الحوار الرابع مع مجلة «عالم المعرفة» تموز 2003م
الحوار الرابع
مع مجلة « عالم المعرفة» تموز 2003م
أَجرى الحوار رئيس التحرير رحيِّم المرشدي
سماحة آية الله السيد أحمد الحسني البغدادي يكشف اسرارا حول غزو العراق
• كلُّ من حارب السيد الصدر جاهل.. حاقد.. أو عميل!!..
• المعارضة في الخارج لا تمثل الشعب العراقي في الداخل
• هناك ثلاث مراحل لمقاومة احتلال ارض العراق الطاهرة
• نريد قيام دولة شورية تعددية لاتستثني أي طاقة وطنية
*السيد البغدادي يعد اليوم واحد من رموز المؤسسة الدينية الشيعية في العراق، وقد طُلِبَ منه، بعد وفاة السيد الخوئي، التصدي للمرجعية الشيعية، إلا انه رفض ذلك إِسوةً بالسلف الصالح .
وهو المرشد الروحي لحركة «الاسلاميين الاحرار».. وقد نوه عن شخصيته فقهاء و كتاب وصحفيون عرب واجانب أَبرزهم: الإمام المجاهد السيد البغدادي والدكتور عبد الحميد الراضي، والشيخ الغروي، والسيد محمد حسين فضل الله، والاستاذ عادل رؤوف، والباحث الشيخ يونس السامرائي ، وغيرهم .. وقد اضطر إلى مغادرة العراق بسبب . هجوم الأَمن الخاص على مكتبه ومنزله في صبيحة الثالث والعشرين من اذار عام 1998م، امضى خمس السنوات الاخيرة بعيدا عن وطنه واهله .. كان فيها من ابرز عناصر المعارضة للنظام البعثي البائد .. وبعد عودته إلى بلده قامت مجلتنا بأجراء اللقاء الآتي مع سماحته، حيث اجاب على اسئلتنا مرتجلا بكل وضوح وصراحة.
*ما هو تقييمكم للنهضة الإِصلاحية الشاملة التي قام بها السيد الشهيد المظلوم محمد الصدر؟ ..
** السيد الشهيد الخالد محمد محمد صادق الصدر يعد في العصر الحديث انعطافة تاريخية ، ونقلة نوعية في تاريخ المرجعية الإِسلامية .. فهو عندما وجد أَنَّ هذه المرجعية اصبحت تعتقد بالتقية اللاشرعية التي اكل الدهر عليها وشرب كما قال بذلك الفقيه صاحب المصباح رضا الهمداني، وكما قال القائد المؤسس الإمام الخميني: «إِنَّ التقية في هذا العصر كفر» نقلا عن تصريح أَدلى به أَول رئيس وزراء في الجمهورية الاسلامية في إِيران المهندس مهدي بازركان. تصدى الشهيد الصدر الثاني ضد اخطر طاغية في التاريخ ، ونهض بحركته الإِصلاحية، واستقطب كل الجماهير العراقية، وخاصة العمال والفلاحين والكسبة، فكان له دور فاعل ضد طاغية بغداد .
*سمعنا أَنكم، عندما كنتم في المهجر، كانت لكم مواقف مشهودة للشهيد الخالد، وخاصة تأييد ظاهرة صلاة الجمعة المليونية، هل يمكن ان تحدثونا عن هذه المواقف؟
** حين كنتُ في المهجر، وفي حضور مجاهدي الأهوار في قم المقدسة، صرَّحْتُ جهراً : «كل من ظلم السيد الصدر اما جاهلاً واما ظالماً واما جاسوساً للمخابرات المحلية أو العالمية»، وحين نشرت هذه المقولة في الصحافة العربية والاسلامية استنكرها بعض رموز المعارضة، وأثناء أدائي فريضة الحج عام ( 2000م) طلب مني اهالي الرميثة المجاهدة محاضرة حول الشهيد الصدر، سجلت تلك المحاضرة على كاسيت فيديو، وفيها كشفت اسرارا خطيرة من خلال الخطاب الرقمي، ولازال الكاسيت موجوداً عندي ، وقد انتشر في الولايات المتحدة واوروبا . وكان لها صدى عظيم عند مريدي السيد الشهيد الصدر الثاني، حين عرض ذلك الكاسيت على أَحد رموز المعارضة في مكة المكرمة القى محاضرة اتهم فيها السيد الشهيد بأنه حكومي . فثارت ضده ضجة من قبل الاسلاميين، ومريدي السيد الصدر، فتراجع في اليوم التالي وقال: إِني لم أَكن حاقدا على السيد الصدر ـ لم يقل الشهيد ـ وقال كنا نحضر معه بحث السيد الشهيد محمد باقر الصدر.
*هل جرت اتصالات بينكم وبين الشهيد الصدر حينَ كنْتَ في الخارج ؟
** زارني الأَخ أَبو كرار الحجيمي من ابناء النجف، وهو لايزال على قيد الحياة، مبعوثا من السيد الشهيد الخالد الصدر الثاني وقال لي : يسلم عليك السيد، ويريد منك تسجيل كاسيت فديو تتحدث فيه عن مسيرته الجهادية، وأَهمية صلاة الجمعة المليونية في مسجد الكوفة، فقلت له: لم يكن لي أي محاضرة عن السيد ، وانما كانت لي تصريحات من هنا وهناك لتأييد مسيرته الجهادية ضد طاغية بغداد . وقلت له : بلغ السيد الصدر بأني مظلوم عند شعبي في العراق فإِنَّ الاشاعات التي انطلقت من المؤسسة الدينية النجفية تقول: إِنَّ السيد البغدادي أَخرجَ كتابا بعنوان «الطاغوت يحكم»، وحين أُراد الامن الخاص مساءلته واستجوابه هرب قبل أَنْ يصلوا اليه. الحقيقة غير ذلك، والسبب في ذلك هو العمليات التي قامت بها «حركة الاسلاميين الاحرار» من خلال أَفواج الرفض والمقاومة ( الجناح العسكري ) حيث قامت بتفجير مخازن الحلة العسكرية في اذار عام ( 1998 م) ، وقد نجحت العملية البطولية ، وعلى أَثر ذلك قام النظام المهزوم باعتقالات عشوائية ضد كوادر الحركة، وأَخبرته أَني سأُبادر إلى اقامة ندوة جماهيرية لتأييد السيد الصدر تحت عنوان ( نسأل ونجيب )، اكشف فيها حقيقة الكراس السيء الصيت (مرجعية محمد الصدر)، الذي اصدرته بعض الاطياف المحسوبة على الحركة الاسلامية التي تقول «إِنَّ السيد محمد الصدر مرشح السلطة»، وقد كتبت الشيء الكثير في كتابي «السلطة والمؤسسة الدينية الشيعية في العراق» وهو الحوار الذي اجراه معي المركز العراقي للاعلام والدراسات ، الذي يديره الأَستاذ عادل رؤوف صاحب كتاب «مرجعية الميدان»، ولكنا فوجئنا بأستشهاده، وإِنَّا لله وإِنَّا اليه راجعون، والى الله المشتكى، ومنه نتمسك بدينه القويم، أقامَتْ الجماهير العراقية في سوريا تشييعاً له، وقد أجرت قناة الجزيرة معي حواراً إِلاَّ لم يعرض، بل عرضت صورتي على الشاشة فقط .
*ما هو ردكم على من يقول إِنَّ النظام البعثي دَعَمَ مرجعية السيد الشهيد الصدر بأعتبارها مرجعية عربية، وذلك لتحجيم المرجعية غير العربية؟
**ليس من الامانة التاريخية ، ولا من الدقة الموضوعية تصديق هذا الطرح الطاغوتي لوضوح بطلانه وذلك لعدة أدلة :
الدليل الاول : إِذا كانوا حريصين حقا على تكوين مرجعية عربية في العراق... فلماذا والف لماذا، بعد وفاة السيد الخوئي، احتفظوا بمرجعيات غير عربية كمرجعية السيد عبد الأَعلى السبزواري ، والسيد السيستاني، والشيخ الغروي؟ ، ولم توضع عقبات ومطبات في مسيرتهم .
الدليل الثاني : إذا كانوا حريصين حقا على ذلك ، فلماذا ضغطوا على فقهاء العرب العراقيين، وطلابهم لحضور احتفالاتهم وندواتهم التي تعقد باسم الدين، والدين منهم براء، مع أَنهم يعلمون علم اليقين أَنَّ الشعب العراقي يبتعد، بشكل أو بأخر، عن الذين يمتثلون لهذه المراسيم الدينية.
الدليل الثالث : إِنَّ الشهيد الخالد الصدر الثاني تصدى للمرجعية في حياة السيد الاستاذ الخوئي وفي تصديه وجد النظام المهزوم أَنَّ كثيرين من العراقيين عدلوا عن تقليده .. فكيف بعد صعوده إلى الملأ الاعلى ؟!.. ومن هنا بادروا بسرعة مذهلة ذكية إلى مرحلة مساندة المرجعية العربية العراقية .
*المعارضة العراقية مختلفة الاتجاهات والأَهواء ، وكلٌ منها يدعي أَنَّه الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي .فما هو تعليقكم على هذه المفارقة ؟..
** المعارضة في خارج العراق لا تمثل الشعب العراقي في الداخل ، لأَنَّ الشعب العراقي كله معارض ، وهو الممثل الشرعي الوحيد لقيادة وادي الرافدين ، وما المعارضة في الخارج إِلاَّ وسائل إِعلام ليس إلا، ويشكرون على ذلك.
*ما هو تقييمكم للمعارضة العراقية ؟..
**إِنَّها معارضة سيئة لأَنها تاجرت باسم شعبنا وأَهلنا في المهجر، ونسقت مع الدول الإِقليمية الرجعية منها والتقدمية ، وكسبوا مليارات من الدولارات الصفراء، وقد اصبحت كل أَوراقهم مكشوفة، وبخاصة بعد انضوائهم تحت ما يسمى «قانون تحرير العراق» السيء الصيت، هذا القانون الذي لا يستهدف العراق فحسب، بل يستهدف المنطقة كَّلها، كما يستهدف الحركات الإِسلامية وعلى رأسها «حزب الله» الذي هزم (الجيش الذي لا يقهر) .
*إلا تلاحظون أَنَّ وصف المعارضة بأنها سيئة أَمرٌ خطير ؟!.. فماذا تقصدون بذلك ؟ ثم... أَلستم من رموزها؟!..
**لا نقصد بذلك جميع المعارضة . بل نقصد تلك المعارضة التي تؤمن بالمشروع الأميركي وتقيم المؤتمرات تحت المظلة الأَميركية، فهناك معارضة وطنية شريفة، رفضت المشروع الأَميركي جملة وتفصيلا ، وفي مقدمتها «الجبهة الاسلامية الموحدة». هذه الجبهة سيكون لها دور استراتيجي فاعل ضد الغزاة الذين يحتلون عراقنا الطاهر ، وستفتح عما قريب مكاتب لها في النجف الأَشرف ، وبغداد ، والبصرة ، والموصل .
*من هي الأَطياف الإِسلامية التي شكلت هذه الجبهة ؟ وهل هي مختصة بألاحزاب الشيعية ، ام تشمل الاحزاب السنية ايضا؟..
**هذه الجبهة غير مختصة بالأحزاب الشيعية، بل تشمل الأَحزاب السنية المجاهدة ايضا، وهي حاليا تشمل «حركة الاسلاميين الاحرار»، و«الحركة الاسلامية» في العراق، و«الكتلة الاسلامية»، قد التقى قياديو هذه الجبهة مرات عدة مع حزب الدعوة الاسلامية والاخوان المسلمين، والحزب الاسلامي العراقي، للتحاور معهم، وقد استجابوا بشكل أو بآخر للإنضمام إلى هذه الجبهة .. فإذا تحققت هذه الأَمنية العظيمة فسوف نقفز قفزة نوعية نحو تحقيق جبهة القوى الوطنية العراقية من الديمقراطيين والقوميين والاسلاميين والشخصيات الوطنية المستقلة .
*هل يرجع عدم انخراط هذه الجبهة في المشروع الاميركي يرجع إلى عدم مفاتحة الإِدارة الأَميركية لها بذلك ؟..
**الامر على العكس فهذه الجبهة قدمت لها عُروض من دول اقليمية، ومن (C I A) الأَميركية ومن الـــ(M I D) البريطانية من خلال وكلائهم في المعارضة العراقية ، ولكنها رفضت التعاون مع هؤلاء وأولئك .
*هل يعني هذا انكم التقيتم ببعض رموز المشروع الاميركي ؟ وما هي العروض التي قدموها لكم ؟..
**كنْتُ جالسا في مكتبي، فأتصل بي الأَخ عادل رؤوف قائلاً أُريد اللقاءَ معك الآن، فأجبته بأنني سآتيه إلى المركز العراقي، وحين آتيته أخبرني أَنَّ «عزة الشابندر» ممثل مكتب المؤتمر الوطني العراقي في سوريا به، وقال «عزة الشابندر» لعادل رؤوف: نحن وقعنا في ورطة لوجود مقاومة ضد عمليات ( التحرير) الاميركي للعراق ، فالمطلوب منك يا ابا فداء انت والسيد البغدادي ان تذهبا إلى العراق على رغبة من الحكومة الكويتية ، وتقوما بتأييد هذه العمليات ، وتهييج المجاهدين في الناصرية بأعتبار ان السيد البغدادي له علاقة مع مجاهدي الأَهوار .. ثم الذهاب إلى النجف الأَشرف لتهييج أبنائها ضد نظام صدام، وتأييد الجيش الاميركي، وستقدم الحكومة الكويتية مبلغ (ثلاثمائة الف دولار) هدية للسيد البغدادي ، ومبلغ (مائة وخمسين ألف دولار) لمركزك العراقي، بأعتبار أَنَّ لك علاقة استراتيجية مع السيد مقتدى الصدر فتؤثر عليه ليقوم متظاهرات ضد نظام صدام ، فقلت له ـ والكلام للاستاذ عادل رؤوف ـ : «هذا الملف يجب أَنَّ يغلق، فمن المستحيل أَنَّ يتعاون معكم السيد البغدادي ، وقد اصدر بيانا ضد الغزو الاميركي ، ونادى شعبه للخروج ضد الغزو أَولا ، ثم الالتفاف ضد الدكتاتور، وإِسقاط حكمه ، واستلام الدولة بقيادة الحركة الاسلامية بكل فصائلها ، واقامة الدولة التعددية والشورية، وعدم استثناء أي طاقة وطنية ، وتحقيق دستور دائم في اطار القرآن والسنة الصحيحة» ، وقال الاستاذ عادل رؤوف لــ«عزة الشابندر» ايضا: «من المستحيل أَنْ يأتي السيد البغدادي على ظهر دبابة اميركية.»، وذهب الشابندر إلى بعض الرموز الدينية في سوريا، فكان موقفهم مشرفا ورفضوا ذلك ، وهنا لابد من القول: إِنَّ كل من آزرَ ما يسمى بقوات التحالف الاميركي سوف ينكب ، كما نكب الكثير منهم على مراى ومسمع من العراقيين ، والحبل على الجرار، وقبل ذلك التقى بي قيادي من الجبهة الاسلامية الموحدة هو الشيخ محمد نديم الطائي الموصلي ـ اسمه الحركي حاتمي ـ مبعوثا من المخابرات الاميركية، وإِنْ لم يصرِّح بذلك، وقال: إِنْ صداماً لم يكن دكتاتورا وحسب ، وإِنَّما فاشي ، والفاشي لا يسقط إلا عن طريق العمليات العسكرية الاميركية ، فيجب ان تذهبوا معي للتفاوض مع الادارة الاميركية! بيد أَني خرجت من الجلسة وقدمت له كتابي ــ «الخطاب الاخر» ضد صدام واميركا، وبعد ذلك اصدرت الجبهة بيانا استنكاريا ضد الغزو الاميركي المرتقب .
*ما هي اطروحتكم لمستقبل العراق ؟..
**ندعو إلى تعددية شورية ، وعدم استثناء أي طاقة وطنية ، وتحقيق دستور دائم ، وتخيير الشعب العراقي بين دولة دينية أو دولة علمانية ، وتخيير الشعب بين دولة ملكية أو جمهورية ، ويجب ان نبتعد عن الدكتاتورية، وعن الشعارات البراقة التي تطلقها بعض الرموز ضد الاحتلال، في الوقت الذي نجدهم يحضرون مؤتمر المؤامرة في لندن تارة ، وفي «صلاح الدين» تارة اخرى بأسم التنسيق والمتابعة، وفي «الناصرية» تارة ثالثة التي اعجبني فيها تظاهرات أهلها الصاخبة ضد هؤلاء الدجالين ، فأدعو شعبي وأَهلي في العراق الى مقاومة هؤلاء بالطرق السلمية ، وان يوجهوا مقاومتهم، على مراحل، ضد الإِحتلال الأميركي لأَرضِ العراق الطاهر، وقد اصدرت فتوى صريحة في هذا الشأن، فلتراجع .
*ما هي الخطة التي تعتقدون انها مثلى في مقاومة الإِحتلال الاميركي لأَرض العراق الطاهرة ؟..
**مقاومة الاحتلال على الصعيد التكتيك (المرحلية) لها مراحل متعددة وهي :
اولا : المقاومة السياسية من خلال التظاهرات الجماهيرية السلمية التي تنطلق إلى معسكرات المحتلين ، وتقول لهم : انتم شعب مسالم ، ولكن تحكمكم الادارة الاميركية (المصهينة) الادارة الاميركية تؤمن بالعولمة الرأسمالية المتوحشة ، الإِدارة الاميركية توجهها الماسونية العالمية ، فإذا كان ابن لادن وهو شخص واحد قد حطم المركز التجاري العالمي، ووزارة الدفاع الأميركية، وأوجد الهلع والخوف والاضطراب الكبير، فستجدون أَلف ابن لادن في العراق ، وقد عرف البريطانيون الشعب العراقي من قبل من خلال هتافهم المأثور ( فاله ومكوار بلندن مشهوره ) .
ثانيا : انتفاضة حجارة ، حيث نهئُ أَطفالنا لضرب الدبابات الاميركية بالحجارة ، ومن خلال هذه العمليات .. نجذِّر الحس الوطني والرسالي والثوري بين صفوف أَهلنا ، نسعى إلى توسيع دائرة هذه الانتفاضة من الشمال إلى الجنوب .
ثالثا : بعد ذلك نعلن على المحتلين من العراق ضمن سقفٍ زمني محدد ، وبالتالي نعلن الكفاح المسلح ، وهو الطريق الوحيد لتحرير الأرض ، والإنسان العراقي .
*ما هي توجيهاتكم للأَمةِ في ظل هذه المحنة ؟..
**إلى اهلي وشعبي في العراق: اناديكم بأسم الإسلام ألاَّ تدخلوا في معارك جانبية، أو مزايدات سوقية، أو مساجلات كلامية مع هذا الرمز أو ذاك ، لانكم تعيشون تحت نير الاحتلال الغاصب ، فيجب ان ترصوا الصفوف، وتجذروا الحس الوطني والاسلامي والثوري بين صفوفكم .. حتى تكسبوا المعركة الفاصلة بأسرع وقت، لا تبحثوا عن قائد ، أو رمز ، أو مرجع يقود المعركة لطرد المحتلين الغزاة ، كل واحد منكم قائد ، كل واحد منكم رمز ، كل واحد منكم مرجع يقود المعركة .. لاتقولوا نحن في حاجة ضرورية إلى قيادة مرجعية دينية ، أو حزبية وطنية أو اسلامية ، أو عشائرية ، أو مناطقية... هذا خطأ فادح، يجب ان تتمسكوا بالحديث الشريف «كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته». يقول احد المفكرين الانجليز «تعسا لأَمة تبحث عن بطل»، لقد طالبتم بمجيء البطل في انتفاضة شعبان الإِسلامية العظيمة عام 1991م من خارج الوطن ، وكنتم تستغيثون وتصرخون ، ولم يستجب لكم ، ومن حقكم ان تتساءلوا... لماذا لم يأت البطل، ويجتاح العراق لمناصرة الانتفاضة المتصاعدة؟ أليس خوفا من التحالف الثلاثيني من ان يتوجه إلى معاقبة الجمهورية الاسلامية الايرانية بحجة انها تتدخل في شؤون سيادة العراق، ألا يحق لكم ان توجهوا العتاب إلى هذا البطل (المزعوم) لانه لم يفكر في خطة طواريء، لانقاذ العراق من الدكتاتور ؟!..