التي تراها بأم عينيك، وكانت (مس بل) الجاسوسة الانكليزية تقول إِنَّ الشيعة (بالخصوص) سيقاتلون مع الجندي البريطاني حين كانت تكتب التقارير لابيها تارة، ولوزارة المستعمرات البريطانية تارة أخرى ، لكنَّ الاستخبارات البريطانية فوجئت بأَنَّ الشيعة قاتلوا مع دولة تتريكية ، وإِنْ تكن دولة اسلامية ظاهرية ، وكانت صدمة للغزاة المحتلين .. أَنْ يقاتل الشيعي مع دولة تتريكية ، كانت بالامس تقوم بهجمات على مناطق الشيعة باسم الحملات التأديبية لأجل انتزاع الضرائب والرسوم المترتبة عليهم.. نحن الشيعة نقاتل من أجل التوحيد والرسالة ، لذا نحن لا نريد دولة شيعية ، أو دولة سنية ، أو دولة كوردية .. نريد وطناً واحداً يجمع كل الفئات، ولابد ان يكون الدستور إِسلامياً لا علمانياً .
* طيب، سماحة الشيخ... ما مدى التنسيق بينكم ، وبين السلطات الدينية الاخرى في العراق .. وخاصة السنة ؟.
** طبيعي .. نحن بعد سقوط النظام البائد وجدنا أَنَّ الشيعي يتظاهر مع السني.. وكانت هذه صدمة للادارة الاميركية ، لانها جذرت الطائفية والعرقية قبل دخولهم إلى العراق ، من خلال النظام السابق ، ومن خلال عملائهم .. ولكنَّهم وجدوا وحدة متراصة بين الشيعة والسنة... يتظاهرون صفاً واحداً، ويؤكدون الوحدة الوطنية.. وحتى الان يوجد إِنفلات أَمنيٌ مرعب ، ولكن لم تتحقق أي حرب اهلية .. قالوا عن الهجمات الاجرامية على مدينتي كربلاء والكاظمية المقدستين إِنَّ الزرقاوي ومجموعته هم الذين نفذوا هذه العملية الاجرامية انتقاماً من الشيعة ، ولكنَّ الاميركان في رأيي يرحبون بمثل هذه العملية في سبيل اثارة الطائفية وتجذيرها بين الشيعة والسنة هذا .. الإميركيون يملكون اجهزة التصنت الجاسوسية ، وعندهم الغطاء الجوي وجيوشهم الجاثمة على أرض العراق .. إذن كان من الممكن إحباط تلك العمليات الإجرامية، لذلك أقول صراحة إِنهم، أي الاميركان، يحبذون تلك الهجمات من أجل ان يتقاتل السني مع الشيعي .. حتى يؤكدوا للرأي العام العالمي أَنَّ الشعب العراقي ليس له القدرة والكفاءة لإِدارة دفة الحكم، ويجب ان يبقى الأميركيون في العراق لحفظ مصالحهم ومصالح حلفائهم في المنطقة.
* هم طالبوا بتأسيس ست قواعد دائمة في العراق ؟..
** نعم.. دائمة وضخمة جداً.. حتى السفارة الاميركية في بغداد ضخمة جداً، وحتى الدستور المؤقت سيبقى دستوراً دائما مثلما خدعوا الشعب اللبناني الشقيق في الاربعينيات وكتبوا له دستورا مؤقتاً، ثم بقي مفعول هذا الدستور جارياً حتى هذه اللحظات، مستحيل.. هذا الدستور يجب أَنْ يصاغ من جديد بارادة وطنية، وانتخابات شعبية .. هذا الدستور كتب في أميركا باللغة الانكليزية ، وترجم إلى العربية ، وسيبقى إلى الابد، لكنَّ مَنْ يسمون بأعضاء مجلس الحكم الانتقالي وقعوا في تناقض آيديولوجي وعقائدي ووطني.. يزعم البعض منهم أَنَّهم متحفظون عليه.. فإذا كنتم تتحفظون عليه حقاً فلماذا
توقعون على بنوده بلا اعتراض أليس هذا تناقضاً وضحكاً على الذقون.
* حسن، سماحة الشيخ... هل تملكون مقومات اسقاط هذا الدستور المؤقت شعبياً؟..
** ان سبب انشاء المؤتمر التأسيسي الوطني العراقي هو اسقاط الدستور ، وازالة الاحتلال ، واقامة الدولة التعددية الشورية في وادي الرافدين الاشم .. هذا هو هدفنا الاساس .
* هناك من يتساءل وهو سؤال كبير في الشارع العربي .. لماذا تتركز المقاومة في العراق في ما يعرف بالمثلث السني ـ مع التحفظ على هذه التسمية ـ لأَنها مستوردة مع الاحتلال ، ولم نكن نسمع بمثلث سني ، أو مربع شيعي في العراق ، لكن لنستخدم هذا المصطلح على عواهنه، بيد انكم النسبة الكبرى، والثقل السياسي ، والثقل التعددي والفقهي .. لماذا تتركز المقاومة في هذا المثلث في رأيكم ؟.
** رأيي... إِنَّ القنوات الفضائية اكثرها مشبوهة.. تقوم بتغطية كاملة، ولكنَّها لا تعلن ذلك، لماذا ؟!.. لأنَّ الأميركيين يركزون على ما يسمى بالمثلث السني حتى يبينوا للشعب العربي، والامة المسلمة بان السنة يقاتلون، أما الشيعة فهم مع الاميركان، ومع المحتلين!.. هذه المزاعم باطلة ، وهي دعوات ماكرة .. كان لي خطاب في المؤتمر التأسيسي العراقي الوطني (التمهيدي الثاني) قلت فيه: إِنَّ الشيعي يقاتل في تكريت ، وفي راوه ، وفي الفلوجة .. كذلك السني يقاتل في كربلاء ، وفي النجف الأَشرف، لأَنَّ الشيعة يقاومون، لكن... هناك تعتيم صهيوني إمبريالي على المقاومة الشيعية !!.. حتى يدخلوا في ذهن الشارع العربي والاسلامي أَنَّ الشيعة مع المحتلين .. والدليل على ذلك أَنَّ الظاهرة الصدرية، والظاهرة البغدادية ، والظاهرة الخالصية .. تعمل ليل نهار لتجذير الحس الوطني والرسالي والثوري ضد هذه الدعايات المزيفة ، ولهذا بادرنا إلى إنشاء المؤتمر التأسيسي العراقي الوطني .
الشيعة يقاتلون من بداية الاحتلال ، وأعطيك دليلاً على ذلك كُنْتُ أجلس مع صديق في النجف الاشرف ، ودق عليه الهاتف من الحلة ، قال: إِنَّ سبعَ عجلات عسكرية تحرق الان في الحلة والمحافظة كلها شيعية ، لكنَّ هذا الخبر لم يبث مَن أي قناة!!.. انا شخصياً تتصل بي قناتا «الجزيرة» و«العربية»، وبعض القنوات الثورية .. يعتذرون بعض الاحيان عن اللقاء معي بسبب تهديدات من بعض أعضاء مجلس الحكم بعدم اللقاء معي لأني من الذين يصعدون ضد الأَميركان، ومن الذين يؤمنون بالكفاح المسلح طريقاً وحيداً لتحرير الأرض والإنسان في العراق، فعلاً.. انا اؤمن بذلك.. وهذا هو الشخصي .. انا اؤمن بذلك دون تردد أو وجل.
* طيب، سماحة الشيخ... إذاً هي مقاومة وطنية.. وليست حكراً على احد؟..
** نعم، لأَنهم يريدون أَنْ يقولوا إِنَّ الشيعة مع الاحتلال ، وهذا من رابع المستحيلات .. إِنَّ الشيعة ينتمون إلى فكرٍ رسالي ثوري من أيام زمن الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وحتى اليوم، ولهم مواقف وثورات ووثبات .. هذه (مثلاً) ثورة العشرين من أين انبثقت؟ ألم تنطق من النجف الاشرف؟.
* تتوقع سماحة الشيخ تصعيد الانتفاضة أو المقاومة حيث شهدنا في الايام الاخيرة تصعيد كبير في المقاومة ضد قوات الاحتلال قبل ايام تسعة قتلى، خمسة جنود، وأربعة مقاولين يعملون مع قوات الاحتلال في يوم واحد ، واليوم جنديان أميركيان في العراق ، هذا ما تعترف به اميركا ، لكن هناك تصعيد ، وهناك غرق مستدام في المستنقع العراقي.. هل تتوقع ارتفاعاً في حدة المقاومة؟.
** لا اخفي عليك سراً.. المقاومة متصاعدة أكثر من هذا الذي تقوله، وانما هذا ما انكشف وأَعْلِنَ عنه، مثلاً في الفلوجة تنفذ سبع عمليات فيعلنون عن إثنين، وفي النجف تُنَفَّذُ ثلاث عمليات فلا يعلنون عنها اطلاقاً .. أما التظاهرات الجماهيرية الصاخبة الصارخة فتبثُّها وكالات الانباء العالمية لأن هذا موضوع لا يمكن اجراء تعتيم عليه.. إذن المقاومة مستمرة، والعمليات اكثر بكثير من هذا الشيء الذي قلته.
* هل هذه دعوة إلى بعض الفضائيات العربية ـ لنقل بين قوسين غير المشبوهة ـ لتغطية ما يحصل على ارض الواقع في العراق ؟..
** بريمر شخصياً ، واعضاء مجلس الحكم .. تهديداتهم مستمرة لكل القنوات سواء المشبوهة.. أو غير المشبوهة.. وقعوا في هذا الابتلاء .. عدم نشر لقاءاتهم معي .. حتى اُنهم كانوا يلحون على مدير مكتبنا الاعلامي ان يطلب مندوب وكالة رويترز (مثلاً) ويعطيه تصريحاً أدليْتُ به، تنشرة وكالتة، وبالتالي يستطيع مندبو تلك الفضائيات نشره دون أن يحاسبوا على ذلك. يوجد تعتيم خطير عليَ وعلى المقاومة الوطنية والاسلامية في العراق ، ولكننا سنبقى نمارس المقاومة المشروعة من أجل اخراج المحتلين مهما يكن الثمن.
* ماذا بعد صدمة الفلوجة في قوات الاحتلال؟..
** كان موقفاً هستيرياً من قبل بريمر أن يقول.. سأضرب الفلوجة ضربة قاصمة!.. فأين الديمقراطية المزعومة؟!!.. اما قضية السحل فهذه ردة فعل نتيجة الإِرهاب الفكري والسياسي في الساحة العراقية، والانفلات الامني والخدمي والمؤسساتي .. ويوجد ملايين العاطلين عن العمل فضلاً عن أَنَّهم يتمتعون بالفكر الثوري والرسالي ، ويقاتلون من أجل منطلق وطني واسلامي ، وهذه المردودات السلبية من الطبيعي أن تؤدي إلى السحل والتمثيل، لكنِّنا نستنكر هذا العمل الذي سببه ردة فعل من إِخواننا المجاهدين لانّ المثلة لاتجوز ولو بالكلب العقور كما في الحديث الشريف لكنَّ القتل جاء دفاعاً عن النفس ، لان الجهاد الاسلامي ينقسم إلى قسمين.. جهاد ابتدائي وجهاد دفاعي، والجهاد الدفاعي لا يشترط الرجوع فيه إلى طيف أو إلى مرجع ديني، بل يجب على الإنسان ان يدافع عن نفسه بأي شكل من الاشكال، أما في القانون الوضعي، فأتفاقية جنيف توجب الدفاع عن النفس ، وعن الأرض مادام هناك احتلال ، فعلى الشعب العراقي ان يقاوم .
* سماحة الشيخ... ونحن نتحدث عن الدفاع عن النفس.. فانتم تتابعون، بلا شك، الممارسات الاسرائيلية اليومية في حق الشعب الفلسطيني، وتمثل هذا التصعيد الخطير في اغتيال مؤسس حركة حماس الاسلامية الشيخ أحمد ياسين .. وقد تفاعل الشعب العراقي بشكل لافت مع الشيخ الشهيد... هذه الحادثة كيف تقرأونها من موقعكم باعتباركم مرجعاً من النجف الأشرف؟.
** انا حفيد الإمام المجاهد السيد البغدادي... وحين وقعت انتكاسة حزيران عام 1967م ضد عبد الناصر ولم تتحرك النجف الأشرف ضد هذا العدوان ، فكان سماحة السيد البغدادي على رأس من أصدروا الفتوى بالجهاد ، وما جاء في فتواه تلك : «ولو أَني ممن يستطيع حمل السلاح لكنت في الصفوف الأَمامية في هذه الحرب المقدسة، غير ان المرض أقعدني عن تلبية نداء هذا الواجب المقدس...». وقد زار الاخ ياسر عرفات السيد البغدادي في مستشفى مدينة الطب، لكنَّ السيد كان في غيبوبة ، ولم يتحدث معه. وبعدها زار والدي السيد ياسر عرفات، وشكره على تلك البادرة الكريمة . والسبب في زيارة عرفات .. أنَّ السيد البغدادي تبنَّى موقفاً جريئاً لمساندة المقاومة الفلسطينية، فقد أصدر فتوى بأخذ الحقوق الشرعية من الأَخماس والزكوات بالقوة من الناس إذا اقتضى الأَمر ذلك .. من أجل تقديم الدعم المادي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ــ فتح ــ وقواتها العاصفة ، وبعد هذه الفتوى تجَّرأ علماء النجف ، فاصدروا فتاوى مشابهة، لأَنَّ بعض علماء النجف كانت لهم علاقات مشبوهة مع شاه ايران المقبور وهناك وثائق تثبت ذلك .
وهذا الموقف الأَخير موقف وطني رائع، يعبِّرُ عن نضج سياسي وفكري، لذلك تجد خطباء منابر الجمعة كلهم يستنكرون هذه العملية الاجرامية لتصفية الشهيد أحمد ياسين ؟..
* هم أَهدوا مقتل أربعة المقاولين في الفلوجة إلى الشعب الفلسطيني رداً على اغتيال أحمد ياسين وسموها كتائب الشهيد أحمد ياسين .
** هذه خطوة عظيمة ورائعة .
* إذن... اسرائيل واميركا تدفع ثمن الجرائم الاسرائيلية في أي مكان ؟..
** طبعاً، في أي مكان، اللوبي الصهيوني يعمل في العراق ، ويقوم باغتيالات ضد رجال الدين ، وضد السياسيين الوطنيين... يقومون بذلك من أجل اشغال الساحة .
* اكثر من شخصية عراقية التقيتها في هذا البرنامج .. أَكدتْ لي أَنَّ الموساد يعمل في بعض مناطق العراق ؟..
** نعم. لقد جاؤوا إلى العراق تحت اسم (المؤسسات الإنسانية)، لكنها في الحقيقة منظمات تجسسية موجودة حالياً في النجف الاشرف بأسم منظمة : (سي . أج . أف) دورها الظاهر إِعطاء قروض لإنشاء الدور والشقق السكنية .. وفي الديوانية منظمة (آي. آر. تي) نشاطها المعلن هو تركيز العملية الديمقراطية ، وقد صدرت فتاوى بتحريم التعامل مع هذه المنظمات .
* سماحة السيد.. ماهو تعقيبكم على تصريحات السيد حسن نصر الله بوضع مقدرات حزب الله تحت تصرف حماس ، وكذلك مبادرة مقتدى الصدر المماثلة بوضع امكانياته وامكانيات جماعته تحت تصرف حركة المقاومة الاسلامية ــ حماس ــ للرد على اغتيال الشيخ أحمد ياسين ؟.
** الشعب العراقي بكل أَطيافه ، وبكل قومياته ، وبكل أَعراقه .. يعتز بالشعب اللبناني لانه انجب حزباً ثورياً رسالياً هزم جيشاً لا يقهر .. فهناك علاقة جدلية بين حزب الله ، وبين كل مناضلي ومجاهدي الشعب العراقي.. وهذه مسألة طبيعية ، فأنا اصرح في كل بياناتي وفي كل لقاءاتي الصحافية أَنَّ حزب الله هزم جيشاً لا يقهر في حين الجيوش العربية كانت دائما في انتكاسات مع العدو الصهيوني .
* ووضع السيد مقتدى الصدر لما يملكه تحت تصرف حماس ؟..
** المسألة إِعلامية.. يريد أَنْ يبين للشعب العربي والشارع العربي أَننا مع حزب الله ومع حماس .. إِنَّ نهجنا واحد هو المقاومة.. انها رسالة رائعة جداً من هذا الشاب .
* سماحة الشيخ.. ذكرت في وقت سابق في حديثك أَنَّ الجهاد ينقسم إلى نوعين ، جهاد ابتدائي .. وجهاد دفاعي ، ما الفرق بين الجهادين ، ومرجعية كل منهما حسب الفقه الاسلامي ؟..
** الجهاد الابتدائي معناه احتلال العالم ، واقامة الدولة الاسلامية العالمية، وهذا لا يجوز تنفيذه في هذا العصر .. إلا بوجود المعصوم وأمره .. لكَّن بعض العلماء شذُّوا عن ذلك وقالوا: إذا تهيأت الظروف الموضوعية والذاتية، وتهيأ الجند والسلاح والمال .. يجب علينا ان نحتل العالم من أجل ان تنتشرَ وتُعْلَنَ بصوت عال كلمة : لا الله إلا الله محمد رسول الله.. على قبة موسكو ، وواشنطن ، وباريس.. ولكن هذا لايتحقق على الصعيد السياسي ، أو على الصعيد الاستراتيجي ، أو على الصعيد الفكري، لكنَّهُ نظرية انفرد بها فقهاء، فأجازوا هذه المسألة ، كالسيد الخوئي ، والسيد البغدادي ، والحقير .. وهذا بخلاف الجهاد الدفاعي الذي لا يشترط الرجوع إلى مرجع ، أو انتظار إِمام معصوم ، فمجرد عدو يهجم عليك يجب الدفاع عليك عن نفسك ، ففي الأُمور الفردية والشخصية يجب على الإنسان ان يدافع عن نفسه، مثلاً.. يهجم لص على بيتك وتحاول ان تطرده فلا يتراجع عنك.. هنا يجوز لك قتله، أو يشهر أحدٌ السلاح في حارتك ، أو في قريتك ، ويهدد النساء والاطفال ويخيفهم.. تقول له لا تمارس هذا العمل، ولكنه لا ينصاع لنصيحتك فيجوز ان تقتله .. هذه قضايا فردية شخصية .. فكيف ببلد عروبي اسلامي مستباح من قبل محتل كافر مستكبر جاثم على صدر العراق... أَنسكتُ عنه ، لا والف لا .. وبالطريقة الاولوية القطعية نقاتل دون مراجعة فقيه، ودون مراجعة طيف ، ودون مراجعة رئيس عشيرة .. نقاتل ضد المحتلين، ولمَّا جاءت الغزوة البريطانية إلى لعراق من أجل احتلاله واسقاط الدولة العثمانية .. كان شعبنا، الشعب العراقي، غير متفقه .. لذا أصدر فقهاء الشيعة فتاوى في الجهاد لصد العدوان البريطاني .. اما الآن فإِنَّ شعبنا متفقه .. لذا لم يصدر الرموز فتاوى بأستثناء أنِّي قلت يجب ان نقاتل ضد اميركا بمحاور ثلاث بعد ان لمست بعد سقوط النظام البائد مباشرةً أنَّ الحس الوطني والرسالي بين اهلنا وشعبنا لم يكن بالشكل المطلوب قلت، بعد أن نؤصل هذا الحس نقوم بعد ذلك بالمحاور الثلاث كما يلي:
المرحلة الأولى: خروج التظاهرات الجماهيرية الصارخة والصاخبة لمدة أَربعة أَشهر، تخرج وتقف على المعسكرات الأَميركية وتقول لهم : أَنتم شعب حضاري (الآن) .. اخرجوا من بلدنا.. إِنَّ الادارة الاميركية متصهينة .. إِن الادارة الاميركية تحكمها الرأسمالية المتوحشة .. إِنَّ الإِدارة الأَميركية أَداة من أَدوات الصهيونية .. فيجب أَنْ تخرجوا ، والا سوف تذهب نعوشكم إلى واشنطن... خلال اربعة اشهر تظاهرات في جميع انحاء العراق... نقوم بعدها بالمرحلة الثانية وهي: انتفاضة الحجارة مثل الشعب الفليسطيني العظيم، وقد تحقق هذا بعد العمليات الاجرامية في مدينتي كربلاء والكاظمية المقدستين حيث رشقوا العجلات العسكرية بالحجارة ، ولكن بريمر أصدر قانوناً بعدم جواز ضرب الآليات العسكرية بالحجارة، والا سيلقى القبض على الشباب والأطفال .
ومن ثم نبدأ المرحلة الثالثة وهي: نقول للأَميركان لمدة اربع وعشرين ساعة.. اخرجوا.. سنجند شبابنا ونسائنا لتحطيم البارجات الاميركية ونسف الدبابات الاميركية ، واستشهدت بجيفارا ورفاقه عندما حرروا كوبا، كانو اثنا عشر واحداً، فكيف والعراق فيه ملايين من المجاهدين، وملايين من العراقيين يؤمنون بالمقاومة المشروعة لذلك فسيخرجون خلال ((اربع وعشرين ساعة)) ، وستتحقق انشاء الله المبادرة إذا لم يخرج المحتل من العراق كما يزعمون بعد الثلاثين من حزيران.
* ولا تخشى الرد الاميركي جراء هذه التصريحات ؟..
** نحن لا نخشى احد إلا الله بوصفه المطلق ، ولذلك لا يوجد لدي أي حماية بوصفي لا اخشى احداً إلا الله سبحانه وتعالى ، ولكن خطابي التعبوي الميداني في مدينة الصدر، وقد استقبلني ربع مليون... قلت هذه الطروحات الثلاث، وفي حينها طوقت المدينة بالدبابات الاميركية، فقال لي بعض الاخوة يجب ان تضع حماية فألفت حماية رمزية ، لان اميركا إذا كانت تريد استهدافي فهي قادرة على قتلي خلال ((خمس دقائق))، ولكن يبقى الف «سيد البغدادي» في العراق، لكننَّي اريد الشهادة ، فالعراق تتجذر فيه الوطنية والعروبة والاسلام، والقواعد الاميركية زائلةٌ من العراق إنشاء الله .
* لعلَّ اميركا هي التي تخشاكم ولستم انتم الذين تخشونهم؟..
** الان اميركا متراجعة من خلال الانفعال اللاشعوري الموجود عند بريمر حيث قال في تصريح له : سأنتقم من قرية صغيرة وهي الفلوجة .
* ما هو سر هذه الفلوجة التي عقدت الاميركان ؟.
** سرها عظيم في أبنائها .. انهم وطنيون إسلاميون أشداء على الكفار رحماء بينهم .
* سماحة آية الله السيد أحمد الحسني البغدادي.. شكراً جزيلاً على هذا اللقاء وعلى هذه الايضاحات الهامة على ما يحدث في العراق بعد مرور عام على احتلاله ، ونتمنى لكم التوفيق والنصر وتمنياتنا من خلالكم إلى الشعب العراقي الشقيق .
** شكراً لكم.