مقتطفات من حديث المفكر العربي الدكتور عبد الحسين شعبان لمنصة مجتمع حول كتابه: دين العقل وفقه الواقع: مناظرات مع الفقيه السيد أحمد الحسني البغدادي. رسالة سماحة الفقيه المرجع القائد أحمد الحسني البغدادي دام ظله الموجهة الى الأمة العربية والإسلإمية هكذا يكون رجل الدين الوطني يتفاعل مع ما يحدث لشعبه وأمته العربية، والمثل اية الله العظمى السيد أحمد الحسني البغدادي... د. محمد جواد فارس نداء سماحة الفقيه المرجع الإسلامي أحمد الحسني البغدادي دام ظله إلى المسلمين والمسيحيين حول المجازر الجديدة المروعة على قطاع غزة الصامدة بیان سماحة آية الله العظمى السيد المجاهد أحمد الحسني البغدادي دام ظله حول الحرب الوحشية على قطاع غزة بيان سماحة آية الله العظمى السيد احمد الحسني البغدادي دام ظله حول عمليات طوفان الاقصى في الارض المحتلة وجوب النهضة على خطى الإمام الحسني البغدادي الكبير مؤلف "فقه التسامح" حاور فضل الله والبغدادي ودافع عن المسيحيين العرب.. عبد الحسين شعبان: تخلّف النخب السـياسية والفكرية يكبح التغيير والتجديد «دين العقل وفقه الواقع» لعبد الحسين شعبان (2) نقد العقل الديني اديان الارض ودين السماء احمد الحسني البغدادي

الحوار الخامس مع مجلة (جامعة الصدر الدينية)، العدد الاول، بلا تاريخ 2003

الحوار الخامس مع مجلة (جامعة الصدر الدينية)، العدد الاول، بلا  تاريخ 2003

الحوار الخامس

مع مجلة (جامعة الصدر الدينية)، العدد الاول، بلا  تاريخ 2003



  اجرى الحوار فارس خليفة


من فقهاء النجف المجاهدين.. غادر العراق في صبيحة الثالث والعشرين من اذار عام (1998م) ــ 1418هـ بعد هجوم الأَمن الخاص ، الذي يشرف عليه قصي النجل الأَصغر لصدام المقبور، على منزله ومكتبه لالقاء القبض عليه .. بسبب ايوائه مقاتلي الأَهوار، وبالتنسيق مع مجاميع افواج الرفض والمقاومة ( الجناح العسكري ) لحركة الاسلاميين الاحرار الذين فجروا مخازن الحلة العسكرية في العاشر من اذار عام 1998، وعند سماع نبأ الهجوم غادر العراق مشياً على الأَقدام إلى الجمهورية الاسلامية في ايران ( وكان بطل تهيئة العبور الاخ  (ابو ثائر) ، جهاد ابو صيبع ) ، وبعد وفاة استاذه الإمام الخوئي اجتمعت معه بعض الواجهات (السياسية والدينية)، والتمسوا منه التصدي لقيادة المرجعية الشيعية الاسلامية ، بيد انه رفض هذا العرض اسوة بالسلف الصالح .. وفي نهجه هذا ، ونكران ذاته، اصبح له مقام عظيم ، وشأن كبير وحديث خطير في عالم الحوزة والجماهير .

هذه هي النجف الاشرف بـــ(( اشعاعها الفكري الهائل )) ، وهذا سماحته يمشي في قلبها وحده .. وفي الصحن الحيدري الشريف الذي يعج دائما بالناس المؤمنين والمجاهدين ، واذا بالناس عند صلاتهم خلفه يشع في وجوههم الإِكبار والتقديس ، وتبدو في عيونهم موجة من الخشوع والخضوع لله الواحد القهار .

والتعرض لما تناوله من مواضيع مختلفة يمنح البحث طابعا حركيا وفكريا، فما أَلفه من كتب يتجاوز عشرة في موضوعات شتى ، وعلى مدى عقد ونيِّف، وهو ينتمي إلى عائلة لها وزنها الاجتماعي، ونفوذها السياسي هي عائلة «ال الحسني البغدادي»، وهؤلاء يتميزون بتاريخ علمي وادبي عريق ، وحضور سياسي في بلاد الهلال الخصيب، حيث يعتبرون من شرفاء مكة(1) المكرمة الذين ينحدر منهم الشريف ابو نمي امير مكة ( ت 721 هـ) وهو جد الاسر المالكة في الاردن والحجاز والعراق حينذاك، مؤثر في بلورة خطاباته وصياغة اطروحاته، يبرز ذلك اكثر أثناء وجوده في منفاه، حيث يعيش معاناة الغربة والشتات خارج الوطن الاعز .. كل ذلك ترك اثرا واضحا في نوعية كتاباته العقائدية والفكرية، ومؤلفاته الفقهية والأَصولية، وخطاباته السياسية والثورية التي لا تؤمن بـ  ( الواقعية السياسية ) ، ولا بـ (العامل الاقليمي والدولي ) ، وبخاصة عقب انتكاسة الانتفاضة الشعبانية ــ الآذارية العام 1991م التي تركت بصمات عميقة الاثر في بياناته واحاديثه .. وتعقيبا على ذلك يمكننا الاستفادة من فكره السياسي وطرحه الفقهي الحركي ومشروعه الحضاري، كتب عنه فقهاء وكتاب ومؤرخون عرب واجانب، بيد اننا نكتفي برسالة مباركة تفضل بها شيخنا الفقيه الشهيد السعيد الشيخ علي الغروي صاحب الموسوعة الفقهية الكبرى «التنقيح» اذ كتب إليه يقول: «سماحة آية الله المجاهد الفقيه السيد أحمد الحسني البغدادي ــ دام تأييده ، ابعث اليكم بتحياتي الطيبة راجيا من العلي القدير ان يمدكم بعونه، إِنَّه ولي التوفيق. وبعد فقد لاحظنا بتقدير واعجاب كتابكم القيم «بحوث في الاجتهاد»، فوجدته في أَحسن البيان الساحر، والاستدلال الرصين ، والإِحاطة الشاملة بأَطراف البحث ودقائقه، وذلك مما زاد أَملي بمقدرتكم وتفوقكم العلمي ، واسأل المولى عز وجل ان يمدكم بتوفيقاته ، وان يجعلكم في المستقبل القريب أَحد مراجع هذه الامة في الفتيا والتقليد ، ويسدد خطاكم في طريق العطاء ، وخدمة الشريعة الغراء ، والله ولي التوفيق ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته) (2).  

* من خلال خطابك السياسي ، وكتاباتك الفكرية لا تعطي الرمز ( الفقيه !!..) دوراً قيادياً... ألا يؤدي هذا التوجه إلى إِسقاط حاكمية الفقيه، وولايته على شؤون الامة باعتباره، امتداداً للإِمامة المعصومة الشرعية ؟..

** من وجهة نظر فقهية أنا أَعتقد في ولاية الفقيه(3) المطلقة... بوصفها أَطروحة سياسية لقيادة العالم ، ولكن لا بد من مراعاة ثلاثة وجوه في ذلك :

 الوجه الأَول : من هو الفقيه الذي تقصده؟.. أهو الشخص ام المشخَّص ؟! .. فأن يكنِ الشخصَ، فلا وجه لتقديسه لعدم عصمته ، بل الواجب تنبيهه عن ارتكاب الخطأ ، وتوجيهه عن الزلل ، ولا يؤطر هذا على جهازه الاداري (الحاشية) فقط، بل هو واجب على الامة، كلَّ الامة .

وإِنْ يكن المشخَّصَ، فالتقديس الواجب، والانقياد الكلي.. هو للقيم والمباديء الإِسلامية الكبرى، لا للرمز (الفقيه)، اذ هو، على فرض جامع لمكونات الشخصية الإِسلامية المتكاملة، ليس سوى مُعَبِّر عن تلك القيم والمباديء ، فالمفروض ــ إذن ــ على الإنسان المسلم أَنْ يأخذَ بدوره في الأَمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ويبدأ اولا وقبل كل شيء بـ ( الرمز ) ويحاسبه !!.

* لماذا ياسماحة السيد المجاهد تترك مفاسد العالم ، وتطالب بتطبيق هذه الفريضة على الرمز؟!!

** المسألة من حيث المبدأ لا تحتاج إلى تفسير.. الواجب الشرعي يحتم البدء بالرمز بوصفه زعيماً دينياً، وحارساً على البيت الاسلامي، فالاهتمام بترتيب البيت الداخلي أُولْى من الاهتمام بغيره، هذا من جهة ، ومن جهة اخرى.. يعتبر الرمز هو داعية النهوض الرسالي بمستوى الأَمة وثقافتها وحاجاتها، ويجب عليه أَنْ يلزمَ نفسه بذلك.. فدعوته إلى هذه الفريضة الواجبة من باب قاعدة الإِلزام، وطرح هذه الفكرة ليس من باب الغيبة والتعرض لمقام المرجعية والتعريض بها، والذين يطُرحون هذا الاشكال ليسوا كلهم متفقون، بداهة أَنَّ الغيبة المحرَّمة شرعاً هي ما كان بين المؤمنين بعضهم البعض، أَما مع رموزهم فالواجب عليهم تذاكر ذلك بينهم لأَنَّه مقدمة لاختيار الصحيح وتشخيصه من الفاسد منهم.. نعم هذا الإِشكال يصدر من بعض المتحجرين والجهال كالقول الشائع: (( لحم العالم مسموم ))، ولا نجد اصلا لهذا القول في كتب الحديث الصحيحة، بل هو من ترويج المشبوهين ، بل اقول صراحة متناهية... لو التزمت الأُمة بهذه الفريضة لتحققت الرقابة الميدانية الحقيقية المرجوة على قيادتها ، فينحل بذلك جانب من جوانب الإِشكالية الرمزية منها والصنمية.

الوجه الثاني: أَنا أُسلم بذلك لتقديم الفقيه في ميدان الجهاد، والعمل الصالح.. لا لتقديسه وتحويله إلى رمز يضر اكثر مما ينفع ، وما ذلك إلا أَنْ يُطْلَبَ منه العطاء الوقاد اكثر مما يأخذ ، فلا وجه للرمزية في كل ذلك ، بل لا وجه لما عليه البعض من الاهتمام بشأن الرمز فقط وترك الناس من العقلاء والحكماء.. فلا قيمة (للعامة) عندهم قط ، ولو تجرأ أي واحد من عامة الناس على قول كلمة حق تجاه الرمز، واشار إلى أَمر بمعروف أو نهي عن منكر في شأن يخصه فأنهم يمارسون عليه إرهاباً فكرياً، بل حتى في الأَوقات العصيبة لا يكلفون انفسهم ولا يجرؤن على مراجعة هذا الرمز أو ذاك البطل في خطأ، بل يصوره على أنَّ ذلك الخطأ صواب دون حوار أو نقاش من خلال التلاعب بالأَلفاظ ، وتخريج اعذار لاعقلانية، بل تراهم لا يتأثرونمأساة تمر بالأَمة من قبل الاحتلال الأَجنبي الكافر على شعبنا في العراق، ولا يبدون رأيهم في حرمة هذا احتلال بلد الأَنبياء والأَوصياء والعلماء المجاهدين الأَبرار التي لا تجوز الامرة عليه من خلال أَدلة وجوب القتال من أجل الدين، وأَدلة وجوب النهي عن المنكر، وأَدلة وجوب نفي سبيل الكافرين على المسلمين، وأَدلة وجوب حرمة التعاون مع الكافرين ، وكثير غيرها من الادلة القرآنية ، أدلة الحديث الصحيح… فهل هذا الصمت المطبق من شريعة الإسلام في شيء؟! وهل يمت إلى الدين بصلة؟! أَوليس هذا هو علي (عليه السلام) الذي سمع أَنَّ جيش معاوية انتزع خلخالا من معصم امرآه ذمية فبلغ الانزعاج والاسى به إلى أَنَّ يقول في خطبته «فلو أَنَّ مسلماً مات من هذا أسفاً ما كان به ملوما بل كان به عندي جديراً»؟!..

فما بالنا اليوم فقدنا قيمة المثقفين ، والعمال ، والفلاحين ، والكسبة..  فلا نتأثر بما يلم بالمستضعفين من الناس ، بل ننشغل بالرموز فحسب؟!..

الوجه الثالث: إِنَّ ذلك لا يعني ابداً مصادرة رأي الامة، وإلغاء حقوقها، ومنعها من تقرير مصيرها حيث أَنَّ هذا الكلام لا أَصل له ، بل الحق أَنَّ الامة تقرر مصيرها ، من خلال التصويت ، أو الانتخاب ، أو البيعة لنفسها .. كل دقائق التوجيه والإِدارة .. وكل ما يتعلق بالسياسة والاقتصاد والاجتماع وغيره .. والمستفاد من جميع أَدلة رقابة الأَمة على فقهائها .. ان الأَمة لها القرار الأَول والأَخير في كل ما يخصها .. وما دور قادتها ورموزها إلاَّ ما يسهل طريقها المستقيم ويوضحه لها، يتولون عنها المطالبة بحقوقها، فهم لسانها الناطق ، وعقلها النيِّر، والواجب أَنْ تتجسد فيهم كل أَحلامها وطموحاتها .

نعم، الواجب على الرمز (الفقيه) أَن يتدخل إِذا حدث خرق في الثوابت الاسلامية في موقف جماهيري ، أو تصويت شعبي ، وهذه حالة نادرة على ما اعتقد ، فألأُمة متدينة بالفطرة، تواقة إلى شريعة الإسلام الخالدة، وتطبيق احكامها ومنطلقاتها وتصوراتها، إِننا نجد الكثير الكثير من الناس يذكرون الرمز (الفقيه) بغير ما فيه ، ويرتبون له قصصاً وكرامات ليست فيه، يسوقون الأَساطير والخرافات التي لا تعقل في حقه؟!..

أليسَ الواجب هو محاربة هذا الجهل والتسطيح الفكري؟!.. 

أَليس الواجب أَنْ يكشف للأَمة أَنَّ الرمز يدرس علوم الشريعة العملية للنهوض بها ولا شأن له بمعرفة الغيب ؟!..

أليس الواجب هو تنبيه الأمة على خطر حرمة التقديس ، والتعظيم الاعمى ؟!..

فألمتحصل من ذلك كله.. أَنَّ الهدف هو الأُمة لا الرمز، مهما يبلغْ ما يبلغُ من الجهل المطبق.. بل إِنَّ البعض ممن لا دين لهم ولاعقل يرسِّخون التسطيح الفكري والثقافي والسياسي عند البسطاء، ليتقربُّوا بذلك من هؤلاء الرموز المتصدين للمرجعة الشيعية الاسلامية ، متناسين أَنَّ ذلك شرك بالله تعالى، فالواجب على شعبي وأَهلي في العراق أَنْ يتركوا النظر إلى تعظيم الرمز مهما يكن، بل أَنْ ينظروا إلى رؤاه السياسية والفكرية والاقتصادية ، فضلا عن التطبيق والتصرفات لتسمح لهذا الرمز أو ذاك أنْ يحمل قضيتها .

*سيدنا الفقيه.. نريد من سماحتكم تحديد القائد من خلال شرحكم عن الرمز (الفقيه)؟.. 

** القائد يجب أن يكون شجاعا مقداما .. ويجب ان يكون إِصلاحيا ثوريا .. ويجب ان يكون مثقفاً رسالياً.. كما أنَّ القائد لابد أنْ يتسلح برؤى وحنكة سياسية .. ويتحتم على القائد أنْ يعايش الجماهير الساحقة معايشة ميدانية، يتحسس آلامهم، يُسْهِمُ في حل مشاكلهم .. ويجب أنْ يكون زاهدا متقشفا. أَما القائد (المزعوم) الذي لا يتسم بهذه المواصفات ، فلا يسوغ الانقياد له.. حتى إِنْ يكنْ أَعقل العقلاء وأَقدس القديسين.

* على ذكر مواصفات الرمز (الفقيه القائد) لايخفى على سماحتكم أنكم كنتم ، ولا زلتم تطالبون أَولا بخروج المحتلين الأَميركان ، وبعد ذلك يكتب دستور جديد للدولة العراقية.. لماذا  نرى الفقهاء المتصدين يطالبون بالدستور بعيدا عن الإِملاءات الأَميركية وحسب ؟..

** لأَنَّ المسألة لا تحتاج إلى دليل وتفسير من وجهة نظر فقهية إِسلامية ، بل حتى من وجهة القانون الدولي بشجب وضع دستور دائم مادام هناك إِحتلال يجْثم على صدر الوطن الاعز... هذا أَولا، وثانيا: علينا ألاَّ ندخل في التفاصيل والجزيئات... لا صوت الآن إلا صوت مواجهة الاحتلال وإِرغامه على الرحيل عن الوطن  بكل ما نملك من طاقات تعبوية جهادية ، ثم بعد ذلك نفكر في وضع دستور على وفق رأي المرجعية الوطنية والإِسلامية بعيدا عن إِملاءات الإِدارتين الاميركية والبريطانية .

* ولكن ما نشاهده ــ الان ــ في الساحة العراقية بصراحة متناهية أَنَّ العراقيين يقفون وحدَهم .. فأين الاحزاب الوطنية والاسلامية ؟!.. وحتى انتم كفقهاء ومراجع وحوزة دينية ؟.. اين الجميع ؟!.. 

** اما الاطياف الإِسلامية والوطنية.. مع الأَسف الأَسيف يتحركون في قاعدة من الخواء والبوار .. أَما الفقهاءُ والمراجع والحوزة الدينية، فأني أَتصور أَنَّ عليهم مسؤولية دراسة الواقع كله ، ومعرفة كيفية مواجهة هذا الواقع ، ومواجهة التحديات المحدقة بالعراق وأَهله ، وعليهم ان يقفوا وقفة رجل واحد من أجل تجذير الحس الوطني والاسلامي بين الشعب العراقي ، وبعد تأصيل هذا الحس لابد ان يكون التحدي والصمود على ثلاث مراحل:

التظاهرات الجماهيرية ــ انتفاضة الحجارة ــ الجهاد المسلح ــ ومن هنا نستطيع تطوير آليات الجهاد ، أو تحديد هذه الآليات وكيفية العمل على تحريكها لينطلق الشعب العراقي بلا استثناء بحيث يشعر كل فرد من افراد الشعب، أَنَّ مسألة محاربة الأَميركان المحتلين هي مسألة شرعية، لا بد من تحريكها على واقع العمل على رسم الخطة، وتحديد الهدف، وتنوير المجاهدين الابطال على مسار بلوغه... علينا استنفار الشعب العراقي بكل ما لديه من امكانيات معنوية ومادية .

* لكن الوقت لا يسمح ــ سماحة السيد المجاهد ــ بسبب فقدان الأَسباب الموضوعية والذاتية الآن ؟..

** كنت اتحدث إلى وفد شعبي من أهالي الحلة الفيحاء زارني بعد مجيئي من المهجر بتاريخ الثلاثين من حزيران 2003م : إِنه لا بد أنْ يكون الأَمر كذلك .. اما الان.. فعلينا استنفار الأَمة بكل ما لديها من قوة ومنعة ، ماذا يمكن أَنْ تقدم الأَمة من الدعم المادي ؟.. وكيف نبحث عن أية ثغرة يمكن ان ينفذ منها المتطوعون المجاهدون من عرب ومسلمين لمشاركة الشعب العراقي في جهاده ؟.. وكيف نقف بكل قوة في وجه السياسات الإِنهزامية المتخاذلة المهينة المذلة ؟.. اننا لا نطلق شعارات براقة ، بيد اننا نجد بأم اعيننا قتلاً، وسلباً، ونهباً، وانفلاتاً أمنياً في وطننا الاعز.

* بكلمة اخيرة...ـ سماحة الفقيه المجاهد، توجهونها إلى الشعب العراقي بكل مذاهبه واديانه، وقومياته .. ما هو السبيل ( الان ) سياسيا، وميدانيا ، وعسكريا، ونفسيا .. كل هذا... ما هو أُفقه؟.

**  اننا نقول بصراحة متناهية لهذا الشعب العراقي الصابر المناضل.. إنَّ وحدتكم المتراصة .. هي التي اخرجُ القضية العراقية مما تريد الإِدارة الأميركية ، ولا تزال تريد أَنْ تفرضه عليكم ، إِنَّ الشعب العراقي في وادي الرافدين الاشم، بوحدته، وابتعاده كل البعد عن النعرات المذهبية والعرقية، يستطيع أنْ يثبتَ لأَميركا الإِمبريالية ، وعملائها في المنطقة .. أَنَّ كل الشعب ثورة ومقاومة تصدٍ وصمود ضد المحتلين الأَوغاد، وانه ليس رمزاً هنا ، ورمزاً هناك ، ولا هنا، ولا هناك ، بل هي المرجعية الوطنية والإِسلامية هي الأَساس لقيادة المعركة الفاصلة .. تابعوا وحدتكم المتراصة... تابعوا نهجكم الرسالي في نسف الجيش الاميركي الجاثم على صدر عراق الانبياء والاوصياء والعلماء المجاهدين... طالبوه بالرحيل إلى وطنه مشيا على الأَقدام، لا حملاً على النعوش ، وقولوا له أَنَّ الإِدارة الأَميركية عدوك الأَوحد بوصفها تقودها الماسونية العالمية، والمؤسسة العسكرية الصهيونية... تابعوا اخضاع كل الواقع هنا لينتفض على إِدارته الرأسمالية المعولمة المتوحشة ، ليقلْ لها إِنَّ الأَمنَ لا يكون إلا بخروجها من العراق، وإِنهاء الاحتلال... قولوا للادارة الاميركية إِنَّ المسألة العراقية هي مسألة شعب مسلم له تأريخه الحضاري عبر قرون متطاولة... شعب يريد أَنَّ يتحرر ، وإِنَّها قتلت القانون الدولي الجديد الذي تتحدثُ عنه، وتتبجحُ به.. إنها هي، الإدارة الأميركية قد قتلته في العراق .. وإِنَّها قتلت العراقيين ضد اميركا بوصفها زعيمة الإِمبريالية العالمية ومصالحها في العالم إلى ان يأذن الله بوصفه المطلق بالسؤدد والانتصار المبين ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وخاتم النبيين محمد ، وآله الطيبين الطاهرين ، وأصحابه المنتجبين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) للإطلاع على نسب سماحة السيد البغدادي، راجع، اولاً الكتب التالية : عمدة الطالب في انساب آل ابي طالب ، الداودي ، ص : 129 ومابعدها ، ط: 1962، و مناهل الضرب ، جعفر الاعرجي ، تحقيق : مهدي رجائي ، ط : 1419 ، قم، ولمحات اجتماعية عن تاريخ العراق الحديث ، د . علي الوردي ، 4/134 ، ملحق : 6 ، قصة الاشراف ، ط : 1979، ومخطوطات مكتبة آية الله السيد البغدادي ، د . محمد هادي الاميني ، ص : 35 ومابعدها ، ط : 1964، ومحمد الحسني البغدادي، تصفية المرجعية المجاهدة ضياع الوطن .. وتزوير الدين ، علي الحسني البغدادي ، ص: 30 ومابعدها، ط : الاولى 2009م . ومن خلال هذين الكتابين الأخرين ترى عشرات المصادر والمراجع حول ماكتب عن نسب وتراجم رجالها الاعلام .

(2)

(3) تغيرَّ رأي سماحة السيد في شأن ولاية الفقيه المطلقة . 

 

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha