احمد الحسني البغدادي في عيون معاصريه تقييم الاستاذ عبد الخالق الشاهر
احمد الحسني البغدادي
في عيون معاصريه
تقييم الاستاذ عبد الخالق الشاهر
سماحة السيد آية الله العظمى احمد الحسني البغدادي دام ظله
من/ عبد الخالق الشاهر
تحية العروبة التي شرفها رب محمد العربي بحمل أثقل رسالاته بقرآن عربي مبين الى الترك والفرس والروم وغيرهم الكثير ودقت أبواب القسطنطينية وخراسان ووصلت الهند والسند وليون في فرنسا بحد سيف العرب.
يا صديقي الكريم
بيان سماحتكم هو اعلان جهاد بنكهة خاصة ولم يأت بصفة الفتوى فلا فتوى للجهاد بتقديري المتواضع إلا إذا كانت الصلاة او الزكاة تتطلب فتوى، ولعل كل الشعائر لا ترقى الى الجهاد، فضلا عن أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يركز على موضوع الجهاد، والدليل اني عندما دخلت دورة عسكرية في الهند سبعينيات القرن الماضي وكانوا في التمارين يفترضون العدو باكستاني وعندما يفترضون قوته يقولون (100جندي (3) دبابات (4) هواوين (20) مجاهدس) فأسأل لماذا تلفظون مفردة مجاهد بالعربية وتضيفوا اس الجمع بالإنكليزية.. اجابوا ان مفردة المجاهدين غير موجودة في كل لغات العالم عدا العربية، وعرفت لماذا؟؟ لأنها وردت وتكررت في القرآن العزيز فقطـ.
بيانكم الجهادي هذا لم يختلف عن مواقفكم الصلبة ضد الاحتلال الأمريكي الغاشم لعز العروبة والإسلام بلدنا العراق، ويذكرني ذلك بمحاضرة منهجية في جامعة الدفاع الوطني يوم كنت رئيسا لهيئتها التدريسية عنوانها (أثر الإسلام على المجتمع العراقي) فاستدعينا الشيخ الدكتور احمد الكبيسي لإلقائها فبدأ محاضرته بالتحدث الي قائلا (ارجو من السيد اللواء ان يعمد الى تغيير عنوان المحاضرة الى أثر العراق على الإسلام لإن دكاكين الكوفة والبصرة هي التي زادت الإسلام ثراء)..
اليست القدس عروس عروبتنا كما قال شاعرنا المجاهد النواب؟؟ الم تنتهي قضية فلسطين الى الأبد منذ نصف قرن؟؟ تخلص القاعدون امثالي منها ودفنت.. ورأينا بإم اعيننا مساكن غزة الجميلة وشوارعها ولمسنا كيف انهم يعيشون عيشة لا بأس بها فعلام يحفرون الأنفاق ويرفسون ما هم فيه من (عز)!!؟؟ الا يعلمون انهم غير قادرين على مجابهة أمريكا والغرب والترسانة الإسرائيلية؟؟ اليست حماس هي المسؤولة عن دمار غزة والضفة؟؟ ثم اليس حزب الله هو المسؤول عن دمار لبنان؟؟ ونحن نبحث عن (الاستقرار) في المنطقة وليس الدمار؟؟ الا يمكن تحرير فلسطين دون دمار؟؟ خصوصا ومجرم الحرب نتنياهو وقبله الإرهابي بيغن محاورين جيدين وصادقي النوايا؟؟ ثم ألم يقل الكثيرون عن طوفان الأقصى الذي فصل بين عهد الخنوع العربي والإسلامي، وعصر عزهما، تلك السيمفونية الرائعة الي غنت لها شعوب العالم ومن ضمنهم بعض حاخامات اليهود واطربت روح الجندي الأمريكي الذي احرق نفسه امام سفارة الكيان في أمريكا الشر.. اطربت الكل الا اهل القضية من العرب والمسلمين، وجعلت كل خبراء الاستراتيجية في العالم يرون انها بداية النهاية للصهيونية العالمية وكيانها المحتل
الكارثة الأعظم سيدنا الحبيب يا من لا تليق عبارة (ركاب الدبابة الأمريكية) الا على فمكم هي اننا وبكل صفاقة قلنا يوم السابع من أكتوبر انه (مؤامرة) وهو (اتفاق تحت الطاولة) بين إيران وحماس وحزب الله والكيان الصهيوني لأنهاء قضية فلسطين وتدمير الأمة العربية، ولنفترض جدلا ان ذلك صحيح، اليس مجرم الحرب نتنياهو طرفا في المعادلة؟؟ لماذا يفرح البعض بقتله لقادة حزب الله ولماذا يتخيلوا ان هذا الحزب انتهى يوم استشهاد قادته، بل هناك منا من كانت ليلة عرسه يوم كانت ضربة الكيان على إيران محدودة.. لا لشيء الا ليثبت مقولة ان ايران (لن تضرب) لأنها حليفة أمريكا والصهيونية، وتعرف سيدنا اني قلت على الفضائيات وكتبت في الصحف قبل عقد ونصف من الزمن «ان ضربة ايران كقطار يسير على سكة لا بد ان يصل المحطة يوما» وتعرف اني ضد أي نفوذ إيراني في العراق والأمة العربية، ومع الإسلام ضد الإسلام السياسي، ووصلتكم سلسلة مقالاتي (السادة زعماء ايران المحترمون بعد التحية) نشرتها قبل الطوفان المقدس خاطبتهم بكل ود ناصحا بالقول في احد الأجزاء «ينبغي التحول من ايران الثورة الى ايران الدولة» وفي الجزء الأخير نصحت «ان ثورة غاضبة اسكنت منظمة التحرير في مقر سفارة الكيان الصهيوني» وبادرت لوضع دستور يقول: «مهمة جمهورية ايران الإسلامية توحيد الامة الإسلامية ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا» يستدعي وقفة لأعاده النظر بأبعاد هذا الأمر، وهل ان تحقيقه ممكن ضمن المدى المتوسط او البعيد في البيئة الدولية والإقليمية وأقرب البلدان اليكم صاح شبابه في انتفاضة تشرين السلمية (ايران برة برة بغداد تبقى حرة)
أخيرا سيدنا هناك معركة شرف تاريخية تجري منذ سنة هي أشرف من كل المعارك التي خاضها العرب مع الكيان بدء (بنكبة) 1948 التي ضيعت فلسطين التاريخية رغم ان قوات الطرفين كانت جيوش (4) ممالك بضمنها مملكة العراق ودولتين عربيتين مقابل ميليشيات صهيونية... تلتها (نكسة) وهي هزيمة وليست نكسة بعدها حرب تشرين التي خسرنا فيها سيناء والجولان بأيام.. ربحنا فقط في طرد الصهاينة من الجنوب اللبناني ثمانينات القرن الماضي وكان الفضل الأكبر لحزب الله..
هذه المعركة قائمة لا زالت ولا يتخيل البعض انها انتهت، ولا نجبر أحدا على المشاركة فيها، ولكن يمكننا ان نلتمس من القاعدين امثالي ان لا يشيطنوا رموز المقاومة وزعمائها لأن في ذلك وقوف مع مجرم الحرب نتنياهو.. تنتهي الإبادة الجماعية الصهيونية لشعبنا في فلسطين ولبنان ووسائط التواصل موجودة وقناة الحدث موجودة، وليغرد كل على شاكلته، تحت الطاولة.. فوق الطاولة.. امدحوا شهداء المقاومة او ذموهم، قولوا ما شئتم، فحرية التعبير حق مقدس ولكن ليس خلال صراعات الوجود... فقبلها وبعدها مسموح وخلالها ممنوع.. خلالها يمكن ان تجاهد او تدعم «من جهز غازيا فقد غزا» حديث شريف، او تذكروا قصيدة شاعرنا نزار قباني التي قالها قبل عقود «يا أطفال غزة علمونا» فلنتعلم منهم، والأهم ان لا نقف مع أعداء الله
اثقلت عليكم أيها الصديق الصدوق الذي علمني ان الإسلام ليس عمامة فقط بل هو ثقافة واسعة لا بد للفقيه ان يمتلكها كما فعلتم.. وفقكم الله وأدامكم للعراق وأمته العربية وعالمه الإسلامي.
٢٩ تشرين الاول ٢٠٢٤م